عمان: كشف العالم الفلسطيني الدكتور عدنان مجلي عن ثورة علمية تتيح للإنسان العيش مدة أطول وبلا أمراض من خلال تعزيز البكتيريا الجيدة في جسم الإنسان وفي التربة التي تمده بالغذاء. وهو يعتبر أن البحث العلمي يتركز في هذه المرحلة على المقاربة الشاملة للحياة الصحية الطويلة، معتمدا على الآلاف من أنواع البكتيريا الجيدة الموجودة في جسم الإنسان، المسؤولة عن تأسيس جهاز مناعة قوي يحمي الإنسان من كثير من الأمراض المستعصية، مثل كورونا والزهايمر والسكري والاكتئاب والكثير من الأمراض الأخرى التي أثبتنا وجود علاقة مباشرة لها مع كثير من الأمراض. كما يرى أن «غياب بعض أنواع البكتيريا الجيدة تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السكري والقلب والزهايمر والتوحد والقولون وغيرها. وكثير من شعوب العالم تعاني من هذه المشكلة والحل يأتي من خلال تزويد الإنسان بهذه البكتيريا الجيدة».
«المجلة» أجرت حواراً خاصاً مع العالم الفلسطيني للغوص في أبحاثه واختراعاته، وتطلعاته السياسية؛ وهذا أبرز ما جاء فيه:
* المخترع المغترب عدنان مجلي اختار العلم وانطلق في طريقه السريع بطريقة مذهلة. فما سر قصة النجاح و800 براءة اختراع؟
- بدأت مسيرتي العلمية والعملية من بلدي الأحب على قلبي وعقلي: طوباس شمال الضفة الغربية. والمرحلة الثانية كانت جامعة اليرموك في الأردن التي حصلت فيها على الشهادة الجامعية الأولى. وشكلت جامعة اليرموك البيئة الثانية الحاضنة لميلادي كعالم وباحث.
وقد عملت بعد التخرج من اليرموك في عام 1985 مساعد بحث وتدريس في الجامعة لمدة ستة شهور، قبل أن أغادر إلى بريطانيا لدراسة الماجستير، بعد حصولي على منحة دراسية، ومنها إلى الدكتوراة، ومن هناك انطلقت في تجربتي الخاصة في عالم الأبحاث الطبية والدوائية التي أوصلتني إلى ما أنا عليه الآن.
وانتقلت بعد حصولي على الدكتوراة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وعملت محاضرا وباحثا في جامعة روتشستر Rochester في نيويورك، بعدها أصبحت قائدا لفريق من الباحثين في الشركة الأكبر للبحث والإنتاج الدوائي ميرك(MERC) ومنها شركة أنتوجين (Ontogen) لقيادة فريق الأبحاث الذي أحدث ثورة تكنولوجية في البحث العلمي.
وبعد ذلك أسست أول شركة في الطب البحثي التطبيقي التي سجلت فيها براءات اختراع واسعة، لتتحول إلى امبراطورية بحثية علمية طبية تتألف من عدة شركات بلغت قيمة الاستثمارات فيها مليارات من الدولارات.
ومن أهم الأبحاث التي انصب اهتمامي عليها، مع زملائي العلماء والباحثين، البحث في جينات الحياة. تلك الجينات التي تبقي الإنسان في صحة جيدة وشكل جيد إلى أن يلاقي ربه. فنحن نبحث عن الجينات المسؤولة عن ترميم خلايا الجسم، وتاليا أعضاء الجسم، بغض النظر عن العمر. والهدف من هذه الأبحاث هو جعل الإنسان يعيش أطول فترة ممكنة وهو بصحة جيدة، من خلال آليات تفعيل الخلايا الجذعية بحيث تكون قادرة على ترميم وإصلاح أية أعضاء تتعرض للإصابة بأمراض. ففي حالة تعرض عضو في الجسم إلى مرض، فإن الأدوية ستساعد الجسم على إفراز الخلايا الجذعية، ويجري لها تفعيل حسب الحاجة، لتعمل على علاج المرض.
ومع هذا التطور المستقبلي، لن نكون في حاجة إلى عمليات زراعة الاعضاء من كلى وكبد وقلب وغيرها.. لقد وجدنا أن الجينات تصبح خاملة بعد سن الأربعين، والبحث يتركز الآن على تفعيلها من خلال دواء مناسب يعمل على إعادة تنشيطها، لتقوم بالمطلوب منها، كي يظل الإنسان في صحة جيدة، ويصبح الجسم بكل ما فيه من أعضاء في حالة صحية جيدة طيلة الحياة، إلى أن يلاقي الإنسان ربه وهو في أحسن حال.
