طرابلس: عبد الستار حتيتة
* أعقب غلق مقر الإخوان، حملة مداهمات أمنية، ما زالت مستمرة حتى الآن، لمقار ومخازن تتبع ما يعرف بمجلس شورى بنغازي.
* منذ خمسة شهور بدأ عدد طرد من مصراتة في التضييق على قادة الإخوان في المدينة. وتم بعض قيادات القيادات، وإغلاق شركات تابعة لرجال أعمال من الإخوان.
* أغضبت إجراءات السويحلي بغلق المقر الرئيسي لحزب الإخوان، دولا داعمة للجماعة.
* الأسلحة التي تم العثور عليها تحمل دليلا على الجهة التي جاءت منها.
هذه تفاصيل تنفرد بها «المجلة» عن مطاردة جماعة الإخوان الليبية، وملحقاتها، مما يعرف بتنظيم مجلس شورى بنغازي المصنف من عدة دول عربية باعتباره «تنظيما إرهابيا» مرتبطا بقطر.
وبدأت عملية المطاردة منذ يوم الجمعة الماضي، انطلاقا من مدينة مصراتة، التي تقع على بعد 200 كيلومتر إلى الشرق من طرابلس، ونتج عنها غلق المقر الرئيسي لحزب جماعة الإخوان، العدالة والبناء، في ليبيا، لأول مرة منذ تأسيسه عقب الانتفاضة المسلحة التي أطاحت حكم معمر القذافي في 2011.
ويرجع السبب الرئيسي لهذه الإجراءات إلى الاشتباه في أن عناصر من جماعة الإخوان، ومن مقر حزبها الرئيسي في مصراتة، الذي يرأسه الدكتور محمد صوان، كانت على علم بعملية التفجير التي نفذها تنظيم داعش في المجمع القضائي في المدينة، يوم الرابع من الشهر الحالي، وراح ضحيته أربعة بينهم وكيل نيابة شاب، يدعى عبد السلام العماري، وضابط في الشرطة القضائية، وعشرات الجرحى. وقبيل غلقه مقر الحزب وخروجه من مصراتة، نفى الدكتور صوان أي علاقة للحزب، أو أي علم مسبق له بعملية تفجير المجمع القضائي، وفقا لإفادة من أحد مرافقيه.
وأعقب غلق مقر الإخوان، مباشرة، حملة مداهمات أمنية، ما زالت مستمرة حتى الآن، في مصراتة، لمقار ومخازن تتبع ما يعرف بمجلس شورى بنغازي، المرتبط بكل من جماعة الإخوان، وتنظيم داعش، حيث عثرت القوات الأمنية على كميات ضخمة من الأسلحة منها صواريخ ومتفجرات واردة من الخارج، ومكدسة داخل صناديق عليها شعار وزارة الدفاع التابعة لإحدى الدول العربية.
نزوح قيادات من الإخوان إلى خارج ليبيا
وترتب على الحملة الأمنية نزوح قيادات من الإخوان إلى خارج ليبيا، حيث سافر معظم هؤلاء إلى تركيا من مطار مصراتة، ومن تونس، بعد الوصول إليها من المعبر البري، رأس جدير، ومن بين هؤلاء الدكتور صوان نفسه، وفقا لأحد أقاربه في بلدة زليتن. بينما هربت قيادات من سرايا الدفاع عن بنغازي إلى مناطق متاخمة للضواحي الشرقية لطرابلس وجنوبها.
وقالت مصادر قريبة من المجلس الرئاسي الذي يرأسه فايز السراج، المدعوم دوليا، إن الإجراءات المفاجئة التي اتخذتها قيادات مصراتة، ومن بينهم الدكتور عبد الرحمن السويحلي، رئيس المجلس الأعلى للدولة، أدت إلى انزعاج دول على علاقة بالإخوان وتعد من الداعمين الرئيسيين لهذا التنظيم.
