الأمين العام السابق لحزب مبارك قال إن تيار «الإسلام السياسي» لم يعد له وجود

الأمين العام السابق لحزب مبارك قال إن تيار «الإسلام السياسي» لم يعد له وجود

[caption id="attachment_55253515" align="aligncenter" width="620"] حسام بدراوي حسام بدراوي[/caption]

القاهرة: أحمد سالم

قال الدكتور حسام بدراوي، الأمين العام السابق للحزب الوطني الديمقراطي، الذي كان يرأسه الرئيس الأسبق حسني مبارك، إن السلطة الحاكمة في البلاد على وعي بالمشهد، مؤكدا أن دعوات الخروج للتظاهر في 25 يناير (كانون الثاني) الحالي، ستمر مرور الكرام. وشدد على ضرورة أن تشكل الأحزاب كتلة معارضة معتدلة في البرلمان، وأضاف أن تيار «الإسلام السياسي» لم يعد له وجود.
وشدد المفكر السياسي، بدراوي، في حوار مع «المجلة» على أن السلطة الحاكمة في مصر لا تكرر أخطاء الماضي وأن عزوف المواطنين في الانتخابات البرلمانية الأخيرة يرجع إلى عدم معرفة الناخبين بالمرشحين، وعدم وجود سياسيين بشكل كاف في القوائم الانتخابية، مؤكدا أن الشعب كلف الرئيس عبد الفتاح السيسي بمهمة تخليصه من تيار الإسلام السياسي في ثورة 30 يونيو (حزيران) 2013.

* توجد دعوات للخروج في مظاهرات يوم 25 يناير في ذكرى ثورة 2011؟

- أنا بطبعي متفائل وأحب أؤكد أنه لن يحدث شيء وسيمر الأمر مرور الكرام فنحن لا نستطيع أن نكرر فعل شيء بنفس الطريقة وننتظر نتائج مختلفة وآينشتاين أيضا قال: «لا يمكن حل المشكلات بنفس العقلية التي أنشأت المشكلة في بادئ الأمر». وأنا متصور أن السلطة الحاكمة في مصر لا تكرر نفس أخطاء الماضي وعلى وعي كامل بالمشهد السياسي، ولا يمكن للبلاد أن تعيش في ثورة مستمرة لا بد أن ترجع مرة أخرى للدستور والقانون لأنه هو الذي يحكم التنمية.

* ما هي ملاحظاتك على الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟

- لدي ملاحظات كثيرة على الانتخابات البرلمانية تتمثل في عدم معرفة الناخبين بالمرشحين بشكل كاف وهو ما أدي إلى عزوف قطاع كبير من المواطنين عن صناديق الاقتراع لأنهم لم يشعروا بالمرشحين والأمر الثاني يتمثل في عدم وجود سياسيين بارزين مرشحين على رأس القوائم التي خاضت الانتخابات البرلمانية وعدم وجود قوائم ممثلة للأحزاب بشكل كاف أدى إلى عزوف الناس أيضا، فالقوائم التي شُكلت تكونت للحصول على المقاعد وليس لخدمة فكرة سياسية، والأهم من الأمرين السابقين أن عدد المستقلين تفوق على عدد الأحزاب السياسية مع العلم أن جوهر الدستور هو الحياة الحزبية السياسية وهو ما يعني أنه لا توجد أغلبية برلمانية تستطيع تشكيل حكومة مستدامة.

* ما تعليقك على ترويج البعض بأن البرلمان الحالي لن يكمل الشهرين؟

- لقد ذكرت لك أنني رجل متفائل بطبيعتي، وأنا أرى أنه من الأفضل أن نتفاءل بالبرلمان الجديد فهو يمتلك أشياء كثيرة جيدة كدخول أعضاء لأول مرة يمارسون السياسة من الممكن أن يخرج منهم نجوم سياسة وأدعو جميع الناس أن يساندوه ويعطوه الفرصة ويتفاءلوا، بجانب أن البرلمان الجديد به شيء لم تشهده البرلمانات السابقة وهو حصد عدد كبير من الأحزاب لنسبة محترمة من مقاعد البرلمان كحزب الوفد والمصريين الأحرار ومستقبل وطن فدعونا نتفاءل ونعلم البرلمانيين الجدد كيفية استخدام أدوات البرلمان وندربهم حتى يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع.

