واشنطن: طوّر باحثون أميركيون كاميرا ثلاثية الأبعاد قادرة على الرؤية عبر أي شيء تقريبًا، بما في ذلك الزوايا والضباب وحتى اللحم البشري.
الكاميرا التي صنعها باحثون من جامعة نورث وسترن في إيفانستون، إلينوي، تستخدم تقنية تسمى الطول الموجي التركيبي الهولوغرافي، وتعمل عن طريق تشتيت الضوء بشكل غير مباشر على الأشياء المخفية، والتي تنتشر وتنتقل مرة أخرى إلى الكاميرا، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لإعادة بناء الكائن الأصلي.
ويقول الفريق إن الكاميرا على بعد عقد من أن تكون متاحة تجاريًا، ويمكن استخدام هذه التكنولوجيا في السيارات، وكاميرات المراقبة وحتى كماسح ضوئي طبي. ويمكن أن يكون أحد الأمثلة هو استبدال استخدام المنظار في تنظير القولون، وبدلاً من ذلك جمع موجات الضوء لرؤية الطيات داخل الأمعاء.
وهذا مجال بحث جديد نسبيًا، يُعرف باسم التصوير بدون خط البصر، ويمكن لهذه التقنية أن تلتقط بسرعة صورًا كاملة المجال لمناطق كبيرة، وهي تفعل ذلك بدقة دون المليمتر، وهو مستوى من الدقة يمكن للكاميرا التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تستخدمها للرؤية من خلال الجلد، ورؤية حتى أصغر الشعيرات الدموية.
ونظرًا لتناثر الضوء على الأشياء المخفية وتناثره مرة أخرى إلى الكاميرا، تعيد الخوارزمية بناء إشارة الضوء المتناثرة، ونظرًا لدقتها العالية، تتمتع هذه الطريقة أيضًا بإمكانية تصوير الأشياء سريعة الحركة، مثل القلب النابض، أو السيارات المسرعة حول زاوية الشارع.
وفي حين أن هذه الطريقة لديها إمكانات واضحة للتصوير الطبي، إلا أن هناك مجموعة واسعة من التطبيقات، ويشمل ذلك إنشاء أنظمة ملاحة للإنذار المبكر للسيارات والتفتيش الصناعي في الأماكن الضيقة، ويعتقد الباحثون أن التطبيقات المحتملة لا حصر لها.
وقال فلوريان ويلوميتسر، المؤلف الأول للدراسة "تقنيتنا ستدخل موجة جديدة من قدرات التصوير، وتستخدم نماذج المستشعرات الحالية ضوءًا مرئيًا أو ضوءًا تحت أحمر، لكن المبدأ عالمي ويمكن تمديده إلى أطوال موجية أخرى. على سبيل المثال، يمكن تطبيق نفس الطريقة على موجات الراديو لاستكشاف الفضاء أو التصوير الصوتي تحت الماء".
وسواء كان الأمر يتعلق برؤية قريبة، أو النظر إلى قلب يضخ الدم داخل الجسم، يقول الفريق إن الحلول في الواقع مرتبطة ارتباطًا وثيقًا، هذا لأنها جميعا تعتمد على تشتت الوسائط، حيث يصطدم الضوء بجسم ما وينتشر بطريقة لا يمكن معها الحصول على صورة مباشرة، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.