بيروت: فايزة دياب
•معالم سياسة إيران «الاستعمارية» تظهر داخل لبنان..ومخطط «حزب الله» لربط طريق الجنوب ببيروت
•حزب «نصر الله» يشتري أراض وعقارات وشركات لربط الجنوب بالعاصمة بيروت
•مسؤول «اليسار الديمقراطي» في إقليم الخروب: مشروع «حزب الله» هدفه إرهاب الأهالي والهيمنة على خط الساحل وخلق فتنة بين أبناء المنطقة الواحدة
•النائب محمد الحجار: توسع «حزب الله» على خط الساحل تحضير لإعلان الحزب سيطرته على كل لبنان في ساعة صفر يحددها هو عبر مجموعات يدعي زورًا وبهتانًا أنها لمحاربة إسرائيل
بعد انتهاء حرب عام 2006، الحرب الأخيرة التي واجه فيها «حزب الله» إسرائيل بسلاحه، بدأت معالم سياسة الحزب «الاستعمارية» تظهر داخل لبنان عبر تنفيذ مخطط توسعي ممنهج من أجل السيطرة على مواقع استراتيجية داخل المناطق اللبنانية، تنفيذًا للمشروع الإيراني الذي ينتمي إليه «حزب الله» باعترافه، والذي يهدف إلى إعادة مجد الإمبراطورية الفارسية الساسانية.
بدأ المشروع الإيراني في لبنان منذ نشأة «حزب الله» عام 1982 تحت مسمى «مقاومة إسرائيل»، والذي تلقى دعمًا عسكريًا وماليًا ولوجيستيًا كبيرًا، استطاع من خلاله بسط سيطرته على جنوب لبنان والبقاع الشمالي مرورًا بالضاحية الجنوبية لبيروت، نظرًا للطبيعة الديموغرافية لسكان هذه المناطق الذين ينتمون بغالبيتهم إلى الطائفة الشيعية.
قبل اجتياح بيروت وجبل لبنان في 7 من مايو( أيار) عام 2008 من قبل «حزب الله»، عمد هذا الأخير على تجنيد شباب سنّة مقابل بدل مادي تحت مسمّى «سرايا المقاومة» ينفذون أوامر الحزب في المناطق ذات الأغلبية السنية المتاخمة لحدود الشوف ذات الأغلبية الدرزية، والتي تشرف على المنطقة الساحلية لجبل لبنان الذي يفصل ديموغرافيًا، بيروت عن الجنوب.
وجاء اجتياح «حزب الله» في 7 أيار 2008 للعاصمة بيروت، على خلفية قراري الحكومة اللبنانية بشأن شبكة الاتصالات غير الشرعية وإزالة كاميرات المراقبة من داخل حرم مطار بيروت، حيث اقتحمت عناصر مسلحة العديد من منازل النواب إلى جانب حرق «قناة المستقبل» في منطقة الروشة، وقطع بثها بعد انتشار المسلحين داخل استديوهاتها بالإضافة إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى المدنيين.
الضاحية الجنوبية
ولكن خلال أحداث 7 أيار 2008 فشلت عناصر «سرايا المقاومة» في تشكيل قوّة ضاغطة لصالح «حزب الله»؛ نظرًا لعددهم الضئيل، مقابل نجاح أبناء البلدات المشرفة على الخط الساحلي بالضغط على «حزب الله» عبر قطع الطريق الممتد بين الضاحية الجنوبية والجنوب، احتجاجًا على اجتياح الحزب لبيروت وحماية لمناطقهم، الأمر الذي أدّى إلى قطع الطريق على «حزب الله» ومناصريه والفصل بين مناطق تمركزه وإمداده البشري والعسكري.