يتركز البحث العلمي في هذه المرحلة على المقاربة الشاملة للحياة الصحية الطويلة، معتمدا على الآلاف من أنواع البكتيريا الجيدة الموجودة في جسم الإنسان المسؤولة عن تأسيس جهاز مناعة قوي يحمي الإنسان من كثير من الأمراض المستعصية مثل كورونا والزهايمر والسكري والاكتئاب، والكثير من الأمراض الأخرى التي أثبتنا وجود علاقة مباشرة لها مع كثير من الأمراض. فغياب بعض أنواع البكتيريا الجيدة تؤدي إلى أمراض مزمنة مثل السكري والقلب والزهايمر والتوحد والقولون وغيرها. وكثير من شعوب العالم تعاني من هذه المشكلة، والحل يأتي من خلال تزويد جسم الإنسان بالبكتيريا الجيدة.
إليكم هذا المثال التوضحي: غياب البكتيريا الجيدة عن القولون في جسم الإنسان، مثلا، يؤدي إلى سيطرة البكتيريا السيئة على القولون مما يؤدي إلى التهابات واضطرابات مستعصية، وهذه البكتيريا السيئة التي تحول الغذاء الجيد إلى مواد سامة في الدم، وتؤدي هذه مع الوقت إلى قتل خلايا الجسم كالقلب والدماغ وغيرها وتسبب أمراضا بالغة الخطورة.
لقد تعرفنا على أنواع هذه البكتيريا ونقوم بتربيتها في مختبرات خاصة لإعادة تأهيل جسم الإنسان ورفع مستوى المناعة والقضاء على الأمراض مثل السمنة وغيرها.
من المهم الإشارة إلى أن غياب البكتيريا الجيدة من الجسم ينتج عن الأكل غير الصحي مثل الخضار والفواكه واللحوم التي تحتوي على قدر من السموم جراء المبيدات والأسمدة الكيماوية، وبالتالي نحن نعيش في عالم مريض، والحل لهذه المشكلة يكمن في تحضير المواد البكتيرية الجيدة للإنسان لإعادة بناء جهاز المناعة لمحاربة الأمراض وتعزيز الصحة وطول العمر.
الغذاء يأتي من الأرض والمبيدات الكيماوية تعمل على قتل ملايين البكتيريا الجيدة في التربة ويصبح غذاء الإنسان مشبعا بالأسمدة والمبيدات الحشرية التي تقتل البكتيريا الجيدة، والحل إعادة البكتيريا الجيدة للتربة والاستغناء التام عن المبيدات والأسمدة الكيماوية والأدوية التي تضرب المزروعات.
إن سر النجاح في هذه المسيرة هو البحث العلمي الهادف إلى بناء اقتصاد حديث. هنا تكمن عبقرية العلماء والباحثين. العلماء الذي يربطون نتائج البحث باحتياجات العالم والسوق العالمية. ومن هنا جاء اهتمامي بالعمل في العالم العربي من خلال محاولة ترجمة البحث العلمي والأفكار الريادية إلى واقع اقتصادي قد يكون له أثر كبير على الاقتصاد العربي واقتصاديات المنطقة.
* الأفكار الريادية والبحث العلمي هما الممر الأول لرفع شأن الأمم والدول. والسؤال الذي أود إثارته هنا هو: لماذا نبدع في بلاد الغربة ولا نبدع في بلادنا؟
- أعتقد أن النظام والبيئة والاستثمار هو ما ينقص مجتمعاتنا كي تسير على سكة الإبداع والتقدم والازدهار.
* طموحك الآن تجاوز القطاع العلمي، ومجال الاستثمار، وهدفكم قيادة فلسطين. لماذا هذا الخيار الآن، وما الذي يمكن أن تقدمه للفلسطينيين إذا أخذت فرصتك؟
- كل ما يهمني هو المساهمة من موقعي العلمي والاقتصادي في توحيد أبناء شعبي لتحقيق أهداف شعبي الوطنية. أنا لا أسعى إلى منصب، فموقعي العلمي أهم من كل مواقع السياسة، كل ما يهمني هو أن أقدم فكري لتطوير الاقتصاد والتعليم وحل مشكلات البطالة والفقر، والتخلص من الاحتلال... هذا هو هدفي الوحيد والأوحد، أريد أن ارى شعبي في طليعة شعوب العالم في العلم والاقتصاد، وأعتقد أن هذا هو الطريق نحو التحرر. القوة اليوم ليست في الصواريخ والطائرات، هذ القوة يمكن تحييدها أمام الإبداعات البشرية في الفضاء الإلكتروني، نحن في عصر الإنترنت وليس في عصر الصواريخ والطائرات... لنتخيل كيف ستكون النتجية عندما نتفوق على المحتلين في الفضاء الإلكتروني والتعليمي والزراعي والصناعي...
