المرشح المحافظ: المسلمون في برادفورد ربع السكان وهم مواطنون بريطانيون
[caption id="attachment_55259719" align="alignright" width="1749"] المرشح المحافظ جورج غرانت يتوسط بعض الداعمين لحملته الانتخابية[/caption]
لندن: ياسمين الجريسي
* إذا لم يكن لديك اقتصاد قوي فكل شيء لا يهم، لأنك لن تستطيع سداد مقابل الخدمات العامة الأساسية من صحة وتعليم وما إلى ذلك مما يعتمد عليه كثيرٌ من الناس.
* ما يريده البعض هو التفرقة بيننا لنكون ضد بعضنا البعض، لدرجة أن يشعر المسلمون بأنهم لم يعودوا قادرين على الحياة في سلام مع أشخاص من ديانات مختلفة ومع أي شخص آخر في بريطانيا،
* وفقا لتفسير رجعي وبربري للإسلام، يجب التخلص من كل مظهر «غير إسلامي»، ويعني ذلك كل شيء يتعلق ببلادنا ونراه جميعا ذا قيمة.
* يجب أن نتعلم الوثوق في بعضنا البعض على نحو أفضل. ومن أجل ذلك نحتاج إلى الاعتراف بقيمنا المشتركة كمواطنين في هذا البلد، بل وأيضا الاعتراف بمصالحنا المشتركة.
قبيل الانتخابات العامة التي ستبدأ في جميع أنحاء بريطانيا، أجرت «المجلة» لقاء مع جورج غرانت مرشح المحافظين في برادفورد وست، وهي دائرة تتميز بنظامها القائم على العشيرة والمنافسات الحماسية، ليتحدث عن المنافسة المحلية والمخاوف الوطنية. ورغم أن نسبة المسلمين في برادفورد نحو ربع السكان تقريبا فإن غرانت ينزعج من التعامل معهم على أساس ديني، فهم مواطنون بريطانيون في البدء والمنتهى وما يؤرقهم هو نفسه ما يؤرق كل الناخبين البريطانيين...
وإلى نص الحوار...
* لماذا اخترت الدخول في الحياة السياسية؟
- هذا سؤال مثير للاهتمام. كنت مراسلا أجنبياً في ليبيا بعد سقوط القذافي، ومن خلال عملي تعرفت على وزير الخارجية الأسبق مالكولم ريفكيند. كان لدي بالفعل اهتمام قوي بالسياسة، وكنت أخطط للترشح في عمر 30 عاما، وهو ما فعلته في عام 2015، وهو الذي أقنعني بشدة أنني يجب أن أفعل ذلك. أما عن سؤال لماذا السياسة؟ بالفعل؛ لدي مجموعة من الآراء والقيم بشأن بلادي والمجتمع الذي أريد أن أراه. اعلم أنك إذا لم تجاهد من أجل هذه الأشياء، سوف يتقدم شخص آخر ويملأ المكان الذي تركته فارغا، وربما يكون لديه آراء تختلف كثيرا عني.
* يقيم في برادفورد وست جالية مسلمة باكستانية كبيرة، فما هي احتياجات واهتمامات السكان المحليين، وكيف تعتزم أن تتناولها؟
- لا أسعى إلى العمل على أساس الجالية المسلمة واحتياجاتها واهتماماتها، أو الجالية الهندوسية واحتياجاتها واهتماماتها، أو الجالية المسيحية واحتياجاتها واهتماماتها أو الجالية البيضاء. أرى أن ذلك يأتي بنتيجة عكسية. تلك الطريقة خاطئة تماما في السياسة، بل إن جزءا من المشكلة التي نعاني منها في برادفورد هي أن الناس تعمل على أساس هذه الفوارق المجتمعية والدينية. ما أقدمه هو تمثيل ناخبي دائرتي على أساس انتمائهم إلى المملكة المتحدة بصفتهم مواطنين بريطانيين وعلى أساس قيمهم المشتركة مع الجميع. وأشجع كثيرا كل شخص في برادفورد وخاصة من الجالية المسلمة الباكستانية على التفكير بناء على ذلك، لأنني أعتقد أنها طريقة مثمرة لبناء تماسك اجتماعي في بلادنا، ولتجاوز بعض الاختلافات التي توجد بلا شك في دولتنا.
