نشأ جدال كبير حول مدى صحّة التعامل مع نفسية الأطفال بأسلوب يتّسم بالرقة والمراعاة. وفقا للمبدأ القائل بأهمية حتى أبسط المهمات عندما يتعلق الأمر بتنقيح ثقافتنا، ظهرت وظيفة جديدة هي "مدقّقو الحساسيات". ووقع خلاف كبير حول التصحيحات التي اقترحها هذا النوع من القرّاء على أعمال رولد دال الأدبيّة. في النسخة الجديدة المنقحة، لم يعد أغسطس غلوب – إحدى الشخصيات الرئيسية في قصة "تشارلي ومصنع الشوكولاتة" – يوصف بالفتى "السمين"، واستبدلت الكلمة بـ"ضخم"، وحذفت كلمة "قبيحة" من وصف السيدة تويت في قصة "تويتس" مع إبقاء كلمة "العنيفة". كما أُضيفت جملة كاملة لقصة الساحرات "ذا ويتشز"، اللاتي وُصفن بالنساء الصلع اللواتي يرتدين شعرا مستعارا لإخفاء حقيقتهن، وذلك لتوضيح أن المرأة قد تضطر إلى ارتداء الشعر المستعار لأسباب عديدة لا تعني بالضرورة أنها شخص سيء أو شرير. في تعليقها على الموضوع، قالت الكاتبة فرانسين بروز: "يتوه القارئ مع هذا النوع من الجمل. عندما تقرأ لمجموعة من الأطفال، يمكنك ملاحظة تشتت انتباههم بعيدا دون رجعة" (ذه غارديان، 6 مارس/آذار).
لا أزال أذكر المرة الأولى التي سمعت فيها عن "مدقّقي الحساسيات". كان الحديث حينها يدور حول قصص الكبار، واقترح أحدهم تمرير هذه الكتب على هؤلاء النقاد، حتى في مرحلة التأليف، للتأكد من خلوّها من الألفاظ أو العبارات التي قد تعتبر "مسيئة" أو "مخلّة بالأدب". وبما أن أحدا لا يعرف ما إن كانت الألفاظ المحذوفة قد تلامس مشاعر أي قارئ عادي، فقد ارتأى الجميع الركون إلى الوضع الراهن.