جولة أسبوعية لما تعرضه الصالات والمواقع المختصّة حول العالم

 مع وثوب «أڤاتار: طريق الماء» متقدّماً عن سواه من الأفلام الجديدة ببعض السنوات الضوئية (اخترق سقف المليار دولار في أسبوعيه الأولين عالمياً)، ليس في الجوار أي فيلم منافس. «أڤاتار» (المعروض في 4202 صالة في الولايات المتحدة وكندا، هو كل شيء.

•  نعم هناك أفلام جديدة أخرى تم إطلاقها في الأسبوع الماضي بعضها أنجح من بعض. هناك Babylon الذي يعود بالمُشاهد إلى سنوات هوليوود الأولى، وهناك Whitney Houston I Wanna Dance With Somebody  الذي وجد نفسه يرقص وحيداً في «شبّاك التذاكر» وهو من نوع السيرة الذاتية. هناك أيضاً فيلم الرسوم Puss in Boots: The Last Wish الذي حل ثانياً في إيرادات أميركا الشمالية (تم عرضه على 4099 شاشة وجلب في أسبوعين 33 مليون دولار) لكن النجاح الكامل بعيداً عن أي منها بسبب «أڤاتار: طريق الماء».

•  معظم الجديد في الأسبوعين الأخيرين من السنة هو تحصيل حاصل بسبب اقتراب ترشيحات الأوسكار. حتى إن لم تكن فإن مجمل إيراداتها ضعيف كون فيلم جيمس كاميرون لم يستحوذ فقط على المركز الأول وسيبقى فيه لبعض الوقت، بل أيضاً لخلو الأفلام من إنتاج منافس.

•  تبعاً لذلك، هناك نيّة هوليوودية أطلقت مؤخراً تقول إن استوديوهات الإنتاج في هوليوود متّفقة على أن الفيلم ذا الحجم الكبير إنتاجاً هو السبيل الوحيد لإقبال من الحجم ذاته.

 Whitney Houston: I Wanna Dance With Somebody  ★★
◆ إخراج: كاسي ليمونز  | Kasi Lemmons
◆ النوع: سيرة حياة/ موسيقى | الولايات المتحدة- 2022

حياة المغنية ويتني هاوستون ليست كلها نجاحاً بل مرّت بمصاعب وأزمات نفسية وعاطفية وعائلية كثيرة حسبما يتولّى الفيلم شرحه. يتوقف الفيلم عند كل محطة وفي يده منديل لمسح الدموع وفي صدره قلب مرهف ورغبة لتقديم فيلم يتحدّث عن النجاح بعد الفشل ورغما عنه. هذا كله مقبول لكنه لا يوفر المختلف عن معظم ما نشاهده من أفلام حول مغنيين وموسيقيين آخرين. ليس مختلفاً، على سبيل المثال، عن Bohemian Rhapsody  مثلاً ذي المنهج المشابه. مثله هو تعريف بالحياة الداكنة التي صنعت حياة أخرى مبهجة وناجحة لبطلته. لمن لا يعرفها كانت ويتني تتمتع فعلاً بصوت خارق وأداء فني جاذب وليس عن عبث أن لُقبت، في الثمانينيات، بملكة ما يعرف بنوع R&B بين أصناف الغناء. لكن كل هذه العناصر الضرورية كانت تستحق فيلماً أعمق. شغل المخرجة كاسي ليمونز جيد ومندفع بطاقة جيدة في مشاهد الغناء. ما بين هذه المشاهد يجر الفيلم نفسه جرّاً.
◆  بطلة الفيلم ناوومي آكي ممتازة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  Bardo, False Chronicle of a Handful of Truths  ★★★★
◆ إخراج:  أليخاندرو غونزلير إيناريتو  | Alejandro G. Ińárittu
◆ النوع: دراما| المكسيك- 2022

