قال الفنان مصطفى كامل إنه لا توجد أية خلافات بينه وبين الفنان هاني شاكر، وأنه ترشح لنقابة المهن الموسيقية بناءً على طلب زملائه الفنانين وبدعم من كبار الملحنين وعلى رأسهم حلمي بكر، وأكد خلال حواره الخاص لـ«المجلة» أن أهم القرارات التي سوف يتخذها عند نجاحه ترتبط بمحاربة الفساد الذي أصاب النقابة الفنية العريقة، مشيراً إلى الكيفية التي يتعامل بها مع أزمة مطربي المهرجانات.
وكشف مصطفى كامل خلال الحوار عن وجود أطراف تعمدت الوقيعة بينه وبين الفنان إيمان البحر درويش النقيب الأسبق للموسيقيين المصريين لإفساد العلاقة بينهما ودفعهما للتناحر على الشاشات من أجل تحقيق مصالح أخرى لهذه الأطراف، على حد قوله. وأبدى الفنان الشهير تخوفه من تأثير انشغاله بعمله في النقابة على نشاطه الفني، مشيرا إلى أنه لم يستمتع بعد بنجاح أغنيته الجديدة «زرعة خايبة» رغم ما حققته من انتشار واسع أو ما يسمى «التريند» على حد قوله.
يعد مصطفى كامل فنانا شاملا حيث اشتهر كشاعر وملحن ومطرب وأيضا كممثل، من خلال مجموعة من الأعمال الفنية المتنوعة التي قدمها خلال مسيرته الفنية، من أشهرها أوبريت «تسلم الأيادي» الذي لحنه وكتب كلماته وشارك في غنائه مع مجموعة من الفنانين. كما قدم العديد من الأعمال الناجحة لزملائه المطربين ومنهم بهاء سلطان ومحمد فؤاد وحمادة هلال ومحمد منير وإيهاب توفيق وعمرو دياب وهاني شاكر آخر نقيب للموسيقيين.
وكان الفنان مصطفى كامل قد أعلن مؤخرا عن عزمه الترشح على منصب نقيب الموسيقيين، بعد إعلان الفنان هاني شاكر استقالته من منصب النقيب في شهر يونيو (حزيران) الماضي في أعقاب أحداث كبيرة أثارت جدلا واسعا في الأوساط الفنية والإعلامية بمصر حول ما يدور في كواليس نقابة المهن الموسيقية العريقة والتي يعود تاريخها إلى الأربعينات من القرن الماضي حيث كانت أم كلثوم هي أول نقيب للموسيقيين المصريين. وجاء إعلان مصطفى كامل عن ترشحه للنقابة مثيرا لجدل آخر كبير بسبب اليمين التي أقسمها بعدم خوضه لغمار أي عمل عام بعد تجربته كنقيب سابق لنفس النقابة خلال الفترة من 2011 و2015 والتي شهدت بعض الأحداث الساخنة، إلا أنه رد على هذا الجدل بقيامه بتنفيذ كفارة اليمين من خلال إطعام عشرة مساكين بعد لجوئه إلى دار الإفتاء المصرية واستشارتها في الأمر.
ويأتي ترشح مصطفى كامل للنقابة وسط حالة من الزخم الفني الذي يعيشه حاليا، حيث يستعد لتقديم عمل سينمائي جديد كما يطرح عددا من الأغنيات منها «زرعة خايبة» والتي حققت نجاحا واسعا وانشارا كبيرا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وبمناسبة استعداده لخوض تجربة انتخابات النقابة وكذلك أعماله الجديدة، أجرت «المجلة» هذا الحوار مع الفنان مصطفى كامل. وكانت البداية عن الدافع الذي جعله يعود للعمل العام ويقوم بترشيح نفسه للانتخابات الخاصة بنقابة الموسيقيين واختياره لهذا التوقيت، فقال لـ«المجلة»:
- ليس هناك توقيت اختياري، فأنا لم أختر التوقيت، وكما تعلمين كان هناك قسم بأن لا أخوض تجربة العمل العام حتى جاءت جمعية المؤلفين والملحنين لي هنا، ورغم أنني أخبرتهم بتصميمي على عدم العدول عن قراري هذا وأخذت أدعم الدكتور مدحت العدل وكل المجلس الموجود الحالي، حتى حدثت مشاكل وكلمني معظم زملائي وكان الجديد بالنسبة لي أنه كان هناك أكاديميون من الأوبرا والكونسير والتربية الموسيقية ومن مختلف الجهات الثقافية المصرية، وهو ما كان له وقع كبير على نفسي. وعندما أخبرتهم بمسألة اليمين قالوا لي يمكن أن نسأل المتخصصين. وبالفعل علمت أنه يمكنني تقديم كفارة يمين لحل المشكلة، والحمد لله رب العالمين التزمنا وسوف أؤدي الكفارة لأنها حق الله بالتاكيد وعليه وافقت على خوض التجربة تلبية لنداءات زملائي الكثيرة ونزلت لساحة الانتخابات دعما لهم في محاولة لإنقاذ بسطاء المهنة.
