من لاجئة ولدت في مأوى للاجئين الماليين في ألمانيا، إلى وزيرة للشؤون الاجتماعية في ولاية شليسفيغ هولشتاين الألمانية وقبلها نائبة لرئيس مجلس الولاية.
نجاحات كثيرة حققتها أميناتا توريه التي ولدت في 15 نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1992
لتصبح مثالاَ يحتذى عن نموذج من اللاجئين، نجح في الاندماج في المجتمع، وحقق إنجازات أهلته لشغل أعلى المناصب.
في البرلمان الاتحادي الألماني عدد قليل من النواب من أصل أفريقي، ولكن كُتبت صفحة جديدة من التاريخ يوم الأربعاء، 29 يونيو (حزيران)، في منطقة شليسفيغ هولشتاين، مع تعيين أميناتا في منصب وزيرة، وهي أول امرأة سوداء تشغل هذا المنصب.
يتشابه اسمها مع رئيسة وزراء السنغال التي لقبت بالمرأة الحديدية إلا أنّ مسيرة السيدتين تختلف في أماكن وتتقاطع في أماكن أخرى، أهمها قدرتهما على الإنجاز في الحقل العام.
فمن هي أميناتا توريه، وكيف تحوّلت من طفلة لأبوين لاجئين إلى امرأة في موقع القرار؟
- هرب والداها من مالي في أوائل التسعينات، وقد نشأت الفتاة المولودة عام 1992 أولاً في بيوت اللاجئين حيث ولدت بوضع غير مستقر، قبل أن تحصل على الجنسية الألمانية وهي تبلغ من العمر 12 عامًا.
- تمكنت أميناتا توريه من دراسة العلوم السياسية والفرنسية بفضل منحة دراسية، وفي عام 2012 انضمت إلى Kiel Green Youth في منطقتها، شليسفيغ هولشتاين وانتُخبت كمتحدث لها عام 2013.
- إلى جانب دراستها، أكملت دروسها في السياسة كمساعدة لنائب عام البيئة في البرلمان الفيدرالي في برلين، حيث كان من الممكن أن تفتح لها تلك الوظيفة آفاقًا في العاصمة الألمانية، لكنها عادت إلى شليسفيغ هولشتاين عام 2017 بعد ترشيحها للانتخابات في منطقتها، حيث انتخبت وأصبحت نائبة رئيس البرلمان الإقليمي في كيل بعد ذلك بعامين، وكانت ملتزمة بالقضايا الاجتماعية مثل مناهضة العنصرية أو قضايا الهجرة أو مساواة المرأة أو القضايا الدينية.
- عند مغادرة راسموس أندرسن للبرلمان الأوروبي في يونيو 2019، كان منصبه كنائب لرئيس Landtag شاغرًا، فانتُخبت توريه من قبل التحالف لتخلفه في 28 أغسطس (آب) 2019، لتكون بذلك أول من تولى المنصب من أصل أفريقي وكذلك الأصغر.
- بعد انتخابات ولاية شليسفيغ هولشتاين 2022، دخل حزب الخضر في ائتلاف مع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في عهد الوزير دانييل غونتر، وتم تعيين توريه وزيرة للشؤون الاجتماعية في ولاية شليسفيغ هولشتاين في حكومة غونتر الثانية، لتحل محل هاينر غارغ.
- عانت وعائلتها من سياسة اللجوء الألمانية. كافحت توريه في مشوارها السياسي وأصبحت أصغر نائبة لرئيس برلمان ولاية ألمانية.
وقد سبق لها التحدث عن المعاناة التي عاشت فيها أمام الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، عام 2019.
وتساءلت حينها عما إذا كانت أصوات مثل صوتها ستمثل في السياسة الألمانية، حيث لم تشهد ألمانيا مطلقا وجود وزير «أسمر» في حكومتها الاتحادية.
- لم يكن تعيين أميناتا توريه عضوًا في الحكومة مثيرًا للدهشة، حيث تجمع وزارتها بين الشؤون الاجتماعية والشباب والأسرة وكبار السن والاندماج ومساواة المرأة، وذلك بالفعل ما كان يشغل توريه طوال مسيرتها لذا أصبحت الآن رمزًا له.
- كتبت أميناتا توريه في سيرتها الذاتية: «أريد المزيد من الأشخاص من خلفيات متنوعة للانخراط في السياسة، لكن هذا يتطلب أيضًا الكثير من الانضباط والقوة والصعوبة».