تحتفظ مؤسسة التراث غير الربحية في الرياض في المملكة العربية السعودية، التي أسسها ويرأسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بالأرشيف الوطني للصور التاريخية للمملكة، وهو يضم ما يزيد على 75 ألف صورة جمعت من كافة أنحاء العالم لتروي وتجسد تاريخ المملكة العريق..
وتزامنا مع احتفالات المملكة بيوم التأسيس، نظّمت مؤسسة التراث وجمعية نحن تراثنا برعاية الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، معرضا مميزا ضم 50 صورة فوتوغرافية تاريخية تعرض لأول مرة للجمهور.
وتناولت الصور الفوتوغرافية لقطات لملوك وأمراء السعودية ورجالها الذين صنعوا التاريخ.
وتحدّث مستشار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز لشؤون تطوير مؤسسة التراث الدكتور إسلام عاصم إلى «المجلة» عن المعرض، وقال إنه «يقدم صورا للدرعية العاصمة الأولى للدولة السعودية الأولى، تلك المدينة المميزة التي تضم تراثا عالميا فريدا جعل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو)، تسجّلها على قائمتها عام 2010 ميلادية، وفي هذا الصدد نذكر أن الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز قد بذل جهدا كبيرا لتسجل الدرعية على قوائم التراث العالمي بما تمتلكه من عمارة طينية وتاريخا مجيداً».
وأشار إلى أنه من بين المقتنيات الفريدة، خريطة للدرعية رسمها قنصل فرنسا في حلب «روسو» تعود إلى عام 1800 ، وذكر حولها الأماكن التي تحيط بالدرعية، بما يعكس أهمية المدينة وتميزها منذ تلك الفترة التاريخية القديمة.
كما ذكر أنّ الصور التاريخية ركّزت على تقديم عناصر شعار التأسيس للمملكة العربية السعودية، التي تدلل على ملامح الهوية الوطنية المميزة للسعودية وتراثها وتشمل القهوة والخيول والصقارة والمجلس والسوق.
وأضاف أنّ المعرض يقدّم مجموعة من الصور للقهوة السعودية التي تعد رمزا مميزا للكرم وحسن الضيافة، وطرق إعدادها قبل الماكينات الحديثة، بدءاً من التحميص والطحن والتنعيم والتجهيز والإعداد وأدوات التقديم وغيرها من الملامح التي تجسّد الشخصيّة السعودية.
وأضاف أنّ الخيول تمثّل ركنا مميزا في الشخصية السعودية فتظهر صورا لملوك وأمراء المملكة وهم يركبون الخيول خلال أحداث هامة في تاريخ السعودية، ومنها صور مميزة للملك فيصل مع خيل عربي أصيل في نيويورك وأخرى للملك سلمان مع الخيل.
وأكمل أنّ «التراث السعودي يرتبط بالصحراء وممارسة (الصقارة)، لذلك يضم المعرض مجموعة من الصور، التي تتحدث عن تلك الهواية التي يمارسها السعوديون ويشتهرون بها، فهي تعد جزءا من الحياة السعودية وتراثا عالميا فريدا».
ويوضح أنّ مؤسّسة التراث السعودية التي أسسها ويرأسها الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين، والتي تعد من أولى المؤسسات في الجزيرة العربية التي عنيت بالتراث والحفاظ عليه ويرجع تأسيسها إلى عام 1996. ومن أهم ما نفّذته المؤسسة ترميم الأماكن الأثرية وعلاج التشوّه البصري والعمل على إدراج التراث في الجوانب الأكاديمية وفي العلوم المعمارية في السعودية، وتنفيذ أول دور للبناء بالطين بالتعاون مع قامات أكاديمية، كما رممت مؤسسة التراث قصر المربع في الرياض والخاص بالملك عبد العزيز مؤسس المملكة.