دمشق: سوري يحصل على جائزة، وآخر ينال الدكتوراه، قصص نجاح هنا وهناك عن أعمال وصلت للعالمية أو على أقل تقدير انتشرت في وسائل الإعلام، بعد أن وصلت للإنجاز بعنوان أن الصبر والمثابرة هما بوصلتا النجاح في أحلك الظروف.
لا تمل صفحات التواصل الاجتماعي السوري عن عرض الإنجازات الفردية، مقابل ضعف الإنجازات الجماعية وسط تراجع البنية التحتية في سوريا، فلم يعد أمام الأفراد سوى البوح بمشاعرهم عن شيء يشعرهم بالفخر بهويتهم التي سئمت دول العالم منها.
الحكاية التقليدية روتها حلقة لأحد أشهر المسلسلات السورية!
في قالب كوميدي لإحدى حلقات المسلسل السوري الشهير «مرايا» بعنوان «يكرم المرء أو يهان»، يعود الفنان ياسر العظمة إلى وطنه ليعمل في مجاله الطبي، بعد أن حقق نجاحات باهرة في دول الاغتراب، محاولاً أن ينقل خبراته لوطنه، ويعيش بين أفراد أسرته، إلا أنه يضطر لإعادة دراسة «البكالوريا» كي يعمل، وفي نهاية المطاف وبعد كثرة التعقيدات يأخذ قراره بالعودة.
لربما كانت هذه الحلقة تحمل بعض الحقيقة لقصص متنوعة عن سوريين تركوا بلدهم أو اضطروا للخروج منها، لكنهم لم يجدوا السبيل للعودة حتى إن كانوا على قدر من المعرفة والخبرة، واعتبرت قبل الحرب أنها نوع من انتهاك واضح بمنع عودة العقول إلى بلدانها الأصلية.
دائرة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة لقسم السكان في الأمم المتحدة في تقرير لها عام 2010 ذكرت أن عدد المهاجرين السوريين بلغ قرابة 2.2 مليون مهاجر، ما يعني أن الخسارة المادية للكفاءات قد وصلت إلى ملياري دولار، مقابل 10 مليارات دولار من المكاسب التي حققتها الدول المحتضنة للأدمغة المهاجرة.
وبعيدا عن الأرقام والإحصائيات لنوعية الاختصاصات التي هاجرت سوريا قبل الحرب وانتقلت للعيش في أوروبا أو أميركا الشمالية لأسباب تتعلق بالطموح وتحقيق مكاسب مادية أكثر والهروب من الواقع السياسي في بعض الأحيان، أصبحت هنالك أرقام وإحصائيات جديدة عن هجرة سورية جديدة للعقول ولكن لأسباب أخرى (سياسية- أمنية- اقتصادية- اجتماعية..).
الطوفان السوري العظيم!
عند الحديث عن الهجرة في منطقة بلاد الشام فالتاريخ يعيد القارئ لأواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين باتجاه الأميركتين، وكان للكثير ممن هاجروا حياة جديدة وجذور بعيدة عن وطنهم الأم.
وهنا تأتي فكرة التاريخ يعيد نفسه ولو في بعض التفاصيل، فما حدث سابقا، جرى مع معطيات مختلفة، تتعلق بالهروب عبر قوارب هشة بحثاً عن الحياة، ويمكن أن يصفها عدد من المتابعين بأنها هجرة لعقول لم تستطع التحمل فقررت إيجاد بيئة مناسبة لها وعلى اختلاف أشغالها.
* وصل عدد اللاجئين السوريين إلى 5.5 مليون لاجئ في الدول الجارة لسوريا: تركيا الأكثر استقطاباً (3.6 مليون)- لبنان (865 ألفا)- الأردن (664 ألفا)- العراق (243 ألفا)
ما بين عامي 2014 و2016 حدثت انطلاقة موجة الهجرة للسوريين، وفتح الأبواب من الدول الغربية للاجئين الذي خرجوا، إما بقصد الهرب من الخدمة الإلزامية، أو خوفاً من الانفلات الأمني وارتفاع وتيرة التصعيد في البلاد، وتوالت بعدها السنين وتوالى معها عدد الأدمغة الهاربة من شبح البقاء في سوريا، لكن مع انخفاض في أعدادهم مقارنة مع السنوات السابقة.
