القاهرة: تنمو صناعة الترفيه عالميًا بوتيرة متسارعة لتتجاوز صناعات ضخمة تسيدت العالم طوال قرون مدفوعة بنمو التكنولوجيا والرقمنة، ليصبح الترفيه حاليًا أحد أكبر مصادر التوظيف الدائم والمؤقت عالميًا، مع تغير أنماط فكر الأجيال الجديدة نحو تحويل العمل إلى مصدر سعادة.
يبلغ حجم صناعة الترفيه عالميًا نحو تريليوني دولار، وتشكل نحو 6 في المائة من مجمل الدخل القومي للولايات المتحدة أكبر اقتصاديات العالم، فاتحة مجالاً لتوظيف 2.5 مليون شخص بأميركا، و6 ملايين شخص في الهند التي تنمو فيها تلك الصناعة بمعدل يصل إلى 12 في المائة، وفقًا لمؤسسة «برايس ووتر كوبرز» البحثية.
انتقل الترفيه في العقود الأخيرة من مجرد نشاط بشري هدفه الترويح عن البشر إلى صناعة تشهد منافسة حامية الوطيس بين الدول على توفير مقوماتها لشعوبها، للحيلولة دون سفرهم بحثًا عنها في أماكن أخرى، مع نمو أرباح شركات الترفيه وفي مقدمتها «والت ديزني»لتسجل إيرادات سنوية تتراوح بين 13 و17 مليار دولار، وهو رقم ضخم يعادل ميزانيات بعض الدول.
تتسم صناعة الترفيه بالانتشار العريض وضمها تحت رحابها مجالات فضفاضة بين الإنتاج التلفزيوني والموسيقي والتلفزيوني والملاهي والألعاب الإلكترونية، وكل منها صناعة قائمة بذاتها يمكن حال توظيفها أن تحقق عائدًا بملايين الدولارات، خاصة إذا ما تمت في دولة مثل السعودية، لديها الملاءة المالية لدعم تلك الصناعات، وتمتلك شعبًا بعدد ضخم يقدر بنحو 35 مليون نسمة.
تمتلك المملكة العربية السعودية فرصًا لا تتكرر بصناعة الترفيه في ظل الدعم الذي تمنحه قيادتها لتلك الصناعة في رؤية 2030، وفي ظل النجاحات التي سجلتها هيئة الترفيه خلال عمرها القصير، الذي لا يتجاوز خمس سنوات، في اتخاذ العديد من الخطوات على الأرض التي تنذر بمستقبل واعد على مستوى الاستثمارات والإيرادات.
تتوفر لصناعة الترفيه بالمملكة العديد من مصادر القوة الداعمة لها بداية من مستوى معيشة المواطنين الجيدة واحتلال المملكة مؤشر السعادة عن عام 2020 كأسعد بلد عربي بجانب المركز 21 عالميًا، بحسب تقرير سنوي صدر برعاية الأمم المتحدة، علاوة على امتلاك السعودية مجموعة من الأسماء البارزة، بمجالات عدة تتعدى شعبيتهم المحلية للمنطقة العربية بأسرها.
«سنجعل من صناعة الترفيه أفضل ما يحقق عوائد للمستثمر المحلي والأجنبي».. بتلك العبارة وصف رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه السعودية تركي آل الشيخ، جاذبية القطاع الذي دخل في العديد من الشراكات مع المؤسسات العالمية، وجذب العديد من المستثمرين من الداخل والخارج للاستثمار بقطاع يمثل محوراً مهماً في رؤية السعودية 2030.
لدى هيئة الترفيه، التي تأسست عام 2016، طموحات كبيرة باحتلال المملكة مرتبة بين أول أربع وجهات ترفيهية بمنطقة آسيا ومركزا ضمن أول عشرة على مستوى العالم، عبر تعزيز إقامة المهرجانات والفعاليات، وتفعيل دور الصناديق الحكومية في المساهمة في تأسيس وتطوير المراكز الترفيهية، وعقد الشراكات مع شركات الترفيه العالمية، ودعم إيجاد خيارات ثقافية وترفيهية متنوّعة تتناسب مع الأذواق والفئات كافّة، لكن الأمر يتطلب أيضًا اقتحام عالم الإنتاج والصناعة والمنافسة بقوة في صناعة محتوى صالح للمنافسة المحلية والإقليمية.
يقول آل الشيخ إن الترفيه يعد قطاعًا واعدًا للاستثمار، وسيشبه مستقبلاً سوق الأسهم والعقار، إذ يخدم أكثر من برنامج من برامج رؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى إيجاد مصادر دخل للمملكة غير الدخل النفطي، والإسهام في تحسين جودة الحياة، والتقليل من قيمة الأموال التي ينفقها السعوديون على الترفيه والسياحة الخارجية.