* جاء نظام «بيراداري» العشائري في الخمسينات عن طريق الباكستانيين الأوائل الذين وصلوا إلى برادفورد، واستغلته العشائر ونظام الأحزاب السياسية لحشد كتلة تصويتية. إلى أي مدى لا تزال سياسة «بيراداري» الطبقية العشائرية مسيطرة على سكان برادفورد؟ وما هي خبرتك بها؟ وكيف استطعت الخوض وسط هذا النظام؟
- إنها سياسة قذرة جدا. أعرف الطرق التاريخية التي وصلت من خلالها وماذا يحدث عندما يكون لديك أشخاص جاءوا إلى دولة ليسوا معتادين عليها، فهم لا يفهمون اللغة والعادات وما إلى ذلك. يستطيع الناس إرشادهم ونصيحتهم في تلك البيئة الجديدة، وهذا معقول. ولكن اليوم الجميع في برادفورد سواء كانوا من أصل باكستاني أو أصول أخرى، يتحدثون كلهم في الغالب باللغة ذاتها ولديهم الحقوق ذاتها مثل الآخرين. ويمكنهم اتخاذ قراراتهم بأنفسهم. يمكن أن ترى ذلك مع سلمى يعقوب، التي توصف بالمرشحة المستقلة. هي تدعي أنها مستقلة تدافع عن جيرمي كوربن ولكن مرشحة حزب العمال ذاتها تدعي أنها تدافع عن جيرمي كوربن - لماذا إذن تترشح؟ إنها تترشح لأنها سياسة عشيرة «بيرادراي» وأتباعها لا يحبون ناز شاه لعدة أسباب، فالأمر كله يتعلق بالشخصية. في الواقع، الطريقة التي دخلوا بها في هذه الحملة الانتخابية تثير الاشمئزاز مثلما فعل جورج غالاوي في برادفورد وست في 2014 - 2015.
* هل تعتقد أن تلك السياسة الشخصية تعكس انصرافاً عن قضايا أكثر خطورة؟
- بلا شك. وما أقوله للجميع في برادفورد وست، وأشك أن هناك الكثير منهم بين قرائكم، هو أنهم إذا أرادوا الحصول على نفوذ أكبر من خلال نائبهم في البرلمان لمصلحة سكان دائرتهم، فلا يجب أن يكون عضو البرلمان جزءا من الحزب الحاكم فحسب، لأن القضايا تتغير بالفعل على المستوى الحكومي من ضرائب وصحة وتعليم وما إلى ذلك، ولكن يجب أيضا أن يحمل النواب معهم اهتمامات واحتياجات ناخبيهم إلى وستمنستر حيث يتم اتخاذ مثل تلك القرارات.
* يسود حزب العمال في برادفورد وست في الغالب، فما الذي تقدمه للناخبين للتأثير على أصواتهم؟
- بعد كل ما يقال ويتم فعله، أهم شيء في النهاية هو الاقتصاد، وهذا يقال كثيرا للغاية. إذا لم يكن لديك اقتصاد قوي فكل شيء بخلافه لا يهم بصراحة، لأنك لن تستطيع سداد مقابل الخدمات العامة الأساسية من صحة وتعليم وما إلى ذلك مما يعتمد عليه كثيرٌ من الناس. لذلك ما نقدمه هو حزب ساعد على تحقيق أقوى اقتصاد متنامٍ في العالم المتطور على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، والذي ساعد على تخفيض معدل البطالة إلى أدنى مستوياته منذ 42 عاما. بالمقارنة، وصلت البطالة في ظل حكم حزب العمال إلى معدل أعلى مما كانت عليه عندما بدأت أول حكومة لحزب العمال في التاريخ. ولكني أعتقد أيضا من جانب آخر أن هناك زيادات في الحد الأدنى للأجور، وهي بالفعل سياسات تقدمية. يرغب سكان برادفورد في اختيار نائب يملك تأثيرا ويجب أن يكون جزءا من فريق، والفريق الوحيد الذي يملك أهمية في البرلمان هو حزب الحكومة. وبغض النظر عن تقلبات استطلاعات الرأي أعتقد أننا بالتأكيد سنحصل على حكومة محافظة في وستمنستر. لذلك يجب على سكان برادفورد أن يسألوا أنفسهم من سيكون أقرب إلى رئيس الوزراء، نائب برلمان محافظ مع رئيس وزراء محافظ، أو نائب معارض آخر؟ أما بالنسبة للمرشحة سلمى يعقوب التي توصف بالمستقلة، وهي الزعيمة السابقة لحزب الاحترام، فإن شعارها هو صوت مستقل قوي. وأقول للناس في برادفورد إنه مجرد صوت وحيد في البرية، هكذا سيكون الأمر بالضبط إذا تم ترشيحها، أن تغرد في ركن منسي في المقاعد الخلفية للمعارضة. ربما تكون بليغة، ولكن سلفها جورج جالاوي كان بليغا ولم يستطع تحقيق شيء لأنه لا يوجد عضو برلماني يمكن أن يفعل شيئا بمفرده.
