الجزائر: في مقابلة مع «المجلة» يتحدث رئيس حزب «الفجر الجديد» بالجزائر الطاهر بن بعيبش عن الأوضاع التي تميز المشهد السياسي ببلاده قبل أسابيع قليلة من موعد الانتخابات البلدية، كما يتحدث عن فحوى المراسلة التي وجهتها أحزاب سياسية للرئيس عبد المجيد تبون، الذي تشكوه عراقيل تحول دون التحضير الجيد لهذا الاستحقاق، كما يحدث عن أزمة الغلاء التي تعصف بالقدرة الشرائية للجزائريين.
وفيما يلي نص الحوار:
* بداية، كان لكم لقاء مؤخراً كحزب سياسي رفقة عدة أحزاب مع مسؤولي هيئة تنظيم الانتخابات، ووجهتم عدة مطالب قبل الانتخابات المقررة في نهاية نوفمبر القادم، ما أهم هذه المطالب؟
- نعم كان هنا لقاء جمع ممثلي 15 حزبا سياسيا من مختلف التشكيلات، مع مسؤولي الهيئة الوطنية لتنظيم ومراقبة الانتخابات، اللقاء طبعاً لم يحضره قادة الأحزاب، وإنما ممثلون عنهم، وذلك للتشاور في الظروف التي يتم فيها التحضير للانتخابات البلدية المقررة في السابع والعشرين من نوفمبر القادم، واللقاء جاء بعد أيام من مراسلة وجهناها كطبقة سياسية لرئيس السلطة، أطلعناه من خلالها على جملة المشاكل والعراقيل التي تواجهنا في سبيل التحضير لهذا الموعد الانتخابي الهام، وهي المشاكل التي نقدر أنها ستحول دون نجاح الانتخابات في حال بقاء الأوضاع على حالها.
* وما أهم الملاحظات أو المطالب المرفوعة من جانبكم؟
- الأمر يتعلق بثلاث نقاط أساسية، أولها يتعلق بموضوع التوقيعات أو التوكيلات المطلوبة للترشح، حيث وجدنا أنه تقريباً من المستحيل جمع العدد المطلوب للدخول في المعترك الانتخابي، ثانياً بعد الإعلان الرسمي في السابع والعشرين من الشهر الماضي عن استدعاء الهيئة الناخبة، لم تقم السلطة الوطنية للانتخابات بالتحضير اللوجيستي الكافي، مثل استمارات الترشيحات، إلا بعد مرور نحو أسبوع، وهناك محافظات لم توفر فيها الاستمارات إلا بعد 12 يوماً، لذلك طالبنا بتأجيل تاريخ إيداع الملفات، والنقطة الثالثة تتعلق بموضوع التحالفات، حيث لم يبين القانون بشكل واضح طريقة هذه التحالفات بين الأحزاب الفائزة بالمقاعد المحددة في كل مجلس بلدي. طرحنا هذه الملاحظات لكن لم تعالج أية نقطة، لذلك اضطررنا لمراسلة السيد رئيس الجمهورية الأسبوع الماضي للتدخل.
انطلاق التصويت للانتخابات البرلمانية المبكرة في الجزائر
* وهل هناك تجاوب من الرئاسة لمطالبكم؟
- ليس بعد، لم نتلق أي رد لحد الساعة.
* وهل تعتقدون أن الظروف الحالية تدفع نحو انتخابات تكرس التغيير الحقيقي الذي ينشده الجزائريون بعد حراك الثاني والعشرين فبراير 2019؟
- هناك برود واضح في المشهد السياسي، لا تشعر بأننا مقبلون على استحقاق انتخابي جد هام، وهناك في الواقع عدة أسباب لبرود المشهد، أبرزها المشاكل المسجلة في الترشيحات وجمع التوكيلات، إلى جانب المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها الجزائريون يومياً، كما أن أزمة الثقة لا تزال قائمة، الجزائريون لديهم قناعة بأن الانتخابات شكلية، ولا تأتي بجديد وبالتالي هم زاهدون فيها.
* ألا تعتقد أن الوضع الاجتماعي وموجة الغلاء التي يعاني منها الجزائريون من بين أسباب استمرار أزمة الثقة في العملية السياسية؟ وهل مخطط عمل الحكومة الذي أعلن عنه مؤخراً يعالج هذه المعضلة؟
- حسب تصريحات الوزير الأول، وحسب ما تضمنه قانون المالية، من الناحية النظرية نجد أن هناك حلولا ممكنة، لكن عملياً هذه الحلول غير مجسدة، هناك مشاكل كبيرة تحول دون ذلك، الحكومة في مواجهة مباشرة مع المضاربين ومع البيروقراطيين الذين لا يسايرون الإجراءات المعلن عنها.
* وما الحل برأيكم لهذا الوضع؟
- الحل تحدثنا عنه منذ سنوات، الحل يكمن في بناء مؤسسات دولة قوية تحظى بالشرعية، وعملية التغيير الحقيقية تبدأ من المجالس البلدية، هذه المجالس هي القاطرة الأساسية لتحقيق التنمية بالجزائر، وذلك لن يتحقق دون إعطاء كامل الصلاحيات للمجالس البلدية المنتخبة للفصل في الملفات المتعلقة بالتنمية، دون الرجوع إلى السلطات المركزية في المحافظات أو الوزارات، لأن المركزية في اتخاذ القرار هي الإشكالية الأساسية المعطلة لعملية التنمية في البلاد.