في الأمس القريب، عاد إلى الواجهة، بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا وخلّف خسائر كارثية في الأرواح، السؤال عن السبب الحقيقي وراء الكوارث الطبيعية عموما، والزلازل على وجه الخصوص. فعلى الرغم من موقف العلم الواضح، انبرى بعض رجال الدين صراحة أو إشارة للقول إن الزلزال عقوبة إلهية. وهو الاستنتاج الذي يربك كثيرين، إذ ما الذنب الذي وقع فيه أولئك المنكوبون ولم يقع فيه سائر البشر، حتى يختصهم الله بهذا العقاب؟
ماذا يقول العلم؟
يقول العلم إن الزلزال ظاهرة طبيعية تتمثل في هزّة أرضية سريعة تنتج بسبب حزمة من الأسباب، منها تكسر الصخور وانزياحها عن مكانها الأول، ومنها تراكم الاجهاد داخل الصفائح الأرضية، ومنها نشاط البراكين، ومنها حدوث الانزلاق في طبقات الأرض. كل هذه الأسباب قد تجتمع لحدوث الزلزال، وقد يحدث بسبب بعضها لا كلها. الزلازل في إجماع العلماء المختصين عبارة عن حركات موجية تصيب قشرة الأرض، التي هي في حال تموج دائم بسبب اضطرابات باطن الأرض غير المستقر. هذه الحركة الموجية هي ما يؤدّي إلى التشقق واحتكاك الأجسام الصخرية التي تؤلف الغلاف الصخري، مما يولد هزات موجية تختلف في سرعتها وشدتها بحسب اختلاف طبيعة الطبقات الصخرية.