* كيف تم التوافق والتقارب بينك وبين الموسيقار حلمي بكر ومساندته لك في هذه الخطوة المهمة؟
- يجمعني بالموسيقار حلمي بكر كل الحب والرجولة، كما عرفته عن قرب منذ بداية عملي الفني عام 1996 ورأيت فيه رجلا بمعنى الكلمة، وهو غيور على مهنته وموسيقار عظيم وأحد أعمدة الفن التي نستند عليها، ومنذ ذلك الوقت وهو أستاذي وكبيري ورمز من رموز بلدي في مجال الموسيقى، بالإضافة إلى العلاقة الشخصية التي توطدت بيني وبينه لأنه يرى أنني امتداد لكلمة الحق التي كان دائما يرددها دفاعا عن العدل، أما على المستوى الفني فكانت آراء الفنان حلمي بكر حول أعمالي سواء كملحن أو شاعر أو مطرب، طيبة وهي مسجلة في التلفزيونات ومن ثم تجمعنا صداقة وأخوة وأبوة وأعتبره رمزا وشرفا لي أن يكون صديقي وهذا بالنسبة لي أعتبره: «حاجة كبيرة» وأنا أشكره بشدة على كل كلمة طيبة قالها عني لأنها شهادة كبيرة ووسام على صدري وأكبر من أي نقابة وأي منصب.
* ما أهم قراراتك التي ستتخذها عند نجاحك في انتخابات النقابة؟
- أهم قراراتي تتعلق بالبحث في كل ملفات الفساد!
* ما تقييمك لأداء نقابة المهن الموسيقية في الفترة الحالية؟
- أداء النقابة معلن على التلفزيونات وبالرجوع للبرامج التلفزيونية نجد أن مطرب مهرجانات ظهر على كل الشاشات وقال إن بعض أعضاء المجلس أوقفوا فناني المهرجانات شكليا، وكان يجبره ويبتزه ماليا ويأخذ منه نصف أمواله من أجل أن يتركه يعمل! ثم خرج مطرب مهرجانات آخر وقال إنه أثناء وقف عضويته اصطحبه عضو من مجلس النقابة وجعله يوقع على مسلسل تلفزيوني- رغم أنه موقوف- وأخذ أمواله، وهناك واقعة ثالثة تتعلق بما تعرض له الفنان شاكوش وكلها وقائع تعطي مؤشرات عن أداء النقابة. لقد سمعت أن هناك عضو مجلس بعد فترتي التي توليتها من قبل وقد تم القبض عليه في قضية أموال عامة عندما قبضوا على فتاتين بحوزتهما بطاقات مزورة واعترفتا ضده، وقد تأكدت بموجب معلومة صحيحة 100 في المائة أن الفنان هاني شاكر طلب تحويله للتحقيق، لكن ولأن الشؤون القانونية في النقابة مع هذا الرجل، قاموا هم بأنفسهم بإخراجه ليعود لممارسة عمله ليستمر نفس الأداء. وعندما تقرر النقابة منع المطربين من الغناء بالفلاشة وتجد أن هناك آخرين يغنون بالفلاشة فهذا أمر غير مفهوم، فضلاً عن كواليس أخرى معروفة وتتردد في الشارع لكني لا أذكرها لأنها يمكن أن تعرضني لاتهامات قانونية أنا بعيد عنها حاليا، لكن سوف تكتشفون «بلاوي» ولو كتب لي ربنا تولي النقابة ستعرفون أموراً أكبر مما يتخيلها العقل.
* وهل ستسكت عن هذه الأمور لو لم يتم انتخابك؟
- إن لم يكن لي نصيب فستكون النقابة لناسها ونرى موقف الدولة، لذا أطالب دوما جهات الدولة بالتدخل في النقابة.
* هل لقرار ترشحك لانتخابات النقابة علاقة بخلافاتك مع الفنان هاني شاكر أم أنه كان أحد أسباب الخلاف؟
- ليس لدي خلافات مع الفنان هاني شاكر فهو أخي وصديقي وحبيبي ومشوار عمري، ولنا نجاحات ومشاوير باقية بعد رحيلنا، وهي أكبر بكثير من أي نقابة ولا توجد أية خلافات معه نهائيا.
