بيروت: بعد مرور ست سنوات على انتخابه رئيسا للجمهورية، وقبل عشرة أشهر من نهاية عهده، ما يزال الرئيس ميشال عون يراهن على ذكاء وحنكة المواطن اللبناني في كشف أسماء من أوصلنا إلى ما نحن عليه من انحدار على كافّة المستويات، علما بأنه يعي تماما أن الناس يعرفونهم اسما اسماً، ولكن عقليّة «مرقلّي تمرقلّك»ما تزال تحكم هذه المنظومة، فاحتفظوا بأسماء مسببي الكارثة وتركوا لشعبهم حفنة من الشعارات.
لم تختلف ردود الفعل حول كلام عون عن سابقاتها، فكلمة رئيس الجمهورية الأخيرة والتي ختمها بـ«آمل أن لا أضطر إلى أن أقول أكثر»، كانت «خالية من الدسم»مع عناوين وأسئلة فضفاضة جداً.
عضوة كتلة المستقبل النائبة رولا الطبش علّقت على كلام عون الأخير في حوار خاص مع «المجلة»..
* عون قال في كلمته الأخيرة إنه فضّل على مدى سنوات ولايته، أن يعالج الأزمات بالعمل الصامت، هل ينفع الكلام هذه المرة؟
- مشكلة رئيس الجمهورية الأساسية أنه لم يلتزم الدستور، ولا بروحية موقع رئاسة الجمهورية، وبدلا من أن يكون حكما بين اللبنانيين و«بَيّ الكل»، تصرف طوال 5 سنوات على قاعدة «بَيّ الباسيليين»ورئيس «عونستان»، ما أدى إلى فقدان الثقة بالرئيس الذي أوصل البلاد إلى جهنّم بسبب سياسته وسياسة صهره وتيّاره».
* عون قال إنه دعا إلى أكثر من لقاء ومؤتمر وطرح حلولاً، ولكن أهل المنظومة رفضوا أن يتخلّوا عن أي مكسب، من يقصد؟
- طوال 5 سنوات ورئيس الجمهورية يدفع لحزب الله فاتورة إيصاله لكرسي الرئاسة، واليوم بعد كل هذه المدة يطل علينا ليتحدث عن استراتيجية دفاعية، فيما الحقيقة أنه كان ركنا في مساعدة حزب الله على ضرب قيم الدولة اللبنانية. اليوم نحن في بلد حكومته معطلة ورئيس جمهوريته يطرح الأسئلة على اللبنانيين وكأنه يعيش في جزيرة معزولة، فكيف بنا أن نصدق أنه يريد استراتيجية دفاعية تعطي القرار بالسلم والحرب للدولة اللبنانية وحدها وصهره من حمل صاروخ المقاومة في جبيل.
* في حال انعقاد طاولة حوار، هل ستشاركون كتيّار مستقبل؟
- تحدث عون عن الحوار، فيما المرات السابقة شهدنا جميعا مقاطعة من قوى سياسية واسعة للدعوات، لماذا؟ لأن هذه القوى فقدت الثقة برئيس الجمهورية ولا تراه أهلا ليستقبل حواراً، بل هو طرف في الأزمة، وكل خطابه مبنيا على مصلحة الصهر وليس مصلحة الوطن. ونحن كتيّار مستقبل مع كل حوار يساهم في إعادة بناء الدولة ويساعد لبنان في محنته، ويبقى أي قرار بما يتعلق بالحوارات الوطنية لدى قيادة تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، هذا في حال أساسا كانت الدعوة جديّة، لأنني لمست وكأن عون يبيع جمهوره كلاما انتخابياً.
* هل تتوقعون تحقيق أي تقدّم في حال انعقدت طاولة الحوار؟
- لا أمل مع هكذا رئيس جمهورية وجربنا سابقا وضع يدنا مع التيّار الوطني الحر على قاعدة إنقاذ البلد لكن اتضح أنهم لا يستحقون سياسة اليد الممدودة واستراتيجيتهم تقوم على تخريب البلد وتدميره بالنزاعات الطائفية الواهية وبالتعطيل والمحاصصة.
* في السنة الأخيرة من العهد ما الجدوى من الحديث عن تحديد المسؤوليات؟
- أطلقت على خطاب رئيس الجمهورية تسمية «قنبلة ما خلونا»، فهو حاول من خطابه أن يلقي المسؤوليات على الآخرين، والتنصل من المسؤولية التي أوصلت البلاد إلى هذا الخراب، جراء سياسته وسياسة حليفه حزب الله، كما لا ننسى أن نحو نصف الدين العام تسببت به سياسة التيّار الوطني الحر في قطاع الكهرباء، والنصف الآخر بسبب سياسة حزب الله التي وضعتنا في عزلة عربية ودولية، إضافة إلى الحقد على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسياسته في إعمار البلد، وها هي بيروت تدفع ثمن هذا الحقد.
* التناغم بين موقفي عون وميقاتي حيال تعطيل جلسات الحكومة ورفض توتير العلاقات اللبنانية مع السعودية والخليج كان واضحاً، ما هي قراءتكم؟
- آخر من يمكنه أن يتحدث عن العلاقات مع الدول العربية هو رئيس الجمهورية، فاختطاف السياسة الخارجية لسنوات من قبل صهره أدت إلى أزمات مع دول الخليج، ولا ننسى عدم إدانة استهداف منشآت آرامكو والانسجام حينها مع المحور الإيراني. إضافة إلى مواقف وزير رئيس الجمهورية شربل وهبة، ويضاف إلى كل ذلك الاستهداف المتواصل من بعبدا والعهد لاتفاق الطائف، كلها تؤدي وأدت إلى توتير العلاقات مع الدول العربية.
* كيف تفسرون الخلاف الواضح بين ميقاتي ورئيس الجمهورية حول الموقف من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة؟
- أهداف عون معروفة بأنّه يريد تطيير سلامة ليضع شخصية عونية مكانه، وينسجم في استهدافه للقطاع المصرفي ومصرف لبنان مع حزب الله الذي يريد استبدال المصارف بالقرض الحسن، ومهمته المتواصلة استهداف الاقتصاد الحر في البلد.
* هل تتوقعون انعقاد مجلس الوزراء قريباً؟
- من المعيب أن نكون في بلد مأزوم اقتصاديا وفي حالة انهيار ويتم تعطيل الحكومة، فالوقت يضيق والاستحقاقات على الطريق، والرئيس ميقاتي كما نعلم يبذل جهودا كي تلتئم الحكومة، ولكن السؤال: ماذا يريدون من تعطيل الحكومة وما المخططات الشيطانية للبنان؟.