ووصل عدد اللاجئين السوريين بحسب آخر إحصائية إلى 5.5 مليون لاجئ في الدول الجارة لسوريا: تركيا الأكثر استقطاباً (3.6 مليون)- لبنان (865 ألفا) 73 في المائة منهم ليس لديهم أوراق ثبوتية ووجودهم غير قانوني- الأردن (664 ألفا) في حين أن الإحصائيات الرسمية التابعة للحكومة الأردنية تشير إلى وجود (1.4 مليون) لاجئ- العراق (243 ألفا).
فيما تفيد معلومات أن هنالك 6.7 مليون لاجئ وطالب لجوء في 130 دولة حول العالم، تتركز الغالبية الأوروبية في ألمانيا (530 ألف لاجئ) تليها السويد بـ(110 آلاف لاجئ) فيما تضم دول أميركا الشمالية (100 ألف لاجئ) 52 في المائة يتواجدون في كندا، عدا عن وجود مليوني لاجئ سوري في المخيمات والمستوطنات العشوائية، و6.7 مليون شخص نازح داخل سوريا وبالأخص باتجاه العاصمة.
كل المعطيات السابقة دفعت الباحثين لإجراء دراسات تتعلق بهؤلاء السوريين الذين فضلوا ترك بلدهم والبحث عن مكان جديد سواء للتعلم أو العمل أو من أجل الحصول على حياة كريمة.
أزمة ديموغرافية
الهروب شكل نوعاً آخر من زعزعة البنية التحتية والتي لا تتعلق بالبناء والخدمات المادية فقط بل باليد العاملة التي ستنهض بهذه البنى حال وجود المال اللازم لإعادة الإعمار، أو من خلال الابتكارات والحلول التي ربما يفكرون فيها للنهوض بمناطقهم.
العديد من المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ودراسات خاصة، قدرت حجم الخسائر السورية من هجرة العقول، توازياً مع حجم المنفعة التي ستعود على البلدان المضيفة، وبينت المعلومات أن هجرة الأدمغة طالت جميع الشرائح، وعلى رأسها أصحاب الشهادات الثانوية والجامعية بالإضافة لليد العاملة في مجال الحرف.
ومن بين هذه المعلومات، ما يتعلق بالشأن الصحي حيث إن هذا القطاع تضرر كثيرا بفعل الحرب، وطلب الدول الغربية وعلى رأسها ألمانيا للطلاب السوريين، ومن أصحاب الاختصاص.
يقول فادي البيش، أحد طلاب كلية الصيدلة في جامعة دمشق، إن جهده ينصب ما بين الحصول على الشهادة بالتوازي مع تعلمه للغة الألمانية، ليصل في النهاية نحو الهجرة باتجاه ألمانيا التي تتيح تعديلا للشهادة أو دراسة التعليم العالي، ما يعود عليه بالفائدة.
ويتابع: إذا ما أراد شخص أن يدخل معهدا لتعليم اللغة الألمانية فإن الغالبية العددية من المسجلين هم من طلاب الأفرع الطبية (طب بشري- أسنان- صيدلة)، والأمر يعود لتعدد الفرص الموجودة، وسهولة تحقيق الحلم سواء عن طريق منحة أو كفيل أو من خلال التسجيل بمقابل مادي للفئات المقتدرة مادياً.
وبحسب إحصائية لنقابة الأطباء الألمانية لعام 2020، فقد احتل الأطباء السوريون المركز الأول، بين الأطباء الأجانب العاملين بألمانيا، بـ5289 طبيباً عاماً.
