القاهرة: انفجرت مشكلة كبيرة داخل مقر الاتحاد الأفريقي لكرة القدم خلال الساعات القليلة الماضية، بعد أن تلقى الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيس الكاف، تقريراً يفيد بصعوبة إقامة دوري السوبر الأفريقي.
وعلمت «المجلة» من مصادر خاصة داخل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أن التقرير جاء صادماً ومحزناً لموتسيبي، الذي كان يمنّي نفسه بانطلاق بطولة الحلم كما يسميها أو دوري السوبر الأفريقي، لينُنسب له أنّه وراء خروج بطولة للنور تصل قيمة جوائزها إلى ما يقرب من 100 مليون دولار.
وكان مقرراً إقامة البطولة في شهر أغسطس (آب) المقبل، لتشارك فيها فرق النخبة في قارة أفريقيا بنظام التصنيف، ويستمر دوري أبطال أفريقيا والكونفدرالية للأندية كما هي، وتقرر أن تكون جوائز البطولة 100 مليون دولار.
وكان موتسيبي قد أعلن في وقت سابق انطلاق دوري السوبر الأفريقي للأندية، الذي يبدأ في أغسطس 2023، وقال عبر الموقع الرسمي للكاف وقتها خلال الجمعية العمومية الماضية للاتحاد الأفريقي، التي أقيمت في تنزانيا بحضور رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، وقيادات أندية كرة القدم الأفريقية، وأساطير كرة القدم الأفريقية والأوروبية، ورئيس وممثلي الاتحادات الأعضاء البالغ عددهم 54 في كاف؛ إن تلك البطولة مفصل تاريخي للعبة سيجعل كرة القدم الأفريقية قادرة على المنافسة عالميًا وقائمة على الاكتفاء الذاتي، تلك البطولة واحدة من أكثر المشاريع إثارة في تاريخ كرة القدم الأفريقية وستساهم بشكل كبير في تطوير ونمو جودة كرة القدم وقدرتها التنافسية في القارة.
وأضاف: «جوائز دوري السوبر الأفريقي هي 100 مليون دولار أميركي، وسيحصل الفائز على 11.5 مليون دولار أميركي».
5 عوامل تعوق انطلاق البطولة
علمت «المجلة» أن التقرير الذي تلقاه باتريس موتسيبي رئيس كاف، يشير إلى عدم تأمين التمويل الكافي لإقامة البطولة في موعدها، وانسحاب بعض الرعاة من المشهد، وكذلك أشار إلى أن القنوات الناقلة ترفض زيادة المقابل المالي عما تدفعه في دوري أبطال أفريقيا.
واعترف مصدر في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بأنّ هناك أزمة حقيقيّة تلاحق انطلاق دوري السوبر الأفريقي، وقال المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريحات خاصة لـ«المجلة»، أن هناك 5 عوامل تعوق انطلاق البطولة، أولها: الأزمة المالية الطاحنة التي يمر بها الكاف حالياً.
والثاني: عدم القدرة على تأمين رعاة يتحمّلون جوائز البطولة التي تصل إلى 100 مليون دولار.
والثالث: صعوبة تنفيذ الفكرة نفسها بمشاركة 24 فريقا.
والرابع: أن هناك ضغط مباريات كبيرة وبطولات في العام المقبل بأجندة الكاف.
والخامس: أن هناك بطولتين ستقامان في 2023 على مستوى المنتخبات وهي بطولة أمم افريقيا للمحليين في الجزائر، وبطولة أمم أفريقيا للكبار في ساحل العاج، إلى جانب 3 بطولات للأندية هي دوري الأبطال والكونفدرالية والسوبر الأفريقي بخلاف تنظيم المغرب لكأس العالم للأندية.
وأضاف: «لنكن منطقيين، ليس هناك التمويل الذي كان متوقعاً للبطولة بعد رفض الرعاة الدخول فيها، وتحفّظ القنوات التي ستنقل فعالياتها علي دفع مقابل أعلى مما تدفعه في دوري أبطال أفريقيا، والأزمة المالية التي يمر بها الكاف، وابتعاد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن المشهد بعد أن كان أوّل الداعمين للبطولة التي لم يستطع إقامتها بين الأندية الأوروبية».
وأوضح: «علمت بحكم منصبي أن موتسيبي تحدث مع انفانتينو حول الأمر، إلا أن الوضع الحالي والأزمات الاقتصادية تشير إلى صعوبة تأمين رعاة يوفّرون 100 مليون دولار وهناك جهود حثيثة لإنقاذ البطولة».
إنقاذ البطولة لا يزال ممكناً
بدوره، أكّد فيرون موسينجو أومبا الأمين العام للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، أن هناك جهودا كبيرة يقوم بها رئيس الكاف لانطلاق البطولة في موعدها.
وقال فيرون في تصريحات خاصة لـ«المجلة»، إنّه «لا شك ثمة صعوبات ولكن لم ييأس مسؤولو كاف لتنفيذ الوعد الذي قطعوه علي أنفسهم لإقامة دوري السوبر الأفريقي في موعده». وأضاف: «الرعاة مشكلة فعلاً إلى جانب البث التلفزيوني وكذلك بعض الأمور الأخرى، لكن هناك محاولات للتوصل إلى حلول».
ومن جانبه، أكد حمدي المؤدب رئيس نادي الترجي التونسي، أنه لم يصل أي شيء رسمي يخص دوري السوبر الأفريقي. وقال: «علمنا أننا مرشحون للمشاركة في النسخة الأولى للبطولة لكن ليس هناك شيء رسمي حتى الآن... طبيعي أن تواجهنا صعوبات».
فيما قال الليبيري مصطفى راجي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم أن «الأمور صعبة، وهناك جهود نقوم بها لإقامة البطولة في وقتها الطبيعي». وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المجلة»: «لدينا إصرار على إقامة البطولة في موعدها الطبيعي، ولكن إذا لم نجد الرعاة والتمويل الكافي ربما نغير النظام بعض الشيء بشأن إقامة البطولة بـ8 فرق فقط بدلاً من 24 على أن تتم العودة إلى شكلها الطبيعي في النسخة التالية».