قيادي إسلامي: التنظيم يعاني من شذوذ فقهي
القاهرة: عصام فضل
سادت حالة من الغضب بين أساتذة الشريعة الإسلامية بعد أن أعلن تنظيم داعش تحريمه لمهنة المحاماة. وبينما قال أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، الدكتور أحمد كريمة، لـ«المجلة» إن مثل هذه الجماعات ليس لديها مرجعية فقهية، أكدت أستاذة الفلسفة والفقه المقارن بجامعة الأزهر، والنائبة البرلمانية المصرية، الدكتورة آمنة نصير، لـ«المجلة» أن «داعش وغيره من تنظيمات إرهابية يقومون بلي عنق النص ليتناسب مع مصالحهم». ومن جانبه وصف ناجح إبراهيم القيادي السابق في الجماعة الإسلامية، ، تنظيم داعش بأنه «يعاني من شذوذ فقهي».
[caption id="attachment_55257833" align="alignleft" width="590"] الدكتور ناجح إبراهيم[/caption]
في الفترة الأخيرة انضمت مهنة المحاماة إلى قائمة المهن التي حرمها «داعش»، وذلك عقب إصداره فتوى بتحريم العمل بالمحاماة، وهو التحريم الذي طال من قبل الكثير من المهن كالحلاقة والتصوير وفنونا أخرى كالنحت.
وفور إعلان تنظيم داعش في سوريا تحريم مهنة المحاماة، سارع مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، التابع لدار الإفتاء المصرية بالتصدي لهذه الفتوى، وقال المرصد إن تحريم تنظيم داعش الإرهابي لمهنة المحاماة ودراسة القانون واعتبارها من أنواع الشرك والحكم بغير ما أنزل الله، ليس من الإسلام في شيء، معتبرا ما أقدم عليه التنظيم أمراً مخالفاً لتعاليم الشرع الحنيف.
وأضاف المرصد أن «تنظيم داعش في ريف درعا بسوريا قام بتهديد المحامين ودارسي الحقوق بضرورة التوبة إلى الله، وإعلان ذلك في مكتب الدعوة والمساجد، وأمهلهم مدة عشرة أيام، لأنه يعتبر المحاماة أو دراسة الحقوق شركا، كونها تعتمد على قوانين وضعية وليست إلهية، على حد زعمهم».
تحريم مهنة الحلاقة
ويأتي هذا ضمن قائمة محرمات سابقة أعلنها التنظيم من مقار وجوده، خاصة في العراق، حيث سبق أن أصدر فتوى بتحريم مهنة الحلاقة، وأمر بإغلاق محلاتها ومنع الرجال من تقصير الشعر أو تسريحه بحسب قصات الشعر الحديثة، أو وضع أي من كريمات تصفيف الشعر.
ويقول كريمة إن هذه الجماعات ليس لديها مرجعية فقهية، وهي مجموعات منفصلة عن الواقع المعاصر المعيش. ويضيف: «أنا أسميها جماعات الغلو، فهم يغالون في أمور لا تستدعي ذلك، لأنهم دخلاء من دون مرجعية».
ومن جانبها توضح الدكتورة نصير قائلة إن «تنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية الظلامية يعتمدون في فتاواهم على تحريف تفسير الأدلة الشرعية، ويقومون بلي عنق النص ليتناسب مع مصالحهم ومخططاتهم، فيحرمون الحلال ويحللون الحرام، وهي تنظيمات تكره كافة مظاهر الحياة السوية، لذلك يحرمون الفن والإبداع وكل شيء يدعو للتفكر في الجمال».
تسويق الأفكار المتطرفة
وتضيف: «معظم الشعوب العربية تستقي معلوماتها من شاشات التلفزيون، وهو ما يضع مهمة كبيرة على عاتق الإعلام الذي يجب أن يوفر مواد ثقافية واجتماعية متزنة تخاطب العقل وتواجه الأفكار المتطرفة، وتحث الشباب على العلم والمعرفة وترسخ في وجدانهم حب الحياة والخير والجمال».
يقول الدكتور إبراهيم إن مثل هذه الجماعات ليس لديها رؤية فقهية محددة، وتتعامل مع الأمور بعشوائية، ويضيف: «هذه الجماعات لديها عبط فقهي، ويمكن القول إنه شذوذ فقهي، لذلك لا يمكن التعامل معهم بالمنطق الفقهي، على عكس جماعات سياسية أخرى».
ويتابع: «عايشت جدلا منذ زمن بعيد، حول تحريم بعض المهن، وبرغم كونه لم يتعد الجدل، فإنه اقتصر أيضا على مهن محددة، منها مثلا قاضي محكمة الجنايات، خاصة أنه يعاقب المخطئ لكنه يعاقبه طبقا لقوانين مدنية ترفضها الجماعة (الإسلامية)، وكذلك شمل الجدل بعض أشكال الغناء والموسيقى، ومن واقع خبرتي كلما زاد احتكاك أي جماعة بالمجتمع قلت قائمة محرماتها سواء في المهن أو أشياء أخرى».