القاهرة: قال الإعلامي مدحت شلبي إن الموسم الكروي المنتهي كان من أقوى المواسم المصرية ولكن مشهد الختام الخاص بتسليم الدرع للزمالك بدا هزيلا وغير لائق، وأضاف في حواره الخاص لـ«المجلة» أن تطبيق خاصية الـ«VAR» هذا العام حققت العدل على أرض الملعب حتى وإن كان عدلا ناقصا على حد وصفه. وانتقد الإعلامي المصري نظام الاحتراف في مصر، مؤكدا أنه لا يوجد لاعب مصري يستحق المبالغ الباهظة المعلن عنها، مشيرا أن أغلى لاعب فذ لا يستحق أكثر من 6 ملايين جنيه. وقال إن صراع الكبار وراء المبالغة في الأسعار، ووصف تجارب احتراف رمضان صبحي وأحمد فتحي بالخارج بالفاشلة. وقال إن الاحتراف في تركيا لا يقارن بالدوريات الأوروبية القوية، مشيرا إلى أن لاعبي المغرب والجزائر أنجح المحترفين العرب في الخارج.
وأبدى مدحت شلبي تحفظه على التطرق إلى أزمته الأخيرة مع جماهير النادي الأهلي مطالبا كل من يشاهده بإعمال العقل وأن يحكم عليه من خلال المادة كاملة، وأضاف أن «الهبد» أصبح ظاهرة سلبية في الإعلام المصري لظهور أشخاص ببرامج على بعض الفضائيات والسوشيال ميديا يعتمدون على الإثارة لركوب «الترند»، وبحثا عن «السبوبة» وفقا لرأيه. وأعرب شلبي عن امتنانه وسعادته بالتعليق على مباريات بالمملكة السعودية، مؤكدا على أن الدوري السعودي هو الأقوى في المنطقة.
يعد مدحت شلبي أحد القامات الإعلامية الكبيرة والجماهيرية في مصر والعالم العربي وصاحب أشهر البرامج الرياضية والاستوديوهات التحليلية على مدار عقود طويلة. وقد اشتهر بلقب «جنرال» الإعلام الرياضي نظرا لأنه عمل في مجال الشرطة ووصل لرتبة لواء قبل أن يخوض غمار الإعلام الرياضي كما مارس مهنة التدريب لبعض الأندية وعمل مستشارا إعلاميا للاتحاد المصري لكرة القدم وكان المتحدث الرسمي له لعدة سنوات. ولم يقتصر عمله على المجال الرياضي وإنما أثرى مكتبة التلفزيون المصري بالعديد من برامج المنوعات وخاصة برامج المسابقات التي ارتبط بها جمهوره خلال شهررمضان لفترات طويلة وساهم من خلالها في اكتشاف العديد من النجوم العرب منهم لطيفة وشيرين وجدي أم ابنته الوحيدة نهلة، والتي تزوجها قبل زوجته الحالية سحر محمد نوح.
وقد تعرض مدحت شلبي مؤخرا لأزمة مع جماهير النادي الأهلي بسبب تصريحات أثارت جدلا وانتهت بقرار وقف ظهوره على قناة «أون سبورت» حتى نهاية الموسم. وقد التقته «المجلة» في القاهرة وكان هذا الحوار:
صفقات الاتحاد السكندري تشعل ميركاتو الصيف في مصر
* ما تقييمك للموسم الكروي المنتهي في مصر؟
- لا شك أنه موسم مختلف منذ بدايته عندما استدعى اتحاد الكرة المصري كل الأندية لتخييرها بين استكمال أو إنهاء الموسم، نظرا للظروف الخاصة بفيروس كورونا والإجراءات الاحترازية المرتبطة بها من أخذ عينات ومسحات من اللاعبين أي أنها كانت تجربة جديدة بالنسبة لنا وكان التوجه العام لدى الاتحاد هو إلغاء الموسم ولكن نسبة كبيرة من الأندية كانت لديها رغبة في استكمال الموسم وطالبت بذلك وتم استكمال الموسم. وأرى أن هذا الموسم هو من أقوى المواسم التي مرت على تاريخ الدوري المصري فنيا وكان مثيرا جدا لأنه من المرات القليلة التي ظلت فيها نتيجة القمة وبطل الدوري غير محسومة ومعلقة حتى الأسبوع الأخير مما منحه جاذبية كبيرة جدا مع قوة المنافسة وكذلك شراسة الصراع من أجل البعد عن القاع والبقاء في الدوري وهي مسألة لم تحدث كثيرا في تاريخ الدوري المصري. والخلاصة أنه كان موسما قويا ومثيرا وناجحا رغم الصعوبات المرتبطة بفيروس كورونا حيث استطعنا أن نخلق فيه حالة تنافسية جميلة جعلته من أجمل المواسم الكروية.
