القامشلي: رغم مرور حوالي الأسبوعين على القمة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره التركي رجب طيب إردوغان في مدينة سوتشي الواقعة على ضفاف البحر الأسود، إلا أن المخاوف بشأن اتفاقياتهما غير المعلنة وكذلك خلافاتهما حيال سوريا تثير قلق العديد من الجماعات المسلّحة السورية وأيضاً السكان الذين يخشون النزوح مجدداً إزاء تجدد المواجهات العسكرية.
ومع أن الرئيس التركي وصف المباحثات التي أجراها مع نظيره الروسي بالإيجابية، إلا أنه لم يعلن عن أي اتفاق توصل إليه كِلا الرئيسين في لقائهما الذي يعد الأول منذ نحو عامٍ ونصف العام في ظل التدابير الاستثنائية المتخذة لمواجهة فيروس كورونا.
وأثار إنهاء القمة دون عقد مؤتمرٍ صحافي، الكثير من التساؤلات خاصة لجهة وجود خلافات روسيةـ تركية مستمرة حول ملفاتٍ عدّة كالحربين السورية والليبية والتدخل التركي في جنوب القوقاز، حيث دعمت أنقرة أذربيجان العام الماضي في حربها ضد إقليم ناغورني كراباخ المعروف أيضاً بـ«آرتساخ» وهي منطقة ذات غالبية أرمنية. إضافة إلى المباحثات الاقتصادية أيضاً.
وقالت كارولين روز الباحثة الأميركية المختصة بشؤون الشرق الأوسط إن «مساحة الخلافات بين روسيا وتركيا حتى الآن، أكبر من حجم التعاون المحتمل بين كلا البلدين، وبالتالي إمكانية تطوير هذا التعاون بعد قمة الرئيسين سيكون محدوداً باعتقادي في الفترة المقبلة».
وأضافت كبيرة الباحثين في معهد «نيولاينز» الأميركي للدراسات الاستراتيجية أن «الخلافات الروسيةـ التركية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري، لكن مع ذلك التعاون المحدود بين موسكو وأنقرة يستمر في نطاق صفقات الأسلحة فقط، مثل منظومة الدفاع الجوي S-400». وإليكم النص الكامل للمقابلة التي أُجريت هاتفياً:
* انتهت القمة بين الرئيسين التركي والروسي دون عقد مؤتمر صحافي، هل هذا يعني وجود خلافات بين الرئيسين حول سوريا وتحديداً فيما يتعلق بمنطقة إدلب؟
- في حين كان هناك تعاون محدود بين روسيا وتركيا بشأن مسألة «S-400»، هناك نقاط خلاف أكثر من مساحة التعاون، لا سيما في الملف السوري، وباعتقادي أن موسكو سوف تتمكن في نهاية المطاف من تأمين ما فعلته في منطقة إدلب في مارس (آذار) 2020، حين أبعدت الجماعات السورية المسلّحة الموالية لأنقرة عن الطريق الدولي الذي يربط بين حلب ودمشق عبر محافظة إدلب، وبالتالي سوف تستمر عملية التفاوض حول هذا التقدم، لكن هذه المباحثات لن تكون سلسة وقد يرافقها في بعض الأحيان تصعيد عسكري بين الجيش التركي وميليشياته من جهة، وبين قوات النظام السوري والجماعات الموالية لها من جهة أخرى.
* هل من الممكن أن ينجم عن المباحثات الروسيةـ التركية اتفاقيات أمنية جديدة؟
- لقد حققت روسيا وتركيا مكاسب متبادلة بالفعل من خلال اتفاقياتهما الأمنية السابقة، وقد تقدّمت قوات النظام المدعومة من موسكو في إدلب مقابل تعزيز أنقرة لنفوذها في مناطق شرق نهر الفرات، ولذلك قد تشهد تلك الاتفاقيات مراجعة جديدة تمنح النظام وموسكو مزيداً من المناطق السورية الخارجة عن سيطرتهما، وكذلك أنقرة. لكن مثل هذه المباحثات قد تتأخر لوجود ملفات أخرى عالقة بين الجانبين.
* ما تلك الملفات العالقة بين الجانبين؟
- على الرغم من أن قمة الرئيسين الروسي والتركي تزامنت مع تصعيد أمني في منطقة إدلب، إلا أن هناك مواضيع أخرى أكثر أهمية تناولها كلا الرئيسين باعتقادي، كالتعاون الروسيـ التركي المحدود في تأمين منطقة ناغورني كراباخ، وأيضاً تداعيات الانسحاب الأميركي من أفغانستان، علاوة على إمكانية بيع المزيد من الأسلحة الروسية الصنع لأنقرة.