مؤسس المخابرات القطرية: الدول المقاطعة حاولت مراراً نصح الدوحة دون جدوى

اللواء محمود منصور قال إنه استقال حين بدأت نياتها ضد الدول العربية في الظهور

مؤسس المخابرات القطرية: الدول المقاطعة حاولت مراراً نصح الدوحة دون جدوى

[caption id="attachment_55261679" align="aligncenter" width="1156"]اللواء محمود منصو اللواء محمود منصو[/caption]

القاهرة: محمد عبد الرءوف


لم يتخيل اللواء المصري المتقاعد محمود منصور، الذي عهد إليه في أواخر الثمانينات من القرن الماضي بمهمة تأسيس المخابرات القطرية ضمن مجموعة من الخبراء الأمنيين، أن يكون رد الدوحة على جميل بلاده بهذه الطريقة، كما يقول، مشيرا إلى أنه ظل يعمل في تأسيس المخابرات القطرية طوال ثماني سنوات، ثم استقال «حين بدأت نياتها ضد الدول العربية في الظهور».
ويضيف اللواء منصور أن من أخطأ وأجرم ودعم ومول الإرهاب لا بد أن يلقى العقاب، مهما حاول الإفلات، مؤكدا أن دول مجلس التعاون الخليجي، والإعلام العربي والمصري، بذلوا جميعا عدة محاولات متكررة على مدار سنوات، لإعادة قطر إلى جادة الصواب، واجتهدت في نصح وإرشاد وتوجيه حكام قطر، إلا أن الأمور وصلت إلى ما نراه اليوم.
وأشار إلى أن التسييس القطري للحج تم بإيعاز من ناصحي تميم في طهران، مؤكدا أن تركيا طامعة في أموال قطر وترغب في وضع قدمها في منطقة الخليج.
وفيما يلي نص الحوار...

* ما السبب الحقيقي للأزمة القطرية الحالية؟

- الأزمة القطرية الحالية نجمت عن تورط تنظيم الحمدين في تمويل وإيواء الإرهاب والتحريض عليه من خلال وسائل إعلام عربية اعتمدت على مبدأ إثارة الشائعات والكذب على المشاهدين وتلوين الموضوعات بهدف إثارة القلاقل داخل الدول العربية والإسلامية. وعندما تولى الابن تميم مكان والده في حكم إمارة قطر استمر في نفس السياسة التي توسعت على تنظيم الحمدين لتتحول إلى تنفيذ التعليمات من قوى دولية وإقليمية لخراب الدول العربية والإسلامية في أفريقيا وآسيا، ثم تطور الأمر إلى المساندة لتكون بإرادة مباشرة من الحاكم في قطر تحريضاً وإيواءً لمجموعات مناوئة لحكوماتها ودون الرجوع إلى القوى العالمية التي كانت تصدر الأوامر إلى الحاكم في الدوحة وهو ما أدى إلى انفراط عقد السيطرة على الإرهاب وبدأ الخطر يتمدد إلى داخل أوروبا ودول غربية وإسلامية، لم يكن يخطر ببال أحد أن تمتد لها يد الإرهاب الغادر حتى وصلنا إلى لحظة كان لا بد فيها من المواجهة مع ذلك الحاكم الصغير القابع على رأس السلطة في الدوحة.

* كيف ترى المحاولات العربية لإعادة قطر إلى صوابها قبل اندلاع الأزمة؟

- دول مجلس التعاون الخليجي والإعلام العربي والمصري بذلوا عدة محاولات متكررة على مدار سنوات لإعادة قطر إلى صوابها واجتهدت في نصح وإرشاد وتوجيه حكام قطر بما سيترتب عليه ما تفعله الدوحة من نتائج خطيرة، إلا أن الدوحة ومن خلفها، لم يرتدعوا ويدركوا حقائق الأمور في العلاقات الدولية، لذلك تجمعت الدول الأكثر تضررا من سياسات الإرهاب التآمرية وأعدوا العدة لمواجهة سياسية شاملة من خلال تحديد الأدلة والقرائن وتقديم وثائق وشهادات مسجلة بالفيديو لإرهابيين تم ضبطهم وأدلوا باعترافات تفصيلية مسجلة وأفلام تسجيلية للمخربين يعترفون فيها بعلاقتهم المباشرة والواضحة بقطر التي حرضتهم ومولتهم لممارسة تخريبهم في الدول العربية والإسلامية بالإضافة إلى وجود تسجيلات مصورة للجيش القطري وهو يمارس نشر الخراب في ليبيا وبعض الإرهابيين القطريين وأعوانهم وهم يدلون بتصريحات أكدوا فيها تورط النظام القطري في الإرهاب. وعندما واجهت الدول الأربع (السعودية ومصر والإمارات والبحرين) قطر بهذه الأدلة وطلبت منها التوقف عن تلك الممارسات استكبر تميم ومن خلفه تنظيم الحمدين ورفضوا الإقلاع عن دعم الإرهاب.