إن دخول السياسة في عصرنا يتطلب استخدام أدوات جديدة مثل التعليم العصري، والاقتصاد العصري. فالمعادلات التي تقود إلى إنجازات في العلم يمكن أن تقود إلى إنجازات مماثلة في السياسة.
لقد أجريت سلسلة لقاءات مع قادة القوى السياسية الفلسطينية، وخرجت بمبادرة لإنهاء الانقسام، وإعادة توحيد النظام السياسي، من خلال أفكار مدروسة لتنفيذ مشاريع استراتيجية من شأنها نقل الاقتصاد الفلسطيني إلى المستويات الدولية، والتحول من بلد مستهلك إلى بلد منتج... لهذا السبب ألتقي مع السياسيين كي أقدم لهم خلاصة علمي ليطبقوه في خدمة شعبي، في خدمة التعليم والاقتصاد والإبداع... لأن هذا هو الطريق العصري للوصول إلى أهدافنا في الحرية وتقرير المصير ومواكبة التطور المتسارع في كل الحقول... لدي أفكار مدروسة لحل مشكلات البطالة والفقر وتطوير التعليم ونقل الاقتصاد إلى مستويات دولية وكل ما يهمني هو تطبيق هذه الأفكار... أريد أن أراها تتجسد على الأرض... لدي أفكار مدروسة لتنفيذ مشاريع استراتيجية من شأنها نقل الاقتصاد الفلسطيني إلى المستويات الدولية والتحول من بلد مستهلك إلى بلد منتج... ساهمت في تطوير ولايتي نورث كارولينا، التي أعيش متنقلا بينها وبين فلسطين، والتي باتت اليوم من أهم الولايات وأكثرها تطورا، وعدت لتطبيق هذه الأفكار في طوباس وجنين ورفح وخانيونس...
* كان وما زال لكم دور في إيجاد مصالحة بين مختلف الأطراف في الساحة السياسية الفلسطينية. هل المشاكل بين مختلف الأطراف داخلية ومن أجل المصلحة الوطنية فعليا أم لاعتبارات أخرى؟
- لقد اطلقت مبادرة سياسية «للإنقاذ الوطني» تتضمن عودة السلطة إلى إدارة قطاع غزة، ورفع الحصار عن القطاع، وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على أسس الشراكة الوطنية.
أنا أرى أن السياسة الواقعية الممكنة في هذه المرحلة، تتمثل في عودة السلطة إلى الحكم الكامل في قطاع غزة، ورفع الحصار عن القطاع، ودخول حماس إلى منظمة التحرير، وإعادة إحياء المجلس التشريعي، وإجراء انتخابات عامة، في وقت لاحق يتفق عليه، وهذا ما يمكن تسميته السياسة العصرية القائمة على دراسة الواقع وعناصر النجاح وعناصر الفشل وتعزيز الأولى والابتعاد عن الثانية.
أعتقد أن الوصول إلى هذا الهدف، يتطلب توحيد جميع القوى والتشكيلات العسكرية ضمن قوات الأمن الوطني أو الجيش الوطني، تحت إدارة تامة من قبل حكومة إنقاذ وطني فلسطينية تتمثل فيها مختلف القوى، وتحمل برنامج الرئيس محمود عباس وبرنامج حماس في المقاومة الشعبية السلمية ورفض الحلول المنقوصة والتمسك بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس الشرقية، واعتماد المقاومة الشعبية السلمية وسيلة وحيدة للعمل الوطني في هذه المرحلة.
إن حركة حماس تتبنى المقاومة الشعبية السلمية، وأقرت إقامة دولة على حدود 67، والتوصل إلى هدنة مفتوحة مع الجانب الإسرائيلي، في حال إقامة الدولة، مما يشكل أرضية سياسية مشتركة مع حركة فتح يمكن الانطلاق منها لإعادة بناء نظام سياسي وطني يفتح الطريق أمام المشاركة الشعبية، ويعبد الطريق أمام مرحلة جديدة من النضال الوطني الشعبي السلمي الذي ثبت للجميع جدواه وتأثيره السياسي الكبير.
