زيارتان بارزتان شهدتهما السعودية العام الماضي، كان لهما وسيكون تأثير كبير في الإقليم والعالم، بحكم الدور المحوري للمضيف والضيوف. الأولى، زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن في منتصف يوليو/تموز. الثانية، زيارة الرئيس الصيني شي جيبينغ في ديسمبر/كانون الأول. خلال الزيارتين الرئاسيتين، إلى جدة والرياض، عُقدت قمم ولقاءات ثنائية وجماعية عربية.
نقاشات كثيرة خاضها فريق التحرير في "المجلة" حول "قصة غلاف" النسخة الورقية من هذا العدد، إلى أن استقر الخيار على ملف يهم القارئ العربي والدولي معاً. السعودية والتنافس الأميركي – الصيني. الموضوع، ينطوي على جوانب سياسية واقتصادية وعسكرية، بحيث يتم تناوله على المستويات كافة، بأقلام خبراء وصحافيين يمتلكون معرفة عميقة في تفاصيله الدقيقة والخيارات التي يطرحها.
في هذا الملف، يكتب هشام الغنام، وهو خبير سعودي في العلوم السياسية والعلاقات الدولية، عن التوجهات الجديدة في سياسات الرياض الخارجية والتغيرات الحاصلة في واشنطن والمبادرات الآتية من بكين.
"السعودية ترى أن علاقة اقتصادية قوية مع الصين مهمة لمستقبل البلاد".
السفير الأميركي الأسبق روبرت فورد
من جهته، يكتب السفير الأميركي السابق روبرت فورد بـ "صراحة" عن نفوذ واشنطن وبكين في منطقة الخليج. ويقول: "حتى الآن، لا ترى واشنطن أن ثمّة تنافسا حقيقيا بينها وبين الصين على السعودية ومنطقة الخليج عموما، فالعلاقة بين الولايات المتحدة ومنطقة الخليج ترجع إلى عقود كثيرة"، مع اشارته إلى أن "السعودية ترى أن علاقة اقتصادية قوية مع الصين مهمة لمستقبل البلاد".
الباحثة الصينية بيكي شين، تعرض موقف بلادها، وتقول: "إذا وضعنا تفكير بكين ورؤيتها الاستراتيجية في السياق الصيني-العربي الذي أبرزته زيارة الرئيس شي على رأس وفد كبير للسعودية نهاية 2022، لأمكننا أن نرى أن الموقع الاستراتيجي للمملكة في العالم العربي لدى الصين، ارتفع إلى مستوى جديد"، ذلك أن زيارة الرياض والقمم "جاءت في وقت مثالي تتصاعد فيه العلاقة بين الصين والدول العربية، بينما يتراجع الوجود الغربي وتأثيره".
طوكيو جارة بكين وحليفة واشنطن، يشرح وجهة نظرها ومقاربة جارتها الباحث الياباني ساتوشي إكيوتشي. أما الباحث الروسي أنطون مارداسوف، فيتحدث عن "محدودية" دخول موسكو حلبة المنافسة بالخليج، خصوصا أن حرب أوكرانيا جعلت موسكو "أكثر اعتمادا" على بكين.
مواكبة خاصة لـتفسير "الازدحام" العسكري لدول كبيرة في دولة صغيرة، هي جيبوتي
في هذا الملف أيضا، يعرض الخبير العسكري خالد حماده دور الممرات المائية والقواعد العسكرية في المنطقة في رسم السياسات الدولية واستراتيجيات القوى الكبرى، مع مواكبة خاصة لـتفسير "الازدحام" العسكري لدول كبيرة في دولة صغيرة، هي جيبوتي. ويستعرض الزميل خالد القصار أهمية قناة السويس.
إضافة إلى مواضيع "قصة الغلاف"، يتضمن العدد، مقابلة مع المبعوث الأممي إلى السودان فولكر بيرتس، الذي يبدو متفائلا بمستقبل البلاد، رغم تحديات تنفيذ "الإتفاق الإطاري" و"الحرب الكلامية" بين الجنرالات.
كان لا بد من متابعة لكارثة الزلزال في تركيا وسوريا بتحقيق ميداني عن معاناة الناجين والأبعاد السياسية لهذه المأساة مع اقتراب موعد الانتخابات التركية
كان لا بد من متابعة لكارثة الزلزال في تركيا وسوريا بتحقيق ميداني عن معاناة الناجين والأبعاد السياسية لهذه المأساة مع اقتراب موعد الانتخابات التركية. ووسط الحديث عن تقارب بين دمشق وأنقرة، نكشف المحضر الرسمي للقاء السري الأخير بين زعيم "حزب العمال الكردستاني" عبدالله أوجلان ونائب الرئيس السوري الراحل عبدالحليم خدام، قبل ربع قرن، الذي أسفر عن "طرد" دمشق لأوجلان لتجنب حرب مع أنقرة. ونواصل تغطية حرب أوكرانيا، في الذكرى السنوية الأولى، واستمرار انقسام الموقف الغربي ازاء مستويات تسليح كييف.
تفتح مجلتنا صفحاتها لـ "حلم افريقي" يربط المغرب بنيجيريا، إضافة إلى تغطية ثقافية، فيها حنين لـ "حلم لبناني" من بول شاوول، أحد شعرائه البارزين
في شهر مارس/آذار، مناسبات كثيرة. اخترنا التركيز على ثلاث. "يوم المرأة العالمي"، بتسليط الضوء على تنامي دور النساء في السعودية، وزيارة صحافية لأوجاع العراق في الذكرى العشرين للحرب، و مراجعة تاريخية لـ "بعثنة" سوريا والعراق، بالذكرى الستين لوصول الحزب للحكم.
أيضا، تفتح مجلتنا صفحاتها لـ "حلم افريقي" يربط المغرب بنيجيريا، إضافة إلى تغطية ثقافية، فيها حنين لـ "حلم لبناني" من بول شاوول، أحد شعرائه البارزين، ومديح مستشرق هولندي لتعددية اللهجات العربية.
في متناول القراء، العدد الثاني من "المجلة" في انطلاقتها في حلة جديدة للنسخة الورقية ومنصاتها الرقمية العديدة.