ولم يتوقف الأمر عند الأطباء بل وصل ليطال فئات كاملة في القطاع الطبي، من ممرضين وأطباء تخدير، وفنيين طبيين، وكانت صحيفة «البعث» الرسمية نشرت تصريحاً لنقيبة أطباء سوريا زبيدة شموط، تقول فيه إن هجرة الخريجين الجدد في كلية الطب ستسبب مشكلة على صعيد القطاع الصحي، حيث يوجد 4 أطباء تخدير فقط دون سن الـ 30 في عموم المحافظات.
العقل السوري... الانفتاح ثم الإبداع
توضح المعلومات التاريخية أن الهجرة التي جرت في منتصف القرن العشرين، من سوريا، تركزت بين العمالة ورؤوس الأموال باتجاه دول الخليج، في حين أن الهجرة التي جرت في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين، شملت فئات أخرى تضم خبرات عالية وأصحاب شهادات وكفاءات علمية من أطباء ومهندسين وصحافيين وأساتذة جامعات، وذلك بسبب أهمية الفرص وتنوعها، علماً أن عدد المهاجرين السوريين قبل 2011 وصل لحوالي مليوني شخص، بحسب تقرير لقسم السكان في الأمم المتحدة.
همام أحمد (اسم مستعار) لصحافي عمل في سوريا ثم انتقل للعمل في الإمارات يبين أن الفرص والمساحة الفكرية الأوسع وانعدام القيود والراحة النفسية والوضع الاقتصادي الجيد، مقابل الانغلاق، والبطالة، والواسطة وضعف المردود المادي، جعلت الهجرة على أعلى سلم الأولويات للسوري، يضاف إلى ذلك الحرب والوضع الاقتصادي السيئ وانعدام الأمن.
ويضيف أن هجرة العقل السوري بات واضحاً ليس لأوروبا فقط بل نحو بلدان تكلفة الوصول إليها أسهل بكثير بعيداً عن مغامرة اللجوء، (العراق- لبنان- الإمارات)، ففي هذه البلدان يمكن للسوري أن يحصل على إقامة جيدة مقابل دخل مادي لا بأس به، يستطيع من خلاله تأمين مستلزماته.
ويضيف أن المبدع لا يحتاج لمكان للإبداع، لكن مع فقدان البيئة الحاضنة الجيدة، والراحة والأمان الوظيفي وضعف المردود المادي في سوريا، أصبح من غير الممكن للشخص أن يبدع لأن تفكيره انشغل بأمور عدة.
ويتابع: «عندما يسافر السوري، للخارج فإنه يحصل على كل ما كان يفتقده، ما يفتح له باب التفكير في عمله فقط مع وجود الحافز لإثبات نفسه في البيئة المضيفة، وخاصة إن كان شغوفاً به، أو قريبا من مجاله.
* احتل الأطباء السوريون المركز الأول، بين الأطباء الأجانب العاملين في ألمانيا، بـ5289 طبيباً عاماً
قد يختلف الكثير من الأشخاص حول فكرة أن الغربة مولدة للإبداع، فمنهم من يقول إن الحاجة لتحصيل المال وإعالة الأسرة أو متابعة الدراسة، ستؤدي للإبداع، فيما يرى طرف آخر أن الإبداع في سوريا موجود عندما يكون له مقابل، لكن مع فقدان المال فإن الشغف يتراجع وتضعف العزيمة فيتوقف الإنجاز وتغدو حياة الشخص روتينية بأعمال اعتيادية ليس إلا.
وعن طبيعة عمل همام في سوريا يبين أن مجاله لا يتيح الفرص لغير الكفؤ، فمن يريد فرض نفسه على الساحة الإعلامية يتوجب عليه أن يكون مبدعاً في عمله، ناهيك عمن عمل في المجال لغايات شخصية وكان مقرباً من شخص ما أو مدعوما.
وعن تطوره المهني خارج سوريا، يبين أن السفر دفع به كي يكون أكثر مهنية واحترافا لا سيما مع الضوابط الموجودة في العمل والنظم العالية في الشركات، وكذلك الأمر بالنسبة للكثير من السوريين الذين فرضوا أنفسهم في السوق، سواء بالاجتهاد العملي أو الإبداعي.
