[blockquote]* مفهوم المناورات العسكرية السعودية بمشاركة قوات برية وجوية وبحرية للتحالف وأهدافها
* قائد عسكري ومستشار بأكاديمية ناصر: المناورات وضعت أسسًا للعمل العسكري المشترك والتدريب على مواجهة الأخطار المحتملة
* رئيس المركز القومي لدراسات «الشرق الأوسط»: «رعد الشمال» رسالة غير مباشرة للتحالف لإيران وروسيا والعراق وسوريا تقول باختصار: انتبهوا.. توجد كتلة أخرى أكبر تستطيع تغيير موازين القوى في الإقليم
* وحدة دراسات مكافحة الإرهاب: «رعد الشمال» مناورة عسكرية لإحباط أي محاولة للتفكير في أي اعتداء على دول التحالف السعودي
[/blockquote]
هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي تشهد فيها المنطقة العربية مناورات ضخمة بمشاركة عشرين دولة إسلامية. وعكست شاشات التلفزيون هدير المعدات العسكرية وسط سحب من غبار الصحراء في شمال المملكة العربية السعودية. هنا تدور المناورات التي يشارك فيها 150 ألف جندي تحت اسم «رعد الشمال»، بينما تواجه المنطقة تحديات غير مسبوقة وتحالفات مريبة، خاصة مع وجود تقارب إيراني روسي يخفي تحته تحركات لميليشيات إرهابية من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن.
يقول الدكتور محمد مجاهد الزيات، رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط لـ«المجلة» إن أحد أهداف هذه المناورة، إرسال رسالة غير مباشرة للتحالف الذي تحاول إيران صياغته مع روسيا والعراق وسوريا بدرجة أساسية. ويضيف أن رسالة «رعد الشمال» تقول باختصار: انتبهوا.. توجد كتلة أخرى أكبر، تستطيع تغيير موازين القوى في الإقليم.
تأتي المناورات التي تجري في منطقة حفر الباطن، على خلفية تحديات عبَّر عنها القادة في أكبر دولتين في المنطقة هما السعودية ومصر.. السعودية حين دعت لتحالف إسلامي عسكري لمواجهة الإرهاب والمخاطر التي تحيط بالعرب والمسلمين، ومصر من خلال مشروع القوة العربية المشتركة. ويؤكد العميد سمير راغب، رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية، لـ«المجلة» أن «رعد الشمال» تأتي في سياق ما أعلنه سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان، قبل شهرين، بشأن «القوة الإسلامية». ويضيف: لقد بدأ العمل الفعلي لهذه القوة.
[caption id="attachment_55253609" align="alignright" width="225"] الدكتور محمد مجاهد الزيات[/caption]
أسس للعمل العسكري المشترك
وبينما بدأت المناورات على الأرض في وضع أسس للعمل العسكري المشترك والتدريب على مواجهة الأخطار المحتملة، توجَّه مجموعة من الخبراء الاستراتيجيين إلى مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة، لبحث ملفين يصبان في الاتجاه نفسه، سيتم تقديمهما إلى القمة العربية المنتظرة، ويتعلقان بقضيتين رئيسيتين الأولى عن التمدد الإيراني في المنطقة والثاني عن التحديات الأمنية والإرهاب، كما يقول لـ«المجلة» العميد عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، الذي يشارك مع خبراء عرب آخرين في وضع اللمسات الأخيرة لهذين الملفين في مقر الجامعة.
وبدأت المناورات يوم 14 فبراير (شباط) وتستمر حتى العاشر من مارس (آذار) بمشاركة دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية، بالإضافة إلى مصر والمغرب وباكستان وبنغلاديش والأردن والسودان والسنغال وغيرها. وذكر مجلس الوزراء السعودي، في بيان مع انطلاق المناورات أنه يأمل في أن تحقق ما تم تحديده من أهداف في تبادل الخبرات ورفع مستوى التنسيق العسكري. أما إطلاق اسم «رعد الشمال» على المناورة فله علاقة بالموقع الذي تجري فيه، في الجزء الشمالي من المملكة، كما أعلن العميد أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي، والمستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي.