أنا أرى أن قطاع غزة جزء محرر من الوطن، وسيكون مؤازرا لمواصلة النضال الوطني لتحرير الضفة الغربية، وحاجته للسلاح لا تتعدى الأهداف الدفاعية، وحركة حماس ملتزمة بهدنة مفتوحة مع إسرائيل، ولديها قرار بعدم الدخول في أية مواجهة عسكرية مفتوحة معها، وهذا أيضا ما تؤمن به حركة فتح.
مبادرتي التي أطلقتها من غزة تهدف إلى إعادة الوحدة إلى الجغرافيا وإلى النظام السياسي الفلسطيني، وهي تستند إلى السياسة الواقعية الممكنة في هذه المرحلة، وإلى القواسم المشتركة بين مختلف القوى والفئات، وحاجات ومصالح الشعب، ومواقف الأطراف المؤثرة في الحالة الفلسطينية.
وقد قمت ببناء مبادرتي على بحث معمق ولقاءات واسعة أجريتها مع شخصيات سياسية من مختلف القوى السياسية، ومع الأطراف الدولية، وتوصلت فيه إلى أن هذا هو الممكن الواقعي في هذه المرحلة، لإعادة الوحدة الوطنية وإعادة بناء نظام سياسي، وإخراج قطاع غزة من الحصار، وفتح القطاع أمام الاستثمار.
لقد وجدت طاقات هائلة في قطاع غزة قادرة على تحويله إلى سنغافورة جديدة، لكن الأمر يتطلب استقرارا سياسيا وأمنيا، وهذا غير ممكن دون عودة السلطة إلى العمل بصورة تامة في القطاع، وتحويل القوى والتشكيلات العسكرية إلى قوات أمن وطني.
* المجال البحثي والعلمي يحتاج غالبا إلى تفرغ كامل، لكننا رأينا العالم مجلي يفتح لنفسه طريقين آخرين بالتوازي مع مساره العلمي وهما الاستثمار والسياسة. هل وجدت هذه التجربة مكملة أم مشتتة لجهودكم في مجال العلوم؟
- العلوم مفتوحة على بعضها البعض ويمكن للباحث أن يشق طرقا عديدة أخرى مجاورة. أنا حصلت على دورات متخصصة في الإدارة ما أهلني لخوض غمار تجارب جديدة في تأسيس وإدارة الشركات وغيره. وفي النهاية أسخر كل هذا العلم والمعرفة والاستثمار للقضية الوطنية التي هي أهم من أي نجاحات فردية.
لقد فشل الاستثمار التقليدي في خلق مشاريع مستدامة في بلادنا، وعلينا التفكير في شكل جديد للاستثمار، استثمار يعتمد على الربط بين الداخل والخارج من أجل توفير السيولة النقدية اللازمة لاستثمار حديث يتناسب مع الأسواق الإقليمية والدولية النامية.
على سبيل المثال، لدينا فرصة كبيرة للاستثمار في الأمن الدوائي، وإقامة مركز كبير للأمن الدوائي في المنطقة، يساهم مساهمة كبيرة في السوق الواسعة المتاحة في المنطقة العربية وشمال أفريقيا، والذي يصل حجمها إلى مائة مليار دولار. منطقتنا في حاجة إلى مثل هذا المركز لفحص سلامة وملاءمة وفعالية الأدوية في المنطقة العربية وشمال أفريقيا.
تجري إقامة مثل هذه المراكز في الدول المتقدمة بهدف فحص كل شحنة دواء واردة لمعرفة إذا ما كانت مزورة، وإذا ما كانت ملائمة جيناتياً للتسويق في الدولة ذات الشأن، فقد أثبتت الفحوصات أن الادوية التي تناسب شعباً ما، قد لا تناسب شعباً آخر، بسبب الاختلافات الجينية بين الشعوب، فالدواء المكتشف في أميركا لا يمكن السماح بتسويقه في أوروبا إلا بعد فحص مدى ملاءمته الجينية. وعليه فقد بات تسويق الدواء يتطلب إجراء فحوصات خاصة قبل السماح بتسويقه في الأسواق المحلية.