[caption id="attachment_55261937" align="aligncenter" width="960"] جانب من متفجرات تم إبطال مفعولها قبل استخدامها في أعمال تخريبية في مصراتة. [/caption]
ويقول شاهد عيان من المجلس البلدي في مصراتة إن صوان اضطر، إلى حزم حقائبه، ومغادرة مصراتة، وهو في أشد حالات الاستياء من الإجراءات التي تم اتخاذها ضد وجوده ووجود حزبه في المدينة. وتوجه من مصراتة إلى مسقط رأسه في زليتن، قرب طرابلس، حيث يوجد مقر لفرع حزبه هناك. ثم وردت معلومات، من أحد أقاربه، عن أنه سافر عبر منفذ رأس جدير، للحاق بقيادات إخوانية أخرى سبقته إلى تركيا. ويحتفظ حزب صوان بعلاقة مؤاخاة، منذ أكثر من سنتين، مع حزب العدالة والتنمية ذي التوجهات الإخوانية والذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وقبل خروجه من ليبيا في طريقه إلى تركيا، احتج الدكتور صوان على «الأوامر التي أصدرتها قيادات من مصراتة بغلق مقر حزبه وإجباره على الخروج من المدينة». وقال، نقلا عن قريبه الذي كان بصحبته في زليتن إن «قرار إغلاق الحزب لم يصدر من جهة قضائية... كما أنه لا يوجد أي سند لمنع الحزب ورئيسه من ممارسة عملهم بحرية كما يحدد ذلك قانون الأحزاب في ليبيا»، والذي جرى وضعه بعد الانتفاضة المسلحة التي دعمها حلف الناتو وجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة في 2011.
ويقول أحد الضباط ممن يقودون الحملة الأمنية على جماعة الإخوان وعلى تنظيم مجلس شورى ثوار بنغازي، في مصراتة، إن «النشاط في المقر الرئيسي للحزب في المدينة اتسم على مدار الشهور الأخيرة بكثير من الشبهات، وكانت توجد بحقه الكثير من الاتهامات، لكن، في الواقع، لم يتم التحقيق في هذا الموضوع بشكل رسمي... كانت أقاويل ولم يتقدم أحد للتحري عن مدى صدقها من الجهات القضائية المختصة».
ويشير هذا الضابط المسؤول في جهاز المخابرات العسكرية في مصراتة، إلى أن زيارات واجتماعات لعناصر يعتقد أن لها صلة بأجهزة مخابرات من عدة دول، كانت تجرى في مقر حزب الإخوان في مصراتة، وأن هذا تسبب في صدور تنبيهات من جانب قيادات في المجلس الأعلى للدولة بضرورة أن يقتصر نشاط الحزب على الشأن الليبي، وأن لا يمتد نشاطه إلى أي دول أخرى، حتى لا تقع ليبيا في حرج.
ويضيف: «أعتقد أن علاقات الحزب العابرة للحدود، هي ما دفعت رئيس مجلس الدولة للغضب من حزب الإخوان... لكن المشكلة التي نواجهها في مصراتة اليوم، تتعلق باكتشافنا وجود علاقة وثيقة بين جماعة الإخوان ومجلس شورى بنغازي، وجماعة أنصار بيت المقدس المصرية المعروفة بنشاطها المعادي للدولة المصرية».
ومنذ نحو خمسة شهور بدأ عدد من قيادات مصراتة في التضييق على الحزب وعلى باقي قادة الإخوان في المدينة. وتم بالفعل طرد بعض القيادات منذ بداية هذا العام، وإغلاق شركات تابعة لرجال أعمال من الإخوان، ومنعهم من دخول المدينة.
أنشطة حزب الإخوان
ووفقا لمسؤولين محليين في مصراتة، من بينهم قيادي في المجلس الأعلى للدولة، فقد عبَّر الدكتور السويحلي عن غضبه أكثر من مرة، من أنشطة حزب الإخوان، وما يمكن أن ينتج عن تلك الأنشطة من ضرر لمصراتة، وأدى هذا الخلاف إلى خصومة بين السويحلي وزعيم الإخوان الليبيين، الدكتور علي الصلابي، المقيم في قطر، والذي ورد اسمه في لائحة الشخصيات والكيانات الإرهابية المرتبطة بالدوحة.
