عضو اللجنة الاستشارية لمكافحة الإرهاب السابق دعا للكشف عنه فورًا

عضو اللجنة الاستشارية لمكافحة الإرهاب السابق دعا للكشف عنه فورًا

[caption id="attachment_55253949" align="alignnone" width="950"]إدوارد تورزانسكي إدوارد تورزانسكي[/caption]

[blockquote]• قادة في مجلسي النواب والشيوخ يدركون أن العلاقات مع السعودية مهمة ويجب إدارتها بطريقة بناءة
• الإدارة تحجب قدرًا محددًا من المعلومات في أوقات معينة من أجل كسب رأسمال سياسي لخدمة أي غرض لديها
• واشنطن توحي بأنها تفعل كل ما في وسعها لتقوية العلاقات مع طهران
[/blockquote]

التقت «المجلة» بالسياسي المخضرم إدوارد إيه. تورزانسكي، عضو مدى الحياة في جمعية مسؤولي الاستخبارات السابقين، وقد عمل في مجتمع الاستخبارات الأميركي في مواقع مختلفة في الشرق الأوسط، وآسيا الوسطى، وأوروبا الشرقية في فترة حكم ريغان. وكان أيضا عضو اللجنة الاستشارية لمكافحة الإرهاب في وزارة العدل الأميركية في أثناء إدارة بوش الابن. وهو حاليا زميل تمبلتون، ورئيس مشارك في مركز دراسات الإرهاب في معهد أبحاث السياسات الخارجية في فيلادلفيا. ويعمل أيضا أستاذا للعلوم السياسية والتاريخ في جامعة لاسال في فيلادلفيا. وفيما يلي نص اللقاء.

* ما موقفك في الجدل الدائر حول الكشف عن الجزء المكون من 28 صفحة في تقرير الكونغرس بشأن 11 سبتمبر (أيلول)، ولماذا؟

- أعتقد أنه من المهم للغاية الكشف عن الجزء السري في «تقرير 11 - 9» بالكامل؛ لأنه في الفترة الحالية تبدو «الصفحات الـ28» شبحا متربصا يدعو الناس إلى تقديم تفسيراتهم الخاصة؛ مما يسبب ضررا على المدى البعيد للعلاقات الأميركية السعودية أكبر مما سيؤدي إليه الكشف عما نعتقد أنه في التقرير، وما يمكننا فعله في أعقابه. لنضع في حسباننا أن هناك إطارا واسعا للعلاقات الأميركية السعودية، ويشعر من يحترمون تلك العلاقة القديمة والمهمة بقلق بالغ حيال موقف الإدارة الأميركية تجاه إيران، والذي يعد في رأيي ضارا للولايات المتحدة وللسعودية، ولحلفاء آخرين للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

* ما المعروف علنا عن محتوى «الصفحات الـ28» غير المفصح عنها؟

- ما تخبرنا به وسائل الإعلام الأميركية مرارا هو أن الحكومة السعودية غير متورطة. ولكن دعونا نفصح عن المعلومات ونتعامل مع التداعيات. سيتعامل كل طرف مع العدالة بشروطه. ولكن أؤكد مرة أخرى أن حجب المعلومات عن الشعب له تأثير سلبي في الثقة الأميركية في السعودية وفي العلاقة معها. وأعتقد أن ذلك أخطر على المدى البعيد من الكشف عما في التقرير والتعامل مع ما يحدث في أعقابه، ثم تجاوزه، مع إدراك وجود بعض المصالح المشتركة. ولا يفيد تلك المصالح أن تنحاز الإدارة إلى إيران.

