الجهاد الدولي: تقدم القاعدة في بلاد الشام - حسن منيمنة - معهد أمريكان إنتربرايز مايو 2009

الجهاد الدولي: تقدم القاعدة في بلاد الشام
- حسن منيمنة
- معهد أمريكان إنتربرايز
مايو 2009

[escenic_image id="555671"]

يُقصد بالجهاد الدولي تلك الحركة التي يربط بين أجنحتها إرتباط هش وتضم جماعات عسكرية وإرهابية على مستوى العالم وبرزت على الساحة في أعقاب العمليات الإرهابية التي وقعت في الحادي عشر من سبتمبر.

ومن الواضح أن الأمور الرئيسية التي يتضمنها هذا التقرير يأتي في مقدمتها سؤال هام حول ماهية تنظيم القاعدة أو بعبارة أخرى هوية أعضاء هذا التنظيم، وثانياً ما إذا كانت هناك معايير عملية لتحديد هوية أعضاء التنظيم والتمييز بين هؤلاء وغيرهم من الإرهابيين.

والأمر الذي يحتمل أن يكون غامضاً في تقرير "تقدم القاعدة في بلاد الشام" يتمثل في أن التقرير يزعم أن أعضاء القاعدة قليلون من حيث العدد وأن قدرة التنظيم على تجنيد أعضاء جدد محدودة دون أن يوضح التقرير سبب تمكن هذا التنظيم الإرهابي من تحقيق هذا الكم الهائل من التدمير المادي والنفسي في الكثير جداً من الأماكن حول العالم بدءاً بالولايات المتحدة ووصولاً إلى أماكن أخرى مثل أندونيسيا.

وبخصوص موارد وأهداف القاعدة، يُقال إن إستخدام الإنترنت هو أكثر الوسائل فاعلية في كل من عملياتها وأنشطتها الرامية إلى تجنيد أعضاء جدد من أجل التنظيم. ووجود عدد مقلق من مواقع الجهاديين والكتاب والمدونات والمساهمين _الذين أطلق عليها التقرير "أنصار القاعدة"_ هو الدليل على أن الحرب على الإرهاب هي في الأساس حرب يتم شنها في مجال الأفكار كما يؤكد ذلك على أهمية إقناع الأهداف السهلة والأشخاص الذين يسهل إقناعهم بالفساد والإنحطاط الذين تنطوي عليهما أفكار القاعدة وغيرها من الحركات الجهادية ذات الصلة. 

ومن بين أكثر الجوانب أهمية وتشويقاً في تحليل منيمنة الطريقة التي تسهم بها القضية الفلسطينية في الإستراتيجية الشاملة للقاعدة، فبادئ ذي بدء يزعم المؤلف أن الإسلامية العدوانية تتجلى في معسكرين رئيسيين لكل منهما خصائصه المميزة جداً. وهذان المعسكران هما الجماعات الشيعية والسنية مثل حزب الله وحماس اللذين يتلقان الدعم من إيران وشبكة القاعدة التي تتألف من الإسلاميين السنة الراديكاليين. ربما تنطوي هذه الطريقة على شيء من المبالغة في تبسيط الأمور، لكنها تعطي أيضاً فكرة عن الإنقسام الواضح في الحركات الإسلامية السنية.

وثانياً، بالرغم من أن أهداف القاعدة عالمية وأن التنظيم غير معني على نحو خاص بأي قضية تخص المسلمين، فإن رمزية القضية الفلسطينية قد كان لها دور في تشكيل إستراتيجية التنظيم. وفي هذا الصدد، فإن المنطق واضح ومباشر: من خلال منح القضية الفلسطينية الإهتمام بطريقة ما وإظهار بعض الدعم للفلسطينيين، تتوقع القاعدة أن تحظى بمزيد من التعاطف والدعم في الشرق الأوسط. وبالرغم من ذلك، فإن التنظيم الإرهابي تغيب عن هذا السيناريو فيما يتعلق بالعمليات والإجراءات التي يتم إتخاذها ضد إسرائيل.

لقد تغيرت إستراتيجية إنخراط القاعدة مع حماس بمرور السنين وكانت أكثر هذه الإستراتيجيات ثباتاً تتمثل في الضغط على قيادة حماس مع توجيه النقد للحركة فيما يتعلق بالعديد من الإجراءات دون إغفال جانب النصح لها. وبوجه خاص، يزدهر التنظيم عندما تصلح حركة حماس من نفسها وتتجه نحو مذهب يشبه ذلك الذي تروج له القاعدة. ويرى البعض أن حماس قاومت هذه الضغوط زاعمين أنه ليس هناك من يحق له أن ينصب نفسه على حماس كي يملي عليها مسارها ووجهتها.

وفي بلاد الشام، لا يقتصر تنظيم القاعدة على المنطقة الإسرائيلية الفلسطينية. ومن الواضح أن قيام التنظيم بعملياته في لبنان وسوريا والأردن ليس بنفس سهولة قيامه بها في أماكن أخرى مثل اليمن وأفغانستان وباكستان. فكما يطرح التقرير، فإن تنظيم القاعدة يعتبر بيروت وعمان ودمشق بمثابة مناطق محظورة بالنسبة له نتيجة لصرامة الرقابة الأمنية التي تفرضها حكومات تلك العواصم. وبدلاً من ذلك، فإن التنظيم يعتبر الشمال الريفي اللبناني (الذي يمثل السنة أغلبيته) ومعسكرات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الذي تسوده ظروف معيشية غاية في الصعوبة) بمثابة المناطق التي ترى فيها القاعدة فرصة سانحة للقيام بعملياتها وأنشطتها التجنيدية والدعائية. وتغيب عن نوايا القاعدة بشأن قلاع الغزو كل من سوريا والأردن نتيجة لظروفهما الجغرافية وطبيعة أنظمتهما الأمنية. 

ويصف التقرير القاعدة بأنها تنظيم يعمل بإيقاع بطيء ويستغرق العديد من السنوات من أجل التخطيط لإجراءاته وتحركاته. وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو نقص الموارد الملائمة. وفي واقع الأمر، كان من بين أولويات المجتمع الدولي في حربه على الإرهاب تجفيف الموارد المالية لتنظيم القاعدة. 

إن القاعدة بمثابة خطر هائل خصوصاً عندما نأخذ في الإعتبار جميع الجوانب المجهولة بشكل عام عن التنظيم أو ما يُطلق عليه "أخص الخصائص الخافية".

ومع ذلك، فإنه وفقاً لما قاله خبير المخابرات الأمريكية الذي كان يشغل منصب نائب مسئول المخابرات القومية للمخاطر الخارجية: "ينبغي أن ننظر إلى الجهاديين على إعتبار أنهم خصوم مفككون وبائسون وقليليون وفي نفس الوقت لديهم القدرة على التدمير والقتل. فالقاعدة ليست لديها سوى حفنة من الأفراد الذين لديهم القدرة على التخطيط لعمليات إرهابية وتنظيمها وقيادتها، وقدراتهم أقل بكثير من رغباتهم".

ولمطالعه التقرير كاملاً:

font change