القاهرة: أشاد أسطورة كرة القدم الأسترالية تيم كاهيل بالتنظيم القطري لكأس العالم الذي انتهى قبل أيام بتتويج الأرجنتين.
وقال كاهيل الذي يعد أيقونة الكرة الأسترالية ولاعب إيفرتون الإنكليزي السابق، إن البطولة كانت رائعة وعظيمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وردت بشكل واضح على كل من شكك في قدرات العالم العربي وقطر على وجه التحديد على التنظيم.
وأضاف: «أعرف جيداً التقدم الكبير على مستوى البنية التحتية أو الإنشاءات والبطولات التي يتم تنظيمها، والقدرات الهائلة لمنطقة الخليج العربي خاصة المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات. لم أكن متفاجئاً مما شاهدته في المستوى المبهر من التنظيم لكأس العالم».
وأوضح: «هل يمكن لبعض الأصوات التي هاجمت منذ سنوات أن تتحدث الآن عن التنظيم؟ اعتقد أن قطر أحرجت الجميع، لقد كانت بطولة استثنائية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وفي كل شيء، لقد عشنا جميعاً أجواء جميلة، خاصة مع إقامة المنافسات في فصل الشتاء وسط قمة المستوى البدني والفني للاعبين».
وشدد كاهيل على أنه لم يكن متفاجئاً من المستويات الجيدة للسعودية والمغرب وتونس والسنغال في البطولة، وقال إنّ تلك الفرق على وجه التحديد أمامها مستقبل مبهر، لأنها تخطط بشكل مدروس وتتطور، ورأى أنّ إنجاز المغرب الكبير سوف يتكرر في الفترة المقبلة.
وأضاف: «كرة القدم تتغير في العالم وهناك قوى ستظهر في الفترة المقبلة، تجربة المغرب سوف تتكرر من دول أفريقية وآسيوية وستخرج فكرة الاحتكار والمنافسة من نطاق أوروبا وأميركا الجنوبية إلى ما هو أبعد من الآن».
وشدد على أن الأرجنتين تستحق اللقب العالمي دون شك وهو خير ختام للاعب بحجم ميسي، ورأى أيضاً أن كيليان مبابي لاعب عظيم وكان يستحقها أيضاً عن جدارة.
وقال إن البرتغالي رونالدو لم يظهر بشكل جيد في البطولة رغم أنه حقق إنجازاً تاريخياً يخلد باسمه وهو التسجيل في خمس نسخ متصلة، وتمنى له التوفيق في الفترة المقبلة لما قدمه طوال مسيرته في الملاعب.
ويعد تيم كاهيل واحدا من أفضل وأهم أساطير لعبة كرة القدم ليس في أستراليا فحسب، ولكن في العالم كله، ولد تيم كاهيل في 6 ديسمبر (كانون الأول) عام 1979 بمدينة سيدني الأسترالية وبدأ مسيرته الكروية في سيدني أولمبيك عام 1995 ثم انتقل إلى سيدني يونايتد عام 1996 ومنها إلي نادي ميلوال الإنجليزي في عام 1997، ولعب معه- حتى عام 2004، وشارك في 227 مباراة وسجل 52 هدفا، واستمر معه حتي عام 2012 وتنقل بين عدة فرق بعدها من بينها ملبورن سيتي، ونيويورك ريد بولز، حتى اعتزل كرة القدم في عام 2019.
بدأ مسيرته الدولية مع منتخب بلاده عام 2004 وهو الهداف التاريخي لأستراليا شوراك، في ثلاث نسخ لكأس العالم وكانت له مفارقة غريبة حيث إن هدفه في مرمي تشيلي ببطولة كأس العالم 2014 يحمل رقما مميزا وهو 2222 في تاريخ بطولات المونديال.