* على مدار أكثر من عشرة أعوام، كان موقف السعودية يدعو إلى الكشف عن «الصفحات الـ28». فمن الذي يرفض الإفصاح عنها، ولماذا؟

- من الذي يقول لا تفرجوا عن تلك الوثائق، لن يدهشني في النهاية إذا قالت وزارة الخارجية، أو أي جهة أخرى في مؤسسة السياسة الخارجية داخل الحكومة الأميركية: «اسمعوا، لن يأتي أي خير من وراء ذلك؛ لأنه سيعقد علاقات صعبة بالفعل». أثيرت مسألة «الصفحات الـ28» من قبل، وها هي تعود مرة أخرى. إذا تخلصنا من المشكلة يمكننا أن نتقدم، وسيصبح الناس في موقف يرون من خلاله بوضوح أكبر تلك المصالح المشتركة التي تدعو إلى التعاون بين أميركا والسعودية. ولكن عندما تظل هذه القضية دون حل؛ لأن استئصالها قد يكون مؤلما على المدى القريب، فسيكون الضرر الناتج من عدم استئصالها أكبر على المدى البعيد.

* بناء على تحليلك بأن العلاقات الأميركية السعودية تتعرض لضرر أكبر بإخفاء «الصفحات الـ28». كيف يؤثر ذلك الجدل في الخلاف السياسي حول إقامة تحالف أميركي جديد مع إيران؟

- كانت معارضة سياسات الولايات المتحدة تجاه إيران ستكون أكبر، إذا اعتبرت المملكة العربية السعودية حليفا يمكن الاعتماد عليه في جميع الأحوال. والآن سأتحدث عن تكهنات، وأعتقد أن ذلك سيعرضني لخطورة التأثر بنظرية المؤامرة. أرى أن الإدارة الأميركية تتصرف بطريقة توحي بأنها ستفعل كل ما في وسعها من أجل تقوية العلاقات مع إيران. وذلك سيكون له أثر سيئ في المصالح الأميركية في الشرق الأوسط. لا يستحق النظام الإيراني هذا النوع من الدعم من الإدارة الأميركية. وهو أمر سيئ لنا وللسعوديينـ ولحلفاء آخرين في المنطقة. لذلك؛ الإجابة المختصرة هي أن الإدارة قد تستغل ذلك. لنتذكر لحظة أنه منذ أقل من عام، قبض الإيرانيون على بحارة أميركيين في المياه الدولية واحتجزوهم في انتهاك لمعاهدة جنيف، وردا على ذلك شكرت وزارة الخارجية النظام الإيراني على حسن معاملته لهم وسرعة الإفراج عنهم. والآن تحيي طهران المشهد بإصدار تفويض لتشييد تمثال ليجسد صورة دائمة من الإحراج الذي تعرضنا له. تلك هي التجربة التي مررنا بها، خصوصا منذ توقيع الاتفاقية التي لم تحظ بدراسة جيدة مع الإيرانيين، والتي يستمرون في انتهاك شروطها. وعندما توضح لهم ذلك، يتهمون الولايات المتحدة بأنها من ينتهك الاتفاقية، وتقبل الإدارة ذلك في إذعان. يقول حلفاء أميركا: «هل فقدتم عقلكم؟ كيف تسمحون بحدوث ذلك؟». ترغب الإدارة في ذلك الاتفاق بشدة، وهناك مقولة قديمة: «كن حذرا عندما تريد شيئا. فإذا كنت تريده بشدة، فستحصل عليه بالطريقة التي تريده بها».

* أرجو توضيح ما تراه من وجود علاقة بين سياسات الإدارة والعودة إلى إثارة الجدل حول السعودية و11 سبتمبر..

- أقول إن هناك إطارا واسعا يوضح أن الإدارة تحجب قدرا محددا من المعلومات في أوقات معينة من أجل كسب رأسمال سياسي لخدمة أي غرض لديها، وأنها تنشر معلومات أخرى في أوقات أخرى لصالح الغرض ذاته. وقد يكون هناك استعداد لدى بعض الدوائر الإعلامية أولا لعدم انتقاد هذا الرئيس، وثانيا لحمايته في حالة تعرض إحدى مبادراته السياسية المهمة للخطر. ومن بين أمثلة كثيرة أذكرها، الفترة التي بدأت فيها مصادر في الإدارة الأميركية أثناء المفاوضات النووية الإيرانية في الكشف عن جوانب معينة في البرنامج النووي الإسرائيلي. لقد ساعد ذلك على تقوية الحجة الإيرانية عن طريق القول: «لنكن جميعا عقلانيين.. الإيرانيون لديهم سبب للخوف».

