مايك بينس.. محام يدافع عن موكله ترامب ويخالفه الرأي

مايك بينس.. محام يدافع عن موكله ترامب ويخالفه الرأي

img_5091
بقلم: منصف المزغني
ريشة: علي المندلاوي




1 -




- هذا السياسي القادم من عالم المال والمحامي ومقدم البرامج الإذاعية الذي يدعى مايك بينس يعرف نفسه بهذا الترتيب: «أنا محافظ وجمهوري»
- وهو الذي وصل إلى وظيفة عضو في مجلس النواب الأميركي وكان رئيسًا لمؤتمر حزبه «الجمهوري» وحاكم إنديانا


- 2-




- قبل أن يختاره ترامب نائبا له كان طموح بينس أن تكون زوجتُه السيدة الأولى في البيت الأبيض
- غير أن الواقع شاء له أن يكون الأقرب إلى مزاج وعقل ومصلحة الرئيس الجديد دونالد ترامب فصار السيد النائب


- 3-




- في اللقاء التلفزيوني الوحيد الذي جمع بين نائب دونالد ترامب مايك بينس عن الحزب الجمهوري ونائب كلينتون عن الحزب الديمقراطي قرر صاحبنا أن يعمل بالتكتيك الآتي: «إذا سألوك سؤالاً صعبًا فتخيلْ سؤالا تحبُه وأجبهم»
- هكذا كانت الأسئلة الموجهة من قبل نائب كلينتون ضد دونالد ترامب تلقى من نائب ترامب أجوبة كلها انتقاد للخصمة هيلاري كلينتون


4-




- ولكن مايك بينس ودونالد ترامب يجتمعان في حزب واحد ويختلفان في الرأي! وفي بعض التفاصيل!
- ولن توحدهما غير المصلحة وغير الطموح الذي يحمله الرئيس والنائب
- إذا ترامب أغلظ القول فإنّ نائبه يغلظ في الفعل
- وإذا كان لا مناص من الصراع
- فالصراع بين ترامب وبينس لن يكون في الجوهري بل في وجهات النظر أثناء الانتخابات وسوف تتكيّف التصريحات ولا شك مع المصلحة السياسية العليا الأميركية


- 5-




- إذا قال ترامب عن بوتين: «إنه رجل دولة قوي أعاد مجد روسيا وهو أقوى من رئيسنا الضعيف أوباما» وقال بينس عن بوتين: «رئيس صغير وبلطجي» ولمّح إلى «أنّ الدب الروسي لا يموت فقط إنه يدخل مرحلة البيات الشتوي» فما هذه الآراء غير بضاعة وقد تنتهي فترة استهلاكها مثل أي بضاعة


6-




- وبينس له آراء في السيجارة فهو يصرح أن التدخين غير قاتل وقيل إن شركات التبغ دفعت له ملايين الدولارات حتى لا يحرق بينس سمعة السيجار
- وهو ضد التشريع للإجهاض وضد المثليين جنسيًا
- ولعله لم يجد من يدفع له ليقول فيهم رأيًا آخر!


7-




- وإذا كان ترامب لا يرى من كل العراق غير آبار النفط ويقول بلا حرج: «علينا أن نأخذ النفط ونخرج» - فإنّ بينس يرى أنه كان على قوات الولايات المتحدة أن تبقى وتقيم في العراق


8-




- كان على الرئيس ترامب أن يستنجد ببينس حتى يكون هناك تعديل في النظر إلى الأمور فقد أشبع ترامب العرب والمسلمين بالكثير من مشاعر الحقد ووعد ناخبيه بمنعهم من دخول الولايات المتحدة
- وهذا ما رَآه بينس منافيا للدستور الأميركي


- 9-




- صحيح أن بينس لا يملك عينين تشبهان عيني رئيسه ومع ذلك فإنه إذا السيد الرئيس أخطأ أو غالى في التصريح أو اعتبر البيتَ الأبيض قناة تلفزيونية خاصة فإن بينس موجود لمهمة مثل التغليف والتلفيف والترقيع والتلميع والتلفيق والتزويق
- وتلك هي مهمة الخطابة التي لا تحكي إلا لغة واحدة هي المصلحة الأميركية العليا
- وتلك هي السياسة التي تحتاج إلى العاقل والجاهل والسفيه والفقيه
- فالأوضاع الدولية فوق الأرض واضحة لكل ذي عينين والفرجة تمنح الخيال للسباحة
- ولكن البحر هو الذي يمتحن السبّاح


- 10-




- وقد تجري الرياح.... بما لا يشتهي الأسطول... والسياسة بحر يموج ورمال متحركة ومايك بينس لم يبلغ الستين بعد وحياته هادئة وهو نائب لرئيس سبعيني حياته وأفكاره وخطبه لا توحي بالهدوء وتضجّ بالصخب
- ولبينس وقت كافٍ ليتأقلم مع سيد البيت الأبيض
- إلا إذا قرر الأخير أن يستغني عنه ويقول له تلك العبارة الأثيرة والمعتادة لدى ترامب في برنامجه التلفزيوني «ذي ابرنتيس» المبتدئ:
- أنت خارج الخدمة
font change