القامشلي:تنتظر الأوساط السياسية التركية ومعها الناخبون الذين سيدلون بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد العام المقبل، معرفة اسم المرشح الذي سيحدده التحالف «السداسي» الذي تأسس في 12 فبراير (شباط) الماضي، والذي سينافس فيها ويواجه الرئيس التركي الحالي رجب طيب إردوغان أو مرشّحه، وذلك بعدما أعلن زعيم حزبٍ من التحالف التركي أنهم متفقون على مرشّحٍ واحد ولكن لن يكشفوا عن اسمه في وقت قريب.
وتبدو الانتخابات المقبلة حاسمة للغاية، لتزامنها مع مئوية تأسيس الدولة التركية إضافة إلى استمرار الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد منذ سنوات، والتي على أثرها تدهوّرت قيمة الليرة التركية أمام العملات الأجنبية، وهو ما يجعل الانتخابات تكسب أهميةً استثنائية، لاسيما مع تراجع القدرة الشرائية لدى السكان وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، بالإضافة إلى تعديلاتٍ أجراها التحالف الحاكم الذي يضمّ حزبي العدالة والتنمية، والحركة القومية اليميني، على قانوني الأحزاب والانتخابات مطلع الشهر الجاري.
ووصف متّه كاآن كاينار، الأكاديمي التركي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة هجي تبة (Hacettepe Üniversitesi) التي تقع في العاصمة أنقرة، اختيار التحالف السداسي الذي يضمّ أحزاب: الشعب الجمهوري (حزب المعارضة الرئيسي)، الجيد (القومي)، السعادة (الإسلامي)، الديمقراطي، المستقبل، الديمقراطية والبناء، اختيار مرشّح واحدٍ لينافس إردوغان في الانتخابات المقبلة بالمهمة الصعبّة.
وشدّد كاينار على أن «هذا التحالف لم يحدد بعد مرشّحه، وهو أمر قد يتردد فيه التحالف طالما أن كل حزبٍ منهم يستطيع المشاركة بمرشّحٍ على نحو منفرد في تلك الانتخابات». وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أجرتها «المجلة» هاتفياً مع كاينار المقيم في أنقرة:
* هل يبدو سهلاً أن تتفق الأحزاب المنضوية في التحالف السداسي على مرشّحٍ واحد؟
- من الواضح أنه من الصعب جداً على التحالف السداسي التعامل مع هذا الأمر. أنا متأكد من أنه لا أحد، بما في ذلك رؤساء الأحزاب الستة، يعرف حتى الآن من سيختار كمرشحٍ لهذا التحالف، لكن لتحقيق ذلك، يجب عليهم أولاً أن يقرروا ما إذا كانوا بحاجة إلى مرشح مشترك أم لا. وبعد ذلك عليهم أن يقرروا من هو مرشحهم المناسب.
* كأنّك تريد أن تقول إن هذه الأحزاب لم تتفق بعد على وجود مرشّحٍ واحد لينافس إردوغان؟
- إن انتخابات الرئاسة ستتمّ على مرحلتين وإذا لم يحصل المرشحون على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، ستقام المرحلة الثانية من الانتخابات ويجوز لكل حزب ينتمي للتحالف السداسي المشاركة في المرحلة الأولى من الانتخابات عن طريق تحديد مرشّحيه، لكن إذا كان لدى هذا التحالف مرشّح واحد، فهذا قد يتسبب في التردد لدى الناخبين ولهذا لم يتمّ بعد الإعلان عن المرشح المتفق عليه أو لم يُحسم أمره بعد لدى التحالف.
* كيف سيؤدي وجود مرشح واحد لدى تحالف المعارضة السداسي إلى تردد الناخبين؟
- قد يحجم الناخبون عن إعطاء أصواتهم للمرشح المشترك. وعلى العكس من ذلك، يصح القول أيضاً إن اختيار المرشح المشترك في بداية حملة الانتخابات الرئاسية له بعض المزايا والعيوب، ولذلك الواجب الأول والملح للتحالف السداسي هو تقييم جميع مزايا وعيوب هذا الأمر قبل اتخاذ أي قرار.
* هل يمكن لهذا التحالف أن يفوز في تلك الانتخابات؟
- بالطبع لدى أحزاب المعارضة فرصة كبيرة للفوز وإسقاط إردوغان، فعلى الرغم من التعديلات في قانون الانتخابات، لكن المعارضة تتمتع بالثقة في النفس التي منحتها لهم الانتخابات البلدية الأخيرة التي أجريت في 31 مارس (آذار) . وباعتقادي يدرك إردوغان أن لا سبيل أمامه للفوز في الانتخابات المقبلة، ولهذا يخطط لتغيير قواعد اللعبة. فهو يعمل فقط كي لا يُهزم حزبه، ولا يعمل من أجل أن يفوز، والفرق شاسع بين الهدفين!
* هل يمكن للتحالف السداسي الفوز بالرئاسة دون مشاركة حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد؟
- إن هذا التحالف لن ولا يمكنه، تحقيق أهدافه السياسية من دون حزب الشعوب الديمقراطي. ويمكن أيضاً أن نرى بوضوح شديد أن التحالف السداسي ليس له وزن سياسي للفوز بالرئاسة التركية بدون دعم هذا الحزب، فهو حزب المعارضة الثاني في البرلمان التركي رغم كل القيود المفروضة عليه. وهو بالمناسبة، أي الشعوب الديمقراطي، لا يزال يمسك بالمفتاح السياسي للانتخابات الرئاسية في يديه.
* إن فازت المعارضة بالرئاسة، ألا يمكن أن يعاد الاستحقاق كما حصل العام 2019 بالانتخابات البلدية؟
- إن الائتلاف الحاكم في تركيا ينوي إعادة الانتخابات المقبلة إذا خسرها، بالضبط كما حدث في إسطنبول عام 2019. ولكن أعتقد أن إردوغان فقد شعبيته الدولية والمحلية، والمتعلقة بالطعون في نتيجة أي انتخابات مقبلة. وتركيا على الرغم من مشاكلها السياسية الكثيرة، إلا أنها تتمتع بالقوة الأخلاقية والمؤسسية، للتعامل مع الأشخاص الذين قد لا يرغبون في الانصياع لنتيجة الانتخابات المقبلة. أتمنى أن يعود إردوغان إلى منزله بسهولة وتتولى الحكومة الجديدة المسؤولية