* برأيك ما الذي كان ينقص ذلك الموسم حتى يكتمل نجاحه؟
- كان ينقصه مشهد الختام أو «الفينالة» الجميلة وحبة الكريز التي تزين التورتة، لأن موقف تسليم درع الدوري كان هزيلا جدا وكان مشهدا لا يليق، فنحن نرى كيف يكون الاحتفال بتسليم الدرع كرنفالا جميلا في الدوريات العالمية الكبرى بينما كان باهتا وسخيفا جدا عندنا. وهناك مسائل أخرى وسلبيات على شاكلة الشكوى المستمرة من الحكام والدوري المضغوط وغيرهاـ وكلها أمور لا أحب التركيز عليها ولنقل إن الدوري كان قويا بما فيه من منافسة، والأهلي كان عظيما بأدائه وإنجازاته وكذلك الزمالك والذي تفوق هذا العام وعلينا أن نبارك له كما أن الأهلي أمامه بطولات كثيرة لا زال مشغولا بها.
* هل تعتقد أن تطبيق خاصية الـ«VAR» لأول مرة هذا العام حققت نجاحا؟
- لن نستطيع الجزم بنسبة 100 في المائة ولكنها نجحت بنسبة كبيرة بلا شك لأنها أقرت العدل على أرض الملعب، لقد عشنا مواسم صعبة جدا دون الـ«VAR» وأذكر ان الدوري المصري توقف ذات مرة 40 يوما لاعتراض الزمالك على ضربة جزاء أمام نادي مصر المقاصة وقال المستشار مرتضى منصور وقتها إنه لن يلعب! ولو كان «الفار» موجودا لحسمت المسألة وانتهت المشكلة، وعندما نشاهد الدوريات العالمية نجد أن «الفار» لا يحقق العدل بنسبة كاملة وإنما بنسبة لا تقل عن 85-90 في المائة لأننا بشر والعدل بنسبة 100 في المائة هو عدل السماء.
تصفيات مونديال 2022: محمد صلاح يعزّز ترسانة مصر في رحلتها الصعبة الى الغابون
* رغم ذلك نجد هناك نغمة مرتفعة للشكوى المستمرة من حكام الـ«VAR» وكذلك تناقضات التحكيم التي أصبحت مادة ثرية للبرامج الرياضية وإثارة الجدل على مواقع التواصل!
- للأسف هذا الجدل سببه أننا اعتدنا الشكوى باستمرار وتعليق الخسارة على مبررات أخرى ربما تكون بعيدة إلى حد ما، وهي ظاهرة لدى كل الأندية للبحث عن أسباب عدم النجاح أو خسارة بطولة أو مباراة بالرغم من أنه أمر عادي، فالكمال لله وحده، وبالطبع هناك أخطاء ومن المؤكد أن هناك أمورا لم تحسب للأهلي وتعرض فيها للظلم وكذلك من المؤكد أن الزمالك تعرض لأمور مشابهة ونفس الشيء تكرر في مباريات القاع والصراع على البقاء وحدوث أخطاء ربما تسببت في ظلم بعض الأندية لأنه لا يمكن تحقيق العدل بنسبة 100 في المائة، ولكن لو أردنا المقارنة بين معدل الخطأ أو الظلم بين حالة وجود الـ«VAR» وقبل تطبيقه أذكر أنني كنت في السنوات الماضية أخصص حلقة من برنامجي مدتها 3 ساعات لعرض الحالات ولم تكن تكفي لتناول كل الأخطاء على مدار الموسم، بينما الآن وفي ظل تطبيق الـ«VAR» لا يحتاج الأمر أكثر من 10 دقائق للحديث عن مثل هذه الحالات لأنها لم تعد كثيرة وهي أخطاء متكررة في الدوريات العالمية. والمشكلة في الـ«VAR» تحدث عندما يعطي حكامه قرارهم لحكم الملعب فيأخذ به مباشرة، وهنا أنصح أن حكم الفار لو أعطى رأيه بضربة جزاء مثلا أو أي قرار حاسم فلا بد على حكم الساحة أن يذهب بنفسه لمشاهدة اللقطة ولا يتخذ القرار مباشرة وهو أمر يختلف لو كان هناك اتفاق على نفس القرار فلا داعي أن يذهب لمشاهدة اللقطة في الـ«VAR».