انتهت أحداث السابع من أيار، فاستدرك حينها «حزب الله» الأهمية الاستراتيجية لهذا الطريق، عمد على ضخّ المال الذي يتدفق من إيران، لإقامة نقاط ثابتة تمتد على طول الخط الساحلي بين بيروت والجنوب لصد أي هجوم محتمل لمخططه التوسعي المدعوم من إيران. بدأ الحزب بسياسة شراء عقارات بأسماء كبار المتمولين من الطائفة الشيعية في الكثير من المناطق الساحلية منها، وادي الزينة الجيّة والدبّية والسعديات مرورًا بالناعمة وخلدة، وبناء مجمعات سكنية يقطنها شيعة ينتمون لـ«حزب الله» فقط، وتتضمن مخازن أسلحة ومكاتب تستخدم لاستقبال طلبات لتجنيد الشباب في صفوف سرايا المقاومة.
أكبر المجمعات وأضخمها «مجمع البحار» في وادي الزينة، الذي يقع على مدخل إقليم الخروب ذات الأغلبية السنية، يصفه أبناء المنطقة بالمركز العسكري لـ«حزب الله»، ومثله «مجمع المصطفى» في الجيّة الذي يضم غرفة عمليات الحزب التي يدير منها مخططه، والمجمع السكني في السعديات الذي استحدثه الحزب قبل ثلاث سنوات، إضافة إلى شراء شقق في جون وعلمان، عرمون وخلدة والناعمة والدبية وصيدا.
خطّ الساحل
عمد «حزب الله» على إسكان عناصر شيعة وعوائلهم أتوا من الجنوب والبقاع في المجمعات السكنية والشقق التي اشتراها «حزب الله»، هذه الخطوات لم تكن كافية لإحكام السيطرة على خطّ الساحل، بسبب الثقل السكاني من أبناء بلدات إقليم الخروب، فالمراكز التي بناها الحزب محاصرة بأبناء البلدات الذين ينتمون تاريخيًا إلى الخط الوطني - العروبي المناهض للخط الذي ينتمي إليه «حزب الله».
واستكمالاً للمخطط التوسعي لجأ الحزب إلى ضخّ المال واستخدام أسلوب التغرير لرصد الشباب العاطلين عن العمل الذين يعيشون ظروفًا مادية صعبة، وتجنيدهم بعد تغريرهم بالراتب الشهري الذي يتراوح من 400 إلى 700 دولار أميركي، كلّ حسب دوره، والسلاح، إضافة إلى الحماية السياسية والأمنية. وبعد نجاح تجنيدهم يلتحق عناصر «سرايا المقاومة» بدورات عسكرية داخل معسكرات تابعة للحزب في البقاع.
نجاح «حزب الله» بإقامة مراكز على طول خطّ الساحل، وزرع «سرايا الفتنة» كما يسميها أبناء البلدات التي يغزوها «حزب الله»، انعكست نجاحًا باستفزاز أهالي المناطق التي يستمرّ الحزب بالتوغل داخلها، ففي عام 2010 شهدت بلدة عرمون ذات الأغلبية السنية والدرزية استنفارًا وتوترات بعدما عمد الحزب عبر «سرايا المقاومة» على خلفية تعليق شعارات وصور ولافتات على مداخل البلدة الرئيسية، وأبرزها تعليق لافتة كبيرة للأمين العام حسن نصر الله والحاج رضوان، عماد مغنية، كتب عليها «أنتم أشرف الناس وأطهر الناس».
كذلك شهدت بلدة السعديات عدّة اشتباكات بعدما حاول الحزب فرض شعائره الدينية في البلدة، الأمر الذي تحوّل إلى اشتباك مسلح بين عناصر الحزب وأبناء السعديات، إضافة إلى الكثير من الاستفزازات التي يقوم بها العناصر التابعة للحزب. الأمر الذي أثار قلق أهالي البلدات الساحلية، ليبقى السؤال الدائم ماذا يخطط «حزب الله» للبنان؟
مشروع «حزب الله» التوسعي
في حديث خاص وصف مسؤول «اليسار الديمقراطي» في إقليم الخروب درويش حوحو مشروع «حزب الله» التوسعي «بمشروع إرهاب الأهالي للهيمنة على خط الساحل، وخلق فتنة بين أبناء المنطقة الواحدة الذين يعارضون«حزب الله»؛ نظرًا لانتمائهم تاريخيًا للخط العربي الذي تمثّل سابقًا بالشهيد كمال جنبلاط، ومن ثم بالشهيد رفيق الحريري.