ومن جانبه، يوضح قيادي أمني في مصراتة بقوله إن محاولة قطرية كانت قد بدأت قبل شهرين لتلطيف الأجواء بين جماعة الإخوان وملحقاتها في مصراتة، وعدد من قيادات المدينة، من بينهم ضباط في المجلس العسكري لمصراتة، بالإضافة إلى السويحلي نفسه وسياسيين آخرين ورجال أعمال أيضا، حيث وجهت لهم الدوحة دعوات لزيارتها، واللقاء مع كبار المسؤولين فيها، وهو ما حدث بالفعل، لكن النتائج لم تؤت ثمارها على ما يبدو خاصة بعد أن حدثت أول واقعة تفجير في قلب مصراتة، واستهداف مجمعها القضائي.
وأدت العملية التي وقعت ظهر يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، إلى شعور مصراتة بالرعب بسبب جرأة منفذيها وتحديهم لقوة المدينة التي تمتلك واحدا من أكبر العتاد العسكري بعد الجيش الوطني الذي يقوده المشير خليفة حفتر. وبدأ الغليان يسري في أوصال المدينة بسبب الغضب مما أشيع عن تواطؤ الإخوان ومقرهم في مصراتة، رغم نفي الإخوان لهذا الأمر. ومع ذلك كشفت التحقيقات عن وجود تراخي وتساهل وتغلغل لعناصر مشبوهة في مواقع مهمة.
[caption id="attachment_55261938" align="aligncenter" width="960"] هذه السيارة كانت تحتوي على 154 كيلو غراما من المتفجرات لاستهداف المجمع القضائي بمصراتة.[/caption]
وفي غرفة اجتماعات ضمت ضباطا تبين من التقارير الواردة عن حال المدينة، تزايد عدد السيارات ذات الزجاج المعتم والتي لا تحمل أي لوحات تسجيل تبين هويتها. وبالتفتيش ظهر وجود مخازن أسلحة في عدة مواقع. وبدأت عملية القبض في الليل، وكشفت اعترافات من تم توقيفهم عن تواطؤ لعناصر محسوبة على جماعة الإخوان، مع مجلس شورى بنغازي المتحالف مع داعش.
ووفقا للمصادر الأمنية في مقر تحقيقات مصراتة، لم ينتظر السويحلي أي إجراءات قضائية لغلق مقر حزب الإخوان وطرد رئيسه الدكتور صوان. بل وجه له رسالة قوية تقضي بأن ينهي أي وجود للإخوان في المدينة حالا، وأن يغلق مقر الحزب وأن يخرج من مصراتة الآن، وفورا. وحين احتج صوان جرى إخطاره من جانب قيادات في المجلس البلدي لمصراتة وفي المجلس الرئاسي، بأن وجوده أصبح يمثل خطرا عليه، وأن هناك شبابا غاضبا في مصراتة من وجود مقر الإخوان في المدينة، وأنه يوجد احتمال قوي بأن تهاجم عائلات الضحايا مبنى الحزب وتعتدي على من فيه.
وفقدت كل عائلة - من نحو 700 عائلة في مصراتة - ابنا واحدا على الأقل من أبنائها في الحرب التي خاضتها قوات البنيان المرصوص المحسوبة على المدينة، ضد تنظيم داعش في بلدة سرت المجاورة لها أواخر العام الماضي. بالإضافة إلى وجود نحو 3000 مصاب في تلك الحرب.
وبحسب المصادر في مصراتة فقد أبلغ السويحلي، صوان، رسالة مفادها أن مقر الحزب أصبح هدفا للغاضبين، وأن عليه أن ينجو بنفسه، إلى أن يحال الأمر برمته إلى التحقيق والقضاء لإصدار حكم عن علاقة الإخوان بشورى بنغازي وتفجير داعش للمجمع القضائي.
المجلس الرئاسي
وأغضبت إجراءات السويحلي بغلق المقر الرئيسي لحزب الإخوان، دولا داعمة للجماعة، بعد أن تقدمت قيادات منها بشكاوى في عواصم تلك الدول، بسبب تعرض الحزب وقادته في ليبيا لحملة وصفوها بالظالمة وغير المبررة. وبحسب مصدر في المجلس الرئاسي، فقد وصل إلى مقر المجلس وفد أجنبي لهذا الغرض، صباح يوم الاثنين الماضي، وكان من بين من حضر الاجتماع، السراج، ومستشاره السياسي، الطاهر السني... و«جرى التطرق إلى الحملة التي يتعرض لها حزب العدالة والبناء، وأن هذا لا يصب في صالح محاولات رأب الصدع بين الليبيين المنقسمين على أنفسهم منذ سنوات».
