أصدر الرئيس جو بايدن تعليماته للرد "بشكل سريع" على استهداف قاعدتين أميركيتين في سوريا يوم الخميس من الأسبوع المنصرم، وأضاف في رسالة للكونغرس السبت، أنّ الولايات المتّحدة على استعداد لاتّخاذ مزيد من الإجراءات بحسب الضرورة، للتّصدي للتهديدات أو الهجمات، وأنّ قواته شنّت غارات دقيقة على منشآت في سوريا تستخدمها جماعات تابعة لـ "الحرس الثوري" الإيراني من ضمن "حق الولايات المتّحدة في الدفاع عن النفس".
وصفت وسائل إعلام إيرانية الهجمات على القواعد الأميركية في حقليّ "كونيكو" و"العمر" النفطيين في محافظتيّ دير الزور والحسكة بـ "الساخنة"، وأتى الرد الأميركي على مواقع في شمال شرقي سوريا تستعملها المجموعات المواليّة لإيران كمحاور رئيسة لنقل الأسلحة والمقاتلين، وهي غالباً ما يتمّ استهدافها بغارات تتبنّى القوات الأميركية عدداً منها، ويُنسب بعضها إلى إسرائيل.
أعادت واشنطن إهتمامها بهذه المنطقة حيث زارها رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارك ميلي في 4 مارس/آذار الجاري لتفقد القوات الأميركية، وهي الزيارة الأولى له منذ تسلمّه منصبه في عام 2019. وبالتزامن قام وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، بجولة بدأها في 5 مارس 2023 بزيارة إلى الأردن ثم مصر وإسرائيل، بهدف تعزيز التعاون والشراكة الأميركية مع الدول الثلاث وإبداء الدعم والمساندة في مواجهة التهديد الإيراني.
هذا الإهتمام الأميركي بشمال شرقي سوريا قابله تزايد في نشاط "داعش" إعتباراً من بداية العام، حيث شنّ التنظيم نحو 14 هجوماً خلال الأسبوعين الأوليْن من عام 2023، أدت إلى سقوط نحو 12 قتيلاً من "قوات سوريا الديمقراطية"، المدعومة من واشنطن، علاوة على إصابة أربعة جنود أميركيين في فبراير/شباط 2023. وبالمقابل كشف بيان للقيادة المركزية الأميركية، في 4 مارس 2023، أنّ التحالف الدولي وشركاءه الأكراد، نفذوا 48 عملية ضد التنظيم، بالإضافة الى كثافة مشهودة للضربات الإسرائيلية على مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية.