الإخوان المسلمين وتسليم القيادة

الإخوان المسلمين وتسليم القيادة

[escenic_image id="558977"]

في منطقة ألفت العثرات القاتلة، قد يعد بقاء جماعة الإخوان المسلمين المتمركزة في مصر على قيد الحياة لردح طويل من الزمان أنجح المخاطرات المحسوبة التي شهدتها المنطقة على الإطلاق. وقد تم تأسيس الجماعة منذ ثمانية عقود مضت كرد فعل لهجمة إمبريالية متوغلة عبر أنحاء الشرق الأوسط، وما زالت الجماعة الإسلامية العالمية أكثر الحركات السياسية شيوعا  واقترابا من الواقع في العالم العربي رغم محاولات المواجهات الحكومية والعزلة الدبلوماسية والانشقاقات الداخلية. وبالقياس إلى المسلمين الأتقياء، تعد الجماعة كهفا منعزلا من المبادئ الأصولية. وبين من يعانون الفقر والتهميش في كل الديانات، فهي بمثابة منظومة داعمة تنجح في تقديم ما تقاعست مؤسسات الدولة عن القيام به. أما بالنسبة لكل من سوريا ومصر وإسرائيل، وحلفاء إسرائيل في الحكومة الأمريكية، فإنها تمثل تهديدا كامنا يتعين إخضاعه أو تدميره.

ولطالما دهمت أعضاء الجماعة خطوب لا قِبل لهم بها، وتحملوا فترات طويلة من الاضطهاد والنفي تخللتها فترات من النصر السياسي. ورغم محاولات النائلين من الجماعة، ولا سيما الجماعات الموالية لإسرائيل في واشنطن، وصْمها بأنها جماعة إرهابية، فإن الخبراء المشهود لهم من أمثال ضياء رشوان بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، يقولون إن تبني جماعة الإخوان المسلمين لمبدأ التغيير السلمي هو توجه حقيقي. وتعتبر جماعة الإخوان المسلمين من الجماعات المناوئة لإسرائيل على غرار حماس، الجناح التابع لها تبعية مرنة في فلسطين، وتعارض اتفاقية كامب ديفيد التي تم عقدها عام 1979، مما أورثها عداء واشنطن وعزلة من جانبها . وفي الواقع، لم يفعل أعضاء الكونجرس والبيت الأبيض سوى أن تجاهلوا سجل القاهرة الحافل بانتهاكات لحقوق الإنسان، نظرا لأنهم على وجه التحديد يعتبرون النظام الحالي حائط صد ضد إمكانية قيام دولة إسلامية في مصر يقودها الإخوان.

والإخوان المسلمين، جماعة محظورة سياسياً بشكل رسمي، لكن أعضاءها يٍسمح لهم بالترشح كمستقلين. ومنذ أربعة أعوام فقط، خرجت جماعة الإخوان من الانتخابات الوطنية في مصر، وقد حصدت 88 مقعداً في البرلمان، أي ما يمثل حوالي عشرين في المائة من الهيئة التشريعية. وكان نجاح الجماعة متبوعاً بانتصارات انتخابية مشابهة حققتها أجنحة فرعية تابعة لها من المغرب إلى الخليج العربي. وفي أبريل/ نيسان 2007، التقى أحد المشرعين الأمريكيين الكبار عضواً بارزاً من أعضاء جماعة الإخوان في مقر السفير الأمريكي بالقاهرة، مما تم تفسيره على أنه بمثابة إشارة إلى أن واشنطن أصبحت تسلم بالدور المهم الذي تمثله جماعة الإخوان في العالم العربي.  ومع ذلك، لم يكن اللقاء مثمراً للغاية في تحقيق حوار دائم، ومن غير المحتمل أن يوافق الرئيس الأمريكي باراك أوباما على توطيد الروابط مع الجماعة.

وتحتدم المعركة بين صفوف الجماعة بشأن أهدافها، ويرجع ذلك جزئياً إلى الانتقال السلمي والمحوري في آن لقيادة الجماعة بالقاهرة، في الوقت الذي تحاول فيه الجماعة لتنجو من حرب تشنها ضدها الحكومة. وفي غضون ذلك، تزعج العوامل الجغرافية والسياسية منتسبي الجماعة في الأردن وسوريا، في الوقت الذي يقف فيه الإسلام السياسي بوجه عام موقفاً دفاعياً في مناطق كثيرة جداً من الشرق الأوسط. 

ومع الحراك الحادث في المنطقة – حيث لم يؤدِ خطاب أوباما الذي ألقاه في القاهرة في وقت مبكر من هذا العام سوى لمزيد من توتر الأحداث التي هزت المنطقة – تجد جماعة الإخوان نفسها في منعطف جديد. فقد أعلن مرشدها العام محمد مهدي عاكف، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، أنه لن يسعى لتولي فترة ثانية عندما تنتهي فترة قيادته الحالية للجماعة، وذلك في يناير/ كانون الثاني 2010، فاتحاً بذلك باب قيادة جماعة الإخوان أمام جيل الأعضاء الشباب، ومهيئاً الساحة لمعركة قوية على المسار المستقبلي للحركة. وفي هذه الأثناء، تقوم مصر بالإعداد للانتخابات البرلمانية التي ستُجرى في خريف 2010، والتي  يرى المعارضون انه ربما يتمكن من خلالها جمال مبارك، نجل الرئيس محمد حسني مبارك، من خلافة أبيه في الحكم، وهو التوريث السياسي الذي أعربت جماعة الإخوان عن معارضتها الشديدة له – على الأقل حتى الوقت الحالي.

وقد ظلت جماعة الإخوان بمثابة لاعب ثابت حجبته الظلال في بعض الأحيان وذلك في منطقة تعج بالتغيير.

 وقد تم تأسيس الجماعة في عام 1928، على يد الإمام حسن البنا، وهو أكبر خمسة أشقاء عُرف عنهم الورع والاتجاه الصوفي والالتزام الشديد بالفروض الدينية. وبعد التخرج في الجامعة، وافق البنا على شغْل وظيفة معلم في إحدى المدارس الحكومية في الإسماعيلية، وهي مدينة تقع بالقرب من منطقة القناة التي كانت تسيطر عليها بريطانيا آنذاك. وكما تقول الروايات، أصر تلاميذ البنا ذات يوم على أن يقودهم في رحلة لاستعادة الكرامة العربية بعد سنوات من الاحتلال الأجنبي. وقد وافق البنا بحماسة على قبول التحدي، وأعلن أنهم جميعاً "إخوة في خدمة الإسلام"، ومن هنا جاء الاسم.

لقد كانت ثورة البنا ثورة من خارج المؤسسة الدينية تحدت النخب الدينية والبورجوازية الراسخة. وقد حدث أن فريد عبد الخالق، وهو عضو إخواني مؤسس، قد سمع البنا وهو يتحدث لأول مرة في احتفال ديني عام 1942. وقال عبد الخالق ،البالغ من العمر 93 عاماً، في حوار أُجري معه في عام 2006: "لم يتحدث البنا عن نظريات وإنما تحدث عن الحياة الواقعية، إنه تحدث عن الإسلام كحضارة، وكيف أن الأمة ظلت تعاني من الاستعمار والاحتلال والتخلف منذ نهاية الخلافة الإسلامية. لقد كان يتحدث إليّ، فقد كانت هناك علاقة تربطني به".

وتحالفت جماعة الإخوان لفترة وجيزة مع جمال عبد الناصر في ثورته ضد النظام الملكي الذي كانت تدعمه بريطانيا، ثم هاجمته الجماعة لرفضه إجراء الانتخابات. وفي عام 1964، قاد المفكر الراديكالي، سيد قطب، جماعة صغيرة من أعضاء الإخوان في انقلاب فاشل ضد عبد الناصر. وقد قبض عليه وتم إعدامه بعد محاكمة طويلة، وبعد ذلك هاجر زعماء إخوانيين للخارج. وكان هؤلاء المهاجرون هم الذين تبنوا هذه الحركة بمبادئها وقيمها.   

ولقد أحيا أنور السادات، الذي خلف جمال عبد الناصر بعد وفاته عام 1970، جماعة الإخوان باعتبارها قوة توازن الحركة اليسارية المتنامية التي ظهرت في السبعينيات، تماماً كما استخدمت الحكومة الأمريكية الإسلاميين من قبل لتتحدى القومية العربية القائمة على الاشتراكية التي كان يروِّج لها عبد الناصر. وفي ظل حكم السادات، وبشكل متزايد في عهد مبارك، قامت الجماعة بإعادة تشكيل نفسها باعتبارها نصيراً للتغيير السلمي برؤية مدنية. وهي الآن تدير شبكة واسعة النطاق من الخدمات الاجتماعية والأعمال الخيرية التي تتضاعف بشكل مذهل. ومن ثّم تغلغلت الجماعة في حياة المصريين البسطاء، لدرجة أن ممثلي بعض منظمات المجتمع المدني، المحسوبين على الإخوان دائماً ما يطالبون المشرِّعين الأمريكيين بتخفيف مقاومتهم للجماعة. لكن الكونجرس لا يزال يرفض إلى الآن، مفضلاً مصر المدنية على مصر الدينية.   

وفي عام 2005، واستجابةً لدعوة الرئيس الأمريكي، جورج بوش، لتعزيز الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، شهد المصريون بصيصاً من الحرية السياسية. فقد تم إجراء الانتخابات وتلقَّى ناشطون؛ أمثال أيمن نور، زعيم حزب الغد، دعماً شديداً من واشنطن. لكن الجماعات العلمانية لم تكن هي التي أحرزت قصب السبق في انتخابات ديسمبر. إنما جماعة الإخوان هي التي فازت بربع مقاعد البرلمان. وبعد هذا الفوز بشهرين، فازت حماس في الانتخابات الفلسطينية.

وضاعت أحلام بوش في ظهور حكومة نيابية في العالم العربي. واجهت الحكومة المصرية الإخوان مواجهة حازمة. فقد تم اعتقال مئات من أعضاء الجماعة، وتم السماح فقط لحفنة ممن تقدموا لخوض الانتخابات المحلية في 2007.

وفي خطوة يرى الأخوان أنها كانت تستهدف الجماعة، وافق البرلمان في عام 2007، على تعديل دستوري يحظر على أعضاء الأحزاب الدينية الترشح لمقاعد برلمانية.

والانقسامات داخل جماعة الإخوان واضحة جلية. ففي العام الماضي، سربت الجماعة محتويات مسودة لبرنامج سياسي من شأنه أن يؤسس مجلساً دينياً له سلطة الاعتراض على قرارات البرلمان، ويحظر على النساء وغير المسلمين الترشح لمنصب الرئاسة. وقد أثارت المسودة غضب الكثيرين من المصريين الذين، رغم تدينهم، لا يزالون يتمسكون بتقاليد التعدد الثقافي والتسامح العقائدي في بلادهم، رغم ما شهدته هذه التقاليد من تآكل.

و يثير الرحيل المنتظر لعاكف عن الجماعة، وهو الشخص الذي غرس دوراً أكثر نشاطاً للجماعة في التربة السياسية المصرية وعلى صعيد الشئون المدنية، الجدل حول مستقبل الجماعة. وفي مقابلة أجريت معه في يونيو/ حزيران، نفى زعيم الجماعة، البالغ من العمر 80 عاماً، الشائعات "التافهة" بأن هناك انقساما في صفوف الجماعة بين محافظين وبين إصلاحيين، أو بين من يرغبون في الانسحاب من النشاط السياسي وبين من يريدون تكثيفه. لقد أخبر مجلة المجلة أن أي اختلاف بين أعضاء الجماعة صحي وجدير بالاحترام طالما "لا يتعارض مع مبادئ الشريعة الإسلامية".

ومع ذلك بينما يدخل انتقال الحكم مرحلته النهائية الحاسمة، يراقب المحللون عن كثب أي بوادر انقسام بين قادة الإخوان. وفي أبريل، ذكر د. محمد حبيب، الرجل الثاني بالنسبة لعاكف وأحد المرشحين المحتملين لقيادة الإخوان، أن الجماعة لن تدخل في صدام مع النظام بمفردها.   وقد اعتُبر ذلك بمثابة تنازل لجمال ليحل محل أبيه في رئاسة البلاد. ولغة د. حبيب التي وصفتها الصحافة بأنها شبه ودية، زادت التكهنات بشأن ما ينتظره الإخوان في المقابل. وأشار بعض المحللين إلى أن د. حبيب، المعتدل، ربما كان يخطط لضمان أمني، بافتراض استمرار الجماعة في نشاطها السياسي. ومع ذلك فإن المتشددين من أعضاء الجماعة أصدروا ردود فعل قوية إزاء تصريحات د. حبيب، واصفين إياها بأنها لغة الخيانة، بينما ينادي آخرون بالعودة إلى الرسالة الجوهرية للإخوان المتمثلة في التربية الإسلامية والتعليم الديني. 

وخلال الحوار الذي أجرته المجلة معه، أشار عاكف إلى أن من يخلفه في قيادة الحركة سيكون مصرياً على الأرجح، رغم أن لوائح الجماعة تسمح لغير المصريين بالترشح لمنصب المرشد الأعلى. وعلى أية حال، فإن الأحداث الأخيرة تسلط الضوء على مدى الصعوبة التي يواجهها المرشد الأعلى القادم لرأب الصدع وتحقيق المصالحة بين أعضاء الجماعة. ففي أغسطس/ آب، اندلع صراع قوي داخل الجناح الأردني للجماعة والذي يعرف بجبهة العمل الإسلامي، عندما طالب أعضاؤها الموالون للأردن، من أعضائها الفلسطينيين المواليين لحماس بالتخلي عن عضويتهم المزدوجة في كل من جبهة العمل الإسلامي وحماس. وقد ذُكر خلال الشهر الماضي أن الجناح السوري للإخوان الذي تم نفيه من البلاد منذ أن تم سحق التمرد الذي قام به ضد الحكومة في عام 1982، بصدد الدخول في محادثات مصالحة مع دمشق. فوفقاً لوكالة أنباء إيطالية، فإن إسلاميين من الأردن وتركيا يقومون بدور وساطة يمكن أن يؤدي في النهاية إلى إعادة الإخوان السوريين أو على الأقل بعض كوادرهم القيادية، مقابل التزامهم باحتضان الإسلام المعتدل. ويُذكر أن حزب البعث الحاكم، المعروف بعلمانيته الشديدة، يضع مسودة لاستصدار تشريع من شأنه أن يلغي القانون رقم 49 الذي يسمح بفرض عقوبة الإعدام على أعضاء الإخوان. 

لقد أصبح انتشار الجماعات الإسلامية المتشددة في سوريا أمراً يشغل الرئيس بشار الأسد بشكل متزايد، وربما يصبح الإخوان بمثابة حليف قوي له إذا تم تجديد الروابط معهم. لكن ذلك يمكن أن يؤثر سلباً على مساعي واشنطن الرامية لإقناع دمشق بالعودة إلى طاولة المفاوضات كطرف في صفقة سلام إقليمية مع إسرائيل. وعلى أية حال، فإن تودد بشّار لجماعة الإخوان بعد ثلاثة عقود تقريباً من الإقصاء يعد بمثابة دليل على مدى الثقل الذي أصبحت تتمتع به الجماعة. 

بيد أنه من الصعب إلقاء اللوم على أعضاء جماعة الإخوان الذين يرغبون في التحول عن السياسة والعودة إلى المسجد. فبعد أن انخرطت الجماعة في السياسة المصرية بسلام وهدوء، لم يعد بحوزتها الكثير مما يمكن أن تقدمه في عالم السياسة المصرية، اللهم سوى الرد على الأعمال الانتقامية التي مارستها الحكومة المصرية ضدها، وأيدتها واشنطن تأييدا سلبيا بإغضاء الطرف عنها. وبالرغم من أن جماعة الإخوان ليست ضمن القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية، تعاملت واشنطن في أكثر من مناسبة مع أعضاء الجماعة على أنهم إرهابيون. ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2006، أُرْغِم كمال هلباوي، أحد أعضاء جماعة الإخوان السابقين والعضو المؤسس لرابطة مسلمي بريطانيا على النزول من الطائرة المتجهة من لندن، حيث مقر إقامته، إلى نيويورك التي كان يُنتظر أن يرأس فيها مؤتمراً عن الإخوان والإسلام. وقد أخبره أحد مسئولي وزارة الأمن القومي الأمريكي أنه محظور دخوله الولايات المتحدة لأنه لم يكن لديه تأشيرة دخول؛ بالرغم من أن المواطنين البريطانيين أمثال هلباوي، البالغ من العمر 80 عاماً، لا يُطلب منهم عادة الحصول على تأشيرة للسفر إلى الولايات المتحدة.  

وبعد أقل من عام، كانت هناك دلائل انفراجة في العلاقات بين واشنطن والإخوان. ففي أبريل/ نيسان 2007، جمع لقاء بين أحد المشرعين الأمريكيين البارزين وبين ستيني هوير زعيم الأقلية الديمقراطية في الكونجرس آنذاك وبين برلماني إخواني بارز، وذلك في مقر السفارة الأمريكية بالقاهرة. وقد اُعتبر اللقاء الذي سمحت به وزارة الخارجية الأمريكية بأنه أول اتصال يجمع بين الإخوان والحكومة الأمريكية على هذا المستوى الرفيع منذ هجوم الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول.

وقد قلل هوير من أهمية اللقاء عندما سألته مجلة نيوزويك، ورفض البيت الأبيض التعويل على المقابلة في أي شيء؛ وهذا يشير إلى أي مدى هناك تشكك حتى في الجماعات الإسلامية المعتدلة في واشنطن. وبالرغم من الخطاب التاريخي الذي ألقاه أوباما للعالم من القاهرة، فليست هناك أية بوادر تشير إلى أن إدارة أوباما على استعداد لفتح قناة تواصل مع جماعة الإخوان في وقت قريب. فأوباما منهمك في مواجهة ما تلقاه خطته للرعاية الصحية من معارضة، والاقتصاد لا يزال هشاً، وجهوده المبذولة لبدء عملية السلام المتعثرة في الشرق الأوسط يحبطها التصلب الذي يلقاه من كلا الطرفين.

ووفقاً لمجموعة من خبراء واشنطن الذين لديهم معرفة جيدة بالعالم العربي، فإنه من المؤسف أن يغفل خطاب أوباما المنشقين المصريين وزعماء المعارضة. يقول ميتشيل دان، وهو زميل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي في واشنطن، وإخصائي سابق في سياسة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية والبيت الأبيض: "لقد ظللت دائماً أعتقد أنه كان خطأً من جانبنا ألا نلتقي بجماعة الإخوان. إنها ليست جماعة إرهابية وينبغي أن يتم منحها حق الاقتراع. إن الوصول إلى الجماعة أمر صعب وحساس، لكن يتعين على الولايات المتحدة أن تعزز الانفتاح والحوار السياسي".

إن احتمالات فتح قنوات تواصل بين الولايات المتحدة والإخوان تعتمد بشكل كبير جداً على المرشد العام القادم للجماعة. فإذا أصبح الوجه المحافظ هو الوجه الجديد لأكبر حركة إسلامية في العالم، فربما تندم الولايات المتحدة على إهمالها لعاكف تماماً مثلما تندم على رفضها بازدراء زعماء الشرق الأوسط المعتدلين نسبياً الذين سبقوه، بدءاً من جمال عبد الناصر إلى الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي. 

font change