وتتوقع دراسات اقتصادية وصول الإنفاق الاستهلاكي على الترفيه بالمملكة إلى 36 مليار ريال بحلول 2030 ما يجعل تلك الصناعة قادرة على استيعاب أكثر من 114 ألف وظيفة مباشرة، و110 آلاف وظيفة غير مباشرة بجانب توفير مبالغ ضخمة ينفقها شعب المملكة في الخارج، فوفقا للتقديرات ينفق السعوديون سنويًا ما بين 78 و100 مليار ريال سعودي في رحلاتهم الخارجية بسبب قلة وسائل الترفيه وتنوعها محليًا.
الإنتاج الفني
مثّل برنامج المقالب الشهير «رامز عقله طار»الذي رعته الهيئة العامة للترفيه للفنان المصري رامز جلال في رمضان توجهًا جديدًا نحو التسويق بإحدى مدن الملاهي في السعودية، والدخول في إنتاج مضامين ذات جماهيرية، فالبرنامج استقطب ملايين العرب في توقيت مثالي مع موعد الإفطار.
اعتمد البرنامج على فريق ضخم ضم 200 شخص من بينهم فريقان من إنجلترا وأميركا، جنبًا إلى جنب مع الشركات المحلية والكوادر السعودية، مما يتطلب تكرار الفكرة ذاتها في برامج أكثر عبر استقطاب أسماء عربية شهيرة لتقديمها من الجنسيات المختلفة، ففي النهاية وجود أكثر من جنسية في العمل، يضمن المزيد من فرص التسويق للمضمون.
ويمكن للإنتاج السعودي اقتحام مجالات تعاني قصورًا في الإنتاج العربي مثل الأطفال والشباب، وهي فئات عمرية يتم استقطابها عبر الفضائيات الأجنبية التي تحقق عائدًا مرتفعًا من وراء ذلك النشاط، ويمكن للمملكة استقطاب الكفاءات في مجال الإنتاج التلفزيوني الخاص بالأطفال والشباب والعمل على نقل الخبرات في الصناعة، خاصة أن كتابة المضمون ذاته لا تمثل مشكلة في ظل الثراء التاريخي والثقافي للمملكة.
تملك المملكة تجربة فريدة قبل سنوات بإنتاج فيلم «بلال»الذي استعرض حياة الصحابي الحبشي بلال بن رباح ودخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية؛ لاحتوائه أطول مقطع لمعركة مدتها 11 دقيقة ونصف، كما استطاع أن يكون خير واجهة للإنتاج السعودي بدبلجته لأربعة لغات عالمية، وكان ثاني فيلم سعودي يصل إلى أميركا ويجد صدى بين جمهورها.
تفتح تجربة فيلم«بلال»مجالاً عريضًا لاستثمار تاريخ المملكة العريق في مجال الإنتاج الفني بالمزيد من الشخصيات الملحمية، وتقديمها بمعالجة فنية تتعدى حدود المحلية وبمشاركة مجموعة من الفنانين الأجانب والعرب، خاصة بعد الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها لصالح إنعاش الإنتاج السينمائي المحلي.
وأعفت هيئة الإعلام المرئي والمسموع الأفلام المحلية من أي مقابل مالي لها على التذاكر في مختلف صالات العرض بمناطق المملكة لدعم منتجي الأفلام السينمائية المحليين والفنانين وصـُناع المحتوى، بعدما كان الفيلم السعودي سابقا يؤخذ منه 20 في المائة من إيراده مثله مثل الأفلام الأميركية، وهو مطلب نادى به المنتجون المحليون من أجل تعظيم مدخلات صناعة العرض السينمائي التي انطلقت بافتتاح أول دار عرض بمدينة الرياض في أبريل (نيسان) 2018.
ويُمكن للمملكة أن تجذب شريحة من الأفلام الأجنبية التي يتم تصويرها في الخارج والتي تمثل وسيلة دعاية مجانية لسياحة السفاري والتراث بجانب أنها مورد اقتصادي هام مثل اسكتلندا في أوروبا، والمغرب التي منحت 574 رخصة لتصوير مواد فنية أجنبية على أرضها خلال عام 2017 فقط ما بين أغانٍ وأفلام طويلة وقصيرة وإعلانات.
