القامشلي: خرجت مظاهرات شعبية في مناطق مختلفة من ريف محافظة ريف دير الزور السورية مطلع الأسبوع الجاري، تنديدا بسيطرة ميليشياتٍ مدعومة من إيران على أجزاءٍ من تلك المحافظة التي تقع على الحدود مع العراق.
ودعا المشاركون في تلك المظاهرات التي خرجت في بلداتٍ تقع في ريف المحافظة وتخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، إلى إخراج الميليشيات المدعومة من طهران من مناطقهم.
وذكرت مصادر محلّية لـ«المجلة»أن «المظاهرات عفوية ويطالب المشاركين فيها بالعودة إلى بيوتهم»، بعدما استولت عليها الميليشيات المدعومة من طهران في أجزاء المحافظة التي تخضع لسيطرة قوات النظام السوري.
وتسيطر «قسد»على أجزاء من ريف دير الزور، في حين تسيطر قوات النظام على الجزء الأكبر من مركز المحافظة والبلدات التابعة لها، كما تتواجد الميليشيات المدعومة من طهران في الأجزاء التي تخضع لسيطرة النظام.
وقال الأكاديمي محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (afaip) إن «هذه المظاهرات تأتي لأسباب أمنية وأخرى مجتمعية»، مشددا على أن «المشاركين فيها أدركوا الأهداف الإيرانية على المدى البعيد، ولذلك خرجوا في هذه المظاهرات تنديدا بالتواجد الإيراني في مناطقهم».
وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أجرتها «المجلة»هاتفيا مع الخبير الدولي في الشؤون الإيرانية:
* كانت هناك مظاهرات في أرياف محافظة دير الزور، حيث طالب المشاركون فيها بإخراج ميليشيات مدعومة من إيران من مناطقهم. باعتقادكم ما الذي دعا سكانها إلى الخروج في هذه المظاهرات؟
- فيما يخص مظاهرات أهالي محافظة دير الزور مؤخراً، فهي بالطبع تأتي في سياق مطالبة المشاركين فيها بالأمن وتحسين ظروفهم الاقتصادية (المعيشية)، علاوة على مطالبتهم بحقوقهم السياسية والاجتماعية سيما وأنهم طالبوا بخروج الميليشيات المدعومة من طهران من مناطقهم، وبالتالي فإن المشاركين في هذه المظاهرات لا يريدون أن يكون هناك نفوذ إيراني في محافظة دير الزور، خاصة أن طهران تعمل على سياسة التغيير الديموغرافي وتبديل السكان في تلك المناطق وزرع ميليشيات ولائية فيها.
*هل هناك أسباب أخرى خلف خروج هذه المظاهرات؟
- من المعروف أيضا أن أهالي دير الزور هم من المكون السنّي كما هي غالبية المجتمع السوري، في حين أن إيران جلبت ميليشيات طائفية من أفغانستان وباكستان يدينون بالمذهب الشيعي الاثنى عشري، ولذلك من الواضح أن أهالي دير الزور رفضوا وجود هذه الميليشيات على المستوى الطائفي ووجدوا صعوبة في تقبلها داخل مجتمعاتهم.
*لماذا المظاهرات في هذا التوقيت تحديداً؟
- إيران تريد أن تكون هذه الميليشيات جزءا من المجتمع السوري وليس حالة طارئة تتغير بتغير الظروف، وبالطبع هذا أمر مرفوض، لكن المشكلة تكمن في أن دير الزور تقع ضمن منطقتي نفوذ، واحدة منها تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والأخرى تخضع لسيطرة قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد وهي مدعومة بالكامل من الميليشيات الإيرانية. وقد أدرك أهالي دير الزور أن طهران تريد أن تتموضع في مناطقهم بشكلٍ استراتيجي وبعيد المدى، لتكون جزءا من مستقبل سوريا، لا كجزء من المشكلة الراهنة فيما يتعلق بالحالة السائدة في سوريا منذ مارس (آذار) من العام 2011. ولذلك خرجت مظاهرات في أرياف دير الزور تنديدا بالوجود الإيراني لإدراك المشاركين فيها بهذه النقطة الاستراتيجية المتعلقة ببقاء طهران في المستقبل السوري.