وفي الجانب الآخر، أخذ رجال الأمن في مصراتة في فرض حالة من الاستنفار تحسبا لأي عمليات انتقامية، بينما سادت في عموم البلاد حالة من الارتباك، مع توقعات بأن تنتقل عناصر المسلحين المطاردين، من مصراتة، إلى مواقع أخرى. ويقول ضابط في الاستخبارات العسكرية في المدينة: «توجد معلومات عن أن بعضا من هؤلاء يمكن أن يكونوا قد فروا إلى المزارع الشاسعة المتاخمة لمناطق الخُمس ومسلاتة قرب طرابلس».
وبداية من نهار يوم الأحد الماضي، جرى الاتفاق على أن يحال المقبوض عليهم من المشتبه فيهم إلى مكتب الاستخبارات في مصراتة، لأنه محصن، وليس إلى مديرية الأمن الأقل تأمينا... ومن بين من تم توقيفهم، بالإضافة إلى بعض من قيادات مجلس شورى بنغازي، عناصر أخرى مما يعرف في المدينة باسم «لواء الفاروق»، وهو جماعة شبه عسكرية لديها علاقة بقيادات في جماعة الإخوان، وشورى بنغازي، ولا تخفي موالاتها لداعش.
[caption id="attachment_55261939" align="aligncenter" width="960"] أسلاك ومعدات تستخدم في التفخيخ تم العثور عليها مع دواعش في مصراتة الأسبوع الماضي. [/caption]
وبينما تقرر احتجاز من يتم القبض عليه، من العناصر المشتبه بها والتي لا يعتقد أنها تمثل خطرا كبيرا، في قاطع داخل السجن الواسع التابع لمديرية الأمن بمصراتة، انتشرت في وسط المدينة عشرات السيارات الأمنية التابعة للمجلس العسكري لمصراتة، ولدائرة الاستخبارات العسكرية فيها. وبعد ساعات مرت نحو عشرين سيارة أخرى بقيادة العميد إسماعيل الشكري، من استخبارات المدينة. وحين توقف لبرهة، كان يتحدث بصوت مرتفع وهو يصدر الأوامر وفي نبرته تحدٍ وإصرار على إخضاع المدينة ومنع المتطرفين من أي تحرك مضاد.
وبين كل ساعة وأخرى تسمع في الأجواء صوت صراخ أبواق سيارات الشرطة والجيش، وهي تقود عربات بيك آب محملة بأسلحة تم العثور عليها في أوكار للمتطرفين. وتختفي هذه العربات في اتجاه مقار تابعة للمجلس العسكري في مصراتة. ويقول أحد الضباط في المجلس العسكري: نقوم بتحريز الأنواع التي تتم مصادرتها... والدولة المصنعة لها، والبلد الذي جاءت منه... توجد عشرات الصناديق ما زالت بحالتها ولم تفتح بعد... وفوق كل هذا توجد أوراق تخص كل شحنة وثمنها ومن سدد قيمتها. كل هذه الأوراق ستحال إلى النيابة حتى يأخذ القانون مجراه.
وفي المساء اختفت معظم القيادات المعروفة من جماعة الإخوان ومن شورى بنغازي، من مصراتة. ومن المعروف أن شورى بنغازي تنظيم يضم عدة مئات من العناصر المسلحة، وهم خليط من العسكريين والمدنيين الرافضين للمشير خليفة حفتر الذي كان يحاربهم في بنغازي. ونزحوا إلى مصراتة بعائلاتهم، ويديرون من هناك الحرب في شرق ليبيا ضد قوات الجيش الوطني.
الخلايا النائمة
ومن المشكلات التي واجهها ضباط الأمن في مصراتة، أثناء مداهمة بيوت النازحين، بحثا عن قيادات شورى بنغازي، خلال اليومين الماضيين، وجود عشرات العائلات التي تم طردها بالفعل على يد أهالي مصراتة الغاضبين من أعمال القتل والتخريب التي لحقت بمدينتهم من الجماعات المتطرفة. ويقول ضابط في نقطة ارتكاز أمني أمام المجمع الطبي: «بعض من أبناء مصراتة ممن كانوا يؤجرون بيوتا لنازحين من بنغازي، تم طردهم، وهم هائمون في شوارع المدينة... نساء وأطفال ومسنون. نبحث لهم عن حل، فهم في النهاية لا ذنب لهم».