* على ذكر استطلاعات الرأي. عندما دعت تيريزا ماي إلى إجراء الانتخابات، كان من المتوقع تحقيق فوز ساحق. ولكن على مدار الأسابيع القليلة التالية، بدأ الفارق يضيق في استطلاعات الرأي، فما هو السبب في رأيك؟
- أعتقد أن المحافظين ارتكبوا بعض الأخطاء في الطريقة التي أداروا بها الحملة الانتخابية ولكن ما أخافني أيضا هو أن الناس دائما ما يقولون إنهم يريدون الصدق من السياسيين، ولكن في رأيي المتواضع، أختلف مع ذلك. عندما يحاول السياسيون التزام الصدق مع الناس كما فعلت رئيسة الوزراء في قرارها الصعب المتعلق بالرعاية الصحية، انقلب الناس وكانوا متحمسين. وجيرمي كوربن متخصص في إصدار وعود تتعلق بكل شيء تقريبا للجميع. أعني أنه سوف يقترض ربع تريليون جنيه إسترليني إضافي، وسوف يؤمم كل شيء يراه، وسوف يلغي مصروفات التعليم، وسوف يرفع الحد الأدنى للأجور إلى 10 جنيهات إسترلينية في الساعة، وسوف يفعل كل هذه الأشياء وسوف يتخلص من عجز الموازنة في غضون خمسة أعوام. هذا خيالي للغاية، ولكن يبدو أن هناك عددا من الناس الراغبين في تصديق كل ما يرغبون في سماعه. وأخيرا أعتقد أنه إذا تخيلنا أن رئيسة الوزراء بدأت هذه الحملة في قمة القوة بينما بدأها جيرمي كوربن في أدنى شعبيته، فهناك طريق واحد يمكن أن يتخذه كلا منهما، أن يصعد درجة أو ينزل درجة. وأرى أننا في موقف ليس قويا بما يكفي في استطلاعات الرأي كما كنا نرغب، وبالتالي لا يمكن اعتبار أي شيء على أنه أمر مُسَلَّم به، ولكني واثق أننا سوف نفوز في صباح يوم الجمعة بأغلبية كبيرة.
* بعد الاعتداءات الإرهابية الأخيرة في بريطانيا، أضر دمج الأقلية العرقية بالأجندة السياسية. وكانت تيريزا ماي قد دعت إلى زيادة دمج جاليات الأقلية كأحد الحلول لمكافحة الإرهاب. وفي ظل اعتبار برادفورد من أقل المناطق دمجا للأقليات في بريطانيا، ماذا ستفعل لتعزيز الاندماج المجتمعي؟
- بعد الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي وقع يوم السبت في لندن، وهو الثاني الذي يستهدف بلادنا في غضون عدة أسابيع، من الصائب تماما استمرار الحملات الانتخابية وعدم تأجيل الانتخابات العامة. وإذا كنت قد تعلمت شيئا واحدا من هؤلاء الأشخاص من خلال التجارب التي خضتها في أثناء مراقبتهم والحديث معهم، والتعرض لاستهدافهم، والحديث مع من يدينون هذا المسار ممن ينتمون إليهم، فهو أنهم يكرهوننا لما نحن عليه فقط، وليس أي شيء آخر.