الخدمة الإلزامية... شبح آخر يدفع للهجرة
يشير باحثون اقتصاديون لوجود نقطة إيجابية أمام بلد المهاجرين ألا وهي المنفعة الاقتصادية والقيمة المعرفية التي ستأتي من قبل من سافروا، للبلد نفسها.
حيث تفيد معلومات شبه رسمية بأن الحوالات المالية ارتفعت بشكل متزايد للسكان داخل سوريا وتحديدا من المهاجرين في أوروبا أو من سوريين مقيمين في دول الخليج، خاصة في فترة الأعياد، ما يعود بالمنفعة ليس فقط على الأفراد بل على مستوى الدولة التي تحصل على القطع الأجنبي ما يعزز من فرصها في ضبط السوق.
في حين يبين خبراء أن المهاجرين سيأتون لزيارة بلدهم، حتى في ظل الأوضاع السياسية المستعصية، فما كل من هاجر لديه مشاكل أمنية، بل هنالك فئات هاجرت لأسباب ذكرت آنفاً، حتى إن بعض الأشخاص قاموا بتسويات في السفارات والقنصليات السورية في الخارج، ما يدفعهم للمجيء في الوقت الذي يريدونه.
هذه الزيارات من قبل هؤلاء ستعزز من فرص السياحة للسوريين المهاجرين ولعائلاتهم المقيمة في المحافظات السورية، سيما مع الفرق في سعر الصرف، ما يعود بالفائدة أيضاً، لأن ما يستغله السوري في الداخل، يكون رخيصا بالنسبة لقيمتها في دول الاغتراب.
* صحيفة «البعث» الرسمية نشرت تصريحاً لنقيبة الأطباء زبيدة شموط، تقول فيه إن عدد أطباء التخدير دون سن الـ30 هو 4 فقط في عموم المحافظات
أما بالنسبة للقيمة المعرفية فإن نسبة من المهاجرين قاموا بتحصيل علمي عالٍ، وحصلوا على خبرات وتقنيات حديثة في العمل والتعليم، ما ينعكس إيجاباً على سوريا في حال استطاع المعنيون إيجاد بيئة جاذبة وحاضنة لهذه الخبرات للاستفادة منها.
وفي دراسة نشرت للباحثة الاقتصادية سمر قصيباتي نقلا عن صحيفة «الوطن» السورية تحت عنوان «هجرة العقول والكفاءات السورية أثناء الأزمة وآليات إعادة استقطابهم إلى حضن الوطن الأم سوريا»، اقترحت فيها سياسات وبرامج لإعادة استقطاب الكفاءات.
ومنها: توفير إدارة للهجرة الخارجية إضافة لاحتساب معدلات تسرب الكفاءات لكل القطاعات، ووضع قاعدة بيانات للمهاجرين وجعل قطاع المغتربين قطاعاً تنموياً للمستقبل، وتعزيز روابط التماسك الاجتماعي وتنفيذ برامج حماية اجتماعية ومعالجة مشكلة البطالة وإشراك الشباب في صنع القرار.
إضافة للمذكور في الدراسة على اعتبارها ضرورة في إعادة استقطاب الكفاءات السورية، فإن خدمة العلم الإلزامية لا تزال شبحا قائما أمام الشباب السوري، سيما مع عدم وجود مدة محددة للتسريح.
فؤاد المصري، طالب في كلية الزراعة جامعة دمشق، يقول إنه تعمد الرسوب في آخر مادة له للتخرج كي يحصل على تأجيل إضافي لمدة سنة دراسية، يستطيع من خلالها النظر في مستقبله وتجهيز سفره.
ويتابع: يجب وضع مدة لخدمة العلم، لأنه في حال عدم التعامل بجدية في هذه المسألة فإن هنالك الكثير من الشباب سيغادرون إلا من لم يستطع تأمين المال أو الاستدانة، فلا يمكن لي ولهم أن ندخل في خدمة لا نعلم متى نخرج منها، وسيصعب علينا في حال ذهبنا «للخدمة العسكرية»، إعادة التأقلم والاندماج ثم تأمين مستقبلنا، فالسفر أفضل حل، على الأقل لتأمين المال من أجل دفع بدل الخدمة العسكرية، ثم العودة إلى سوريا.
