متهم بأنه سريع الغضب، ما يزال الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يحتفظ بهالة تحت عباءة رجل الدين، مع دوره الذي يشكل كفة راجحة في التوازن السياسي في البلاد.
الزعيم الذي جذب إليه ملايين العراقيين خلال مسيرته السياسية، أعلن الاثنين الماضي عن انتهائها، إلا أن مجريات الأحداث في العراق خلال الأيام الماضية أثبتت أنّ الصدر لا يزال من أكثر الزعماء العراقيين قدرة على حشد الشارع.
ومقتدى الصدر الذي يتزعم «التيار الصدري»، مولود بالكوفة في مدينة النجف جنوب بغداد، هو الابن الرابع للزعيم الشيعي محمد الصادق الصدر الذي اغتيل في عام 1999 بعد انتقاده الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
ورث شعبية والده فأصبح زعيما بارزا في عراق ما بعد صدام حسين.
فمن هو مقتدى الصدر وكيف تحوّل من رجل دين إلى زعيم يحسب له حساب؟
- ولد السيد مقتدى الصدر في العراق في الرابع من شهر أغسطس (آب) عام 1974.
- هو رجل دين شيعي وقائد التيار الصدري الذي يُعد من أكبر التيارات الشعبية في العراق.
- والده هو السيد محمد صادق الصدر الذي عُرف بمجابهة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وهو حفيد رئيس وزراء العراق الأسبق السيد محمد حسن الصدر، الذي تولى رئاسة وزراء العراق عام 1948.
- التحق السيد مقتدى بالحوزة العلمية في النجف الأشرف عام 1988 وتولى لاحقاً الإشراف على جامعة الصدر الدينية، ثم مسؤوليات لجنة الحقوق الشرعية في مكتب والده، إضافة لرئاسة تحرير مجلة «الهدى».
- اعتقلته السلطات العراقية مع أشقائه ووالده عقب قيادتهم للانتفاضة الشعبانية عام 1991.
- بعد اغتيال والده السيد محمد الصدر قاد حركات الاحتجاج والتمرد واستهدفت قوات ومقرات قيادة حزب البعث والتي عرفت وقتها باسم «انتفاضة 1999».
- بعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003 انتقل السيد الصدر إلى مدينة قم الإيرانية، حيث وُضع اسمه على رأس قائمة المطلوبين.
- بعد سقوط نظام صدام حسين برزت شخصية السيد مقتدى الصدر كقائد لقوة شعبية كبيرة في البلاد، حيث قاد المظاهرات السلمية والاحتجاجات الجماهيرية لرفض الوجود الأميركي، والمطالبة بالتحرير من الاحتلال.
- شكّل «جيش المهدي» عام 2003، والذي خاض أول مواجهة مسلحة مع القوات الأميركية عام 2004 بعد قرارها بإغلاق صحيفة «الحوزة» التابعة للتيار الصدري، وقيامها باعتقال عدد منهم وإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.
- كانت هذه الحادثة بمثابة نقطة التحول من الاحتجاج السلمي إلى المواجهة المسلحة والتي امتدت لتصل إلى جميع المحافظات العراقية واستمرت لشهرين متتاليين، أصدر خلالهما الرئيس الأميركي جورج بوش قراراً باعتقال السيد الصدر أو قتله باعتباره خارجاً عن القانون قائلاً: «لا يمكن أن نسمح لرجل واحد بتغيير مسار البلاد».
- في عام 2004، أصدرت سلطة الاحتلال الأميركية مذكرة توقيف بحق الصدر وقالت إنه مطلوب حيا أو ميتا فيما يتعلق بقتل الزعيم الشيعي عبد المجيد الخوئي عام 2003 الذي عاد إلى العراق إبان الغزو الأميركي وأقام في مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة.
ونفى الصدر أي دور له في مقتل الخوئي ولم توجه له تهمة قط.
- خلال الحرب الأهلية الطائفية في العراق بين عامي 2006 و2008، اتُهم جيش المهدي بتشكيل فرق اغتيال لخطف وقتل شخصيات سنية. ونفى الصدر استخدام العنف مع أبناء وطنه من العراقيين.
- عقب الأحداث التي حصلت عام 2007 من اتهام جيش المهدي بقتل المدنيين، أصدر السيد الصدر قراراً بتجميد نشاط جيش المهدي إلى حين إعادة هيكلته وتنظيمه، نافياً كل الاتهامات التي نسبت له.
- في عام 2008 أمر رئيس الوزراء نوري المالكي، وهو شيعي منافس للصدر، بشن هجوم كبير سحق جيش المهدي في مدينة البصرة الجنوبية.
في وقت لاحق من ذلك العام، أمر الصدر بوقف العمليات المسلحة وأعلن أن جيش المهدي سيتحول إلى منظمة ثقافية واجتماعية أطلق عليها اسم «سرايا السلام».
- وفي عام 2016، اقتحم أنصار الصدر البرلمان داخل المنطقة الخضراء الحصينة في بغداد بعد أن ندد بالفشل في إصلاح نظام المحاصصة السياسية الذي يُلقي باللوم عليه في الفساد المستشري نظرا لاستغلال القادة السياسيين له من أجل تعيين أنصارهم في وظائف رئيسية.
- تبقى علاقته مع إيران إحدى أكثر المسائل المعقدة. وفي حين تبنى في أعقاب احتجاجات 2019 خطا قريبا من الحشد الشعبي الموالي لإيران، بات الآن يدافع عن خط «وطني».