* إذن لماذا يرتبط اسمك بالجدل وكثرة الأخبار المتداولة عن خلافاتك مع الزملاء وخاصة النقابيين، ولا زلنا نذكر خلافاتك مع الفنان إيمان البحر درويش؟
- لا يوجد ولم يكن بيني وبين زملائي أي جدل ربما كانت هناك فترة أثناء تولي الفنان إيمان البحر درويش، واكتشفنا أنا وهو أن هناك أطرافا تعمدوا إثارة الخلاف لندخل في صراعات لأننا كفنانين ونجوم ربنا أكرمنا بالشهرة وحب الناس، ولكننا لم نكن على قدر دهاء هذه الأطراف التي سعت لإفساد علاقة بين نجمين، ودفعوهما للتناحر على الشاشات من أجل إدارة المنظومة بالطريقة التي نراها والتي يعلمها القاصي والداني، و«عمري ما كان لي خلافات مع أحد» وأتحدى أن يكون لي أي خلاف مع أي مطرب في مصر ولا تنسي أنني ملحن وشاعر ولا زال محمد فؤاد أخويا وحبيبي وكذلك إيهاب توفيق ومحمد منير وعمرو دياب وحمادة هلال وبهاء سلطان وفارس ومجد القاسم وكثيرون من زملائي الفنانين الذين تجمعني بهم علاقة طيبة وهم إخوتي وحبايبي.
* هناك من يتخوف من ترشحك للنقابة ويزعم أنه يمكن أن يؤدي لدخول أعضاء غير مستحقين. فما رأيك؟
- لا يوجد شيء من هذا القبيل في عهدي الذي توليت فيه من قبل عندما دخلت النقابة من 2011 وحتى 2015 من وكيل نقابة، لرئيس لجنة عمل، لنقيب، ولم يدخل في تلك الفترة صوت واحد دون المستوى ولم أمنح كارنيهات دون وجه حق ولم أجامل أحدا أو أتجاوز القانون في تعاملاتي ولم أحصل على رشاوى لعمل عضويات غير مستحقة، بل بالعكس عندما يدخل مصطفى كامل فسوف «ينظف الدنيا» ويهذب الحكاية.
* هل ترى أن التعامل بصرامة مع مدعي الفن بالمنع وخلافه أمر مطلوب أم يؤدي لنتائج عكسية؟
- موضوع التعامل بصرامة مع مدعي الفن بالمنع مسألة محل نقاش لأن الصرامة عندي تكون مطلوبة وضرورية عندما أرى أن الحق يهدر، ولكن بخلاف ذلك فإن ما عندي من حسن الإدارة يكون له مردود أفضل فمن يخالف أو يهم بالمخالفة، علي أن أحضره وأعظه وأنصحه وأتحدث معه بشكل ودي وكل شخص له طريقته في التعامل، وأفخر أني رغم معاشرتي لكل نجوم المجتمع على المستوى الفني والسياسي إلا أنني رجل ابن بلد وأعرف كيف أتعامل مع المخالفين بدون صرامة، وحينما تفشل هذه الطرق فهنا تجب الصرامة لأن المفترض أن يكون أي رب عمل أو مسؤول عن مكان معين متفهما جيدا لأنه يقوم بدور تربوي يعتمد على النصح والإرشاد بالمعروف وهذا هو الدور المطلوب في العمل.
* ما القضية التي تشغلك وتحرص على التركيز عليها حين تتولى النقابة؟
- لا أسميها قضايا بل ملفات وأمنيات وهي كثيرة جدا لو كان عندي من الوقت ما يمكنني من تنفيذ كل «اللي نفسي فيه»، وأمنية حياتي أن أرتقي بشكل الفن وأبتر يد كل فاسد لجمع الحقوق، لأن المفترض والطبيعي أن تكون مدخولات نقابة المهن الموسيقية قادرة على أن تجعل كل أعضائها بحالة معيشية جيدة وليست فقط 1000 أو 700 جنيه. هناك أموال مهدرة من النقابة وكذلك هناك أموال تسرق منها وأخرى يتم الاستهتار والعبث بها وهناك تسهيل للاستيلاء على المال العام.
* كيف ذلك؟
- كأن تكون هناك أماكن مفتوحة وتعمل ولا يتم التحصيل منها، وهذا تسهيل للاستيلاء على المال العام، وأتمنى أن يكرمني الله بتأسيس شركة إنتاج تابعة للنقابة تمكنها من تبني الأصوات الجيدة، وقد اكتشفت بهاء سلطان وجواهر وكانت بداية حمادة هلال معي ووليد سعد وكلها أسماء أتشرف أن كانت أول أعمالها معي كما أتمنى أن تكون هناك قناة تلفزيونية للنقابة.