فيلم أليخاندرو غونزاليز إيناريتو الجديد (مخرج «ذَ بيردمان» و«الانبعاث») مليء بالتفاصيل البصرية المشبعة لمن يرغب في فيلم يتجاوز حدود المطروق من أساليب السرد. يجمع بين الترميز والغموض والتجريد في حديثه عن ذلك المخرج التسجيلي سيلڤريو (دانيال جيمينز كاشو) وهو يحاول استعادة هوية فقدها في مكان ما بين بلد المولد ومولد عمله. هذا هو فيلم إيناريتو الذاتي فهو يتحدّث عن نفسه عبر شخصية بطله. مثله حقق نجاحاً كبيراً في هوليوود لكن المكسيك، حيث وُلد، تتساءل ما الذي استفادت من نجاحه ذاك وهو بدوره، كما يعترف، يشعر بأنه بات فناناً بلا هوية محددة. هويته موزعة بين عواطف شتّى وتواريخ متفرقة. ما لا يجب أن يغيب عن البال هنا هو أن فيلم إيناريتو فيه من التفاصيل المهمّة ما لا يمكن إحصاؤه وتصوير داريوش خندجي لا ينفصل للحظة واحدة عن رؤى المخرج ومضامينه. لا تنازل في ذلك لا عند المخرج ولا عند مدير تصويره.
◆  لهواة النوع فقط.

 Almond and the Seahorse ★★
◆ إخراج:  سيلين جونز، توم ستيرن  | Celyn Jones, Tom Stern
◆ النوع: دراما | بريطانيا 2022

يفصح العنوان عن المشكلة التي تتمحور حولها الحكاية المقتبسة من مسرحية قامت سيلين جونز بإخراجها قبل سنوات. ماذا يحدث عندما يُصاب الزوج بعارض مستحيل الشفاء يبدأ بسببه فقدان ذاكرته والقدرة على الربط بين الأشياء ومعرفة المحيطين به؟ عوض حالة واحدة لدينا حالتان وزوجتاهما تلتقيان بسبب هذا الوضع المشترك.
في البداية تصرف توني (شارلوت غينسبورغ) النظر عن صداقة عرضتها عليها سارا (رَبَل ولسون) لكن الحرمان العاطفي والتوهان في دائرة من الشعور بالعزلة يتغلبان على هذه الممانعة مما يؤدّي إلى تقوية العلاقة بينهما. لكن الفيلم يفتقد لحرارة مطلوبة لدفع الأحداث من وضعها المحبط إلى حيث تستطيع أن تُثير اهتماماً فعلياً. تجيد المخرجة (التي تقوم كذلك بتمثيل أحد الأدوار) التنفيذ المبرمج للمشاهد ويجيد شريكها توم ستيرن (يقوم بإدارة التصوير وهو الذي صوّر لكلينت إيستوود العديد من أعماله) توفير لقطات صحيحة، لكن الناتج لا علاقة له بتحفيز المُشاهد على قبول الالتحام عاطفياً بما يراه أو التجاوب معه بأكثر من الشعور بالأسى. بعض هذا الأسى موجّه للفيلم كذلك.

◆    عائلي إلى حد ما ويشبه فيلم «الأب» من زاوية الزوج.
 

 The Long Rider  ★★★
◆ إخراج: شون كسترنا  |  Sean Cisterna
◆ النوع: تسجيلي | الولايات المتحدة- 2022

ينطلق فيليب ماسيتتي لايتي (في الخامسة والعشرين من عمره)  من مزرعة والده في كندا إلى البرازيل فوق حصانه ليبرهن لنفسه عن شيء لا يتبدّى بوضوح باستثناء حبّه لركوب الخيل ورغبته العارمة في اجتياز رحلة خطرة (من نواحٍ كثيرة) عبر طرق فرعية وجسور بعضها ضيق، وعبر عدد من الدول اللاتينية التي تتكاثر فيها عصابات تهريب المخدّرات حيث أي شيء قد يقع. الفيلم يبدأ مثيراً للعجب ثم للتعجب لكنه يبقى شغوفاً بموضوعه وبشخصيّته وهذا الشغف ينتقل للمُشاهد ببساطة ودون عناء. ما يدعو للإعجاب العزيمة والدراية والتعامل مع ثلاثة جياد في الرحلة وخوض المخاطر بحسابات مسبقة لكن من دون خوف فعلي. ما يثير التعجّب تمحور الفيلم أكثر مما يجب حول فعل الإيمان علماً بأن مشهدين أو ثلاثة (لا أكثر) كان كافياً لتسجيل هذا الإيمان جيداً. كذلك حقيقة أن الفيلم يتمحور حول فيليب وحده أكثر مما يكشف عن تفاصيل الحياة التي تتراءى أمامه. يتحدّث للكاميرا ويبوح بما يشعر به لكن الخلفية الاجتماعية تبقى بعيدة عن اهتمام الفيلم.

◆   على النت لمن يرغب.

★ ضعيف أو عادي | ★★: وسط مع حسنات| ★★★: جيد | ★★★★: ممتاز | ★★★★★: تحفة