الإسكندرية: افتتحت مدينة الإسكندرية الساحلية في مصر مؤخرًا أول «شاطئ للمكفوفين»في البلاد. يهدف إلى تزويد المكفوفين بفرصة الاستمتاع بالبحر مثل باقي أفراد المجتمع.
وكان رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمنتجعات بالإسكندرية جمال رشاد قد صرح لوسائل إعلام محلية، بأن شاطئ المكفوفين بحي المندرة به ممرات عبر المياه وبه فتحة دخول تسمح للشخص بالتحرك والسباحة داخل الماء مستخدماً يديه لتحديد خطوط عوامات الفلين التي يعرف من خلالها مسار الحركة على طولها داخل عمق مياه آمن.
وأوضح رشاد أن الشاطئ تم تطويره للمكفوفين من خلال إنشاء ممرات في المياه بها فتحة نزول وفتحة خروج، بالإضافة لوجود رجال إنقاذ على الشاطئ. يستطيع رواد الشاطئ تتبع خطوط الممرات هذه بأيديهم والاستمتاع بالمياه بقدر ما يريدون ويخرجون بمفردهم دون الحاجة إلى مساعدة أي شخص، وذلك تحت مراقبة فرق الإنقاذ.
شاطئ المكفوفين هو جزء من شاطئ أكبر في الإسكندرية افتتح العام الماضي يسمى «شاطئ أصحاب الهمم»، وهو الأول من نوعه في مصر. يحتوي الشاطئ على مساحة تسمح للأشخاص ذوي الإعاقة الحركية بالذهاب إلى البحر على كرسي متحرك، فوق صندوق تم إعداده لهذا الغرض. وهو مصمم كأرضية مغمورة بعمق معين يسمح للكراسي المتحركة بالمشي وفوقه توجد رشاشات مياه تسمح لهم بالاستمتاع.
وقال حسن علي عبد القادر رئيس جمعية المكفوفين بالإسكندرية لـ«المجلة»، إن أجهزة الدولة تهتم بقضية ذوي الاحتياجات الخاصة لدمجهم في المجتمع.. «في يوم افتتاح الشاطئ، كان الناس، وخاصة صغار السن، في قمة سعادتهم. كانوا يضحكون وفي مزاج سعيد. في كل يوم يأتي أعضاء الجمعية للاستمتاع بالشاطئ ونجد تفاعلًا كبيرًا وسعادة كبيرة بالفكرة».
وأضاف: «الجمعية ترعى أكثر من 2000 كفيف من مختلف الأعمار. لديهم حب الفضول والقدرة على استخدام المسارات المخصصة لهم في الشاطئ بإتقان كبير».
وأشار عبد القادر إلى أن العمق مناسب لجميع الأطوال، بحيث لا يحتاج المكفوفون أو ضعاف البصر إلى رفيق، وحتى الأطفال يحتاجون لمرافقة فقط لتحذيرهم من منطقة قد لا يكون عمقها مناسبًا لهم.
وأوضح: «هناك صافرة على أعناقهم عندما ينزلون إلى الشاطئ، ونطلب منهم استخدامها عندما يشعرون بأي خطر، ولكن بشكل عام وجدناهم يستمتعون بالتجربة ويستخدمون الحبال كمسارات في الماء بمهارة شديدة».
ووفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الحكومي، هناك ما يقرب من 20 مليون مصري من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى البلاد في عام 2020.
وعلى جانب آخر، وصفت دينا هلالي، عضو لجنة حقوق الإنسان والتضامن الاجتماعي بمجلس الشيوخ، افتتاح أول شاطئ للمكفوفين بالإسكندرية كخطوة مهمة نحو تحقيق المزيد من حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وانعكاسًا للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي تولي اهتمامًا خاصًا بمكاسب الأشخاص ذوي الإعاقة.
ودعت في بيان صحافي إلى تطبيع هذه التجربة على جميع الشواطئ في مصر، تنفيذا للقانون رقم 10 لسنة 2018 بشأن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة فيما يخص توفير كافة التسهيلات في الدولة لاستخدام المعاقين تحقيقا لمبدأ الاندماج المجتمعي وخلق حياة كريمة لهم.
وشددت هلالي على ضرورة إعداد قاعدة بيانات موحدة ومحدثة عن الأشخاص ذوي الإعاقة، شاملة لكافة الشروط، ووضع خطط أكثر فاعلية لضمان حقوقهم وتحسين أوضاعهم، والعمل على تطوير الخدمات المتكاملة المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة.