كانت ستورمي دانيلز، نجمة الافلام الاباحية الأميركية، تعرف حين نشرت كتابها "كشف المستور" أو حرفيا "إفشاء تام"، الذي تروي فيه قصة حياتها، مع تركيز خاص على علاقة مزعومة ربطتها بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أن القارئ سيقفز مباشرة إلى هذا الفصل: اللقاء بترامب وما جرى بينهما، ليس فقط لأن هذا هو الهدف الحقيقي من الكتاب والدافع وراء تأليفه ونشره، بل لأن القصة في حدّ ذاتها، وإن كانت تروى من زاوية واحدة، هي زاوية ستورمز، تظلّ مثيرة للاهتمام: نجمة أفلام إباحية تروي تفاصيل لقائها في غرفة فندق برجل الأعمال الذي أصبح بعدها بعشر سنوات رئيس أقوى دولة في العالم.
لم أقرأ الكتاب في المرة الأولى التي صدر فيها عام 2018، أولا، لأنني لا أحب القصص الفضائحية، وقصة ستيلز كانت تفوح منذ اللحظة الأولى بالفضائحية. وثانيا، لأن ترامب كان ما زال رئيسا، وكنت مثل كثر أعتقد أنه سيفوز بولاية ثانية، وكان مسلسل "التشويق" المرتبط بحياته ومواقفه وتصريحاته، يملأ شاشات التلفزة ومواقع التواصل الاجتماعي. فمن يحتاج إلى المزيد من ترامب وقصصه في ذلك الوقت! أما الآن وقد أصبح أول رئيس أميركي في التاريخ توجه ضده لائحة اتهام، مع كلّ ما قد يعنيه ذلك، فإن اسم ستورمي دانيلز، برز ثانية، ومعه كتابها الذي جعلها ثاني امرأة في التاريخ الأميركي تتصدّر الأخبار بهذه الطريقة بعد مونيكا لوينسكي صاحبة فضيحة الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون.