بيروت: لم يكد يمرّ الأسبوع الأوّل من شهر رمضان، حتى كانت الساحة الدرامية العربية تحفل بكمٍ من المشاكل، التي وصلت إلى حد المطالبة بمنع بعض الأعمال، فضلاً عن تدخّل جهات رسميّة لضبط «جنوح» الدراما والإعلانات، إلى ما رأته مساساً بقيم المجتمعات العربية.
وآخر هذه المشاكل، كانت الحملة التي انطلقت في أكثر من بلد خليجي، تطالب بتشديد الرقابة على مسلسلات الشهر الفضيل.
من شارع الهرم إلى..
تحت عنوان «نرفض مسلسلات الفسق والفجور»، انطلق هاشتاغ على «تويتر» شارك فيه مغردون من كافة الدول العربية، أعربوا فيه عن رفضهم لما سموه تجاوزات بعض المسلسلات الخليجية.
البداية كانت مع المسلسل الكويتي «من شارع الهرم إلى» الذي أثار الجدل بداية من حلقته الأولى، من مشهد تبرير بطلة العمل هدى حسين الخيانة الزوجية ووصفها إياها بالنزوة، إلى دور الممثلة المصرية المقيمة في الكويت نور الغندور، التي تؤدّي دور راقصة تحضر إلى الكويت لإحياء حفل زفاف.
وتداول المغردون أكثر من مشهد أعتبروه ترويجاً للرذيلة، ووصل صدى المسلسل إلى مجلس الأمة الكويتي، حيث طالب بعض النواب وزارة الإعلام بالتحرّك السّريع لوقف عرض المسلسل وسحب التراخيص من الشركة المنتجة.
وقد تمّ تداول شائعات عن إيقاف المسلسل، إلا أنّ شركة «إيغل فيلمز» المنتجة للعمل نفت الأمر.
المسلسل من تأليف الكويتية هبة مشاري حمادة، ومن إخراج المخرج السوري المثنى صبح.
تمثيل كاد يتحوّل إلى حقيقة
كادت الممثلة دانييلا رحمة أن تصيب زميلها في المسلسل محمد الأحمد بعينه خلال تأدية أحد المشاهد في مسلسل «للموت».
ونشرت دانييلا فيديو من كواليس المشهد برفقة الأحمد وكانت تهدده بسكين وخلال التصوير كادت أن تصيبه بعينه ما جعلها تصاب برعب حقيقي قبل أن تتأكد أنها لم تصبه بأذى.
بدورهم، واجه صُنّاع مسلسل «دنيا تانية» انتقادات لاذعة خلال الساعات الماضية بعد إصابة دوبلير في حادث سير أثناء التصوير، وإكمالهم المشهد وكأن شيئاً لم يكن.
وخلال تصوير المشهد، ظهر الدوبلير في مقطع فيديو تداوله رواد التواصل الاجتماعي، وهو يعبر الطريق لتصدمه سيارة بقوة وتلقي به في الهواء ليسقط على الأرض من دون حركة.
وطالب فريق العمل باستمرار تصوير المشهد وترك الدوبلير على الأرض، وبعدها ظهر بعض العاملين في المسلسل وهم يحاولون إنقاذه.
دنيا تانية يواجه خطر الإيقاف
وكان المسلسل يواجه خطر الإيقاف في الحلقة الأولى منه بسبب «عدم حصولها على تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية وبثه بالتحايل».
فقد أكد المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر على ضرورة إذاعة الحلقة الحاصلة على التصريح والتي حذفت منها «مشاهد تتعلق بزنا المحارم».
وجاء الحذف بعد شكوى عاجلة مقدمة من رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، خالد عبد الجليل، الذي أكد أن الحلقة الأولى تمت مراقبتها بالفعل، ولكن قناة «النهار» «تحايلت وأذاعت الحلقة التي تتضمن المشاهد المحذوفة».
وأكد المجلس التنبيه على جميع القنوات الحاصلة على حق العرض، بعدم إذاعة أي مصنف غير حاصل على ترخيص بالعرض.
وهدد المجلس بأنه لن يتوانى في تطبيق المعايير التي يتضمنها الكود الإعلامي المعلن عنه، وأنه سيطبق النصوص الواردة في قانونه حال المخالفة التي تندرج من وقف الإذاعة حتى سحب ترخيص القناة نفسها إذا تمادت في المخالفات.
والمسلسل من بطولة ليلى علوي ووفاء صادق وأشرف زكي ومجدي كامل ومي سليم وفراس سعيد.
مطالبة برلمانية بحذف مسلسل «انحراف»
مع عرض الحلقة الأولى من مسلسل «انحراف»، تقدّم النائب محمد عبد الله زين الدين عضو مجلس النواب بمذكرة عاجلة لرئيس المجلس المستشار حنفى جبالي يطالب فية باتخاذ إجراءات ضد المسلسل بسبب قيام حور وهي الشخصية التي تقدمها روجينا بقتل رجال الأعمال طلعت الدقاق الشخصية التي يقدمها الفنان محمد لطفي.
بطلة العمل الممثلة روجينا، قالت في بيان لها إن وقف المسلسل هو إطاحة بمجهود أكثر من 200 فرد يعمل داخل العمل، ويكتسب قوت يومه من هذا المسلسل، مؤكدة أنه لا يجوز الحكم على مسلسل بمشهد واحد دون أن تشاهد باقي الحلقات وفهم الدوافع التي دفعت الشخصية للقتل.
مسلسل «انحراف» مأخوذ عن أحداث حقيقية، تدور فى دراما تشويقية مليئة بالغموض حول انحراف عدد من الشخصيات عن الطبيعة البشرية يصطدمون بطبيبة نفسية التي تقدمها النجمة روجينا، وتقرر تعديل المسار بطريقتها الخاصة.
ويشارك النجمة روجينا بطولة المسلسل كل من سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، وعبد العزيز مخيون، وأحمد فؤاد سليم، ومحمد لطفي، ورانيا محمود ياسين، ومحمد كيلاني، وأحمد صفوت، وسما إبراهيم، ومحمد مهران، وتأليف مصطفى شهيب، وإخراج رؤوف عبد العزيز.
فاتن أمل حربي.. متهم بالمبالغة
تعرضت الممثلة نيللي كريم لانتقادات حادة، بوصفها تنقل صورة الظلم الذي تتعرض له النساء في مصر بصورة مبالغ فيها لأهداف جمعيات نسوية.
ويعالج المسلسل الذي يعرض خلال شهر رمضان الحالي، مشاكل قوانين الأحوال الشخصية والمشاكل التي تتعرض لها النساء المطلقات على وجه الخصوص.
المجلس القومي للمرأة أصدر بياناً لدعم رسالة المسلسل قال فيه: في إطار متابعة المجلس القومي للمرأة لقضايا المرأة المثارة فى الدراما المعروضة خلال شهر رمضان الكريم، فقد رصد المجلس عدة مسائل في الأحوال الشخصية طرحها المسلسل الذي يتحدث عن معاناة المرأة المصرية بعد الطلاق، حيث تناولت أولى حلقاته قضية هامة تتعرض لها الأم الحاضنة تخص مباشرتها للأمور التعليمية لصغارها من حيث التقديم لهم بإحدى المدارس أو نقلهم أو متابعتهم.
