قال : التحالف الروسي الإيراني السوري هو التهديد الأكبر في المنطقة

قال : التحالف الروسي الإيراني السوري هو التهديد الأكبر في المنطقة

[caption id="attachment_55253602" align="aligncenter" width="620"]جيمس فرانكلين جيفري جيمس فرانكلين جيفري [/caption]

[blockquote]• الوضع في سوريا ..كارثة تتكشف أمام أعيننا وهذا يستدعي المادة الخامسة من ميثاق الناتو التي تفرض ردا عسكريا جماعيا
• «تفويض السماء» المزعوم سيظل في يد القيادة الإيرانية الحالية
• السعوديون يملكون خبرة جيدة في إيجاد حل سياسي وعسكري شامل في اليمن يتضمن تحييد الحوثيين
• إذا أصبح ترامب رئيسا ستتغير قواعد اللعبة تماما في السياسات الأميركية المحلية والخارجية، ولا يستطيع شخص أن يتوقع ماذا سوف يحدث
[/blockquote]


فيما بين عامي 2007 و2012. عمل الدبلوماسي جيمس فرانكلين جيفري نائبا لمستشار الأمن القومي للرئيس جورج بوش الابن، ثم تولى منصب سفير الولايات المتحدة لدى كل من تركيا والعراق في إدارة أوباما. وهو في الوقت الحالي عضو في مجلس سياسات الدفاع، وصاحب رأي بارز في النقاش حول السياسات في واشنطن، حيث يعارض سياسات إدارة أوباما في سوريا والاتفاق النووي الإيراني.
في لقاء خاص مع «المجلة»، ناقش السفير جيفري رؤيته الخاصة حول سياسة أكثر صلابة في سوريا، وتغيُر الرأي العام الأميركي بشأن نشر قوات عسكرية أجنبية، والمخاوف المتعلقة بإيران، وأبرز المرشحين الحاليين للرئاسة الأميركية.

* أنت تدعو الولايات المتحدة إلى الاستعانة بقوات جوية وبرية لإقامة «منطقة آمنة» في سوريا. فهل يمكن أن تشرح لنا الخطة المقترحة؟

- سوف تكون منطقة خاضعة لسيطرة مشتركة من القوات الأميركية والتركية والمحلية والعربية السنية غالبا من جماعات سكانية متنوعة نكون على تواصل معها، وأرجو أن تجمع أيضا أعضاء آخرين من التحالف. يمكن أن توجد على طول الحدود الكاملة بين المناطق الكردية والفرات، والتي تمتد بعمق 25 كيلومترا. ورغم أنها ليست مسافة عميقة، فإنها ستقدم ملاذا للسكان بالإضافة إلى أنها سوف تقطع صلات «داعش» بالعالم الخارجي. وسوف تُظهر بوضوح أن الولايات المتحدة على استعداد لأن تشارك عسكريا على الأرض مع تحالف، مما يضع حدا أمام ما يمكن أن تصنعه روسيا والتحالف السوري الإيراني.

* ما تقييمك للتأييد الذي ستحظى به مثل تلك الخطة فيما يتعلق بالرأي العام الأميركي، وبالتالي دعم الكونغرس؟

- لا تُطرح مثل تلك القرارات للتصويت في الكونغرس – لم يفعل بوش ذلك عندما قرر إرسال «تعزيز للقوات» في العراق. ولكن فيما يخص محاربة «داعش»، كشفت استطلاعات الرأي العام التي اطلعت عليها تأييد بلغت نحو 60 في المائة من الأميركيين لإرسال قوات برية أيضا في سوريا، وهي نسبة أكبر كثيرا من تلك التي تحث الرئيس أوباما على اتخاذ موقف أقوى ضد «داعش». لا يريد الشعب الأميركي إرسال 150 ألف جندي لمدة عشرة أعوام من أجل «إعمار أمة»، وهو شعور له ما يبرره. ولكن أوباما خطط لاتباع منهج «بافلوف» مع الرأي العام الأميركي والإعلام ليجعلهم يعتقدون أن أي نشر للقوات يعادل برنامج بوش لعام 2003 – ولكن ذلك سخيف. هل وقع بوتين في «مستنقع» بإرسال 150 ألف جندي؟ لديه نحو ألفي جندي هناك، انظر ماذا يفعلون. لقد فَقد جنديين فقط، وكان ذلك بسبب الأتراك. ربما تكون هناك أسباب لعدم إقامة منطقة آمنة، ولكن المخاوف من الوقوع في مستنقع ليست سببا.

