بعد شهرين من تولي الحكومة الألمانية الجديدة مهام منصبها، أعرب غالبية الألمان في استطلاع للرأي عن استيائهم من الائتلاف الحاكم، الذي يضم الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
وفي الاستطلاع، الذي أجراه معهد «فورسا» لقياس مؤشرات الرأي بتكليف من محطة «آر تي إل» التلفزيونية، فإن 64 في المائة من الألمان غير راضين إلى حد ما أو على الإطلاق عن أداء الحكومة الجديدة، بينما أعرب 30 في المائة فقط عن رضاهم عن أداء الائتلاف الحاكم.
وكان البرلمان الألماني قد انتخب شولتز مستشارا لألمانيا في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وتسلم شولتز ووزراؤه الستة عشر وثائق تعيينهم من الرئيس الألماني، فرانك- فالتر شتاينماير، في نفس اليوم.
ورغم الاستطلاعات السلبية، يكثّف المستشار الألماني أولاف شولتز جهوده الدبلوماسية في محاولة لنزع فتيل الأزمة على الحدود الأوكرانية الروسية، مؤكدا أنّ بلاده لن تورد أسلحة فتاكة لأوكرانيا، ولفت إلى أن «الحكومة الألمانية تتبع منذ وقت طويل نهجا واضحا وهو أننا لا نرسل أسلحة فتاكة إلى مناطق أزمات ولن نوردها لأوكرانيا».
وكان شولتز قد ذكر في مقابلة له قبل أيام، أن فرض عقوبات دولية صارمة ضد موسكو في حالة هجوم روسيا على أوكرانيا سيكون لها عواقب اقتصادية على ألمانيا أيضاً.
كما أنّ شولتز كثّف جهوده على صعيد كورونا، داعيا إلى إلزامية التلقيح للعاملين في دور الرعاية والمستشفيات، كما سافر إلى إسبانيا في زيارة رسمية بداية العام لمناقشة شؤون الجائحة.
فمن هو شولتز وما أبرز المحطّات في حياته السياسيّة التي قادته ليصبح مستشارا لألمانيا وهو ابن 63 عاما؟
- هو من مواليد 14 يونيو (حزيران) 1958 في أوسنابروك، لديه شقيقان أصغر منه، جينس شولتز، طبيب التخدير والرئيس التنفيذي للمركز الطبي الجامعي شليسفيغ هولشتاين. وإنجو شولتز، رائد أعمال تقني.
- تخرج من المدرسة الثانوية عام 1977. بدأ دراسة القانون في جامعة هامبورغ عام 1978.
- انضم شولتز إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي وهو بعمر 17 عاماً.
- عُـمِّـد شولتز في الكنيسة الإنجيلية في ألمانيا ؛ وترك الكنيسة في سن الرشد. يحمل وجهات نظر علمانية إلى حد كبير، لكنه يدعو إلى تقدير التراث والثقافة المسيحية للبلاد.
- يتولى منذ 14 مارس (آذار) 2018 منصبي الوزير الاتحادي للشؤون المالية ونائب مستشارة ألمانيا في حكومة ميركل الرابعة.
- يعتبر شولتز تاريخياً، أحد الكوادر التي تحظى بأقل تقدير من قبل قاعدة الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، وقد اعتبر محلّلون فوزه في الانتخابات مجرّد حظٍ، سببه الأخطاء الفادحة التي ارتكبها خصومه السياسيون، خصوصا خلال كارثة الفيضانات وخلال جائحة كورونا.
- استغل شولتز منصبه كوزير للمالية في حكومة ميركل ليظهر كزعيم منقذ قادر على مواجهة الأزمات، إذ تعهد بالإنفاق ببذخ لتعويض ضحايا فيضانات يوليو (تموز).
- في 10 أغسطس (آب) 2020. وافق المدير التنفيذي للحزب الاشتراكي الديمقراطي على أن يكون شولتز مرشح الحزب لمنصب مستشار ألمانيا في الانتخابات الفيدرالية لعام 2021.
- على عكس الكاريزما التي تتمتّع بها ميركل، لا تستسيغ وسائل الإعلام الألمانيّة شولتز، فقد وصفته مجلة «دير شبيغل» الأسبوعية بأنه «السياسي النموذجي الذي يفكر جيداً، لكنه يتواصل بشكل ضعيف»، واتهم بأنّه يردّ مثل الروبوت على الأسئلة.
- أولاف شولتز متزوج منذ عام 1998 من زميلته السياسية في الحزب الاشتراكي الديمقراطي بريتا إرنست. عاش الزوجان في حي ألتونا في هامبورغ قبل الانتقال إلى بوتسدام عام 2018، ولم ينجبا أطفالا بعد مرور 23 عاما على زواجهما.
- بعد بدء مهامه الرسمية كمستشار، أصر أولاف شولتز على أن تنفذ الولايات تطعيم كورونا الإجباري بالنسبة للعاملين في دور الرعاية والمستشفيات.