«المجلة» تنشر اعترفات شانون كونلي لـ «إف بي آي»

«المجلة» تنشر اعترفات شانون كونلي لـ «إف بي آي»

[caption id="attachment_55266274" align="aligncenter" width="955"]الأميركية شانون مورين كونلي الأميركية شانون مورين كونلي[/caption]

وفقا لإحصائيات صادرة عن مراكز أميركية وأوروبية في دراسات لحركات التطرف، تعد أم عبيدة واحدة من مئات النساء الغربيات اللاتي إما انضممن إلى صفوف داعش أو تم إيقافهن وهو في طريقهن إلى الأراضي الخاضعة تحت سيطرة التنظيم. بعض من هؤلاء النساء من المسلمات الجدد: على سبيل المثال، تم اعتقال شانون مورين كونلي، البالغة من العمر 19 عام، بواسطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) في إبريل (نيسان) وهي في طريقها إلى خارج البلاد عبر مطار دينفر الدولي، وقد اعترفت في 10 سبتمبر (أيلول) الماضي بأنها مذنبة بالتخطيط للانضمام إلى التنظيم. ولدى استجواب مكتب التحقيقات الفيدرالي لها، أعربت بصراحة عن تأييدها لفكرة حرب العصابات، "لأنها تستطيع أن تفعل ذلك بمفردها." وفي حين اعترفت بأن فهمها للإسلام يعتمد فقط على المعلومات التي عثرت عليها عن طريق شبكة الإنترنت، إلا أنها أعربت أيضا عن رغبة شديدة في الانضمام إلى معارك الجهاديين في الخارج، واستعدادا لهذه الرحلة، ذهبت إلى موقع محلي للتدريب على الرماية حيث تعلمت التصويب نحو الأهداف بواسطة بندقية. وقبل أن يتم اعتراضها وهي في طريقها إلى الخارج عبر مطار دينفر الدولي، كانت أعدت ترتيبات للزواج من شخص تونسي يبلغ من العمر 32 عام من مقاتلي داعش في سوريا؛ ولكنها لم يتقابلان مطلقا بل تعارفا وتواصلا فقط عبر الإنترنت.


 

مجاهدات وزوجات

 

 


جاءت مجندات أخريات من مجتمعات إسلامية مهاجرة، مثل مراهقتين صوماليتين من النرويج والعديد من النساء الأميركيات من أصل صومالي اللاتي جئن من مينيسوتا واستطعن الوصول إلى سوريا. وفقا لتقديرات دراسة بريطانية تبلغ نسبة 10 في المائة من آلاف المجندين الغربيين في تنظيم داعش من النساء، بينما أشارت تقديرات فرنسية إلى أن العدد أكبر من ذلك بكثير. وهن بدورهن يشكلن جزءا ضئيلا فقط من عدد أكبر بكثير من النساء من داخل العالم الإسلامي اللاتي قمن بـ"الهجرة" إلى المنطقة.

[caption id="attachment_55252435" align="alignleft" width="200"]الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف الصحافي الأمريكي ستيفن سوتلوف[/caption]

وبغض النظر عن النسبة الدقيقة للنساء من أصول وطنية ونسبتهن إلى الرجال، يحمل وجود نساء جهاديات أهمية أكبر بكثير من أعدادهن. من وجهة نظر داعش وغيرها من التنظيمات ذات العقلية المشابهة، يعد هذا انقلابا دعائيا، وحافزا إضافيا للرجال للانضمام إلي صفوفه. (وفقا لمعظم الروايات، لا يستعين التنظيم بالنساء كمقاتلات، بل يقدمونهن إلى المجاهدين كزوجات وربات منزل مع تشجيعهن على الدخول إلى أوساط تويتر.)
ومن وجهة النظر الأمنية العالمية، تضيف حقيقة أن المجندين الأجانب في تلك التنظيمات من كلا الجنسين مستوى آخر من التعقيد إلى تحدي التهديدات التي يشكلها الجهاديون "العائدون" إلى بلدانهم الأصلية. لذلك يلزم على المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية على حد سواء، في إطار وضع طرق "لمكافحة التطرف العنيف"، أن يطوروا طريقة تتعامل مع الجنسين، تضع النساء في اعتبارها إلى جانب الرجال- إذ أن كليهما جزء من المشكلة وجزء من الحل.

 

 

 

 

 

أسباب وراء التطرف النسائي

 

 


حددت دراسات التطرف النسائي مجموعة من الأسباب التي يتداخل بعضها مع الرجال وتقف بعضها حصرا على المرأة. ترى ميا بلوم من مركز دراسات الإرهاب والأمن في جامعة ماساشوستس لويل أن هناك مزيج من العوامل الخاصة بالأقليات الإسلامية في الغرب، والتي تتنوع ما بين الشعور بالاغتراب داخل المجتمع الإسلامي وحتى الإسلاموفوبيا في المجتمع الواسع. وفي بعض الحالات، في دول غربية وإسلامية، يرتبط التطرف بأسباب نفسية شخصية. وفي حالات أخرى، وخاصة في العالم الإسلامي، ربما يكون ذلك رد فعل لامرأة على وضعها كشخص منبوذ بسبب اتهامها بتلويث "شرف" عائلتها من خلال العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.