- هل تعتقد أن دور البرلماني في الفترة المقبلة خدمي أم تشريعي؟

* دور البرلماني في الفترة المقبلة يجب أن يكون رقابيا وتشريعيا ومشاركة في وضع خطة للتنمية المستقبلية. أما الجزء الخدمي فعضو البرلمان ليس مكلفا به بالشكل المبالغ فيه ولكن الدور الخدمي هو دور المحليات وأرى أنه يجب أن نستكمل الشكل الديمقراطي عن طريق إجراء الانتخابات المحلية حتى لا نحمل البرلمان ما لا طاقة له به وندعه يمارس دوره الرقابي والتشريعي ووضع خطة للتنمية المستقبلية بمعنى أنه لو أن هناك رؤية لتطوير مصر في الـ20 عاما المقبلة لا بد أن يكون للبرلمان دور فيها بل ويجب على لجانه أن يصدروا تقارير للمجتمع عن المستقبل، بجانب أيضا الدور التشريعي فهناك تشريعات موجودة على البرلمان أن يناقشها ويوافق عليها كالتي صدرت في غياب البرلمان، وهناك تشريعات ستعرضها الحكومة، وهناك تشريعات سيتقدم بها البرلمان.

* كيف ترى شكل المعارضة في البرلمان، أم أن ملامحها لم تتضح حتى الآن؟

- ما رأيته خلال الفترة الماضية أن الكل يتكالب على دعم الدولة والجميع يحاول تشكيل ائتلافات سياسية داخل البرلمان لتشكيل أغلبية بهدف دعم الدولة المصرية، ولكني كنت أتمنى أن يقوم حزب من الأحزاب الموجودة بمجلس النواب بالإعلان عن تشكيله لكتلة المعارضة فهي الكتلة التي سيستمع إليها العالم وسيدعمها الناس وستكون أهم كتلة داخل البرلمان لأن أي نظام قوي تقاس قوته بقوة معارضته فقوة البرلمان من قوة أغلبيته ومعارضته المعتدلة التي تعارض وتعطي بدائل وحلولا لكل القضايا والمشكلات التي تواجهها الدولة.

* ولكن البعض يروج إلى أن البرلمان المنتخب سيكون برلمانا «طيّعا» غير معارض للحكومة؟


- لا أتوقع هذا الأمر لأنه على الرغم من أن جميع أعضاء البرلمان المنتخب يتكالبون على دعم الدولة فإنهم سيعارضون أيضا من أجل مصلحة الدولة المصرية فهذا هو الطبيعي الذي يجب أن يحدث ولكن ما أتوقعه هو نشوب أزمة بين البرلمان والحكومة عند مناقشة برنامج الحكومة أمام البرلمان.

* وكيف ستنشب أزمة بين البرلمان والحكومة وهو مؤيد وداعم للسلطة؟

- أي برلمان منتخب جديد يحمل على عاتقه أحلام وطموحات وآمال الشعب المصري ومن الطبيعي أن تنشب أزمة بين البرلمان والحكومة وقت عرض الأخيرة برنامجها على أعضاء البرلمان لأن عضو البرلمان دائما ينظر إلى ما لم تحققه الحكومة فحتى قبل ثورة 25 يناير كانت الأزمات تنشب بين أعضاء الحزب الوطني الحاكم في مجلس الشعب والحكومة وقت عرضها لبرنامجها بل إن الأمر كان يصل إلى مشادات ساخنة على الرغم من أنهم كانوا أعضاء في الحزب الحاكم وأؤكد أن تلك الجلسة لن تمر مرور الكرام وستشهد مشادات كثيرة.

* كيف ترى مستقبل تيار الإسلام السياسي في مصر خلال الفترة المقبلة؟

- كان لي رأي في تيار الإسلام السياسي بعد ثورة 30 يونيو وهو أن الشعب كلف الرئيس بمهمة تخليصه من هذا التيار بشكل كامل وعلى الرغم من أن حزب النور حصد نحو 11 مقعدا في الانتخابات البرلمانية فإن هذا الأمر لن يكون له أي تأثير، خصوصا أن الشعب أصبح لا يثق في هذا التيار. وحزب النور لن يكون له تأثير داخل البرلمان إلا إذا انضم إلى ائتلاف كأي حزب من الأحزاب.


font change