البؤر الساخنة
ومن جانبه يقول تقرير معهد هيدلبرغ لأبحاث الصراع حول العالم، إن غالبية الصراعات أصبحت موجودة في منطقة الشرق الأوسط. تستطيع أن تقرأ بين سطور هذا التقرير أن إيران موجودة وراء الكثير من البؤر الساخنة، من العراق إلى سوريا ولبنان واليمن. وهنا يشدد العميد راغب في شرحه لـ«المجلة» على أن المناورات تقول: «إننا قادرون، بالقوة العسكرية، على تحقيق ما لا ننجح فيه بالطرق الدبلوماسية والسلمية، سواء فيما يتعلق بالميليشيات الإيرانية الموجودة في عدة بلدان عربية، أو التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل (داعش)».
وفي رده على سؤال لقناة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية، عن «رعد الشمال» يقول الأمير تركي الفيصل، الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، إنه، وقبل أن تدخل في أي عمل، يجب أن تعرف مقدار قدراتك، معربا عن أمله في أن تكون هذه المناورات ساحة اختبار، ليس للسعودية فقط، وإنما لكل المشاركين، مشيرا إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز، قرر أن المملكة ستكون أكثر نشاطا في الدفاع عن مصالحها ليس محليًا فقط وإنما في المناطق المجاورة أيضًا.
[caption id="attachment_55253607" align="alignleft" width="300"] العميد سمير راغب[/caption]
تقرير هيدلبرغ يشير إلى أن عدد الصراعات في منطقة الشرق الأوسط بلغ نحو 71 صراعا معظمها داخل دول المنطقة، وهذا معدل يعد مرتفعا مقارنة بما كان عليه في عام 2012. ومنذ عام 2013 يمكن القول: إن ثلث حروب العالم أصبحت موجودة في المنطقة، وفقا للتقرير نفسه.. أكبر أنواع الصراع الآن موجود داخل سوريا، وهو يؤدي إلى التأثير على دول الجوار خاصة في لبنان. كما أن الصراع في العراق يدور بين الجماعات السنية والحكومة الموالية لإيران. أما في اليمن فحدث ولا حرج بسبب تصرفات المتمردين الحوثيين.
«منطقة الشرق الأوسط تمر بالكثير من التطورات التي جعلتها في حالة من السيولة». هكذا يقول بحث جرى تداوله على نطاق ضيق في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، مشيرا إلى أن «جزءا من هذه التطورات مرتبط بصراعات إقليمية قديمة كانت موجودة من قبل، وبنشوب صراعات جديدة ارتبطت بالتطورات المصاحبة للثورات العربية».
ومن بين القضايا التي تفجرت بقوة بعد ما يعرف بـ«ثورات الربيع العربي» ما يتردد عن الانسحاب الأميركي التدريجي من المنطقة، ما دفع دولا أخرى لمحاولة ملء الفراغ، ومن بين هذه الدول إيران وروسيا. ظهر ذلك جليا في اليمن وفي سوريا. ويقول باراك بارفي، الباحث الأميركي في «مؤسسة أميركا الجديدة»، في رده على أسئلة: «المجلة» من واشنطن، إن إدارة الرئيس باراك أوباما، أخذت قرارا بترك المنطقة لتحل مشاكلها بنفسها، لكن القضية تكمن في أن هذه الخطوة ستؤثر بالسلب على الاستقرار في الشرق الأوسط.
القمة العربية
تبدو «رعد الشمال» وفقا للمحللين العسكريين والخبراء الاستراتيجيين، أكبر مما يحاول البعض تصويره على أنها تدريب على التدخل البري في سوريا، لأن المشكلة ليست في سوريا فقط، ولكنها موجودة أيضا في العراق وفي لبنان وفي اليمن.. ومرشحة للتزايد، في حال تمكنت إيران من جر روسيا إلى تحالف مع الجناح الموالي لإيران في النظام العراقي، ومع نظام بشار الأسد، ومع المجموعات التي تحارب بالوكالة داخل دولها، مثل الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان.