ويمكن للسعودية الاستفادة من التجربة التركية التي تسعى حاليا لاستقطاب منتجي الأفلام الأميركيين للتصوير في أراضيها، وسط نمو عائدات تصدير الدراما التركية عدة أضعاف في أقل من عقد، بعدما ارتفعت من 10 ملايين دولار عام 2008، إلى 350 مليون دولار في 2016 مع مستهدفات بوصولها إلي 750 مليون دولار بحلول 2023، مع مكاسب أخرى غير مباشرة بالترويج للسياحة الداخلية عبر تصوير جمال المدن في الأعمال المقدمة لمداعبة خيال السائحين العرب تحديدًا.
وقال مالك نجر، المنتج السعودي في مجال الرسوم المتحركة، إن شركات مثل «ديزني»،و«إتش بي أو»وصلت مراحل جيدة من التشبع في أسواقها الحالية، وهي تنظر لمنطقة الشرق الأوسط كفرصة للتوسع، هي مسألة وقت حتى تبتلع المنطقة، وهذا يهدد شركاتنا الإقليمية التي تعاني من مشاكل كثيرة تمنعها من المنافسة.
وأضاف، في تغريدة على موقع «تويتر»، أن الأفلام إذا نجحت تحقق عائدا مدهشا على الاستثمار، فميزانية فيلم Splitكانت 5 ملايين دولار، وأرباحه من شباك التذاكر فقط تجاوزت 105 ملايين دولار بمعدل ربح يتجاوز ألفين في المائة خلال عامين، ولذلك تنتج الاستوديوهات حزمة أفلام دفعة واحدة، وتراهن على نجاح اثنين أو ثلاثة منها فقط لتحقيق الربح.
وبصرف النظر عن مضمون فيلم «وجدة»لكن صموده في السينمات الأميركية لمدة 6 أسابيع كاملة وتكرار التجربة في فيلم «المحارب العربي»، يؤكد تشوق الجمهور العالمي لمتابعة أعمال عن المجتمع السعودي، ويمكن التعويل على تلك الفكرة في إعداد أعمال عن النقلة التي تشهدها المملكة في كل المجالات، خاصة في مجال تمكين النساء.
تمثل الدراما أيضًا مجالاً واسعًا أمام انتعاش صناعة الترفيه بالسعودية ويحتاج اهتماما بإنتاجها بعدما أصبحت تعاني من بعض المشكلات على مستوى المعالجة والتكرار وتوسيع مجال فكرة الأعمال لتتماشي مع الجمهور العربي بأسره وليس الخليجي فقط، ما يمكنها من المنافسة الحميدة للمسلسلات المصرية والسورية.
وصادف الموسم الرمضاني السعودي بعض الانتقادات على مستوى تكرار الأفكار وغلبة الكوميديا دون تنويع المحتوى ليشمل الدراما التاريخية والملحمية والدينية وهو أمر مستغرب في بلد عريق كالسعودية تملك أسماء بارزة سطرت ملاحم وطنية في العصر الإسلامي، وكذلك في عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، وسيرتهم موثقة في تاريخ العقيلات.
ووفقًا لشبكة «أو إس إن»المتخصصة في التلفزيون المدفوع لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فإن 33.3 في المائة من السعوديين يصل معدل مشاهدتهم للتلفزيون إلى ثلاث وخمس ساعات يوميًا، مقارنة بمعدل 2.7 ساعة يومياً في بقية العام، ما يعني أن الجمهور متعطش للمنتج الدرامي الجيد.
ويمكن لصناعة الفن السعودي أن تنطلق عبر تجزئة النشاط بتأسيس عدة شركات أو صناديق سعودية تابعة لهيئة الترفيه، يتولى كل منها التخصص في صناعة بعينها كالإنتاج السينمائي والدرامي والوثائقي، بجانب تفعيل نظام ورش الكتابة تحت قيادة كاتب محنك بما يكسب جيلا جديدا من الكتاب المؤهلات المطلوبة.
وقال أحمد سعد الدين، الناقد الفني المصري، إن السعودية تشهد حاليًا طفرة كبيرة في صناعة الترفيه خلال السنوات الخمس الأخيرة على مستوى البنية التحتية وتدشين المواسم الفنية وأماكن الترفيه، لكن تواجهها مشكلة في اللهجة التي تحول دون انتظارها عربيا.
يرى بعض النقاد أن السعودية يمكنها استهداف منطقة الخليج العربي أولا على مستوى السينما والدراما، على أن تتوسع بعدها في المنطقة العربية ثم المستوى الإقليمي، خاصة أن اللهجات الخليجية أصبحت أكثر انتشارا بفضل تميز الأغاني لدرجة استطاعتها جذب شباب في دول أخرى ومن بينها مصر والغناء بها.
