رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا (FIFA)، السويسري جياني إنفانتينو، تصدّر اهتمام العرب، ليس بسبب الاستحقاق الكروي الذي يديره حالياً، بل أيضاً بسبب تصريحاته التي اتهم فيها أوروبا بممارسة النفاق في تقييم أوضاع العمال في العالم، مشددا على ضرورة أن تقدم أوروبا اعتذارها للشعوب قبل إعطاء الدروس.
وقال إنفانتينو رداً على الحملة الغربية ضد قطر، إنّ هذه الأخيرة فتحت أبوابها للعمال من كل أنحاء العالم في الوقت الذي أغلقت فيه أوروبا أبوابها أمامهم، مشيرا إلى أن قطر دولة ذات سيادة ولا تحتاج إلى نصائح أو تدخلات فيما يخص حقوق العمال.
وقال إنفانتينو: «ما يحصل في الوقت الحالي ليس عادلا على الإطلاق، الانتقادات المتعلقة بكأس العالم تنم عن نفاق، بوصفنا أوروبيين ما قمنا به على مدى 3 آلاف سنة سابقة، يتعين علينا الاعتذار عنه على مدى 3 آلاف عام مقبلة، قبل أن نعطي دروسا للآخرين، فهذه الدروس الأخلاقية تنم عن النفاق».
وكان إنفانتينو قد أثار الجدل، بعد إعلانه قبل سنة من بدء المونديال عن انتقاله للإقامة في الدوحة للإشراف على التحضيرات للحدث الكروي، وقام بتسجيل أولاده في مدارس هناك، الأمر الذي أثار ردود فعل متباينة. فقد صرّح سيب بلاتر، سلف إنفانتينو على رأس الاتحاد، لمجموعة «CH Media» الإعلامية بأن رئيس الفيفا الحالي يدخل في علاقة تبعية خطيرة مع قطر. وأضاف أنه شعر بأن ما حدث هو جزء من استراتيجية طويلة المدى لنقل مقر الاتحاد الدولي إلى خارج زيوريخ.
جياني إنفانتينو في سطور:
- هو جيوفاني فينتشنزو إنفانتينو، وهو تاسع رئيس للفيفا.
- ولد إنفانتينو في 23 مارس (آذار) من عام 1970 في منطقة بريغ في كانتون فاليه بسويسرا. ووالداه هما فينتشنزو إنفانتينو (رجل أعمال)، وماريا مينولفي (ربة منزل).
- من أصل إيطالي، كما يتضح من لقبه. جاء والده إلى بريغ من مدينة ريجيو كالابريا الإيطالية وعمل في التجارة، أما والدته فقد جاءت من لومباردي.
- جياني إنفانتينو محامٍ، ويتحدث 6 لغات (الإيطالية والفرنسية والألمانية والإنجليزية والإسبانية والبرتغالية والعربية)، ويحمل جنسية مزدوجة (سويسرية وإيطالية). وهو حاصل على إجازة في القانون من جامعة فرايبورغ.
- على الرغم من الصعوبات المالية التي عانت منها عائلته في طفولته المبكرة، تمكن والدا جياني إنفانتينو ضمان تعليمه الابتدائي والثانوي. لم يكن لدى عائلة إنفانتينو المال الكافي لدراسته الجامعية، لذلك كان عليه العمل في السكك الحديدية لتغطية نفقاته.
- كان إنفانتينو شغوفا منذ طفولته بكرة القدم، لكن لم تكن لديه مواهب بارزة، وهو أمر جعله يبحث عن طريقة أخرى للمشاركة في هذه الرياضة دون أن يكون لاعبا محترفا.
- بدلا من الذهاب إلى أكاديمية كرة القدم التي لم تكن لديه موهبة فيها، قرر إنفانتينو دراسة فرع القانون الذي يتعلق بحوكمة كرة القدم فالتحق بجامعة فرايبورغ حيث حصل على شهادته في القانون بعد سنوات من الدراسة.
- بدأت مسيرته الرياضية مع إنشاء المركز الدولي لدراسة الرياضة الذي وصل إلى منصب الأمين العام به، كما عمل مستشارا لعدد من بطولات الدوري الأوروبية لكرة القدم.
- عمل في القضايا المالية والتجارية والقانونية، بالإضافة إلى موضوع كرة القدم الاحترافية.
- طرقت الشهرة بابه عندما انضم إلى «يويفا» (الاتحاد الأوروبي لكرة القدم) في عام 2000. وأصبح أمينا عاما لـ«يويفا» في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2009 بعد أن شغل منصب النائب لمدة عامين.
- كان إنفانتينو عضوًا في لجنة إصلاح الفيفا. في 26 أكتوبر (تشرين الأول) 2015، تلقى دعمًا من اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) من أجل الترشح لشغل منصب الرئيس في مؤتمر فيفا الاستثنائي عام 2016.
- في نفس اليوم، أكد ترشيحه وقدم إعلانات الدعم المطلوبة. كان توسيع كأس العالم فيفا ليشارك فيه أربعون فريقًا من أولوياته.
- انتُخب رئيسًا للفيفا في 26 فبراير (شباط) 2016 لمدة ثلاث سنوات. ومع انتخابه، أصبح أول إيطالي يتولى رئاسة الفيفا.
انتقد إنفانتينو في عام 2017 قرار حظر السفر للولايات المتحدة على العديد من الدول ذات الأغلبية المسلمة. إذ صرّح: «عندما يتعلق الأمر بالمسابقات التي تنظمها الفيفا، فإن أي فريق- بما في ذلك مشجعو ومسؤولو هذا الفريق المتأهل لكأس العالم- يحتاجون إلى الوصول إلى البلاد، وإلا لن تكون هناك بطولة كأس عالم. هذا أمر واضح».
- لإنفانتينو الكثير من المواقف التي أثارت الجدل، فبعد بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، مُنعت النساء من دخول الملاعب في مباريات فرق الرجال. وحذر إنفانتينو اتحاد كرة القدم الإيراني بالإضافة إلى سلطات جمهورية إيران الإسلامية مرارًا وتكرارًا من انتهاك حقوق المرأة الإيرانية. في 8 سبتمبر (أيلول) 2019، انتحرت سحر الخضري بعد اعتقالها بسبب محاولتها دخول الاستاد.
- رغم موقفه الداعم لقطر والمنتقد للغرب، أثار رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو الجدل بسبب دعمه لتصرف وزيرة الداخلية الألمانية بمخالفة قوانين قطر والفيفا، وارتدائها شارة «حب واحد» خلال مباراة منتخب بلادها. وظهر إنفانتينو وهو يقف إلى جانب الوزيرة الألمانية نانسي فيزر، خلال حضورها مباراة «المانشافت» التي انتهت بالخسارة 1-2 أمام اليابان، على مدرجات استاد خليفة الدولي.
- دافع عن القرار الأخير لقطر الدولة المضيفة لكأس العالم، بحظر البيرة في مباريات البطولة . وقال إنفانتينو، في مؤتمر صحافي بالعاصمة القطرية الدوحة: «إذا لم يكن بوسعك احتساء الجعة لمدة ثلاث ساعات في اليوم فسوف تبقى على قيد الحياة».
- إنفانتينو متزوج باللبنانية لينا الأشقر، التي عملت قبل الزواج في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، منذ عام 2001، ولديهما 4 فتيات هن أليسا وسابرينا وسيرينا وداليا.