ما يريدونه هو التفرقة بيننا لنكون ضد بعضنا البعض، لدرجة أن يشعر المسلمون بأنهم لم يعودوا قادرين على الحياة في سلام مع أشخاص من ديانات مختلفة ومع أي شخص آخر في بريطانيا، وأن تستمر حالة الحرب بيننا بالضرورة. ولكن لا يمكننا أن نسمح بذلك. لذلك فإن الوقفات وغيرها من تعبيرات التضامن، وأبرزها الحفل الذي عقد في مانشستر مؤخرا، ليست مجرد أعمال مبتذلة لا معنى لها كما يصفها البعض. بل هي بالفعل إشارة قوية للمتطرفين بأنهم لن يحصلوا على ما يريدون.
وفقا لتفسيرهم الرجعي والبربري للإسلام، يجب عليهم أن يتخلصوا من كل مظهر يعتبرون أنه «غير إسلامي» في مجتمعهم المتصور؛ ويعني ذلك كل شيء يتعلق ببلادنا ونراه جميعا ذا قيمة، ناهيك عنّا جميعا... ولا تنخدعي بالأكاذيب التي تقول إن سياستنا الخارجية تسببت في كل ذلك. هم لا يريدون التخلص منّا بسبب سياستنا الخارجية، كما لم يرغبوا في التخلص من الإيزيديين بسبب سياستهم الخارجية، أو الأكراد أو شعب السويد أو ألمانيا بسبب سياساتهم الخارجية. لا بد وأن سياستنا الخارجية تسببت في إغضاب الكثيرين، وفي مناطق عديدة في العالم أخفقت سياستنا الخارجية (على الرغم من أن العديد من نجاحاتها لاقى تجاهلا كبيرا)، ولكن لا تظني أنهم لن يرغبوا في التخلص منا إذا غيرنا توجهنا.
كذلك هم لا يكرهوننا لسبب يتعلق بأجندتنا في السياسات المحلية، وإن كانت هناك أوجه قصور بالغ تشوب محاولتنا لمواجهة الإرهاب كمجتمع. ببساطة هم يكرهوننا جميعا، ويكرهون كل شيء يتعلق بنا. وسواء ظن المرء أنه ليبرالي أو محافظ أو مثلي الجنس أو سوي أو أبيض أو بُني أو أسود، هم يكرهون كل شيء كما يكرهون كل شخص من السياسيين الذين قد نرغب في لومهم على التسبب في المأزق الراهن. وإذا اعترفت أنك مسلم، فسوف يزيد كرههم لك، لأن الأسوأ من العدو هو المتواطئ، وبالنسبة لهم أي شخص يتعايش في حالة سلام وصداقة مع مواطنيه في بلدنا يُعد متواطئاً بالتأكيد. لذلك من المهم للغاية في أوقات مثل الفترة الحالية أن نؤكد على قيمنا المشتركة كمجتمع، وألا نسمح لخطاب «هم ونحن» بأن يهيمن. ولذلك يجب أيضا أن نقاوم أي تعديات على حرياتنا المدنية.
ونحتاج جميعا أيضا إلى أداء ما علينا. فليس من الجيد أن نقول: «هؤلاء الناس ليس لهم علاقة بنا»، فمن الواضح أن لهم علاقة بنا. نعم من الواضح جدا أن لهم علاقة بنا جميعا.
لذلك أهم رد فعل عملي على هذا التهديد، وهو ليس مبتذلا، أن نتعلم الوثوق في بعضنا البعض على نحو أفضل. ومن أجل ذلك نحتاج إلى الاعتراف بقيمنا المشتركة كمواطنين في هذا البلد، بل وأيضا الاعتراف بمصالحنا المشتركة.
المقصود أن نثق في وجود أجهزة الأمن لحمايتنا، وليس لاضطهادنا، وأن نُبَلِّغ عن أي شيء أو أي شخص نرتاب فيه. يعني ذلك الثقة في أن ما يوحدنا أكثر مما يفرق بيننا كمواطنين في هذه الدولة، بغض النظر عن عقيدتنا أو قناعاتنا السياسية، وهو ما يتم نسيانه في أغلب الأحيان.