* ما حقيقة أنه سيتم تغيير الشركة المسؤولة عن الـ«VAR» في مصر؟
- هو مجرد كلام، فحتى الآن لا يوجد تغيير، ولكن تردد أنه سيتم تحسين الخدمة بشراء عربات للفار وتحسين خدمة تقنية التسلل لأنها ليست جيدة على الإطلاق حتى اللحظة وأتمنى تطبيق تقنية «عين الصقر» لحل مشاكل كثيرة مثل مشكلة مباراة طلائع الجيش والأهلي حينما دخلت الكرة المرمى وأخرجها دفاع الطلائع ولم تحتسب هدفا، ولو كانت «عين الصقر» موجودة لحسم الأمر وانتهت المشكلة.
* بما أننا نتحدث عن التحكيم، فهل يعاني الحكام من ظلم مادي بمقارنة مستحقاتهم الهزيلة بأجور اللاعبين الخيالية؟ وهل يمكن أن ينعكس ذلك على مستوى أداء الحكم في الملعب؟
- هذا السؤال مهم جدا، لكن لا بد أن نتفق أولا أن كل بلد يتعامل حسب إمكانياته وقدراته المالية وبالتالي ينعكس ذلك على كل فروع الأنشطة ومنها كرة القدم ولن تصدقي أنني عاصرت حكاما كانوا يحصلون على( 150-200 ) جنيه في المباراة في فترات سابقة في حقبة الثمانينات من القرن الماضي، ولكن تغير هذا الوضع وأصبح الحكم يحصل على 3000 جنيه في المباراة حسب اعتقادي. كما أن الحكم يعمل في القسم الاول والثاني وأحيانا في مباريات القسم الثالث ومن ثم فهو يجمع مبلغا معقولا في الشهر بشكل عام مع الأخذ في الاعتبار أنه لا يوجد بمصر حكام متفرغون فالتحكيم ليس مهنة بل نشاط جانبي وغالبا ما يكون للحكم مهنة أو وظيفة أخرى وليس متفرغا، ولو تواجد لدينا ما يسمى الحكم المحترف فلا بد من إعادة النظر في هذه المسألة. وهذا يجرنا للحديث عن أسعار اللاعبين وما إذا كانت مناسبة لمستواهم أم لا، وكذلك هل مناسبة للحالة المالية للأندية والإجابة قولا واحدا: طبعا لا! فليس لدينا في مصر لاعب يساوي 15 و20 مليونا ولا يمكن أن نجري مقارنة مع اللاعبين العالميين الذين نعرفهم فهي غير واردة إطلاقا لأننا نتكلم في مسافة واسعة بين المستويين المحلي والعالمي.
* هل تقصد بالمسافة الواسعة هنا المستوى الاقتصادي للدول أم مستوى موهبة اللاعبين؟
- مؤكد رقم واحد هو مستوى الموهبة ويليها المستوى الاقتصادي لبلادنا.
* لماذا لا يوجد لاعبون ذوو موهبة مرتفعة كما هو بالخارج؟
- لدينا محمد صلاح!
إيقاف شيكابالا لاعب الزمالك 8 أشهر وتغريمه 500 ألف جنيه
- نحن نتكلم عن اللاعبين الموجودين في مصر وما كانت موهبة محمد صلاح تظهر بدون سفره للخارج؟ والدليل أننا لدينا عشرات من نموذج محمد صلاح لكنها لم تظهر ولم تحظ بنفس النجاح؟
- هذا صحيح!
* إذن المسألة لا ترتبط بمستوى المواهب فقط هناك أسباب أخرى! أليس كذلك؟!