* كيف تقرأ كلمة تميم بن حمد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك أخيراً؟

- هذه الكلمة أكبر دليل على الاستكبار والإصرار على دعم الإرهاب، وهي تعكس الارتباك والضعف الذي يسود النظام القطري الذي رفض الاستماع لصوت العقل أو إدراك الحقائق التي حاصرتهم الأمر الذي جعل كلمة تميم تخرج بهذا الشكل، لأنه اعتقد أنه بما يملك من مال يستطيع أن يحقق انتصارا إضافيا.

* برأيك لماذا فضل تميم الابتعاد عن الأشقاء واللجوء لآخرين مثل إيران وتركيا؟

- عندما وجد نظام تميم وتنظيم الحمدين مواقف دولية مائعة في مواجهة الإرهاب ارتموا في أحضان المقامر التركي والإيراني ليواجهوا الحقيقة التي أعلنتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، وحرضت أنقرة وطهران الدوحة على التهجم وإطلاق الأكاذيب على دول المقاطعة العربية وبات الكذب بلا حياء، ووصل الأمر بهم أنهم حاولوا تلويث سمعة دول المقاطعة الأربع بأكاذيب أدركها العالم كله.

* تسييس الحج سلوك إيراني أصيل لماذا لجأت إليه قطر؟

- تسييس الحج، تلك الجريمة التي صدرت عن النظام القطري، تمت بإيعاز من ناصحي تميم في طهران، ولا ننسى أن أول من قام بتسييس فريضة الحج هم الإيرانيون، ولم يدرك القطريون أنهم حولوا أنفسهم إلى أضحوكة للعالم، ورغم المكرمة الملكية التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإرسال طائرات لنقل الحجاج القطريين وفتح الحدود أمامهم، فإن الدوحة أصرت على تسييس الفريضة ورفضت المكرمة الملكية.

* بدأت أخيراً الانشقاقات تظهر بوضوح داخل الأسرة الحاكمة في قطر، بم تفسر ذلك؟

- مع تصاعد الأزمة القطرية لم تعد الدول الأربع فقط هي المتضررة من السياسات القطرية بل بدأ الشعب القطري يشعر بما يفعله حكامه، وبدأ ينحاز لصالح انتمائه العربي والخليجي والإسلامي وهو ما تبعه انضمام الكثير من شيوخ العائلة القطرية الحاكمة إلى معارضة الأمير الصغير. وبدأ الأمر بالشيخ عبد الله بن علي آل ثاني الذي أطلق دعوة للشيوخ والوجهاء في قطر للتجمع والتحاور حول الرؤية الأفضل في التعامل مع الأزمة الحالية، وكذلك الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني الذي يعتبر صوت الشباب في العائلة الحاكمة. كما رأينا المعارضة القطرية تنظم مؤتمرات في جنيف ولندن والولايات المتحدة، وفي جميع الأحوال نجد الرغبة الحقيقية من الشعب القطري في الحفاظ على عروبة بلاده وإنقاذها من سموم الفكر والأهداف غير الطيبة لإيران وحرصا على مصالح وأموال قطر من الطمع التركي، وأتوقع زيادة زخم المعارضة القطرية.

* برأيك ما سبب إرسال تركيا لقوات عسكرية لقطر مع بداية الأزمة؟

- برأيي تركيا مقامر غبي، فأنقرة التي أرسلت آلافاً من جنودها إلى قطر بزعم حماية النظام لن تضحي بجندي واحد من جنودها وكل ما تريده هو الأموال القطرية التي تستنزفها إضافة إلى وضع قدم لها في منطقة الخليج.

* كيف ترى نهاية الأزمة؟

- الأزمة لها نهاية واحدة، من أخطأ ودعم ومول الإرهاب لا بد أن يلقى العقاب مهما حاول الإفلات.

* كيف كانت الفترة التي عملت فيها على تأسيس المخابرات القطرية. ولماذا استقلت؟

- عملت في تأسيس المخابرات القطرية منذ عام 1988 إلى عام 1996 وقررت الاستقالة عندما بدأت النيات القطرية ضد الدول العربية ومنها مصر في الظهور، عبر حمد بن جاسم وزير الخارجية السابق. ومنذ أن خرجت شبكة قنوات «الجزيرة» للنور، وبدأت تتنفس كذبا رفعنا عدة تقارير للأمير حمد بن خليفة عن خطورة ما تفعله «الجزيرة» إلا أنه لم يستجب لأن حمد بن جاسم كان الحاكم الفعلي فقررت الاستقالة والعودة لمصر.

* ما الدور الحالي للمخابرات القطرية في الإرهاب؟

- المخابرات القطرية ليست العنصر الرئيسي وليست منفذا للمخططات وإنما دورها يشمل التمويل والإيواء والتحريض والخدمات الإدارية وقليلاً ما استخدموا معدات وطائرات قطرية نقلت بواسطة آخرين غير قطريين لدول أخرى لإحداث خلخلة وقلاقل لإسقاط الحكومات.
font change