وأضاف حوحو: «توغل (حزب الله) في مناطقنا عبر سرايا المقاومة ومراكزهم السكنية يشكلون عامل حذر وليس قلق؛ لأن العناصر المنتمية لـ(حزب الله) ليست مؤثرة لا اجتماعيًا ولا سياسيًا، فعلى الرغم من صعوبة إحصاء عددهم فإن الأكيد أن نسبتهم لا تزال ضئيلة نسبة لمجمل سكان مناطق البلدات الساحلية؛ لذلك لا يمكن وصفهم بالقوى الفاعلة على الصعيد السياسي والعسكري، على الرغم من كلّ المحاولات لتأمين طريق الجنوب».
وختم حوحو: «لكن لا يمكن إنكار أن سرايا المقاومة أداة بيد (حزب الله) يستطيع تحريكهم متى يشاء، ويستطيعون إحداث مناوشات إذا اتخذ (حزب الله) قرار تفجير البلد».
بدوره رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار أن «حزب الله» هو فصيل عسكري يتبع للحرس الثوري الإيراني، نعم لديه نواب في المجلس النيابي وممثلون في الحكومة ولكن طريقة عمله وهيكلية الحزب بحد ذاتها هي هيكلية ذات طابع عسكري، وهو حزب عقائدي يعترف بلسان أمينه العام بأنه جندي في ولاية الفقيه، فهو بذلك أفصح عن ماهية وأصل تكوين «حزب الله».
وأضاف الحجار: «من هنا نرى أن (حزب الله) وفي الكثير من المناطق اللبنانية يتصرف بالطريقة العسكرية، يتموضع على الطريق المفصلي الاستراتيجي وليس على كامل طريق الساحل، من أجل إسقاط هذا الطريق عسكريًا الذي يعتبره الحزب بأنه الإمداد الأساسي لمجموعته الموجودة بين الضاحية الجنوبية وجنوب لبنان».
وتابع الحجار: توسع «حزب الله» على خط الساحل ربما هو تحضير لإعلان الحزب سيطرته على كل لبنان في ساعة صفر يحددها هو عبر مجموعات ينشرها على طريق الساحل، ويدعي زورًا وبهتانًا أنها لمحاربة إسرائيل وعمليات يمكن أن تقوم بها إسرائيل في الداخل، ولكن للأسف ما يقوم به «حزب الله» من سيطرة على مفاصل استراتيجية، وتجنيد شباب في كل المناطق اللبنانية يفسر إعلان أحد قياديي إيران بأنّ طهران تسيطر على أربع عواصم عربية ومن بين هذه العواصم بيروت.
وعلى الرغم من تأكيد الحجار أن هذه المجموعات عددها محصور نسبة لعدد السكان، ولكن شدّد على أن «من يملك السلاح حتى لو كان عدده قليلاً يستطيع متى شاء أن يزعزع الاستقرار الداخلي، وخصوصًا إذا كان الطرف الآخر لا يملك السلاح. فاليوم «حزب الله» يسيطر بقوة السلاح وباستحداث مراكز سكنية ظاهريًا، عسكرية باطنيًا، على طريق بيروت - صيدا وصولاً للجنوب، فهل يستطيعون الاستمرار في بسط سيطرتهم؟ بالطبع نعم؛ لأن الطرف الآخر ليس بوارد مواجهة الحزب بالسلاح، وما زلنا نسعى بالحوار مع «حزب الله» لإقناعه بعدم جدوى ما يقوم به، ومخاطر وارتدادات سلبية على مجمل الوضع الداخلي، ولكن بتنا نعلم أنّ من نتحدث معهم اليوم ليس بيدهم القرار، لأن قرار «حزب الله» يأتي من إيران».
