هذا النقاش هو جزء من نقاش ثقافي أوسع يشارك فيه مثقفون وكتّاب وفنانون ومسؤولون يسعون إلى المشاركة في رسم معالم اللحظة الراهنة والمستقبلية والإجابة عن أسئلة تتعلق بكيفية تطوير صناعة ظلت، لأسباب عدة متداخلة، راكدة لعقود خلت.
تطورات
منتصف أبريل/ نيسان 2018، بعد عامين من إطلاق «رؤية المملكة 2030»، أضاءت شاشة سينما (AMC) في مركز الملك عبدالله المالي بالرياض، معلنة عودة العروض السينمائية التجارية للمملكة، عقب انقطاع جاوز ثلاثة عقود. في نهاية الشهر نفسه افتتحت أول دار عرض متعددة الصالة داخل مجمّع تجاري في الرياض، تابعة لشركة (VOX) المألوفة للسعوديين بحكم انتشارها الخليجي. في العام نفسه ظهرت (MUVI) بصفتها أول علامة محلية لسلسلة دور عروض سينمائية.
دارت في تلك الفترة الأحاديث، وتباينت الآراء، حول جدوى الالتحاق بتجربة إنشاء دور العرض السينمائية، فيما يناقش المهتمون بأسواق عدة توقعات انهيار دور العرض لصالح المنصات المسبقة الدفع، وسيل التطبيقات على الهواتف الذكية، والأجهزة اللوحية التي خلّفت آثارها على وسائل الإعلام التقليدية على رغم تجذرها.
بعد أربع سنوات، في أبريل/نيسان 2022، نشرت وكالة الأنباء السعودية «واس»، إحصاء لافتا لما تحقّق من تقدم: 56 دار عرض، تشمل 518 شاشة، تنتشر في 20 مدينة، عرض عليها 1144 فيلما، في 22 لغة، ومن انتاج 38 دولة - تضمنت 22 فيلما سعوديا. فيما بلغت مبيعات التذاكر قرابة 31 مليون ريال، ووظف القطاع نحو 4500 سعودي وسعودية.
تجيب الأرقام عن أسئلة الجدوى التي أثارتها لحظات البداية، كما تفسّر النظرة الاستثمارية المتفائلة تجاه القطاع، التي تحملها أخبار لا تكاد تنقطع، ومن أمثلتها التحاق شركة (EMPIRE)، العاملة في العراق ولبنان بسوق دور العرض في السعودية، حيث تنشر دور عرضها اليوم في جدة والخبر وجازان وأبها وعرعر، وشركة (Cinepolis)، التي تأسست في المكسيك عام 1971، وتعمل في الإمارات والبحرين وعمان، وأسست أخيرا دور عرض لها في جدة والدمام وجازان، وكذلك افتتاح (Grand Cinemas) أولى دور عرضها السعودية، في أبحر بجدة، وهي شركة عاملة في البحرين والأردن والكويت ولبنان. كما نالت شركتا (Reel Cinemas) الإماراتية، و(Nu Metro) الجنوب أفريقية، ترخيصين في العام الحالي لتشغيل دور عرض سينمائية في المملكة.