وتابع البيان: وبصدد تلك المسألة تثار عدة تساؤلات هامة مثل: هل يشترط الطلاق لكي تتمكن المرأة من تولي الأمور التعليمية لصغارها؟ وهل الولاية التعليمية دعوى قضائية؟ وهل تحتاج إلى إجراءات صعبة؟ وهل تطول المدة بين طلبها وإصدار المحكمة الأمر بها؟
يذكر أنّ نيللي اعترفت بترددها في تقديم بطولة المسلسل لأن المجتمع لا ينقصه المزيد من المشاكل، وقالت إن المسلسل بدأ كفكرة لمخرجه ماندو العدل وأضافت أنها خلال التصوير أدركت كم أن المسلسل مهم، وأنها كلما كانت تلتقي بأحد وتخبره قصة المسلسل، كان يحكي لها قصة أحد أصدقائه أو أقاربه أو جيرانه وكلها قصص محزنة، لأن أحداً لم يتمكن من أخذ حقه من المحاكم التي قالت إنّها تأكل في عمر الأمهات.
حملة تونسية على مسلسل «براءة»
على الرغم من عدم انتشاره عربياً، واقتصار مشاهدته على الجمهور المحلي، حظي مسلسل «براءة» بضجة إعلامية، بعد أن تبين أنّ المشكلة التي يعالجها لا وجود لها أصلاً في تونس.
فقد أثار المسلسل لمخرجه سامي الفهري غضب التونسيين، بعد طرحه قضية الزواج العرفي الذي يقدم عليه بطل المسلسل الممثل فتحي الهداوي وتبعاته على زوجته الأولى التي سبق أن قبلت بارتباط زوجها عرفياً بامرأة ثانية.
ورأى منتقدو العمل أنّه غير واقعي وغير منطقي، ويناقض ثوابت المجتمع التونسي، خصوصاً أن القانون المحلي المُقرّ عام 1957 يتعامل مع الزواج العرفي بصفته غير قانوني، ويعاقب مرتكبوه بالسجن لمدة 5 سنوات، كما أن تعدد الزوجات ممنوع قانوناً في البلاد.
وتساءل نقاد تونسيون كيف تنحو الدراما باتجاه مواضيع لا علاقة لها بالمجتمع في حين أن ثمة الكثير من المشاكل التي لا يتطرق إليها أحد.
«كسر عضم» هجوم عنيف ودفاع مؤجل
بعد عرض الحلقات الأولى لمسلسل «كسر عضم» لمخرجته السورية رشا شربتجي، تعرض المسلسل لكم من الانتقادات، بسبب استخدام البطلة فحصاً منزليا بالدم بدلاً من البول لاختبار الحمل، وصمتت المخرجة طويلاً على اتهامها بالاستخفاف بالمشاهدين، ريثما تبلورت أحداث المسلسل، لتكشف أنّ هذا الاختبار هو اختبار فحص الإيدز.
وأكد شربتجي أنه لم يكن بإمكانها الدفاع عن المسلسل لأنها بذلك قد تكشف أحداث المسلسل.
ميريام فارس تدفع الثمن
مع بداية شهر رمضان، تصدّرت الفنانة ميريام فارس مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بعد انتقادات الجمهور لإعلانها الرمضاني الذي تروج خلاله لإحدى الشركات العقارية.
وظهرت ميريام في الإعلان برفقة المطرب أبو والممثل أحمد حاتم، حيث قدموا أغنية جديدة تم تصويرها في إحدى المدن السياحية.
وانتقد الجمهور وصلات الرقص التي قدمتها ميريام، والملابس التي ارتدتها، مؤكدين أنها لا تتناسب مع أخلاقيات الشهر الكريم.
مالك الشركة صاحبة الإعلان استجاب لانتقادات الجمهور، وحذف المشهد موضع الانتقاد.
ميريام واجهت الحملة بالصمت سيما وأن المشهد المحذوف تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي.
لا يزال الشهر الفضيل في بدايته، والضجة تأتي هذا العام من مصر والخليج، أما في لبنان، فالدراما المشتركة تسير دون أي ضجة، حتى إن الأعمال على قلتها تمر مرور الكرام، بينما في سوريا، تبدو المسلسلات وكأنها تعبر بين الألغام، تشد المشاهد دون أن تستفزه في استعادة لتألق الدراما التي كادت تفقد هويتها في زحمة الإنتاجات المشتركة.