القاهرة: قال إيهاب سعيد، رئيس شعبة الاتصالات في غرفة القاهرة التجارية رئيس مجلس إدارة الشركة المصرية للخدمات المجتمعية (خدماتي)، إن المنطقة العربية من أكثر المناطق استهدافا في محاولات التحايل الإلكتروني، بسبب تنامي استخدام التكنولوجيا داخلها، وانخفاض الوعي بضرورة وكيفية تأمينها.
وكشف تقرير حديث أصدرته شركة كاسبرسكي للحلول الأمنية عن ارتفاع محاولات الاحتيال في القطاع المالي عالميًا خلال العام الماضي، والتي جاء نصفها في محاولات الاستحواذ على حسابات بنكية، عبر محتالين يقدمون أنفسهم كخبراء أمنيبن لعملاء البنوك أو يدعون أنهم موظفون في شركة استثمار متعاقدة مع أحد المصارف عارضين عليهم طريقة سريعة لكسب المال أو طلب بيانات سرية لحساباتهم.
وأضاف سعيد، في حوار مع «المجلة»، أن البنوك العربية لديها إدارات قوية للأمن السيبراني لكن المشكلة في وعي المواطنين الذي بدأ في التزايد مع الرسائل المكثفة التي بدأت البنوك في إرسالها للعملاء على البريد الإلكتروني والهواتف المحمولة وتطبيقات «الواتس آب»، وتطالبهم بعدم التعاطي مع أي شخص يطلب بيانات تتعلق بحساباتهم.. وإلى نص الحوار:
* شهد بنك مصر، ثاني أكبر بنك حكومي في مصر، واقعة احتيال إحدى العصابات على عدد من عملائه.. ما تقييمك للواقعة؟
- الواقعة لن تكون الأخيرة، فعمليات التحايل الإلكتروني مرتبطة بوجود محترفين يتمكنون من جمع البيانات والمعلومات، ومواطن لديه قصور في فهم التكنولوجيا ولا يزال يجهل ضرورة حفظ بياناته وعدم مشاركتها مع أحد.
* كيف يصل المحتالون للعملاء؟ وما الطريقة التي يتبعونها لخداعهم؟
- المحتالون يطمئنون العملاء بجمع قدر من المعلومات عنهم، ويطالبونهم ببعض البيانات حتى يستطيعوا الحصول على الرقم السري وسحب الأموال من البنوك، ولا يزال بعض العملاء حتى الآن لا يحذرون من الغرباء في السحب ويطلبون مساعداتهم حتى في سحب أموال من ماكينات الصراف الآلي، لكن الأمر سيتغير مع تكثيف البنوك حملات التوعية خلال الفترة الأخيرة.
* هل القطاع المصرفي في مصر والمنطقة العربية مؤمن ضد الهجمات الإلكترونية؟
- الأمن السيبراني، الذي يشير لعمليات حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية في البنوك قوية للغاية وشديدة التحصين، خاصة بعد انتشار الشمول المالي والتحول الرقمي، ما يجعل المحتالين يغيرون وجهتهم نحو العملاء الذين يجب توعيتهم باستمرار، وشعبة الاتصالات تنسق مع البنك المركزي بمصر لتوعية المواطنين بجميع أصناف النصب والاحتيال التي وصلت إلى القطاعات شديدة الاحتياج كالمنح المالية للعمالة غير المنتظمة في خضم جائحة كورونا بمصر، وأسفر التعاون بين القطاع المصرفي والأمن المصري عن ضبط شبكة الاحتيال خلال ساعات قليلة.
* لاحظنا إقبالاً منقطع النظير على الكليات التي تدرس الذكاء الاصطناعي بمصر في موسم التقديم للجامعات الحالي.. هل يرتبط ذلك بالشمول المالي وانتشار الرقمنة؟
- التكنولوجيا والمعلومات أصبحت متداخلة بكل القطاعات حاليًا، وتمثل مستقبل الوظائف في العالم كله، وأصبحت العمود الفقري لأي مشروع أو مجال سواء القطاع المصرفي والضرائب والطب والهندسة، والأجيال الجديدة من الشباب لديها وعي كبير بفضل استخدام الإنترنت، وأصبحت تبحث عن الفرص المستقبلية للعمل وتستهويها مجالات البرمجة والشبكات وغيرهما.
* لماذا يجذب مجال الشبكات والاتصالات الطلاب الجدد عن الروبوت؟
- مجال الروبوت سيجد فرصة أكبر في المستقبل، والأمر ربما يرتبط بارتفاع تكاليف البرامج الدراسية المتعقلة به، والتي في غضون سنوات ستنخفض أعباؤها مع تنامي توظيف الذكاء الاصطناعي وتزايد خبرائه محليًا .
* جعلت الحكومة المصرية قطاع الاتصالات ضمن الجزء الثاني من برنامج الإصلاح الاقتصادي المتعلق بالهيكلة.. ما أهمية القطاع للاقتصاد المصري؟
- تستهدف الحكومة زيادة مساهمة قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الناتج المحلي ليصل إلى 5 في المائة في 2024، وقطاع الاتصالات يمثل أهمية حاليًا للاقتصاد المصري ومن المتوقع تسجيله نموا بنسبة 16 في المائة خلال العام المالي الحالي، مع استثمارات للعام ذاته بنحو 60 مليار جنيه مصري، ومن المستهدف زيادة القدرات التصديرية من منتجات القطاع وخدمات التعهيد لتصل إلى 6 مليارات دولار أميركي.
* هل أصبحت وزارة الاتصالات أحد محاور الدولة لنشر الشمول المالي والرقمنة؟
- تقوم وزارة الاتصالات بجهود كبيرة في تعزيز سرعة الإنترنت، بجانب منصة مصر الرقمية التي تقدم نحو 90 خدمة في مختلف المجالات، بالتعاون مع الجهات مقدمة الخدمة، ومدينة المعرفة التي تضم مبنى للبحوث والتطوير في التكنولوجيا المساعدة، وآخر للابتكار والبحوث التطبيقية، كما أصحبت الوزارة وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة عبر إنشاء شبكة الفايبر «كابلات الألياف الضوئية» في الريف ضمن مبادرة «حياة كريمة» ستخدم 65 مليون مواطن مصري.
وتتضمن خطة وزارة الاتصالات أيضًا تطوير شبكات الاتصالات فى القرى وإنشاء ألف برج لتقوية شبكات المحمول، وتطوير وتحديث 900 مكتب بريد، وتوريد ألف ماكينة صراف آلي للتيسير على المواطنين وأصحاب المعاشات، في تلقي الخدمات البريدية والمالية.