بيروت: نفى مسؤولٌ أوروبي من العاصمة اللبنانية بيروت، وجود أي محاولات لدى الاتحاد الأوروبي للتطبيع مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، كاشفاً أن الزيارة التي قام بها مسؤولون من «بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا»إلى ثلاث مدن سوريّة مطلع شهر اغسطس (آب) الماضي، تمّت لأغراض أخرى ولا تعني قبول بروكسل على سبيل المثال بمسألة إعادة إعمار سوريا في الوقت الراهن رغم أن تلك الزيارة كانت الأولى لمسؤولين أوروبيين منذ بدء الحرب السورية المستمرة منذ أكثر من عقد ونيّف.
وأكد لويس ميغيل بوينو المتحدّث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن «بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا»، قامت فقط بجولة ميدانية مشتركة مع «مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى حلب وحماه وحمص»، لافتاً إلى أن «الهدف من الجولة لم يكن التطبيع مع نظام الأسد»، على حدِّ تعبّيره.
وتمكنت الأمم المتّحدة قبل أسابيع، من إرسال قافلة مساعدات إنسانية مكونة من 14 شاحنة تحمل مواد غذائية تكفي لحوالي 43 ألف شخص، إلى ريف محافظة إدلب السورية الواقعة شمال غربي البلاد والخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً).
وتشير الأمم المتّحدة إلى أن الاحتياجات الإنسانية لسكان مناطق سورية تقع شمال غربي البلاد تتزايد بشكل سريع وأن مساعدتهم تبدو ضرورية لتمكينهم من التغلب على مشاكلهم المعيشية التي يواجهونها في الوقت الحالي والناجمة عن التصعيد العسكري والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعاني منها سوريا منذ سنوات.
وتعمل بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا من بيروت، حيث قام مسؤولون منها الشهر الماضي، بزيارة الأراضي السورية للمرة الأولى منذ حوالي 11 عاماً، ولم تكن تحمل أي أهداف سياسية، بل تمّت لأغراض إنسانية فقط، بحسب المتحدّث باسم الاتحاد الأوروبي الذي يعمل كذلك من بيروت، وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أجرتها معه «المجلة»:
*تقولون إن الهدف من زيارة رئيس بعثة «الاتحاد الأوروبي إلى سوريا»رفقة مسؤولين آخرين إلى الأراضي السورية لم تكن للتطبيع مع الأسد. إذن ماذا كان هدف الزيارة؟
- لقد قامت بعثة الاتحاد الأوروبي إلى سوريا، بجولة ميدانية في حلب وحماه وحمص مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق شؤون المساعدات الإنسانية في سوريا بعدما تضاءلَ بشكل كبير وصول السوريين إلى سبل العيش والقدرة على تلبية الاحتياجات الأساسية، فالاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والشركاء الآخرون يبذلون جهوداً جبارة في إطار تدخلات التعافي المبكرة، وبالتالي مشاريع التعافي المبكر وتدخلات القدرة على الصمود، لا تعني أبداً التطبيع مع الأسد أو السماح بمسألة إعادة الإعمار. ولهذا، فقد كان الهدف الرئيسي من تلك الجولة، بعد أكثر من عقد من الصراع، هو تحسين الحياة اليومية للسوريين وإيجاد آفاق مستقبل أفضل لهم.
*هل هذا يعني أن الاتحاد الأوروبي يدعم مشاريع تنفذ في مناطق تخضع لسيطرة الأسد، خاصة أن مسؤوليكم قاموا بزيارة ثلاث مدن تخضع لسيطرة قواته؟
- منذ بداية الأزمة السورية، كان الاتحاد الأوروبي يدعم مشاريع تصب في صالح جميع السوريين دون تمييز، بما في ذلك المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أو تلك الخارجة عن سيطرتها، وهذا الأمر يتماشى مع سياسة الاتحاد الأوروبي المتمثلة في عدم التطبيع وعدم رفع العقوبات وعدم إعادة الإعمار، والتي لن تكون ممكنة إلا بعد أن تنخرط دمشق في عملية انتقال سياسي وتنفيذ كامل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
*ما هي المشاريع التي يدعمها الاتحاد الأوروبي داخل الأراضي السورية؟
- يدعم الاتحاد الأوروبي العمل المتواصل وتقييم المفوضية السامية للأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في سوريا، والتي تتمتع بتفويض صريح لحماية اللاجئين وتعزيز الحلول المستدامة لقضيتهم، بما في ذلك العودة الطوعية حيثما يكون ذلك مناسباً.
*هل العودة إلى سوريا آمنة حالياً بالنسبة للاجئين السوريين؟
- لجميع السوريين الحق في العودة إلى ديارهم، لكن الظروف لم تتوافر بعد، فالمطلوب أولاً تهيئة الظروف لعودة آمنة وطوعية وكريمة للاجئين والنازحين على حدّ سواء، وفقاً للقانون الدولي ومبدأ عدم الإعادة القسرية، وبالتالي سيدعم الاتحاد الأوروبي عمليات العودة التي تسهلها الأمم المتّحدة في الوقت المناسب عندما تكون الظروف مواتية.