[inset_right]المقاتلة البريطانية "أم عبيدة":أؤيد قطع رأس الصحافي ستيفن سوتلوف.. واتمنى لو كنت فعلتها[/inset_right]




ولحسن الحظ، توجد ظاهرة أكثر انتشارا تتعلق بالنساء والتطرف ولكن في اتجاه عكسي، حيث يُنظر إلى المرأة باعتبارها صاحبة دور كبير في الحد من التطرف وجميع صور الصراع العنيف. توصلت دراسة صادرة عن منظمة اليونسكو عن دور المرأة في الدول الأفريقية التي مزقتها الحرب إلى وجود علاقة واضحة بين درجة اشتراك النساء في مساعي إقامة السلام والنجاح الإجمالي الذي تحققه هذه المساعي. وقدمت هذه الدراسة معلومات ساعدت على صدور قرار مجلس الأمن بالأمم المتحدة رقم 1325، والذي دعا إلى الاستعانة بالنساء في تأدية دور تكاملي في حل النزاعات وجميع الجهود المبذولة "لمكافحة التطرف العنيف." قامت كريستا لندن كوتور، نائبة رئيس فرع المركز القومي لمكافحة الإرهاب في واشنطن سابقا، بدراسة الدور الإيجابي الذي تضطلع به المرأة في "مكافحة التطرف العنيف" بصفتها زميلة باحثة في معهد بروكنيغز، وتوصلت إلى أنه في العموم: "عندما يحصل النساء على التمكين الاجتماعي والسياسي والاقتصادي وعندما يصلن إلى درجات أعلى في المساواة بين الجنسين، يجب أن تزداد فرص تحقيق السلام ومنع وقوع النزاعات."
تناولت كوتور دولتين إسلاميتين انخفضت فيهما صور الإرهاب المحلي بدرجة ملحوظة في الأعوام الأخيرة – وهما بنغلاديش والمغرب – ووجدت هناك محاولات حكومية هائلة للاستعانة بالنساء في مكافحة التطرف.

[caption id="attachment_55252436" align="alignright" width="160"]تغريدة باللغة الانجليزية لام عبيدة وام ليث البريطانيان تستهدف نساء الغرب، وتدعوهن للهجرة إلى "داعش" تغريدة باللغة الانجليزية لام عبيدة وام ليث البريطانيان تستهدف نساء الغرب، وتدعوهن للهجرة إلى "داعش"[/caption]


تشير كوتور إلى أنه في بنغلاديش، حصل حزب رابطة عوامي الحاكم، الذي يتولى السلطة منذ عام 2008، على الأوسمة بسبب إستراتيجية مكافحة للإرهاب الشاملة التي يبرز فيها التمكين الاجتماعي والاقتصادي الشامل للمرأة. لقد كثف الحزب من جهوده المبذولة في سبيل تقوية القدرات المالية للمرأة في المناطق المحرومة من خلال وضع برامج لتقديم قروض صغيرة، وتحسين معدلات التعليم بين النساء برفع نسب الحضور في التعليم الابتدائي، واتخاذ إجراءات صارمة لإشراك مزيد من السيدات في القوى العاملة. وكتبت كوتور: "حققت بنغلاديش تقدما كبيرا في تلبية أهدافها المتعلقة بمكافحة التطرف العنيف، وأصبح للنساء المُمَكَّنَات في بنغلاديش دورا حاسما في تحقيق النجاح."

 

 

 

 

 

 

 

المغتربات في أوروبا والولايات المتحدة

 

 


يمكن تقليد تجربة بنغلاديش في دول إسلامية أخرى فقيرة. ومن المؤكد أن وضع المسلمات يختلف كثيرا في الولايات المتحدة، حيث يُشكل المسلمون من الجنسين جزءا بين 25 في المائة من أكثر الناس ثراء وتعليما في البلاد. ولكن في غرب أوروبا، ينتشر الفقر والاستياء بين كثير من أفراد الجاليات المسلمة - بالإضافة إلى اختلال التوازن الاجتماعي والاقتصادي بين الجنسين. لذلك لا تقف أهمية إستراتيجيات مكافحة التطرف العنيف في بنغلاديش على العالم النامي.
في أثناء زيارة كوتور إلى المغرب، وجدت جهودا مماثلة تستهدف تمكين المرأة فيما يتعلق بالجانب المالي والتوظيف والتعليم.
وتملك بعض الحكومات في دول الخليج قدرات خاصة بها لإدخال إصلاحات دينية من أعلى لأسفل عبر مؤسسات الدولة. كما تملك جامعة الأزهر الإسلامية الموقرة، وهي مصدر للإرشاد والإلهام للمسلمين حول العالم، مرجعية أساسية تسمح لها بالمضي في تفسير تعاليم الشرعية الإسلامية قدما.
وهكذا يصبح إقامة تعاون دولي أكبر لبذل كل هذه الجهود مسألة ملحة في معركة هزيمة الجهاديين في سوريا والعراق، بالإضافة إلى الأفكار التي ينشرونها بكفاءة مرعبة على نطاق واسع وبعيد.

 

 

 

 

 

 

 

font change