حال فؤاد كما الكثير من الطلاب والشباب، الذين فضلوا خيار الاغتراب عن البقاء في بلد لا يستطيع فيه الشباب الحصول على بيئة مناسبة للعيش والحصول على فرص عمل جيدة في ظل واقع اقتصادي متردٍ، وخاصة بعد عام 2018.
هجرة ما قبل 2018 ليست كما بعدها
أسباب تتعلق بالواقع الاقتصادي وتراجع القدرة الشرائية للمواطن السوري، غيرت مفهوم الهجرة بالنسبة لكثير من الشباب، والذين فضلوا البقاء رغم صعوبات الحرب حتى عام 2018، ولم يتخيلوا أن الوضع سيسوء لدرجة كبيرة بعدها، بات من الصعب معها تأمين متطلبات الحياة.
منصور العلبي، تخرج حديثاً من كلية التجارة والاقتصاد في جامعة حلب، يقول، إن الوضع الاقتصادي ازداد صعوبة بشكل لم يكن لأحد توقعها، وكل الخدمات في حدودها الدنيا، صعوبات في تأمين الخبز والوقود والكهرباء والمياه، مع غياب تام للخطط الحكومية، لضمان حياة كريمة للمواطنين الذين فضلوا البقاء ببلدهم.
ويضيف: لا نمنّ على أحد بخيار البقاء، وكل المشاكل في الخدمات تم التغاضي عنها سابقا لظروف تتعلق بالحرب لكن عندما يكون هنالك انعدام لرؤية واضحة في العمل، فالنتيجة معروفة سالفاً وهي لا حلول لأي أزمة وبالطبع فإن الشماعة الجديدة هي العقوبات المفروضة على سوريا.
منصور واحد من بين مئات السوريين الذين تقدموا للحصول على جوازات سفر بقصد السفر أو الهجرة، لإيجاد مكان يشعرون فيه بالراحة النفسية، بعيدا عن الخدمات المفقودة والوضع الاقتصادي السيئ.
ورغم الطوابير عند إدارة الهجرة والجوازات للحصول على الجواز المستعصي نتيجة تعثر وصول دفاتر جديدة، فلا معلومات رسمية حكومية عن أعداد السوريين الذين تقدموا للحصول على جوازات سفر لهم، ما زاد من حجم المعاناة، والتي تزامنت مع فساد آخر ألا وهو استصدار جواز مستعجل لمن يدفع أكثر.
يتحدث منصور لـ«المجلة»، عن أنه لا يمكن توصيف ما يجري، شباب كثر وعائلات تتقدم بطلبات للحصول على جوازات، فمن كان يملك إقامة أو تذكرة سفر، وقام بدفع رسوم جواز السفر المستعجل والبالغة قيمتها 40 ألف ليرة سورية، حينها يمكن استصدار الجواز ما بين 5 إلى 10 أيام، في حين من تقدم للحصول على الجواز العادي فإن رحلة جوازه قد تستغرق الشهرين.
ورغم التعاطي الكبير من قبل السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي والحديث عن هذا الموضوع وعرض صور الطوابير، والحديث عبر وسائل الإعلام المحلية، فإن الردود الرسمية لا تتعدى كونها تبرير بعدم وجود جوازات سفر، الأمر الذي لاقى استياءً من نوع آخر يتعلق بجدية الحكومة في دراسة الواقع والتخطيط، ليس لمشكلة الجوازات فحسب بل لجميع الخدمات المعيشية والاقتصادية.
مشاكل وتعقيدات ورغبات وفرص لا يمكن حصرها وخاصة مع تعدد الحكايات والتجارب إلا أن الإحصائيات والأرقام والدراسات ثابتة، ولا بد للاعبين في الشأن السوري أن ينظروا لها إن كانت هنالك محاولات جديّة لإعادة الإعمار سواء لبنيتها التحتية المادية أو للمعنوية والمتمثلة بسكانها الأصليين «الهاربين».