وبينما تتسارع الأحداث لكبح جماح تمدد «داعش»، أرسلت السعودية مقاتلات إلى قاعدة إنجيرليك التركية للمشاركة في العمليات ضد التنظيم المتطرف، وفقا لما أعلنه وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، مؤكدًا على دعم بلاده للاستعدادات السعودية للمشاركة في التدخل العسكري البري في سوريا. وفي رده على مذيعة «سي إن إن»، عما إذا كان يجب على السعودية وضع جنود في سوريا، يشير الأمير تركي إلى أن «المملكة قالت: إنها مستعدة لتوفير جنود، إن كان معنا حلفاء، لإنجاح هذا العرض.. لدينا فعلاً تحالف في الجو، والأمر يتطلب فقط الخطوة الإضافية لتنفيذها في الواقع أيضًا».
فيما يتعلق بتطورات القضية السورية، وبغض النظر عن التدخل البري من عدمه، تبدو طهران مصرة على الاستمرار في نقل المقاتلين الإيرانيين والأجانب، خاصة الأفغان والباكستانيين، لمؤازرة نظام الأسد على الأرض، وفقا لتقرير أخير أعدته «منظمة مجاهدين خلق» الإيرانية المعارضة وحصلت «المجلة» على نسخة منه. بينما القوات الروسية تقوم بالأمر نفسه عبر القصف الجوي. ويقول العميد العمدة، إنه لا يجب أن ننسى أن إيران تسعى للتدخل في المنطقة، بل تدخلت فيها بالفعل، خاصة في العراق وسوريا، هذا إلى جانب ما تقوم به من دعم للمتمردين في اليمن، وأخيرا في لبنان.
ويضيف أن إيران «تحاول أن تعيد بناء الإمبراطورية الفارسية مرة أخرى»، مشيرا إلى أن مشاركة مصر في مناورات ردع الشمال تعد وسيلة رد مناسبة لكل من تسول له نفسه تهديد الأمن القومي العربي.. «ولذلك أقول: إن الموضوع لا يتعلق بما يحدث في سوريا فقط».
وعن الملفات التي يشارك في مناقشتها في الجامعة العربية بهذا الخصوص، يقول العميد عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إن الجامعة العربية، وفي إطار تحضيرها للقمة المقبلة، تعد ورقتين، الأولى عن «انعكاسات الاتفاق النووي الدولي مع إيران وتأثير ذلك على الأمة العربية والمنطقة العربية عامة»، والثاني عن «التحديات الأمنية التي تواجه الدول العربية في هذه الظروف».
ويضيف موضحا أن القادة العرب لديهم إدراك بالمخاطر التي تمر بها المنطقة منذ وقت مبكر، ولذلك كانت هناك مبادرة بإنشاء قوة عربية مشتركة، منذ مارس (آذار) 2015، دعا لها الرئيس عبد الفتاح السيسي، أثناء انعقاد القمة العربية «لأن الأمر أصبح ملحا في ظل التطورات التي تمر بها الأمة العربية.. كان الهدف إيجاد آلية جاهزة لردع كل من تسول له نفسه تهديد الأمن القومي العربي».
ويضيف أن السعودية أعلنت بعد ذلك، أي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، عن تشكيل تحالف إسلامي لموجهة الإرهاب.. ولم يكن الأمر، كما يقول العمدة، يتعلق فقط بمواجهة التهديدات التي تتعرض لها المنطقة، ولكن الهدف كان أيضا مواجهة ظاهرة ربط الإسلام بالإرهاب في الكثير من دول العالم، أو ما يعرف بـ«الإسلاموفوبيا»، والتي تسيطر على الرأي العام العالمي في الفترة الأخيرة.. «كان لا بد من الرد، من خلال مثل هذا التحالف، والتأكيد على أن الإسلام برئ وليس سببا وراء ظاهرة الإرهاب، وأن دول التحالف الإسلامي نفسها تقف في مواجهة الجماعات التي تسيء للدين الحنيف».