- لنتفق أن محمد صلاح هو طفرة من طفرات الزمن وحالة استثنائية في الكرة المصرية. لأنه لم يحقق أي لاعب مصري على الإطلاق ما حققه محمد صلاح مع الاحترام لكل لاعبينا المصريين الذين احترفوا بالخارج. هناك تجارب جيدة مثل محمد النني، لكنها لا تقارن بتجربة محمد صلاح وأعود للمستويات الفنية للاعبينا المصريين بدليل أن الذين خرجوا منهم في تجارب احترافية خارجية لم يحققوا نجاحا حقيقيا وعلى سبيل المثال نموذج رمضان صبحي، فعندما سافر لم ينجح ولم يحقق شيئا رغم أنه كان «مكسر الدنيا» في مصر وكان نجم النجوم وتنبأ الكل له بأنه سيكون أمل الكرة المصرية وهو لا شك لاعب جيد لكني أتحدث في إطار القياس والمقارنة. وكذلك أحمد فتحي كان «شيء عظيم» في مصر، ولما سافر لـ«شيفلد يونايتد» حسب ذاكرتي لم يحقق شيئا في إنجلترا.
* هناك تجارب مختلفة مثل تجربة عمرو زكي؟
- عمرو زكي «كان ممكن ييجي منه» إلى حد ما، لأنه سافر لنادي «ويجان» ولعب مباريات جيدة جدا وحقق المطلوب منه بإحراز عشرة أهداف في الفترة المتفق عليها وحصل نادي الزمالك بمقتضى ذلك على مبلغ كبير وفقا للشرط الموجود في التعاقد، لكن مع الأسف كانت العقلية الاحترافية ناقصة لأنه لم يكن يلتزم بمواعيد الحضور فيسافر إلى القاهرة ويتأخر فيها عن مواعيد عودته للنادي، وهذه المسألة مهمة بالنسبة للأجانب وكانت النتيجة فشل تجربته. وكل ذلك يؤكد فكرة المقارنة بالمستويات العالمية. ولذلك فإن القيمة المادية التي يحصل عليها اللاعبون في مصر مبالغ فيها جدا والمشكلة تكمن في صراع الكبار على بعض اللاعبين ما يؤدي إلى ارتفاع مؤشر الأرقام بعيدا عن المستوى الحقيقي للاعب. وأرى أن أغلى لاعب في مصر والذي يمكن اعتباره «فلتة الفلتات» لا يستحق أكثر من 6-8 ملايين على الأكثر وأقصد هنا اللاعب الدولي الفذ الذي يلعب في المنتخب. والأرقام الموجودة حاليا هي أرقام فقاعية ومبالغ فيها جدا فليس لدينا لاعبون يستحقون هذه المبالغ العالية ولكن صراع الأندية على اللاعبين هو السبب فيها ولو كانت هناك كلمة شرف بين الكبار لانخفضت أسعار اللاعبين بما يتناسب مع مواهبهم ومع قدرات الأندية.
* هل أضرت هذه الأسعار الفقاعية بمستوى كرة القدم في مصر؟
- لا الحمد لله الكرة المصرية بخير لكنها أثقلت كاهل الأندية لأن مواردها محدودة. وهناك نظام رابطة الأندية المحترفين حيث يوجد أسلوب تقديم الميزانية بكل شفافية بداية الموسم بما فيها من تفاصيل عن مصادر الموارد، وفي حدود هذه الميزانية المعلنة يتم السماح بالتعاقدات ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتجاوز الحد المسموح به في الميزانية. وهناك لجنة اقتصادية رفيعة المستوى تشكلها الرابطة للاطلاع على كل المستندات الخاصة بهذه الأمور المالية والمؤكدة لصحة الميزانيات المقدمة حتى لا تكون هناك فرصة للتلاعب، وأتمنى أن يطبق هذا النظام في مصر، ولو حدث ذلك لن نسمع عن القضايا التي ترفع أمام المحاكم الدولية والمتعلقة بالمشاكل المادية التي يتعرض لها اللاعبون، وهو نظام احترافي محترم ولو طبق فستهبط أسعار اللاعبين بشكل تلقائي نظرا للالتزام بالسقف الذي تحدده الميزانية المقدمة من النادي والذي لا يمكنه تقديم «ميزانية مضروبة».