* ما تقييمك لدرجة استعداد أعضاء التحالف للمشاركة؟

- أعتقد أن السعوديين والأتراك يرون أن التهديد الأكبر في المنطقة ليس «داعش» بقدر ما يتمثل في التحالف الروسي الإيراني السوري، وأرى أنهم على صواب. بل وأقول أكثر من ذلك: إن الأتراك والسعوديين على صواب وإدارة أوباما مخطئة.
* هل هناك ما تعرفه عن باراك أوباما ولا يعرفه حلفاء أميركا التقليديون في المنطقة؟

- لا يزال حلفاؤنا يعتقدون أنهم يتعاملون مع إدارة تجمع بين صفات الإمبراطورية البريطانية وحكومة بوش الأب؛ بمعنى أنها تلتزم في الأساس بنظام عالمي لا يتغير يحفظ الوضع الأمني الأميركي في العالم. وهذا غير صحيح مطلقا، نظرا لأن الشعب الأميركي ليس مؤمنا بالإمبريالية كما فعل البريطانيون. ولكن في الوقت الحالي، هذا الرئيس (أوباما) لا يهتم على وجه خاص بأن الروس يتقدمون. ويرى أن ذلك أمر سيئ بإبهام، مثل فيروس زيكا، ولا يرى جدوى من فعل المزيد بشأنه.

* ما أكبر مخاوفك على المدى القريب فيما يخص سوريا؟

- أرى كارثة تتكشف أمام أعيننا؛ فالأتراك يتصرفون بمفردهم لأنهم يشعرون أن أمنهم أصبح مهددا من الأكراد تحديدا، بل والأهم من ذلك الانتصار العسكري (الروسي) الذي لا يجد رادعا. لذلك يهرعون إلى مواجهة الروس، وهذا يستدعي المادة الخامسة من ميثاق الناتو (والتي تفرض ردا عسكريا جماعيا).


* كيف تقرأ مدى تأثر السلوك الإيراني بتوقيع الاتفاقية الشاملة للبرنامج النووي الإيراني؟

- نرى أنهم وقعوا تعاقدات على أسلحة روسية بقيمة 8 مليارات دولار، ومن الواضح أنها في طريقها إلى سوريا. كانت إدارة أوباما تحلم بصراحة بأن يُمَكِّن هذا الاتفاق المعتدلين الذين يرغبون أن يكونوا أصدقاءنا، فيما يشبه التقارب مع كوبا. كان يفترض أن مثل هذا التغيير سيكون ديناميكيا، ولكن حتى في كوبا، لم يحدث ذلك؛ وإيران أصعب مراسا. الإدارة مترددة في الاعتراف بأن إيران تتقدم. ومنذ الاتفاقية، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على عدد قليل من الإيرانيين، ولكنهم في الحقيقة غير مهمين.

* ما رأيك في السياسات المحتملة لأي إدارة مستقبلية يقودها أحد المرشحين البارزين في الانتخابات الرئاسية الحالية؟

- إذا أصبح (الجمهوري) دونالد ترامب رئيسا، ستتغير قواعد اللعبة تماما في السياسات الأميركية المحلية والخارجية، ولا يستطيع شخص أن يتوقع ماذا سوف يحدث، ولكنه لن يكون جيدا. سيجعل باراك أوباما يبدو وكأنه تحول ثانوي. أما بيرني ساندرز (الديمقراطي) فمن غير المرجح أن يفوز، ولكنه سيمثل أيضا كارثة أسوأ من أوباما. وسيثير تيد كروز (الجمهوري) إشكالية أيضا، ببساطة نظرا لشخصيته وليست أفكاره. وهكذا يتبقى من المرشحين البارزين في استطلاعات الرأي هيلاري كلينتون (الديمقراطية) فقط.

* كانت كلينتون تؤيد في الماضي إعلان حظر الطيران في سوريا، وهو يشبه بطريقة ما «المنطقة الآمنة» التي تدعو إلى إقامتها.

- عندما كانت هيلاري كلينتون وزيرة للخارجية، كانت تؤيد وجودا أميركيا أقوى لمواجهة «داعش» بشدة، بالإضافة إلى تحقيق توازن أمام الروس والإيرانيين في سوريا. ولكنها لم تحدد شيئا. ما نقدمه أكثر تحديدا مما اقترحته هي. ولكن في العموم، تسير الأمور على نحو يوازي الأفكار المقترحة، ويصبح هناك التقاء إذا تميزت الأفكار.

* ما الذي يمكن أن يفعله حلفاء أميركا في المنطقة أيضا لمواجهة إيران؟

- السعي إلى حل سياسي وعسكري شامل في اليمن – يتضمن تحييد الحوثيين – وهو أمر يملك السعوديون خبرة جيدة فيه. ولكن من المؤسف أنه في سوريا، توجد حدود لما يمكن فعله من دون دعم الأميركيين نظرا للوجود الروسي. ولكن الأمر المهم هو أنهم في غضون 11 شهرا، بعد الانتخابات الرئاسية، يجب أن يستعدوا للضغط على واشنطن عندما تأتي القيادة الجديدة.
 

font change