أكد سعد الدين، لـ«المجلة»، أن الإنتاج المشترك مع مصر قد يكون فرصة جيدة أمام المملكة لكي تحقق انطلاقة سينمائية ودرامية، أو تتولى المملكة إنتاج أعمال مصرية سعودية تدور في البلدين بالكامل، يصب في النهاية بتحقيق عائد جيد علي مستوى التسويق.
واعتمدت السينما المصرية في السبعينات والثمانينات والتسعينات في كثير من إنتاجها على رأسمال سعودي تحت اسم «قرض التوزيع»، فكان المنتج المصري يحصل على أموال من الموزع السعودي لكي يبدأ تصوير العمل، وكانت النتيجة سلسلة أعمال، هي الأنجح في تاريخ الإنتاج المصري، ولا تزال معروضة حتى الآن ويحصل أصحاب القرض على عائد من العرض.
سياحة ترفيهية
تتقاطع مهام صناعة الترفيه كثيرًا مع قطاع السياحة، فكلاهما يصب في الآخر بشكل مباشر، فتدشين المشروعات السياحية الجديدة التي تتضمن أنشطة ترفيهية كمناطق الألعاب والملاهي المائية (الأكوا بارك)، وتنظيم الفنادق حفلات ومهرجانات غنائية وموسيقية لا يمكن عزله عن النشاط الترويحي عن المواطن.
وتشهد المملكة مشروعات سياحية عملاقة مثل: مشروع الرياض الخضراء أحد أكبر مشاريع التشجير طموحًا في العالم، ومشروع القدية الذي تتضمن مرحلته الأولى أكثر من 45 مشروعًا، فضلاُ عن بوابة الدرعية الذي يستهدف جذب 25 مليون زائر وسائح سنويًا من داخل وخارج المملكة، بجانب مشروعات شركة البحر الأحمر للتطوير العقاري السعودية التي تعيد تشكيل الخريطة السياحية العالمية بأسرها.
أطلقت «مواسم السعودية»قبل عامين نحو 11 موسمًا سياحيًا تغطي معظم مناطق المملكة نجحت في جذب الملايين من الزائرين، موزعة بين موسم الشرقية بنحو 3 ملايين زائر، وموسم جدة بنحو 9 ملايين زائر؛ وفي موسم الطائف جذب 2.5 مليون زائر، وتمكن موسم الرياض من الوصول إلى 10.3 مليون زائر و206 آلاف سائح.
واستقطبت هيئة الترفيه السعودية العديد من الأسماء العالمية في حفلاتها كالموسيقار العالمي، ياني كريسماليس، وفرقته التي نظمت عدة حفلات، وكذلك الموسيقار الفرنسي العالمي جان ميشال جار، والموسيقار العالمي جيرجيلي بوغاني، والذين استطاعوا جذب أنظار وأسماع جمهورهم العريض على مستوى العالم بأسره.
وتكاملت تلك التطورات مع عزم الهيئة إنشاء معهد للموسيقى بالتعاون مع رموز فنية فى عالم العزف على الآلات الشرقية والغربية في آن واحد، لاستقطاب أكبر قدر من المواهب السعودية، التي لم تدرس أو تثقل تجربتها منذ الصغر، خاصة أن السوق السعودية جاهزة لصناعة جيل جديد من الموسيقيين.
وباتت العديد من مدن الملاهي السعودية مصنفة ضمن الملاهي الأفضل في منطقة الشرق الأوسط على مواقع السفر، ما يجذب مستقبلاً قطاعا من السائحين خاصة مع تمتع بعضها بمساحات شاسعة تصل إلى 15 ألف متر، بجانب التنويع في الخدمات الترفيهية المقدمة لتتضمن التزلج على المنحدرات والثلج وسباقات الفورميلا.
وقال المحلل المالي المصري محمد كمال إن صناعة الملاهي شهدت نمواً ملحوظًا عالميا خلال الفترة ما بين عامي 2015 ــ 2019، وبلغ مجموع إيرادات مدن الملاهي في 2017 نحو 45.2 مليار دولار، بينها 17 مليارا لـ«والت ديزنى»، مشيرًا إلى وجود توقعات عالمية بوصول حجم سوق الملاهي العالمية إلى 70.83 مليار دولار بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي 5.8 في المائة بسبب زيادة الإنفاق الاستهلاكي وتنامي أعداد السكان.