* ما سبب عدم تطبيق هذا النظام في مصر وهل هناك دور خفي لاتحاد كرة القدم في تأجيل وتأخير هذه الخطوة؟
- مع الأسف ليس لاتحاد الكرة في مصر، ومنذ سنوات طويلة، رغبة لإنشاء رابطة الأندية المحترفين لأن هذه الرابطة الموجودة في معظم الدول العربية والعالم المتحضر تقلص بلا شك من صلاحيات الاتحاد الذي يسيطر على كل شيء ويحظى بـ«الشو» الكامل ولذلك تقاعسوا عن إنشاء الرابطة لأنها بعيدة عن تأثير اتحاد الكرة ولا يوضع فيها إلا عضوان فقط من الاتحاد ضمن سبعة أعضاء وبالتالي ليس لهما تأثير حقيقي وهي تتولى أمور الدوري والبث الفضائي يعني «التورتة كلها عندها» وهنا يكون اتحاد الكرة مسؤولا فقط عن المنتخب والأشبال و«شكرا»! ونظرا لأنه يرغب في أن تكون كل السلطات وخيوط اللعبة في يده، فقد تقاعست مجالس إدارات الاتحاد على مر السنوات في تشكيل وإنشاء رابطة المحترفين، ونتمنى أن ينشئوها لأنها ستحل مشاكل كبيرة جدا، خاصة وأنها تتضمن أشخاصا من الأهلي والزمالك ومختلف الأندية ومن ثم لو تم اتخاذ ذلك داخل الرابطة فلن يعترض أي من هذه الأندية لأنهم ممثلون بالفعل في الرابطة.
* ينقلني ذلك للسؤال عن طريقة تكوين اتحاد الكرة التي تتم بالتعيين بدلا من الانتخاب؟ إلى متى سيستمر هذا النظام وهل لذلك تأثيراته السلبية على كرة القدم؟
- لي وجهة نظر خاصة في هذا الأمر بحكم معاصرتي للعمل في الاتحاد لسنوات طويلة وقد كنت مديرا للإعلام والمتحدث الرسمي له، فعلى الرغم من أننا في عصر الانتخاب لكن في ظل عدم وجود الرابطة التي تكلمنا عنها، ومن واقع مشاهداتي وجدت أن القرارات كانت تتخذ لإرضاء أعضاء الجمعية العمومية حتى لو كان بعضها ربما بعيدا عن الأمور، وذلك حرصا على الصوت الانتخابي ومن ثم فإن الانتخابات في الاتحادات الرياضية لا تفرز دوما الأصلح، وأتمنى مع إنشاء رابطة أندية المحترفين أن يكون هناك مجلس منتخب لأنه لا بد أن تكون هناك انتخابات في اتحاد الكرة، وقد شهدت الفترة الماضية مدا للجان تتولى الاتحاد وهذه الإدارات التي حدث فيها هذا المد تنطوي بشكل مؤكد على توجه من جانب بعض الاشخاص لتعيين أشخاص بعينهم للسيطرة على الكرة المصرية ولو من خلف الستار!! إنما أعتقد أن كل المبررات قد انتهت وبالتالي لا بد أن تكون هناك انتخابات خاصة باتحاد الكرة وأتمنى أن يكون أول قرار للاتحاد المنتخب هو تشكيل رابطة الأندية المحترفين.