سياسة الحزم
ويوضح العمدة أن مناورات «رعد الشمال» وعدد الدول المشتركة فيها، تعد مناورات كبيرة مقارنة بتلك التي جرت من قبل في المنطقة، مشيرا إلى أن مشاركة مصر هي تعبير عن وعود الرئيس السيسي بالعمل على صيانة الأمن القومي العربي، والتحرك العاجل أو ما أطلق عليه وقتها «مسافة السكة»، لمواجهة أي مخاطر قد تتعرض لها الدول العربية خاصة في منطقة الخليج، مشيرا إلى أن المناورات التي تستضيفها السعودية تهدف إلى «اكتساب خبرات جديدة وتجربة جديدة. مشاركتنا في مثل هذه المناورات يزيد من فرص التدريبات المشتركة والحصول على أفكار وخبرات، وينعكس على القدرة على مواجهة أي تحد لمصر أو للعرب في أي مكان».
الدكتور الزيات، الذي يشغل أيضا موقع المستشار الأكاديمي للشؤون الاستراتيجية، في المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية، وعضوية المجلس المصري للشؤون الخارجية، يؤكد أن «رعد الشمال» هي أول مناورة بهذه الكثافة تشارك فيها دول التحالف العربي الخاص بـ«عاصفة الحزم» بصورة أساسية، و«هذا ترجمة للتحالف بصورة أكثر واقعية».
ويقول إنه توجد عدة ملاحظات بشأن المناورة.. الملاحظة الأولى هي مشاركة الكثير من الأسلحة العسكرية، كمحاولة لخلق نوع من التحالف العملياتي بين جيوش الدول المشاركة في هذا التحالف. والثانية أن المناورة تعطي رسالة للأطراف المناهضة، خاصة إيران، بأن هناك نوعا من التضامن مع السعودية ودول الخليج، وأن هناك كتلة سياسية في المنطقة لها إطار عسكري تستطيع أن تواجه أي تهديدات. والملاحظة الثالثة، وفقا للزيات، هي أن المناورة تحاول أن تعطي رسالة غير مباشرة للتحالف الذي تحاول إيران صياغته مع روسيا والعراق وسوريا بدرجة أساسية، وهو أن هناك كتلة أخرى أكبر تستطيع تغيير موازين القوى في الإقليم.
[caption id="attachment_55253608" align="alignright" width="300"] العميد عادل العمدة[/caption]
ويشير إلى أن المناورة فرصة لقيادة عمليات مشتركة من خلال مساهمات جيوش كبيرة لها نظم تسليح مختلفة وبرامج تدريب مختلفة.. «المناورة بهذا الشكل تستطيع أن توجد الحد الأدنى من التنسيق بين الأطراف المختلفة وتضع أرضية لتطوير التعاون العسكري مستقبلا».
مدير وحدة دراسات مكافحة الإرهاب، في منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي، عبد المهدي مطاوع، يقول لـ«المجلة» إن المناورة، بالمشاركين فيها، وقاية للأمن القومي العالمي ورسالة لإحباط أي محاولة للتفكير في أي اعتداء على السعودية ودول الخليج، مشيرا إلى أنه، على سبيل المثال، جرى خلال الفترة الأخيرة رصد محاولات من الحوثيين للدخول إلى مناطق حدودية مع السعودية.. «أعتقد أن المناورة رسالة واضحة لإيران وحلفائها في المنطقة تقول إن هناك من يمكنه أن يتدخل في اللحظات الحاسمة لتغيير موازين القوى».
ويبدو أن روسيا تحاول أن تستغل الطموحات الإيرانية لكي ترسخ أقدامها في سوريا. ومنذ عدة سنوات يظهر التحرك الروسي كأنه منسجم بطريقة أو بأخرى مع تدخلات إيران في المنطقة. ورغم وجود الولايات المتحدة في التحالف الدولي لضرب «داعش» في العراق والشام، إلا أن هذا لا يخفي الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة الأميركية، كما يقول بارفي، وهو أمر تحاول روسيا استثماره.