* ما رأيك في الساحة الفنية حاليا، في ظل انتشار بعض الظواهر الغريبة ومنها ما يسمى بمطربي المهرجانات؟
- حال الفن حاليا لا يرضي عدوا ولا حبيبا، وكلنا متأكدون من ذلك كجيل فاهم ماذا تعني أم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ ونجاة وفايزة ووردة وطبعا ما يحدث على الساحة الفنية لا يعبر أبدا عن مصر وهو أمر محزن ومثير للغضب لمن يفهم، ولكنه قد يسعد كل من لا يمكنه فهم هذه المعاني من فنون وموسيقى، فالفن ليس مجرد أغنية، بل هو غذاء للمشاعر. وبالنسبة لمطربي المهرجانات فهم ظواهر ناتجة عن استسهال البعض للأمر من خلال هذا الأسلوب، وقد يكون مطربا جيدا ولكنه وجد الدنيا «مش جاية معاه» فلجأ لهذه الطريقة، إلا أنه يضيع في الدوامة كمن يتعاطى المخدرات. وأرى أنه لو كان صاحب صوت جميل، فعليه أن يحاول إظهار نفسه. لكن وجهة النظر بالنسبة للدخلاء على الأمر هي رفض أي شخص يتطفل على الفن ولا يصح أن يدخل ويتراشق مع ناس هم أهل للمهنة ويزاحمهم بالإسفاف، وأعتقد أن موضوع المهرجانات يحتاج لجهود كبيرة فالمشكلة ليست في موسيقاهم وكلنا نحب الأغاني الراقصة لكن يجب أن تكون أغنية مبهجة بهدف ومن دون إسفاف فليس لدي أي اعتراض على الموسيقى ومن حق أي أحد أن يشطح بخياله فيها وإنما الاعتراض على الكلمات البذيئة النابية لأن سماعها يؤذي.
* هل لديك خطة معينة للتعامل مع ملف مطربي المهرجانات؟
- التعامل معهم كنقيب سيكون من خلال ملف كبير وضخم ويحتاج لتفاصيل كثيرة، لأنه ملف شائك جدا وسيشارك فيه شخصيات على مستويات كبيرة وقامات من داخل وخارج الفن، والقائمون على الثقافة المصرية، وسوف نرى كيف سنتعامل معهم لو نجحنا بإذن الله.
* تشكو من عدم استمتاعك بنجاح أحدث أغنياتك «زرعة خايبة» بسبب انشغالك الشديد بانتخابات النقابة، ألا تخشى أن يأخذك منصب النقيب من عملك كفنان ومبدع؟
- والله حقيقة لا أستطيع التمتع بنجاحي لأنني لا أجد الوقت ولا المناخ، «أنا مش عارف أفرح بنجاح غنوتي» ومحروم من الفرحة ومعرفة آراء الناس والرد عليهم بسبب ظروف ضيق الوقت الحالية وانشغالي الشديد، لذلك كنت أرفض باستمرار الترشح لتكريس حياتي لفني وبيتي فقط، وللأسف أنا متأكد أن العمل النقابي سيأخذ من فني خاصة أنني عندما أتولى أي مهمة أقوم بها على أكمل وجه وأحرص على أن أشتغلها بما يرضي الله. وأتمنى أن تكون هناك خطة للجمع بين المجالين يا رب أقدر «أعمل كده وربنا يقدرني» ومن أكبر مخاوفي أن يأخذ العمل النقابي من الفنان لأنني لن أقبل أن يأخذ الفنان من العمل النقابي لأنه يرتبط بمصير الآخرين.
* ما مشاريعك الفنية الجديدة؟
- بالنسبة للمشاريع الفنية أعمل حاليا على ألبوم جديد والمفروض أن يكون تعاقدنا هذه المرة على أن نسلم أغنية كل شهر، والحمد لله هناك أيضا تجهيز لفيلم كان مؤجلا منذ بدء ظهور فيروس كورونا وربنا يكرمني وندخل للتصوير مباشرة إن شاء الله.
* هل تشعر بالقلق من منافسة أو خصومة من منافسيك في هذه الفترة؟
- أنا أخشى كل فنان ناجح خشية الغيرة الفنية والرغبة في النجاح مثله، وطوال عمرنا نعتبر أن خصومة الفن هي خصومة نجاح لأن النجاح جميل وهدف لكل إنسان يسعى ويحب أن يكون موجودا بشكل جيد. أما إذا كنت تقصدين خصومة الترشح للنقابة فأنا لا أخشى أحدا في هذا الأمر وكلهم إخوتي وأصدقائي وزملاء مهنة وربنا يولي من يصلح.