في النهاية، قضيتنا ليست اقتصادية، هي قضية وطنية، والحل يجب أن يكون سياسيا، لكن الاقتصاد عنصر مهم في مقاومة الاحتلال وتعزيز صمود الناس. الشعوب الجوعى والمتخلفة لا تستطيع استخدام الأدوات العصرية في النضال، والشعوب المتعلمة يمكنها أن تستخدم الإنتاج الذهني والفضاء الإلكتروني والتأثير المالي من أجل تحقيق أهدافها الوطنية. إسرائيل تستخدم المال والاقتصاد في التاثير السياسي. إسرائيل تبني علاقات مع دول مقابل تقديم التكنولوجيا الزراعية. الاقتصاد جزء مهم من العلاقات بين الدول، وهو أحد مصادر القوة السياسية في عالمنا اليوم.
والقضية الفلسطينية قضية لا تحل بمعركة واحدة، إنها سلسلة طويلة من المعارك السياسية والقانونية والاقتصادية والثقافية والحضارية، وتراكم النجاحات سيقود إلى خلق دولة فلسطينية على الأرض باعتراف دولي، هذا يتطلب نضالا طويلا متواصلا، على كل الجبهات، السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية. نحن في حاجة إلى بناء تعليم عصري واقتصاد عصري، علينا أن نواكب مستوى التطور في العالم حتى يحظى الإنسان الفلسطيني بقبول العالم.. العالم لا يعترف بجدارة أي شعب إلا إذا كان جديرا من الناحية العلمية والاقتصادية، انظر هناك دول على الهامش ولا أحد يعيرها أي اهتمام حتى لو انقرض شعبها كليا، لكن الشعوب التي تساهم في الحضارة العالمية تحظى بالاعتراف والتقدير والدعم، ونحن علينا أن نعمل بجدية لتطوير اقتصادنا وتعليمنا وثقافتنا. علينا أن نساهم في صناعة البرمجيات، علينا المساهمة في الفضاء الإلكتروني من خلال إنجازات حقيقية، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا إذا طورنا النظام التعليمي، وأطلقنا المبادرات الاقتصادية، ووفرنا الحماية لأصحاب الأعمال والمبادرات والاستثمارات.
* عدنان مجلي العربي الذي انتقل بين بريطانيا وأميركا ووضع لنفسه مكانة بين أكبر العلماء في مجاله، بدأ بتطوير صناعة الأدوية ووصل إلى اختراع الروبوت. هل توجد عدالة دولية في منح الفرص؟
- المؤكد أن هناك فرصا للمبدعين في الكثير من دول العالم التي تحتضن الكفاءات وتستثمر فيها. واليوم مع تطور الاتصالات يمكن للمبدعين في مختلف المجالات الاتصال مع الجامعات والشركات المتخصصة التي ترحب بهم. على أجيالنا الجديدة من المبدعين إتقان اللغات الأجنبية وتكنولوجيا المعلومات للوصول إلى ما تتطلع إليه.
العدالة ليست موجودة بالتأكيد، لأن ما هو متاح للطلاب والخريجين في الغرب أوسع بكثير مما هو متاح لهم في بلادنا، لهذا علينا بذل الكثير من الجهود من أجل الوصول إلى تلك المواقع.
* بين السياسة والاقتصاد ونظرية المؤامرة ضاعت حقيقة كورونا ونجاعة اللقاحات وأنواعها وعدد الجرعات. فما هي تفاصيل الحكاية؟
- أعتقد أنه ما زال مبكرا إصدار الأحكام حول كورونا واللقاحات. بالتأكيد هناك الكثير من السياسة والاقتصاد في حكاية كورونا، لكن المؤكد أيضا أن هناك وباء يضرب في مختلف أنحاء المعمورة ويوقع الضحايا. علينا الانتظار قليلا قبل أن نصدر أحكاما نهائية، فما زال الأمر يتطلب الكثير من البحث والتقصي والمراقبة.
* وصول بايدن إلى الحكم وما وقع في أفغانستان ما مدى تأثيره على دول المنطقة؟
- الانسحاب الأميركي من أفغانستان شكل هزة أرضية ضربت العالم وسيكون لها توابعها في مختلف أنحاء الكرة الأرضية. الدرس الأهم أنه لا يمكن لأي دولة أو جهة الاعتماد على الأجنبي، عليك الاعتماد على نفسك أولا ثم طلب المساعدة من الخارج ثانيا. والدرس الثاني أنه لا يمكن تطبيق نظرية ظهرت في منطقة في العالم على منطقة أخرى، فلا يمكنك إعادة تشكيل وبناء الأمم بناء على تصورات نظرية، عليك أن تترك الشعوب تأخذ تجربتها الحضارية الخاصة في التطور. الدرس الثالث أن تدخل القوى الأجنبية مهما بلغت نواياها من الحسن لا يمك