* وفي رأيك، ما الذي يوجه الإدارة نحو الانحياز إلى إيران في المقام الأول؟

- يبدو أن إحدى القناعات الأساسية لدى الرئيس أن التدخل الأميركي في الشؤون الدولية في معظم الحالات يزيد الصراعات سوءا، إن لم يكن يتسبب فيها. لذلك؛ قرر أن أفضل وسيلة لتحسين الأوضاع هي الحد من دور أميركا بصفتها مشاركا فاعلا. ويمكنني أن أخبرك عن سبب اتخاذ الإدارة مثل ذلك الموقف المتحيز لصالح العلاقات مع إيران؛ أعتقد أن الرئيس يلتزم الشفافية في تفضيل الإيرانيين، ولكنه غامض فيما يتعلق بأسباب ذلك. سيقول مؤيدو الإدارة إن «أحد أهداف الولايات المتحدة طويلة الأجل استعادة العلاقات مع إيران. وهذا صحيح، وهو صحيح أيضا منذ فترة حكم كارتر». وكنا بالفعل نبحث عن طريق لعودة العلاقات. ولكن الإدارة وجدت فرصتها لاستعادة العلاقات بطريقة مختلفة في يونيو (حزيران) عام 2009 عندما خرجت «الحركة الخضراء» إلى شوارع إيران. ومن المخزي أن الإدارة بدلا من أن تدعم الحركة الخضراء، هنأت جمهورية إيران الإسلامية على نجاح انتخاباتها الرئاسية.

* هل تعتقد أن الانحياز الأميركي الظاهري إلى إيران، وبعيدا عن حلفائها، توجه سياسي من المرجح أن يستمر بعد رحيل الإدارة الحالية؟

- أعتقد أن موقف إدارة أوباما كان انحرافا عن المألوف، إذا حكمنا بناء على مسار السياسات الأميركية الطويل. ولا أعتقد أن هناك أي شخص في أي من عواصم الشرق الأوسط يمكن أن يقول غير ذلك. تظل مسألة استمرار الوضع على تلك الطريقة دون إجابة. إذا تعلق الأمر بسياسات إدارة ترأسها هيلاري كلينتون في المستقبل، لا أعلم ماذا ستفعل. أما بخصوص إدارة يرأسها ترامب، فلا أعتقد أنه هو شخصيا يعلم ماذا سيفعل. ولكن إذا كنت تتحدث عن الكونغرس الأميركي، فهناك انزعاج بالغ مما فعلته الإدارة، وسيكون مستعدا بقوة للسعي في إصلاح العلاقات مع حلفاء تقليديين. وبخاصة أن كل أعوام عدة، يتعين على المسؤولين المنتخبين الوقوف أمام الناخبين.

عودة إلى قضية «الصفحات الـ28»، أدعو للإفراج فورا عن الجزء السري المحجوب، ويمكنني أن أخبرك بأمر واحد بشأن الحالة المزاجية في هذا البلد، حيث سئم الناس من الألعاب المزدوجة، ولا يحبون أن يتم التعامل معهم على أنهم مجموعة من المغفلين. ولن تستطيع أن تسكت النقاش في السياسة المحلية الأميركية إذا ظللت تحتفظ بسرية كل شيء. هناك عدد كاف من الأشخاص في مؤسسة السياسة الخارجية الأميركية، من بينهم أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ في مناصب قيادية، يدركون أن العلاقات مع السعودية مهمة ويجب إدارتها بطريقة بناءة.

font change