[caption id="attachment_55261940" align="aligncenter" width="802"] ميناء مصراتة البحري أحد أهم المنافذ وأصبح يحظى بتأمين كبير لمواجهة نشاط المتطرفين. [/caption]
ويجري في الوقت الراهن، وفقا للضابط نفسه، تسكين هذه العائلات، وغالبيتهم نساء وأطفال ورجال مصابون أو عاجزون عن إعالة أنفسهم، في مواقع تابعة للسلطات المحلية منها مقر الضمان والرعاية الاجتماعية ومعهد التمريض. كما جرت عملية استنفار واسعة في أوساط الشرطة النسائية لتفتيش من يشتبه فيهن من نساء شورى بنغازي والنساء اللائي لهن علاقة قربى بتنظيمات متطرفة أخرى.
ومع ذلك ما زالت مصراتة تخشى من خلايا نائمة في المدينة، ومن خطر رفع السلاح داخلها من جانب العناصر المحسوبة على الإخوان وعلى شورى بنغازي ولواء الفاروق، وعلى أطراف أخرى، خصوصا بعد أن وصلت المداهمات الأمنية إلى مقار لهذه العناصر فيها أسلحة ومتفجرات واردة من دول بعينها وفقا للأختام الموجودة على الصناديق.
ويقول أحد المحققين: «توجد صواريخ وحقائب متفجرات وأجهزة اتصال حديثة بين الشحنات التي عثرنا عليها في مخزن الصيد البحري على ساحل مصراتة». ويضيف: «نحتجز رجلا يدعى الزوي لديه معلومات تفصيلية عن كيفية وصول هذه الأسلحة إلى مطار مصراتة (القاعدة الجوية)، والهدف من تخزينها وضد من كانت ستستخدم؟».
وخلال هذه الأحداث سافر الدكتور السويحلي إلى إيطاليا بشكل مفاجئ. ويقول مسؤول في مجلس الدولة إن زيارته لروما كانت محددة سلفا، وإن «هذه مناسبة جيدة لكي يتشاور مع الجانب الإيطالي عما يمكن أن تقدمه روما من مساعدة لليبيا في سبيل مكافحة الجماعات الإرهابية خاصة تلك التي تسعى لاستهداف مصراتة وتحويلها إلى مركز للمؤامرات على الداخل الليبي وعلى دول بالمنطقة».
ومن جانبه، تدخل مجلس الأمن القومي الليبي، وهو مجلس منبثق عن اتفاق الصخيرات، ويقع مقره في مصراتة، في القضية، وشعر بأن الأمر يهدد المدينة ويمكن أن يحدث فيها حالة من الفوضى، لا سيما أن الأسلحة التي تم العثور عليها تحمل دليلا على الجهة التي جاءت منها. ولهذا طلب قيادي في هذا المجلس دعما من قوات رئيس المجلس الرئاسي في طرابلس. ويقول هذا القيادي: «لقد طلبنا من الحرس الرئاسي أن يساعدنا».
ومع تباشير الصباح وصلت من طرابلس «الكتيبة الأولى»، بقيادة النقيب جمال الهنقاري، من جهاز الحرس الرئاسي، لمواجهة أي تداعيات من الجماعات المتطرفة. وفي يوم واحد، وهو يوم الاثنين الماضي، خرج من ليبيا ما لا يقل عن سبعة من كبار قيادات جماعة الإخوان الليبيين... لكن أحد مصادر الجماعة قال إن الهدف من السفر هو حضور اجتماع للجماعة في تركيا، وإنهم لم يفروا، وسيعودون، لأن أيا منهم لم يثبت أنه ارتكب أي أمر مخالف للقانون. وزعم كذلك أن الحملة التي تتعرض لها الجماعة في ليبيا، ويتعرض لها مقر حزبها الرئيسي في مصراتة، مُرتبة من خصوم الإخوان في ليبيا وفي خارج ليبيا.