استطاع «حزب الله» منذ عام 2008 تحقيق انقلاب جيوسياسي جديد داخل الأراضي اللبنانية؛ لأنه الحزب اللبناني الوحيد الذي يملك ترسانة من الأسلحة والذخائر بدعم إيراني، ترفع بوجه كل من يحاول عرقلة مخططاته الداخلية والخارجية. وعلى الرغم من غرق «حزب الله» الدامي في الحرب السورية فإن المخطط التوسعي الداخلي لم يتوقف، خصوصًا عبر تجنيد شباب «سنّة» تحديدًا في «سرايا المقاومة»، الذي اعترف قائدها في حديث صحافي بأن السراي باتت جيشًا يتألف من 50 ألف عنصر على امتداد مساحة لبنان لمواجهة أعداء الداخل.
مخطط التغلغل في قرى سنية
إلى ذلك يبدو أنّ غرق «حزب الله» الدامي في سوريا لم يمنعه من تنفيذ مخططه الذي بدأه منذ سنوات في الداخل اللبناني، وتحديدًا في المناطق ذات الأغلبية السنية التي تعد معقل «تيار المستقبل». فكما عمل «حزب الله» على ضخّ المال للسيطرة على طريق الساحل الذي يربط الضاحية الجنوبية لبيروت حيث معقل «حزب الله» والجنوب اللبناني، عن طريق شراء عقارات واستحداث مجمعات تكون مراكز لأسلحته وعناصره، وتجنيد شباب تحت اسم «سرايا المقاومة»، سلك «حزب الله» المخطط نفسه في البقاعين الغربي والأوسط، وفي بلدات العرقوب الجنوبي.
يروي مصدر بقاعي مطلع على تمدد ما يسمى «حزب الله» في المناطق السنية البقاعية أن «أحداث (السابع) كانت مفصلية في مسيرة (حزب الله) داخليًا، فبعدما وجّه سلاحه إلى الداخل اللبناني واجتاح بيروت والجبل، واجهه (حزب الله) مواجهة شعبية في قرى البقاع السنية أفشلت مخططه، وهي القرى التي تفصل بين البقاع الشمالي ذي الأغلبية الشيعية، والجنوب اللبناني. فبدأ (حزب الله) بالكشف عن أنيابه ليكشف مخططه الداخلي الذي كان يخفيه في لبنان، وهو اختراق المناطق السنية أمنيًا، فضخّ الأموال وبدأ عملية استقطاب الشباب السنّة».
ويضيف المصدر نفسه: «عملية الاستقطاب والتغرير تستند إلى إقناع المجندين بالخطر الإسرائيلي وخيار (المقاومة)، ومؤخرًا حماية بلداتهم من خطر (داعش) الذي سيغزو لبنان، أو التغرير بالراتب الشهري الذي يصل إلى 700 دولار، والحماية السياسية، والتدريب العسكري، والتأمين الصحي لبعض العناصر وعوائلهم».
تجنيد الشباب السنة الفقراء لصالح «حزب الله»
ويجزم المصدر أنّ «حزب الله» لم يستطع جذب سوى العاطلين عن العمل أو الخارجين عن القانون والمنبوذين في مجتمعاتهم، إضافة إلى بعض الطامحين للوصول إلى المراكز والتباهي بالحماية الأمنية ومواكب السيارات الرباعية الدفع، وأبرزهم الشيخ بلال الشحيمي الذي يعمل على تجنيد الشباب السنة لصالح «حزب الله» في بلدة سعدنايل، وهي من العقبات الجغرافية أمام «حزب الله»، لموقعها الجغرافي على الطريق العام بين بعلبك وبيروت.
«إنّها قنبلة موقوتة معدّة للتفجير في أي لحظة».. هكذا يصف عضو كتلة «المستقبل» النائب البقاعي أمين وهبي اختراق «سرايا المقاومة» البلدات البقاعية. وأضاف: «أينما وجدت (سرايا المقاومة)، فهي تشكل عاملا لعدم الاستقرار واستفزاز الناس. (سرايا المقاومة) هي ذراع لـ(حزب الله)، تهز الاستقرار وتهزّ أمن أبقاع، وتخلق حساسيات بين الناس، وهذا ما ينعكس سلبًا على حياة المواطنين ويقلق أبناء البلدات التي يخترقها الحزب عبر تجنيد شبانها».
