بينما تتواصل الأعمال العدائية التي طال أمدها في أوكرانيا، يحاول الكرملين أن يُظهر أن فشل حملته العسكرية التي أرادها خاطفة وسريعة ليس عقبة أمام المزيد من استعراض القوة، سواء على حدوده أم على امتداد المحيط العالمي.
وليس من قبيل الصدفة أن تحاول الدعاية الروسية تصوير زيارة الرئيس الصيني، شي جينبينغ الى موسكو كخطوة إضافية على طريق إنشاء تحالف قادر على تحدي "الهيمنة الغربية".
هذه التوقعات لم تستحوذ على مشاهدي التلفزيون الروس العاديين الذين شاهدوا بحماس عبر شبكة الإنترنت طائرة الرئيس شي جينبينغ، وهي تهبط في المطار فحسب، بل امتدت أيضا إلى المسؤولين الروس الذين بذلوا قصارى جهدهم لإثارة الاهتمام بالزيارة، بدءا من مناقشة الوساطة الصينية المحتملة في الاتجاه الأوكراني، وانتهاء بالتعاون العسكري التقني.
على سبيل المثال، قال الوزير الروسي المسؤول عن تنمية منطقة الشرق الأقصى والقطب الشمالي، أليكسي تشيكونكوف، إن روسيا ترى الصين كشريك محتمل في تطوير البنية التحتية لطريق بحر الشمال (NSR) والعبور الدولي.
يكتسب هذا التصريح أهمية خاصة لتزامنه مع الجهود الروسية لتشديد قواعد مرور السفن العسكرية، التابعة لحلف شمال الأطلسي، على طول ممر الشحن، وتعزيز الاستخبارات والمراقبة الجوية في منطقة القطب الشمالي.
حملات دعائية مكثفة
كان الإنذار الروسي الأخير لحلف شمال الأطلسي، الذي سبق غزو اوكرانيا، نقطة تحول في العلاقات مع دول الحلف. فمن وجهة، تعتبر موسكو أن العودة إلى الشكل السابق للتعاون أمر مستحيل، وسيصبح الصراع الحالي الآن، هو الوضع الراهن الجديد.
مع ذلك، فإن تصميم موسكو على تأمين التغيير، حتى على المدى المتوسط، أمر مشكوك فيه، لأنه غالبا ما يعتمد على الولاء الوهمي للحلفاء التكتيكيين.
على الرغم من الشائعات التي تنقلها الصحافة الدولية حول نقص الموارد لمواصلة الحرب، استمرت موسكو في تنظيم منتديات اقتصادية وعسكرية مكلفة منذ غزوها لأوكرانيا، مثل منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي والمنتدى الاقتصادي الشرقي والمنتدى العسكري التقني الدولي 2022 والألعاب العسكرية الدولية 2022 والمناورات الاستراتيجية واسعة النطاق- فوستوك 2022. وبالنسبة لعام 2023، خططت هيئة الأركان العامة الروسية لتنظيم ما لا يقل عن تسع مناورات مشتركة، تشمل وحدات نظامية من: لاوس وباكستان والجزائر ومنغوليا وفيتنام والصين وأرمينيا.