انتسب الشيخ حسن مشيمش إلى "حزب الله" سنة 1987، عندما كان في الثالثة والعشرين من عمره، أثناء تلقيه العلوم في مدينة قم الايرانية. وخرج من الحزب عينه في سنة 1998، بعدما كان مساعد أمينه العام الأول صبحي الطفيلي 1948 لشؤون رجال الدين والنشاطات الاجتماعية. وهو يقيم اليوم لاجئا منفيا في إلمانيا، بعد تعرضه إلى الحوادث الآتية:
- صباح 7 يوليو/تموز 2010 اعتقلته السلطات الأمنية السورية على معبرها الحدودي من لبنان، أثناء توجّهه برا إلى مكة في الخليج، مع بعض أفراد عائلته. اتهمته بـ"العمالة للعدو الصهيوني"، وزجت به في سجونها.
- في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 أطلقت سراحه، وسلّمته إلى السلطات اللبنانية التي احتجزته وسجنته وحاكمته بالتهمة عينها.
- في 19 ديسمبر/كانون الأول 2011 طلب قاضي التحقيق العسكري اللبناني عماد الزين إعدامه.
- في 15 أبريل/نيسان 2013 أصدرت المحكمة العسكرية اللبنانية قرار سجنه 5 سنوات.
- في 15 أبريل/نيسان 2014 أخلت المحكمة أياها سبيله بكفالة قدرها 5 ملايين ليرة لبنانية. وقال بعد إطلاق سراحه: "تمنيتُ الموت ألف مرة على التعذيب أثناء أشهر اعتقالي الأولى".
- في غضون سنة 2017 غادر لبنان إلى فرنسا طالبا من سلطاتها اللجوء السياسي اليها. وقال إنه دفع رشاوى باهظة للحصول على جواز سفر.
- في 21 مايو/أيار 2020 طلبت السلطات الفرنسية منه مغادرة أراضيها، فتوجّه برا إلى ألمانيا. نزل في برلين وطلب اللجوء إليها من السلطات الألمانية. وقال إن السلطات الفرنسية رضخت في قرار إبعاده من أراضيها إلى طلب السلطات الإيرانية محابية (مصدر هذه السلسلة من المعلومات الشيخ حسن مشيمش، ومواقع إخبارية عدة على الإنترنت).
من الخوف
أمام بيته في بلدته الجنوبية كفرصير اللبنانية القريبة من النبطية، جالست الشيخ حسن مشيمش، فسجلت مقتطفات من سيرة حياته، قبل مدة من رحيله عن لبنان. ومنذ سنة 2020 أتواصل معه هاتفيا بعدما طلب اللجوء في إلمانيا.
مثل حياته كلها، تبدو رحلة الشيخ حسن مشيمش في عوالم الدين والتديُّن الإسلامية الشيعية الجديدة، شديدة القلق والاضطراب منذ طفولته. ففي الشياح بضاحية بيروت الجنوبية، حيث وُلد سنة 1964، سرعان ما فاجأه مجتمع الحرب الأهلية البادئة في لبنان سنة 1975 بين الشياح وعين الرمانة، فأصيب بقلق وخوف طفليين "وجوديّين" من الموت.
وفي مراهقته اختط طريقه إلى "إسلام الهداية الرسالي" الشيعي الجديد (حسب وضاح شرارة في كتابه "المدينة الموقوفة - بيروت بين القرابة والإقامة"، 1985) جوابا منه على قلقه واضطرابه في مجتمع الحرب الذي كان عاملا أساسيا في نشأة موجة الإسلام ذاك، تجذّره وانتشاره وتحوّله إسلاما "جهاديا حسينيا استشهاديا" في ثنايا المجتمع الشيعي اللبناني منذ العام 1982، بعدما كانت حركة السيد موسى الصدر الشيعية قد مهّدت له منذ عشيّات الحرب الأهلية في لبنان.