وأخيرا، المقصود هو الاحتفاء بمصلحتنا المشتركة في الحياة، فعندما يحاول أي شخص تقديم أي شيء لهؤلاء، يجب ألا ينسى أنهم يريدون قتله.
* تعهد حزب العمال بإلغاء رسوم التعليم، واقترح الديمقراطيون الليبراليون سياسات لوضع الشباب على سلم تملك العقارات. فما الذي يقدمه المحافظون لجذب الشباب؟
- نقدم للشباب حياة، هذا ما نقدمه للشباب. انخفضت البطالة في هذه الدولة إلى أدنى مستوياتها منذ أن وصلت إلى معدلات قياسية، ومن ضمنها بطالة الشباب. إذا نظرتِ الآن في معظم أنحاء أوروبا سترين بطالة الشباب وصلت إلى 50 في المائة، وأهم شيء للشباب في النهاية هو توفر فرص العمل. وأعتقد أن هذا أهم شيء يمكننا أن نقدمه لأي شاب. وبعيدا عن ذلك، قال حزب العمال إنه سيلغي رسوم التعليم، وكما قلت إنهم يعدون بكل الأشياء التي لن يستطيعوا تنفيذها. وأذكر عندما أصدر نيك كليغ اعتذاره الشهير بعد تحول الديمقراطيين الليبراليين على أعقابهم، وظن الناس أنه يعتذر عن رفع رسوم التعليم، وهو في الواقع لم يفعل. بل اعتذر عن تقديم وعد لم يتمكن من الوفاء به منذ البداية. لقد قدم وعدا عندما كان في المعارضة، وعندما وصل إلى الحكومة، وأدرك أنه لا يمكن تحقيقه، تراجع عنه. وكان ذلك ما اعتذر عنه، ولا يفاجئني أن شخصا مثل جيرمي كوربن لم يتعلم الدرس وهو ناشط سياسي طوال حياته. ما سأقوله عن رسوم التعليم هو أنني أعتقد بالفعل أنها سياسة عادلة، لأننا لا نطلب من الناس دفع المال مقدما، بل نطلب من الناس فقط أن يسددوا التكاليف بمجرد تخرجهم بناء على ما يستطيعون تحمله. وبالتالي إذا غادرت الجامعة وبدأت العمل في جمعية خيرية وأصبحت تحصل على أجر يبلغ 18 ألف جنيه إسترليني، فلن تسدد بنسا، ولكن إذا كنت تحصل على 24 ألف جنيه إسترليني ربما تدفع 5 أو 10 جنيهات إسترلينية في الشهر. وعندما تفوز فقط بوظيفة الأحلام في «غولدمان ساكس» وتحصل على راتب كبير، يمكنك أن تدفع التكاليف كلها وأعتقد أن ذلك منصف بالتأكيد. توضح بعض الدراسات أن الخريجين يكسبون على مدار حياتهم أكثر من غير الخريجين بمبلغ يقدر بنصف مليون جنيه إسترليني، وأعتقد أنه يجب أن يسدد المستفيد مقابل تخرجه. ولكن كما قلت يتم الأمر بطريقة تناسب إمكانياتهم، لن يأتي مُحضَر ليطرق الباب ويطلب المال سواء كان معك أم لا. بل تدفع فقط إذا كان في إمكانك، وهكذا سوف يدفع الأثرياء المزيد وسوف يدفع الناس ذوو الدخل المنخفض مبالغ أقل، وهذا تقدمي بالتأكيد وهي سياسة أفخر بالدفاع عنها.
* تبقى القليل على نتائج الانتخابات، فما هو شعورك ونحن على أعتابها؟
- أعتقد أن المزاج العام يميل إلى المحافظين. وكان لديَّ الشعور ذاته في المرة السابقة. وإذا تحدثت مع الناخبين المترددين، وقالوا إنهم لا يستطيعون الاختيار ما بين العمال والمحافظين، وسألتهم – دون توجيه لهم – عمن يثقون به في القضايا الكبرى مثل الاقتصاد والبريكست والدفاع والأمن، تيريزا ماي أم جيرمي كوربن؟ ستكون الإجابة: ليس جيرمي كوربن، بل تيريزا ماي. أعتقد أن القائمين على استطلاعات الرأي ربما يجب أن يستعدوا للاعتذار مرة ثانية.