* ما أكثر ما يقلقك على مستقبل الكرة المصرية هل الظواهر السلبية المستحدثة ومنها الألتراس أم البرامج الرياضية من غير المتخصصين أم أخطاء الحكام والقرارات الغريبة؟
- طبعا بالنسبة للألتراس فقد مروا منذ نشأتهم بعدة مراحل منها مراحل مضيئة وجيدة أعطت روحا جميلة للكرة المصرية وأخرى كانت صعبة ومأساوية ونحن الآن في دولة قانون وبالتالي في حالة عودة الجماهير للمدرجات أتصور أن تكون هناك ضوابط جيدة جدا حتى لا نمر بالمراحل المأساوية التي مررنا بها من قبل وبالتالي لا خوف من الجماهير. وبالنسبة للبرامج الرياضية لا شك أننا جميعا كإعلاميين مررنا بمراحل في تقديم البرامج وكيفية تناول القضايا المختلفة ونتمنى أن تكون هناك احترافية في تناول المشاكل الحساسة، ولكن مع الأسف هناك ظاهرة سلبية جديدة في الإعلام المصري تندرج تحت ما يسمى «الهبد» وهو أن بعضا ممن يظهرون على شاشات التلفزيون أو حتى مواقع التواصل حيلتهم الوحيدة في الترويج لأنفسهم هو الإساءة للآخرين، لكن من الصعب أن يقوموا بتحليلهم فنيا بشكل موضوعي وهؤلاء لا يمكن تسميتهم بالإعلاميين. والمشكلة الأكبر أن من يخرجون ببرامج على السوشيال ميديا يعتمدون على الإثارة لأنها صارت «سبوبة» لتحقيق بعض الأرباح من المشاهدات العالية وفي سبيل مصدر الرزق يمكن أن يفعل كل شي. نتمنى أن تكون هناك رقابة على هذه النوعية من البرامج التي تبث عن طريق مواقع التواصل تلك أو صفحات بعض الأشخاص أو حتى ما يعرض على الشاشات ولا أستثني نفسي من الرقابة.
فضيتان جديدتان لمصر في رفع الأثقال بدورة الألعاب البارالمبية
* بما أنك تحدثت عن نفسك، وقد تعرضت مؤخرا لموقف بسبب غضب جماهير النادي الأهلي منك، هل تعتقد أن فوضى السوشيال ميديا وأصحاب الصراخ العالي يمكن أن يضغطوا في بعض الأحيان لاستصدار قرارات ظالمة ضد بعض الشخصيات لمحاولة إرضائهم؟
- لا أحب الدخول في هذه المنطقة، لكن بشكل عام أتمنى أن تناقش كل الأمور بموضوعية وأناشد الجماهير نفسها أن يكون حكمها على أي شخص تشاهده على موقع أو قناة تلفزيونية من خلال مشاهدة المادة كاملة وليس انتقاء أو اجتزاء بعضها ثم إعمال العقل فيها دون الانجراف وراء تيار معين وهي مناشدة للجماهير العربية كلها حتى نتناول القضية بموضوعية، ودائما أقول للجمهور في برامجي باستمرار «أنت ممكن تزعل مني لكن مش لازم تكرهني» لأنهم يعرفون أنني أتكلم بما يرضي الله وربما أكون قلت شيئا ليس على هواه أو هوى النادي الذي يحبه أيا كان هذا النادي ولكن لا بد أن لا يكون التحليل لشخصيات وإنما تحليل أداء ومواقف ويهدف للمصلحة دائما وبموضوعية شديدة بعيدة عن الأهواء تماما لأننا في النهاية نريد أن ننجح ولكي ننجح لا بد أن نعمل بما يرضي الله فلو جاملت الأهلي فسيغضب الزملكاوية والعكس صحيح وفي كل الأحوال لا بد أن يكون لدينا ضمير مهني. كما أنني أردد دائما في برامجي أنه «ليس مهما ماذا قيل ولكن المهم من الذي قال» فبعض الناس الذين يخرجون علينا عبر الشاشات يكونون غير مؤهلين لا دراسيا ولا فنيا ومع ذلك يتصدون لمهمة تحليل أداء مدرب وهذا أمر لا يصح والمفترض أن يكون خبيرا أو لاعب كرة على مستوى عال «يعني مينفعش واحد ليسانس آداب أو بكالوريوس تجارة ويخرج على الناس في الإعلام ينتقد المدير الفني للمنتخب»! فالأفضل أن يستضيف متخصصا للحديث. أيضا هناك تصريحات غاضبة لبعض المسؤولين على وسائل الإعلام نتمنى أن تختفي لأن السوشيال ميديا أصبحت ملعبا لما يقوله المسؤول ومن ثم قد تتسبب في إحداث فتنة خاصة مع التشابكات الحادثة عبر مواقع التواصل.