*لدى طهران، العديد من الميليشيات المسلحة في سوريا وهي تتواجد في مناطق تقع على تماس مع مناطق حيوية كالحدود مع إسرائيل والأردن ولبنان والعراق، وبالتالي هل تشكل هذه الميليشيات خطرا على الأمن الإقليمي علاوة على الداخل السوري؟
- بالطبع تشكل خطرا كبيرا جداً، وقد شكلت بالفعل خطرا على الأمن والسلم الدوليين، ليس فقط في الشرق الأوسط، فهي ابتدعت بدعا قد تسير عليها أطراف أخرى والدليل على ذلك أن مسألة الميليشيات المحمولة بحرا أو جوا أو برّا لجأت إليها تركيا خلال نزاع ناغورنو قره باغ في خريف العام 2020. فإيران افتعلت مشكلة تاريخية كبيرة للغاية، وعلى سبيل المثال، بعد ثلاثين أو خمسين عاما سيقول المؤرخون إن إيران هي التي ابتدعت فكرة وجود ميليشيات طائفية ولائية محمولة تنتقل من دولة إلى أخرى للقيام بمهام عسكرية واستراتيجية، وهذا يشكل خطرا كبيرا جدا على الأمن الدولي وليس فقط عل الأمن الإقليمي، أما على صعيد الداخل السوري، فهي تزعزع استقرار البلاد ولا تريد أن تكون هناك حلول وسطية في المرحلة المقبلة، وترغب في إبقاء بشار الأسد كشخص جزءا من مستقبل سوريا بأي ثمن من خلال أي تسوية كتسويات سوتشي وآستانة وغيرهما، كما أنها تبحث عن دور اقتصادي كما في قطاعي العقارات والاتصالات، وفي هذا أيضا خطر كبير.
القامشلي: خرجت مظاهرات شعبية في مناطق مختلفة من ريف محافظة ريف دير الزور السورية مطلع الأسبوع الجاري، تنديدا بسيطرة ميليشياتٍ مدعومة من إيران على أجزاءٍ من تلك المحافظة التي تقع على الحدود مع العراق.
ودعا المشاركون في تلك المظاهرات التي خرجت في بلداتٍ تقع في ريف المحافظة وتخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، إلى إخراج الميليشيات المدعومة من طهران من مناطقهم.
وذكرت مصادر محلّية لـ«المجلة»أن «المظاهرات عفوية ويطالب المشاركين فيها بالعودة إلى بيوتهم»، بعدما استولت عليها الميليشيات المدعومة من طهران في أجزاء المحافظة التي تخضع لسيطرة قوات النظام السوري.
وتسيطر «قسد»على أجزاء من ريف دير الزور، في حين تسيطر قوات النظام على الجزء الأكبر من مركز المحافظة والبلدات التابعة لها، كما تتواجد الميليشيات المدعومة من طهران في الأجزاء التي تخضع لسيطرة النظام.
وقال الأكاديمي محمد محسن أبو النور، رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (afaip) إن «هذه المظاهرات تأتي لأسباب أمنية وأخرى مجتمعية»، مشددا على أن «المشاركين فيها أدركوا الأهداف الإيرانية على المدى البعيد، ولذلك خرجوا في هذه المظاهرات تنديدا بالتواجد الإيراني في مناطقهم».
وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أجرتها «المجلة»هاتفيا مع الخبير الدولي في الشؤون الإيرانية:
* كانت هناك مظاهرات في أرياف محافظة دير الزور، حيث طالب المشاركون فيها بإخراج ميليشيات مدعومة من إيران من مناطقهم. باعتقادكم ما الذي دعا سكانها إلى الخروج في هذه المظاهرات؟
- فيما يخص مظاهرات أهالي محافظة دير الزور مؤخراً، فهي بالطبع تأتي في سياق مطالبة المشاركين فيها بالأمن وتحسين ظروفهم الاقتصادية (المعيشية)، علاوة على مطالبتهم بحقوقهم السياسية والاجتماعية سيما وأنهم طالبوا بخروج الميليشيات المدعومة من طهران من مناطقهم، وبالتالي فإن المشاركين في هذه المظاهرات لا يريدون أن يكون هناك نفوذ إيراني في محافظة دير الزور، خاصة أن طهران تعمل على سياسة التغيير الديموغرافي وتبديل السكان في تلك المناطق وزرع ميليشيات ولائية فيها.
*هل هناك أسباب أخرى خلف خروج هذه المظاهرات؟
- من المعروف أيضا أن أهالي دير الزور هم من المكون السنّي كما هي غالبية المجتمع السوري، في حين أن إيران جلبت ميليشيات طائفية من أفغانستان وباكستان يدينون بالمذهب الشيعي الاثنى عشري، ولذلك من الواضح أن أهالي دير الزور رفضوا وجود هذه الميليشيات على المستوى الطائفي ووجدوا صعوبة في تقبلها داخل مجتمعاتهم.
*لماذا المظاهرات في هذا التوقيت تحديداً؟
- إيران تريد أن تكون هذه الميليشيات جزءا من المجتمع السوري وليس حالة طارئة تتغير بتغير الظروف، وبالطبع هذا أمر مرفوض، لكن المشكلة تكمن في أن دير الزور تقع ضمن منطقتي نفوذ، واحدة منها تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، والأخرى تخضع لسيطرة قوات رئيس النظام السوري بشار الأسد وهي مدعومة بالكامل من الميليشيات الإيرانية. وقد أدرك أهالي دير الزور أن طهران تريد أن تتموضع في مناطقهم بشكلٍ استراتيجي وبعيد المدى، لتكون جزءا من مستقبل سوريا، لا كجزء من المشكلة الراهنة فيما يتعلق بالحالة السائدة في سوريا منذ مارس (آذار) من العام 2011. ولذلك خرجت مظاهرات في أرياف دير الزور تنديدا بالوجود الإيراني لإدراك المشاركين فيها بهذه النقطة الاستراتيجية المتعلقة ببقاء طهران في المستقبل السوري.
*لدى طهران، العديد من الميليشيات المسلحة في سوريا وهي تتواجد في مناطق تقع على تماس مع مناطق حيوية كالحدود مع إسرائيل والأردن ولبنان والعراق، وبالتالي هل تشكل هذه الميليشيات خطرا على الأمن الإقليمي علاوة على الداخل السوري؟
- بالطبع تشكل خطرا كبيرا جداً، وقد شكلت بالفعل خطرا على الأمن والسلم الدوليين، ليس فقط في الشرق الأوسط، فهي ابتدعت بدعا قد تسير عليها أطراف أخرى والدليل على ذلك أن مسألة الميليشيات المحمولة بحرا أو جوا أو برّا لجأت إليها تركيا خلال نزاع ناغورنو قره باغ في خريف العام 2020. فإيران افتعلت مشكلة تاريخية كبيرة للغاية، وعلى سبيل المثال، بعد ثلاثين أو خمسين عاما سيقول المؤرخون إن إيران هي التي ابتدعت فكرة وجود ميليشيات طائفية ولائية محمولة تنتقل من دولة إلى أخرى للقيام بمهام عسكرية واستراتيجية، وهذا يشكل خطرا كبيرا جدا على الأمن الدولي وليس فقط عل الأمن الإقليمي، أما على صعيد الداخل السوري، فهي تزعزع استقرار البلاد ولا تريد أن تكون هناك حلول وسطية في المرحلة المقبلة، وترغب في إبقاء بشار الأسد كشخص جزءا من مستقبل سوريا بأي ثمن من خلال أي تسوية كتسويات سوتشي وآستانة وغيرهما، كما أنها تبحث عن دور اقتصادي كما في قطاعي العقارات والاتصالات، وفي هذا أيضا خطر كبير.