روسيا أصبحت رقما مهما في معظم التفاعلات الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط إن لم يكن مجملها، كما تقول دراسة أعدتها وحدة العلاقات السياسية بالمركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية. وهذا «يعود بلا شك إلى الأهمية التي تحظى بها المنطقة لدى روسيا، والتي تتطلع إلى توسيع هامش الخيارات المتاح أمامها بهدف مواجهة ضغوط الدول الغربية التي تبذل جهودا حثيثة وفقا لرؤية موسكو لمحاصرة روسيا داخل حدودها».
كان أن الموقف الروسي يعد أحد أهم الأسباب التي مكنت نظام الأسد من الحفاظ على بقائه وتماسكه، بعد أن اقترب من الانهيار، رغم المساعدات الإيرانية التي تلقاها في مواجهة معارضه منذ 2011. والتي تنوعت ما بين المساعدات العسكرية وإرسال ميليشيات المقاتلين لمحاربة السوريين داخل وطنهم. وجاءت روسيا لكي تعزز، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، من فاعلية التدخل الإيراني في سوريا وتعزز من قدرة نظام الأسد على الحياة.
ويقول الخبراء إن روسيا يمكن أن تنسجم أكثر مع الطموحات الإيرانية، وتدخل في تحالف يضم إلى جانب طهران، كلا من العراق ونظام الأسد والميليشيات الشيعية المنتشرة في المنطقة خاصة حزب الله في لبنان. ويأتي هذا على خلفية المصالح الروسية في المنطقة وهي مصالح حاكمة لسياساتها في الشرق الأوسط، وتتلخص في قطاع الطاقة ومبيعات السلاح.
وتعد روسيا من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم، كما أنها ثاني أكبر مصدر للسلاح، وعلى الجانب الآخر تتعدد الملفات التي تتعاون فيها روسيا مع إيران، وعلى رأسها دعم الأسد، وفي المقابل تلعب روسيا دورا في تقليل الضغوط الدولية بشأن برنامج إيران النووي، ما يوفر هامش مناورة لحكام طهران، رغم توقيع طهران للاتفاق النووي مع دول 5+1 العام الماضي.
رسالة سياسية
أي احتمال لتحالف من هذا النوع، بين طهران وموسكو، يتطلب وجود تحالف قوي قادر على الردع، كما يقول، العميد سمير راغب رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاستراتيجية. ويضيف العميد راغب موضحا أن مناورة «رعد الشمال تعد في المقام الأول رسالة سياسية، للتأكيد على أن التحالف العربي الإسلامي قادر على أن يحقق، بالقوة العسكرية، ما لا ننجح في تحقيقه بالطرق الدبلوماسية وبالطرق السلمية.. هذا الأمر واضح تماما».
ويشير أيضا إلى المخاطر المتنامية بسبب الحرب بالوكالة التي انتشرت في المنطقة، سواء من قِبل الحوثيين أو «داعش» أو الميليشيات الأخرى الموجودة في بعض البلدان العربية، مثل الحرس الثوري الإيراني وعصائب أهل الحق وفيلق بدر وكتائب حزب الله العراقي وحزب الله اللبناني، وغيره وكلها أصبحت تعمل داخل سوريا.
ويقول العميد راغب إن المناورة تمثل امتدادا لـ«سياسة الحزم» التي انتهجها الملك سلمان بن عبد العزيز، منذ توليه المسؤولية، لأن «أي قوة عربية أو إسلامية لا يمكنها أن تقوم بعمليات عسكرية مشتركة لمواجهة المخاطر على الوجه الأكمل مستقبلا، دون أن تجري تدريبات عملية»، لأن مثل هذه التدريبات «تضبط العمليات العسكرية، سواء بقيت القوات مع بعضها بعضا لفترة أكبر، أو عادت لدولها.. الهدف أن تصل هذا القوات لطريقة من العمل الجماعي لتوحيد أساليب القيادة والسيطرة ولتوحيد المفاهيم».