القاهرة:قد تحمل الأحماض الصفراوية، وهي عصير هضمي، مفتاح طريقة جديدة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني والوقاية منه.
وتعمل الأحماض الصفراوية أكثر من مجرد المساعدة في هضم الطعام؛ فهي تعمل أيضاً كجزيئات إشارات، وتتحكم في وظائف الجسم المختلفة، بما في ذلك تنظيم نسبة السكر في الدم.
ويتطور مرض السكري عندما يفقد الجسم قدرته على الحفاظ على مستوى السكر في الدم، وقد وجدت الدراسات أن تركيبة حمض الصفراء لمرضى السكري من النوع 2 مختلفة.
ويتم التحكم في ملف تعريف حمض الصفراء الفريد بواسطة جين «CYP8B1»، ولكن حتى الآن، لم يتم تحديد الصلة بين هذا الجين وخطر الإصابة بمرض السكري والتحكم في الجلوكوز لدى البشر، وهو الإنجاز الذي حققه فريق بحثي من سنغافورة في الدراسة المنشورة بدورية «جورنال أوف كلينيكال أنفستجيشن».
ووجد الفريق البحثي من مستشفى سنغافورة العام، وكلية يونغ لو لين للطب بجامعة سنغافورة الوطنية، في التجارب على الحيوانات، أن تلك التي لا تحتوي على جين «CYP8B1» لها تركيبة حمض الصفراء مختلفة عن تلك المصابة بداء السكري من النوع 2. ويعمل هذا التغيير على تحسين قدرة الإنسولين على خفض نسبة الجلوكوز في الدم وحمايته من الإصابة بمرض السكري من النوع 2، ولذلك، شرع الباحثون في مشروع للتحقيق فيما إذا كان الأمر نفسه ينطبق أيضاً على البشر.
وبعد العثور على الأفراد الذين لديهم طفرات فقدان الجين «CYP8B1»، تم إخضاعهم لدراسات التمثيل الغذائي التفصيلية، وإجراء دراسات تقيس مدى جودة التمثيل الغذائي للجلوكوز ومدى حساسيته للإنسولين، وأكدت النتائج على البشر ما توصل له الفريق في الحيوانات، حيث كان المتطوعون الذين لديهم طفرات أفقدتهم وظيفة الجين «CYP8B1»، حساسية أفضل للأنسولين، وكانوا أفضل في تنظيم جلوكوز الدم في المعدل الطبيعي.
علاوة على ذلك، وجد هؤلاء المتطوعون أيضاً أن لديهم كميات منخفضة من الدهون في كبدهم، ومظهراً دهنياً أفضل، مقارنة بأولئك الذين ليس لديهم طفرات.
ويقول روشني آر سينجاراجا، من معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية بجامعة سنغافورة، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة، بالتزامن مع نشر الدراسة: «بما أن طفرات جين حمض الصفراء (CYP8B1) تحمي من مرض السكري من النوع 2، فإنه يمكن تطوير دواء يقلل نشاط إنزيم هذا الجين لمنح الفائدة نفسها لأي شخص آخر».