استعادت إيران تسميتها عام 1935. إذ أعلن رضا شاه أنه غيّر رسميا اسم بلاده من "بلاد فارس" إلى "إيران" في مستهلّ السنة الفارسيّة الجديدة الموافق لـ 21 مارس/آذار من عام 1935، منوّها بأن اسم بلاد فارس كان استعماريا وشرقيا وعتيقا للغاية. إذ ارتبط ذلك الاسم في أذهان الناس بالحروب التي لا نهاية لها، وبالديون المتعثّرة التي راكمها الفشلُ الذريع لإدارة أسلافه القاجاريين.
كانت تسمية "فارس" تنطق بالماضي، ولم تكن تنطق بالمستقبل. في حين كان رضا شاه مصلحا متحمسا يتوق للّحاق بركب العالم الحديث، فيما كان يشعر أنّ بلاده كانت متخلفة في كل المجالات تقريبا. وكانت تلزمها عملية تجميل وتسمية جديدة للّحاق بالرَّكْب.
الشاه نفسه كان شبهَ أميّ، وقد أحيطت ولادته بشيء من الغموض. ترعرع يتيما، ما جعله رجلا عصاميا في كل المعايير، وكان يتمتع بإرادةٍ حديدية وكان في منتهى الطموحِ. شبَّ رضا شاه في حال من الفاقة، وترقّى سلَّم مراتب المؤسسة العسكرية حتى قام بانقلابه في فبراير/شباط من عام 1921. ومن ثمّ أصبح رئيسا للوزراء في عام 1923، وفي نهاية المطاف أصبح شاها في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1925، منهيا بذلك سلالة القاجاريينِ، عندما أمر آخر ملوكها ببقائه في أوروبا وعدم عودته إلى طهران مطلقا.
شرع رضا حالَ تسلّمه السلطة في برنامجٍ إصلاحيّ عظيم تضمَّن إقامة مشاريع ضخمة كإنشاء خطّ للسكة الحديد يربط بحر قزوين بالخليجِ العربي، وافتتح أول إذاعة، وبنى أوّل متحف في إيران، واستضاف مؤتمرا نسائيا في طهران في عام 1932. أسَّس جامعة طهران بعد ذلك بعامين، وفرض إلزامية التعليم للبنين والبنات، ونقب عن الآثار في المدن القديمة كعاصمة بلاد فارس القديمة برسيبوليس، وأرسل آلاف الشباب الإيرانيين للدراسة في الولايات المتحدة وأوروبا في منحٍ دراسية حكومية.
وكان يعي أهمية الصورة العامة لبلاده تمام الوعي إلى الحدّ الذي جرّم فيه التقاط صورٍ لأشياء تبدو متخلّفة في إيران – كأحياء الغيتو والجِمال ولباس المرأة التقليدي (الشادور). شرعَ الشاهُ بعد تغيير اسم بلاده عام 1935 في المشروع الأكثر طموحا بين مشاريعه ألا وهو: كشفُ الحجاب، وهو مرسومٌ يحظر الحجاب والشادور صدر في يناير/كانون الثاني من عام 1936، الامر الذي وضعه مباشرة في مواجهةٍ مباشرة مع الملالي.