لندن: لا تكاد الابتسامة تفارق وجه العدّاءة السورية ديما الأكتع، حتى عندما تتحدّث عن أصعب اللحظات في حياتها، تلك التي فقدت فيها ساقها اليسرى، في قذيفة أصابت بيتها مباشرة في قرية سلقين بإدلب، عام 2012. ديما التي اختارتها هيئة الإذاعة البريطانية ضمن أكثر 100 شخصية عالمية تأثيرا وإلهاما في 2022، استحقت هذا التكريم عبر قصة كفاح جسدت من خلالها ما يستطيع الإنسان تحقيقه عندما يتمسك بالأمل ويتسلح بالإرادة.
عشر سنين مرّت على مأساة ديما، التي تكاد توازي عمر الحرب السورية. مثل مئات الآلاف من السوريين الذين اضطروا إلى طرق أبواب الهجرة واللجوء برا وبحرا وجوا، هربا من جحيم الحرب، خاضت ديما رحلة اللجوء، بداية إلى لبنان المجاور، وبعد نحو ست سنوات إلى بريطانيا، حاملة معها جروح الحرب وندوبها، وأيضا التجسيد الأشدّ إيلاما لتلك الندوب، المتمثل في فقدان إحدى رِجليها.
The BBC has revealed its 100 inspiring and influential women from around the world for 2022.
This thread includes a selection of the women on the list under the culture and sport section.#BBC100Women @dima_aktaa https://t.co/TYbrd2pFmT pic.twitter.com/GaK0tKVxU2
— BBC 100 Women (@BBC100women) December 8, 2022
"كنت مثل أي صبية تشق طريقها في الحياة، وتتطلع إلى المستقبل"، تقول ديما عن حياتها قبل تلك الحادثة، إلا أن الإلهام الحقيقي جاء بالنسبة إليها بعد وقوع المأساة: "كان لديّ مصادر إلهام قبل الحادثة، لكنّ الإلهام الحقيقي جاء بعد الحادثة، بعد معرفتي مدى القوة التي يمنحك إياها الألم".
لا تحاول ديما من كلامها هذا مدح المعاناة، بقدر ما تسعى إلى تفسير العوامل الداخلية التي تدفع المرء إلى الصمود ومواصلة الحياة: "تجد نفسك في موقف لا تملك فيه خيارا، ولا تعرف كيف تتصرف، فبعد الحادثة كان مستحيلا استعادة رجلي، ولا العودة بالزمن إلى الوراء، إلى ما قبل دخولي الغرفة وتعرضي للإصابة. كانت تلك هبة من الله الذي حرمني شيئا لكنه منحني في المقابل شيئا أجمل. لولا تلك الحادثة لما كنت الشخص الذي أحلم به اليوم".