ويضيف كمال لـ«المجلة»، أن تلك الصناعة لا تزال ضعيفة عربيًا فلا توجد شركات ضخمة مقيدة بالبورصات في ذلك المجال على عكس الهند والصين وأميركا، فالأخيرة وصل العائد من أنشطة الملاهي بها إلى 20 مليار دولار عام 2019، بينما تصل في الصين إلى 40 مليار يوان في العام ذاته (6.3 مليار دولار).
الألعاب الإلكترونية
تؤكد تجربة كورونا أن صناعة الألعاب الإلكترونية كانت المستفيد الأول من جائحة كورونا، بعدما حققت مبيعات قياسية تتجاوز التوقعات، ففي مارس (آذار) 2020 بيعت 4.3 مليون لعبة إلكترونية في أسبوع واحد فقط، كما انتعشت بطولات الألعاب والرياضيات الإلكترونية على المستويات المحلية والدولية.
ويقول محمد أيمن، رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد المصري للألعاب الإلكترونية، إن صناعة الرياضات الالكترونية وصلت إلى 1.1 مليار دولار عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 1.7 مليار دولار بحلول عام 2022 ما يخلق ثروات خيالية للشركات التي تعمل في تطويرها.
وتؤكد دراسات لقياسات الرأي العام أن أكثر من 50 في المائة من العينة المستطلعة آرائها في السعودية زادوا عدد الساعات التي يقضونها في ممارسة الألعاب مع تمثيل لجمهور السيدات يعادل نحو 40 في المائة في الأعمار التي تتراوح بين 26 و35 عامًا بسبب ما فرضته جائحة كورونا من التباعد الاجتماعي.
وسجلت صناعة ألعاب الفيديو إيرادات عام 2014 بأكثر من ضعف صناعة الأفلام، بحجم 83.6 مليار دولار، مقابل 36.4 مليار دولار للأفلام، ما يجعل ذلك المجال منطقة استثمار ضخمة تعاني نقصا حادا على المستوى العربي وتبحث عمن يملؤها.
وقال أيمن، لـ«المجلة»، إن الرياضات الإلكترونية جزء من رؤية المملكة العربية السعودية لتحويل صناعة الألعاب والرياضات السعودية المزدهرة إلى آلة مدرة للدخل، وبالفعل اشترت المملكة حصصًا في شركات ألعاب كبري بداية من 14.9 مليون سهم في Activisionو7.4 مليون سهم في EAو3.9 مليون سهم في Take-Twoنهاية العام الماضي، كما أن السعوديين مهتمون بألعاب الكرة الإلكترونية واستطاع السعودي مساعد الدوسري أن يفوز بكأس العالم 2018/ 2019 في هذا المجال.
ويأتي النمو الملحوظ للألعاب الإلكترونية مع نقلة في سرعة الإنترنت بالمملكة التي تحتل المرتبة الثالثة عربيًا والمرتبة الـ12 عالميا في سرعة الإنترنت على الهواتف المحمولة ما يؤهل لنمو كبير بتلك الصناعة.
تحركات مستمرة
وقبل خمس سنوات، كان توفير العنصر البشرى مشكلة لصناعة الترفيه السعودية التي تتطلب عمالة من نوعية خاصة لديها القدرة على الإضافة للصناعة والتفكير خارج الصندوق لكن الأمر تغير كثيرًا بإنشاء الأكاديمية السعودية للترفيه بهدف تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية، بجانب التوسع في تخصصات السياحة والإعلام بالكليات.
لا يمثل توافر العنصر البشري المدرب مشكلة على المدى البعيد في ظل مزايا التركيبة السكانية بالمملكة فنصف مواطنيها تقل أعمارهم عن خمسة وعشرين عامًا، وتستفيد الأجيال الجديدة بقوة من الخطط والبرامج التنموية البشرية وفي مقدمتها «جودة الحياة»الذي تبلغ نفقاته الاستثمارية 130 مليار ريال منها بينها نفقات حكومية رأسمالية تقترب من 60 مليار ريال، و23.7 مليار ريال للقطاع الخاص.
يتوقع خبراء اقتصاديات أن تجني المملكة ثمار صناعة الترفيه خلال سنوات قليلة بعدما ارتفعت الأنشطة الترفيهية لقرابة ثلاثة آلاف نشاط، وفي ظل عشرات المشروعات السياحية الضخمة التي في طور التنفيذ.
التطور الملحوظ في صناعة الترفيه بالسعودية لا يمكن لأحد إنكاره، وحجم الإنجاز المحقق منذ تدشين الهيئة قبل خمس سنوات بظهور الجهود الحثيثة والاهتمام المتزايد بتلك الصناعة، لكن المستقبل بما يضمه من طموحات وتحديات يتطلب المزيد من الخطط والتحركات لتحقيق المأمول.