* هل تفضل أن تناقش هذه الشكاوى والتصريحات الغاضبة من قبل بعض المسؤولين في الغرف المغلقة وليس على المنابر الاعلامية؟
- بالضبط لأنه عندما يصدر رأي أو تصريح ساخن من مسؤول على الملأ فإن جمهور النادي الخاص بهذا المسؤول سيتبنى فكرته ويبدأ التنغيم عليها! وأتمنى أن تقل التصريحات العنيفة المتوقع أنها ستسبب مشكلة على مواقع التواصل لأننا صرنا في عصر السوشيال ميديا رضينا أم أبينا.
* شهدت اتحادات كرة القدم القارية مثل الكاف والعالمية مثل الفيفا تضخما كبيرا في مسؤولياتها وحجم أعمالها. فهل ترى أن نفوذ هذه الاتحادات قد ازداد فأصبحت أقوى من الدول؟
- لنتفق أن رياضة كرة القدم أصبحت مسيطرة على مشاعر الشعوب في مختلف أنحاء العالم وعندما تعرض مباراة يراها عدد كبير بالملايين حسب أهمية المباراة وفي موسم كأس العالم نجد المسؤولين والرؤساء يحضرون المباريات وقد يؤجلون مواعيد ومؤتمرات لمشاهدة كرة القدم ومن ثم فهي مسيطرة تماما وقد انعكس هذا الاهتمام الكبير على قوة المؤسسات التي تدير هذه الرياضة في العالم. ولكن هناك نقطة أخرى غير لطيفة في هذا الأمر تتمثل في أن كلا من الاتحاد الدولي والأفريقي لكرة القدم بدأ في التركيز على الأهداف الاستثمارية عند تنظيم البطولات بما ينعكس على المتعة الحقيقية وذلك بزيادة عدد الدول وإتاحة الفرصة لمنتخبات هزيلة للمشاركة في بطولات كبرى بهدف زيادة العائد المادي، بصرف النظر عن القيمة الفنية وهو ما فعله الاتحاد الأوروبي في أمم أوروبا وكذلك الاتحاد الأفريقي في أمم أفريقيا الأمر الذي يعكس نفوذ هذه الاتحادات لأن من يعترض من الدول لا يشارك في البطولة. وحاولت بعض دول أوروبا إنشاء بطولة تحت اسم السوبر الأوروبي لكن الفيفا سارع وأعلن أن من يشترك في هذه البطولات لن يلعب في كأس العالم محاولة منهم في التضييق على ظهور أية مسابقات أخرى حتى لا تضيع منهم «التورتة».
* لماذا تبدو البطولات العربية هزيلة أمام تلك البطولات؟
- المشكلة تكمن في أن هناك أندية مرهقة بسبب اللعب المستمر والمتواصل في الدوري والكأس والبطولات القارية وكأس العالم للأندية وخلافه، وبالتالي لم تعد هناك فراغات كافية لتشكيل بطولات قوية. وعندما كان المستشار تركي آل الشيخ موجودا في الاتحاد العربي وأنشأ أول بطولة عربية لكرة القدم، خصص جائزة كبيرة للبطل بقيمة 100 مليون جنيه تقريبا مقارنة بجائزة الاتحاد الأفريقي التي تبلغ حوالي 15 مليون جنيه فقط وقد تشرفت بإجراء القرعة لهذه البطولة على مدار 3 سنوات متصلة بعد أن اختارني الاتحاد العربي لهذه المهمة، ولا شك أنها حققت جذبا قويا وشارك فيها أندية عظيمة منها الأهلي والترجي والاتحاد السكندري والإسماعيلي، فلو رصدت مبالغ قوية للبطولات العربية يمكن أن تحقق نجاحا كبيرا.
* ما رأيك في مستوى الاحتراف في العالم العربي وخاصة منطقة الخليج؟
- لو تكلمنا عن منطقة الخليج بشكل خاص أؤكد أن الدوري السعودي هو أقوى دوريات المنطقة والأكثر متعة وجاذبية للمشاهدة بالإضافة إلى أن الحضور الجماهيري يضفي عليه رونقا جميلا وقد حضرت هذه المباريات وعلقت على بعضها في المملكة العربية السعودية عندما تم تكليفي من قبل المملكة للتعليق على أول ثلاث مباريات للدوري السعودي على القنوات المفتوحة وكانت تجربة رائعة وممتعة جدا وشاهدت روعة وجمال تشجيع الجماهير السعودية في الملعب وكانت حالة جميلة أشبه بالموسيقى الرفيعة وكذلك الدوري الإماراتي جيد لكن السعودي في منتهى القوة. وإذا تكلمنا عن الاحتراف الخارجي فبكل تأكيد تعتبر الجزائر والمغرب ملوك هذا الأمر ولديهما لاعبون كبار جدا في العالم وهما أنجح الدول العربية في عملية تصدير اللاعبين للعالم.