وأكد وهبي أنّ «(سرايا المقاومة) نقطة دائمة على جدول أعمال الحوار بين تيار المستقبل و(حزب الله)، إلا أنه من الواضح حتى الآن أن الحزب ليس بوارد أن يتخلى عن عناصره، لأن الاستقرار ليس من أولوياته، وهو مستمر في تنفيذ مخططه».
وكما في البقاع، كذلك العرقوب، وهو يضم بلدات ذات أغلبية مسلمة سنية في جنوب لبنان، لم يسلم من مخطط «حزب الله»، فبحسب مصدر عرقوبي فإنّ «وتيرة تجنيد شباب في العرقوب بدأت بشكل تصاعدي في عام 2006، فبدأ الحزب برصد الشباب العاطلين عن العمل، إضافة إلى من كانوا ينتمون إلى (جيش لحد)، وهو ميليشيا تشكلت بدعم من إسرائيل عندما كان الجنوب محتلاً، وأسلوب التغرير نفسه الذي اتبعه في البقاع حصل في العرقوب، فالمال والسلاح والحماية والطبابة الوسائل الفضلى التي اعتمدها الحزب لتشكيل سراياه كما كان تفعل إسرائيل لتشكيل جيش لحد».
وأضاف المصدر: «عناصر (سرايا المقاومة) أشخاص منبوذون في عائلاتهم وقراهم، وهم لم يتجرأوا يومًا على المجاهرة بانتمائهم إلى الحزب، فكان عملهم طوال السنوات الماضية سريّا، وصولاً إلى الانتخابات البلدية في الماضي.. رشحّوا أعضاء للمجلس البلدي، وتوجهوا إلى مراكز الانتخاب بشكل استعراضي، وبفضل المال الانتخابي، استطاعوا إيصال مرشحين إلى بعض المجالس البلدية، وكانت هذه الخطوة أول خطوة علنية لـ(سرايا المقاومة) في قرى العرقوب».
سرايا المقاومة
وختم المصدر: «على الرغم من ضخّ المال، فإن الجو العام في العرقوب مستمر في رفض وجودهم، فهم اخترقوا بيئة غير متصالحة معهم، فبأساليبهم المخابراتية لم يستطيعوا تغرير إلاّ نحو 300 شاب».
هذا بالنسبة لـ«سرايا المقاومة»، أمّا ما يتعلق بربط مناطق نفوذه من البقاع إلى الجنوب جغرافيًا، فقد روت مصادر عن قيام «حزب الله» بشراء أراض شاسعة في المناطق الممتدة من مشغرة البقاعية إلى جرجوع الجنوبية، وفي حاصبيا الدرزية والهبارية السنية، وفي جبل الريحان الذي يتوسط المنطقة الممتدة من جزين إلى مرجعيون.
كثيرة هي الاستفزازات التي قام بها عناصر «سرايا المقاومة» في البلدات التي جندوا فيها، فإضافة إلى المجاهرة بانتمائهم إلى «حزب الله» وخضوعهم لدورات عسكرية، وعملهم في تجنيد شباب لصالح الحزب، فهم العين الساهرة لـ«حزب الله» في البلدات السنية، ومن ضمن مهامهم مراقبة المؤسسات الخيرية و«الجماعة الإسلامية» وكل من يناهض سياسة «حزب الله»، وجمع المعلومات عن أي ناشط ومؤيد للثورة السورية، وإبلاغ قياداتهم بالتحركات والمعلومات التي يحصلون عليها.
في برالياس وسعد نايل وشبعا، يعمل «حزب الله» على زرع «سرايا الفتنة» التي تشعل الفتن بين أبناء البلدة الواحدة، تحت عنوان «المقاومة». ويبقى السؤال الأهم للبنانيين القلقين من تمدد «حزب الله» المرتبط بالمشروع الإيراني والذي يجاهر بانتمائه لولاية الفقيه: ماذا يخطط «حزب الله» للبنان ومتى سيعلن ساعة الصفر؟