برلين: دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى إجراء انتخابات سريعة وإصلاحات كشرط مسبق مهم لمزيد من المشاركة الألمانية في دولة مالي المأزومة.
وقالت بيربوك اليوم الأربعاء بعد اجتماع مع الرئيس المالي المؤقت أسيمي جويتا في العاصمة المالية باماكو: "من الواضح لنا أننا بحاجة ماسة... إلى التزام واضح بالديمقراطية، ولا سيما الانتخابات".
وطالبت الوزيرة مالي ببدء إصلاحات ديمقراطية ومكافحة الفساد والإفلات من العقاب والقضاء، موضحة في الوقت نفسه أنه طالما أن مالي تعمل عن كثب مع جهات فاعلة روسية، فلم يعد بإمكان ألمانيا المشاركة في بعثة الاتحاد الأوروبي (EUTM)، التي تدرب القوات المسلحة المالية، مؤكدة أن الحرب العدوانية الروسية في أوكرانيا هي أيضا هجوم على أوروبا، مشيرة في المقابل إلى أن ألمانيا تريد مواصلة دعم الشعب المالي المتضرر من الإرهاب وأزمات أخرى.
وفي مايو(أيار) 2021 أطاح الجيش بالحكومة الانتقالية آنذاك في مالي، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 20 مليون نسمة.
وأعلن الزعيم الانقلابي جويتا نفسه رئيساً مؤقتاً جديداً، وأرجأ الانتخابات الديمقراطية، التي كان من المقرر إجراؤها في 27 فبراير(شباط) 2022، لمدة تصل إلى خمس سنوات.
وهناك أكثر من مليون شخص معرضون لخطر المجاعة بسبب الجفاف في مالي. وكانت بيربوك انتقدت مؤخراً أن الحكومة المالية "فقدت الكثير من الثقة دولياً في الأشهر الأخيرة، لأسباب ليس أقلها إرجاء التحول الديمقراطي وتكثيف التعاون العسكري مع موسكو".
ويشارك حاليا نحو 300 جندي من الجيش الألماني في بعثة الاتحاد الأوروبي لتدريب القوات المالية، وحوالي 1100 في "مينوسما"، وينتهي التفويض البرلماني للمشاركتين بحلول نهاية مايو(أيار) المقبل.
وسيتعين على الحكومة الألمانية والبرلمان بعد ذلك أن يقررا ما إذا كان سيتم تمديدهما، وإذا كان الأمر كذلك فإلى أي مدى.
تجدر الإشارة إلى أن هناك جدلاً حول مهمة الجيش الألماني في مالي بسبب التعاون بين الحكومة الانتقالية العسكرية في مالي ومرتزقة روس.
وعقب انتهاء مهمة الجيش الألماني في أفغانستان العام الماضي، تعتبر المهمة الحالية في مالي أخطر مهمة خارجية للجنود الألمان.
ومن المقرر أن تتوجه بيربوك في وقت لاحق اليوم إلى النيجر، حيث تلقي في العاصمة نيامي خطاباً عن قضية المناخ والأمن. كما تعتزم بيربوك لقاء مدينة بعثة الشرطة التابعة للاتحاد الأوروبي في منطقة ساحل النيجر، الألمانية أنيته بيتلكاو.
يُذكر أن مالي والنيجر مستعمرتان فرنسيتان سابقتان ومن أفقر دول العالم. ويبلغ عدد سكان النيجر 23 مليون نسمة وتحتل المرتبة الأخيرة من بين 189 دولة على مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.