بيروت: أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد للحكومة ستجرى يوم الاثنين المقبل، وهي الاستشارات الثالثة التي ستجرى بعد استقالة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب الذي استقال في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس (آب) الماضي. فهل سيكون مصير الرئيس المكلف الجديد الفشل في تشكيل حكومة لإدارة الأزمة كمصير من سبقوه في تولي هذه المهمة؟
موقف الكتل النيابية
منذ إعلان موعد الاستشارات النيابية الملزمة بدأت أسهم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي تعلو في أروقة بعض المقرات الحزبية، ففي المعلومات ميقاتي هو الاسم المطروح من حركة أمل والحزب التقدمي الاشتراكي، وتيار المردة، والحزب السوري القومي الاجتماعي، إضافة إلى تيار المستقبل الذي يفترض أن يحسم خياره في الساعات المقبلة، فالرئيس ميقاتي على تواصل دائم ومفتوح مع الرئيس الحريري، ومع رؤساء الحكومات السابقين والشروط التي لدى هؤلاء لا تختلف كثيراً عن تلك التي كان الحريري يطالب بها أثناء توليه المهمّة أي الرفض المطلق لأي ثلث معطّل لفريق رئيس الجمهوريّة، وبعض الشروط التي لها علاقة بالحقائب، وكذلك فإن ميقاتي حذر من هذه الخطوة باعتبار أن التنازل الذي لم يقدمه سعد الحريري لن يستطيع أن يقدمه أي شخص آخر، وإلا كان يمكن للحريري أن يقدم عليه ويشكّل حكومة.
أمّا بالنسبة لحزب القوات اللبنانية فقد أعلن رئيسه سمير جعجع أنه «انسجاما منا مع مواقفنا السابقة فإننا لن نسمي أحدا في الاستشارات النيابية الملزمة»، لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة بعد اعتذار الحريري.
وأوضح جعجع في مؤتمر صحافي أن هذا القرار يأتي «انسجاما منا مع مواقفنا السابقة وقناعتنا بأنه من المستحيل الوصول إلى أي إصلاحات ما دام الثنائي، الرئيس ميشال عون- حزب الله، وحلفاؤهما، ممسكين بالسلطة».
وفي المقابل تتقاطع المعلومات حول مرشح التيار الوطني الحرّ الذي سرّبت مصادره في الساعات الأخيرة بأنّه سيسمي نواف سلام، كبادرة حسن نيّة تجاه الأميركيين، في حين ترجّح مصادر أخرى عدم تسمية التيار لأي مرشح في الاستشارات، خصوصا إن لم يكن هناك توافق مسبق مع حزب الله حول الاسم.
العقبات أمام ميقاتي
ولكن على الرغم من ترجيح كفّة ميقاتي حتى الآن بانتظار ربع الساعة الأخير، يبدو أنّ هناك عقبات قد تقف أمام وصول ميقاتي إلى هذا المنصب في التوقيت الصعب.
الأولى أن علاقته مع رئيس الجمهورية لا يمكن وصفها بالجيدة، وهو الذي قال يوما إن «التعايش بين عون وأي رئيس حكومة مستبعد»، فكيف سيتعايش معه لتأليف حكومة بمهمّة صعبة؟
العقبة الثانية تتعلق بالتفاهم مع الحريري الذي أعلن عقب اعتذاره بأنّه لن يسمي بديلا عنه، ولن يغطي أي حكومة في عهد عون، فهل سيبدّل الحريري موقفه ويبارك لميقاتي ويؤمن له الغطاء السني الكامل شرط التزامه بالسقف الذي وضعه الحريري لنفسه؟
العقبة الثالثة هي العلاقة مع السوري وهي الآن ليست على ما يرام، كذلك مع حزب الله، وعدم حدوث اتفاق سينتج بالطبع عرقلة في عملية التشكيل.
إذن يبدو أنّ الاتفاق على اسم مكلّف لتشكيل حكومة جديدة لم يتبلور بعد، خصوصا بعد دخول الفرنسيين على خط التسميات، وتفضيلهم طرح شخصية مستقلة على غرار مصطفى أديب، لتشكيل حكومة تكنوقراط من اختصاصيين غير محزبين تفاوض صندوق النقد وتشرف على الانتخابات تحضيراً لحكومة ما بعد الانتخابات التي تنطلق بخطة التعافي والإصلاحات، ولكن هل سيسهّل الثنائي عون وحزب الله عملية التشكيل، أم سيضعان أحجار العثرات في مهمة الرئيس الجديد بغض النظر عن اسمه ليشهدوا على سقوط البلاد أكثر وأكثر في الأزمات التي تتفاقم بشكل دراماتيكي؟