«المجلة» التقت تيم كاهيل وكان هذا الحوار الخاص:
* بعد انتهائها، كيف تقيّم الدورة الحالية من المونديال؟
- دعنا نتحدث عن أمرين، أولاً التنظيم الذي جاء مبهراً ورائعاً ورد على كل الانتقادات التي وجهت لقطر والعالم العربي بشكل عام، والثاني الفني الذي كان لافتاً خاصة أنها النسخة الأولى التي تقام في الشتاء، بمعنى أن كل اللاعبين كانوا في أوج نشاطهم البدني والفني وهو ما انعكس على شكل المباريات ومتعتها.
* هل كنت تتوقع هذا التنظيم المبهر؟
- نعم، أنا أتابع جيداً مدى التطور من حيث البنية التحتية والإنشاءات ليس في قطر وحدها ولكن في دول الخليج العربي، وعلى وجه التحديد السعودية والإمارات وقطر، ربما يزعج البعض نجاح هذه الدول وتطورها الكبير، لكن يجب أن نخلع عباءة التحيز ونقيم واقعياً.. لقد كانت تجربة مميزة والجميع أشاد بها.
* قبل البطولة كانت لك تصريحات بأن النهائي بين بلجيكا والبرازيل!!
- لقد كان مستوى بلجيكاً مفاجئاً بالنسبة لي، أما البرازيل فخروجها هو أحد مفاجآت تلك النسخة، ويثبت أن الكرة في العالم تتغير الآن، وما حدث من منتخبات أفريقيا وآسيا لن يكون طفرة مؤقتة، وسنخرج قريباً من نطاق المنافسة ما بين أوروبا وأميركا الجنوبية إلى إطار أوسع.
* ماذا تعني؟ هل نتوقع أن يحمل الكأس منتخب جديد؟
- انظر إلى ما فعلته المغرب ووصولها إلى المركز الرابع لأول مرة في تاريخ أفريقيا، السعودية التي فازت على بطل العالم، وتونس، والسنغال، ربما البعض يرى ذلك طفرة مؤقتة لكنني أرى أن هناك تطورا وستكون هناك خطوات أخرى بعد إنجاز المغرب.
* هل تتوقع أن تتطور منتخبات أخرى في بطولات العالم المقبلة؟
نعم، سأتحدّث عن 3 تجارب فقط، السعودية والمغرب والسنغال.. هذا التقدم ليس وليد الصدفة ولكنه نتاج جهد وعمل مخطط ومدروس، لديهم منتخبات قوية وقاعدة ناشئين أقوى، وينظرون إلى المستقبل ببراعة، وأعتقد أنّ هناك قوى أخرى قادرة على التطور ومقارعة أوروبا وأميركا الجنوبية وما فعلته المغرب ومستويات السعودية والسنغال سيغير اللغة السائدة حول الهيمنة الأوروبية والأميركية على الكرة.
* ما أبرز مفاجآت البطولة؟
- خروج البرازيل ومستوى بلجيكا وإنجاز المغرب ومستوى السعودية التي ظلمتها القرعة كثيراً.
* هل يستحق الأرجنتين اللقب؟
- نعم.. المنتخبات الكبيرة قادرة على عبور العقبات والتطوّر، خسرت الأرجنتين من السعودية ولكنها نهضت والكرة نصفت ميسي بتاريخه الكبير ومنحته لقبا في آخر مشاركاته المونديالية.
* ومن أفضل لاعب بالبطولة؟
- ميسي دون شك، ولكني أرى أن كيليان مبابي سيكون أسطورة في كرة القدم، فهو مزيج بين رونالدو وميسي ويحقق أرقاماً كبيرة مع صغر سنّه.
* هل انتهى رونالدو الآن؟
- أعرف رونالدو فلديه إصرار عجيب وأتمنى له ختاماً يليق بتاريخه في كرة القدم.
* كيف ترى مشاركة منتخب بلادك في البطولة؟
- نحن نعمل على صناعة جيل جديد وسنحتاج إلى الوقت فقط، لكننا نعمل بجد.