"الوضع كارثي... والامم المتحدة متواطئة"https://www.majalla.com/node/286166/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B6%D8%B9-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D8%AB%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%AA%D9%88%D8%A7%D8%B7%D8%A6%D8%A9
رجال بين الركام في جنوب شرقي سوريا الخميس 9 فبراير 2023 ( غيتي-أ ف ب- "المجلة")
"الوضع كارثي... والامم المتحدة متواطئة"
لندن - "المجلة"
آخر تحديث
قال رئيس "منظمة الدفاع المدني" السورية رائد صالح، ان الوضع في شمال غرب سوريا "كارثي" وان الامم المتحدة كانت "فاشلة، بل متواطئة" في عدم استعجالها للمساهمة في انقاذ العالقين تحت الانقاض بعد الزلزال الذي ضرب المنطقة وجنوب شرق تركيا. وناشد دول العالم تقديم ادوات لـ"انتشال الجثث وبرادات لحفظها فيها"
وقال صالح في اتصال هاتفي اجرته "المجلة" مع سرمدا في ريف ادلب: "الوضع كارثي، تأخرت الامم المتحدة في ارسال المساعدات، بل ان المساعدات التي كان مبرمجا ارسالها، توقفت بعد الزلزال، ما يعني ان الأمم المتحدة متواطئة". واضاف: "قالوا إننا وصلنا الى 5 في المئة من المناطق، هم يكذبون. من اصل 300 موقع تضرر جراء الزلزال، لم نصل سوى الى موقعين".
وتجاوزت الخميس، أعداد قتلى الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا هذا الأسبوع 20 ألفا، فيما تتلاشى الآمال في العثور على ناجين بعد 72 ساعة من وقوع الكارثة ويتفاقم الإحباط بسبب بطء إيصال المساعدات. وقال صالح: "هناك تقصير من الامم المتحدة، تقول ان المعابر مغلقة، وهي مفتوحة".
وبموجب قرار اممي، يسمح بإيصال المساعدات الانسانية الدولية عبر معبر باب الهوى بين ادلب وتركيا وارسال دمشق مساعدات "عبر خطوط التماس" بين مناطق الحكومة ومناطق المعارضة.
"نريد ادوات للوصول الى الجثث المطمورة تحت الانقاض ونريد برادات لوضعها فيها"
رائد صالح
اذا كانت دمشق وموسكو تمسكتا بأن تصل المساعدات الى دمشق قبل ارسالها الى مناطق المعارضة، ترددت دول غربية في ارسال خبرائها لمساعدات السوريين. كما ان اميركا لم ترسل معداتها من شمال شرق سوريا الى شمالها الغربي، مكان الزلزال.
وعبرت الخميس، أول قافلة تابعة للأمم المتحدة وتحمل مساعدات إنسانية للسوريين المتضررين من الزلزال المدمر في بلادهم من تركيا.
ودخلت الشاحنات المحملة مساعدات، من بينها عبوات وبطانيات، من معبر باب الهوى إلى مدينة إدلب في منطقة بشمال غرب سوريا حيث يعيش نحو أربعة ملايين شخص كانوا يعتمدون بالفعل على المساعدات الإنسانية قبل وقوع الزلزال يوم الاثنين. وكثيرون منهم نزحوا بسبب الصراع المستمر منذ 12 عاما في البلاد.
برز خلال الحرب دور "الدفاع المدني" (الخوذ البيضاء) في انقاذ المدنيين جراء القصف في مناطق مختلفة في سوريا وخصوصاً في شمالها الغربي. وبعد ثبات خطوط التماس بين مناطق النفوذ في السنوات الثلاث الماضية، تركز دور "الخوء البيضاء" على امور اخرى، مع تركيزها حاليا على انتشال العالقين تحت الانقاض ومساعدة الجرحى والمشردين.
واوضح صالح انه اتصل بمسؤولين اميركيين واوروبين وامميين، طالبا تقديم مساعدات عاجلة لانقاذ الناس من تحت الانقاض "لكن للاسف تأخروا كثيرا. قالوا انهم سيرسلون مساعدات، لكنها لم تصل".
وانقذ عناصر "الدفاع المدني" الكثير من العالقين، كان بينهم واحد انقذ فجر امس. وقال صالح: "انتقلت الى التركيز على انتشال الجثث. هناك الى الان 1900 وفاة و2900 جريح. ننقل الجثث الى المستشفيات كي يتعرف اهلهم اذا هم على قيد الحياة، ومن لا يتم التعرف إليهم نضعهم في البرادات".
وسئل صالح عن الفرق بين التعاطي مع اثار القصف خلال العقد الماضي والزلزال، فاجاب: "القصف يكون في منطقة محددة، لذلك السرعة ضرورية قبل حصول قصف ثان. الزلزال، دمر احياء كاملة او قرى بكاملها. لذلك، الاهم هو التركيز، اذ يتطلب انقاذ الناس والارواح تركيزا وجهدا".
وما هي طلباته؟ اجاب: "نريد محروقات لتشغيل الاليات، آلات للحفر، مولدات للطاقة، ادوات لقصف السقوف والجدران، مقصات حديد. نريد ادوات للوصول الى الجثث المطمورة تحت الانقاض ونريد برادات لوضعها فيها".
وعلى الأرض، قضى كثيرون في تركيا وسوريا ليلتهم في العراء أو في السيارات وسط انخفاض شديد في درجات الحرارة في الشتاء بعدما دُمرت منازلهم أو اهتزت بشدة جراء الهزات مما يجعلهم يخشون بشدة العودة إليها. وأصبح مئات الآلاف دون مأوى وسط برد الشتاء القارس.
والزلزال، الذي وقع في جوف الليل وأعقبته هزات ارتدادية قوية، في طريقه ليصبح أسوأ من زلزال قوي مماثل وقع في عام 1999 وأودى بحياة أكثر من 17 ألفا في شمال غرب تركيا الذي يقطنه عدد أكبر من السكان.
أدى الصراع الذي قسم سوريا ودمر بنيتها التحتية إلى تعقيد جهود الإغاثة. وقال يوسف النحاس، وهو من سكان سلقين في شمال غرب سوريا، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: "هناك الكثير من الأشخاص تحت الأنقاض، ولا توجد معدات ثقيلة لانتشالهم وفرق المتطوعين غير قادرة على العمل بمعدات خفيفة".
وقال المصطفى بنلمليح منسق الأمم المتحدة المقيم المعني بالمساعدات في سوريا إن 10.9 مليون شخص تضرروا من الكارثة في محافظات حماة واللاذقية وإدلب وحلب وطرطوس بشمال غرب البلاد.
ويقول مسؤولون أتراك إن نحو 13.5 مليون شخص تضرروا في منطقة تمتد على مسافة 450 كيلومترا تقريبا، من أضنة في الغرب إلى ديار بكر في الشرق. وفي سوريا، لقي أشخاص حتفهم في مناطق تمتد حتى جنوب حماة على بعد 250 كيلومترا من مركز الزلزال.