* ما سر عدم انتشار اللاعبين المصريين في الخارج مقارنة بباقي الدول الأفريقية؟
- المشكلة في مصر تكمن في نظام التعامل مع اللاعبين الصغار، هناك مثلا مطبخان رئيسيان في أوروبا للتعامل مع تصدير اللاعبين الصغار للدوريات الكبرى هما المطبخ الهولندي والبلجيكي وعندما يقصدون لاعبا مصريا صغير السن بهدف تسويقه بعد فترة فلا تتم الصفقة بسبب المبالغة في المقابل الذي يريد الطرف المصري الحصول عليه، مما يدفع الأجانب للبحث عن الأرخص في دول أخرى فالمغالاة في مصر من أسباب مشكلة احتراف المصريين بالخارج وتكون النتيجة أن لاعبينا المحترفين يقطعون التذكرة ذهابا وعودة مثل رمضان صبحي وأحمد فتحي وآخرين ومن نجح لدينا كان في الدوريات التركية والتي لا تعد على المستوى الأوروبي الحقيقي.
* كيف تحول اللواء مدحت شلبي ليصبح «جنرال» الإعلام الرياضي المصري؟
- بالفعل أنا خريج كلية شرطة وحاصل أيضا على ليسانس حقوق جامعة عين شمس، وهي الدراسة التي مكنتني من إتقان اللغة العربية لحد ما وقد لعبت الصدفة دورا كبيرا جدا في دخولي مجال الإعلام بجانب توفيق ربنا سبحانه وتعالى ولما دخلت التلفزيون المصري لجأت لبرامج المسابقات حيث كان هناك زخم كبير وزحام في البرامج الرياضية والمذيعين الرياضيين وقدمت سهرات فنية كبيرة منها مثلا قصر النجوم وصالون الفن وغيرها وذلك في محاولة مني لعدم حصر نفسي في البرامج الرياضية ووفقنا الله وأكرمنا وقدمنا بعدها مئات الحلقات المتنوعة بالإضافة للجزء الرياضي ولما دخلنا عصر الفضائيات بدأنا مع «مودرن» وطلبونا ومشينا في المسيرة حتى اللحظة في قناة «أون سبورت» والحمد لله.
* تجمع أسرتك بين الرياضة والفن والإعلام فهل لديك أبناء في أي من هذه المجالات الثلاثة؟
- عندي بنتي نهلة وهي خريجة الجامعة الأميركية قسم تسويق وتعمل في نفس مجال دراستها ومجتهدة وناجحة فيه جدا ولا علاقة لها بالفن ولا الرياضة ولا الإعلام.
* ماذا تجهز للموسم الجديد؟
- كنت أتناقش منذ أيام مع رئيس القناة لنخصص إحدى الحلقات الثلاث التي أقدمها على قناة «أون» أسبوعيا لتكون حلقة مسابقات كبيرة تتضمن معلومات رياضية جميلة ومنافسة بين فريقين في الاستوديو من قدامى اللاعبين والمدربين والمشجعين في مختلف اللعبات الرياضية وليس كرة القدم فقط.
* هل يشبه برنامجك الشهير «دوري النجوم» بشكل جديد؟
* بالضبط. لقد قدمنا برامج كثيرة في هذا الإطار ولا زالت الفكرة محل نقاش وتطوير مع إدارة القناة. والمهم أن نستطيع تنفيذها لتظهر بمستوى جيد للجمهور العربي.
* كيف استطعت تحقيق كل هذا النجاح في عالم الإعلام الرياضي؟
- والله الحمد لله على كل هذا الحب الذي أستشعره من الجمهور في مصر وأيضا في المنطقة العربية سيما في المملكة السعودية وكذلك لبنان. وأنا أشكر ربنا على هذه المحبة ويمكن أن أكون مجتهدا لكن تبقى المحبة من عند الله.